|
|
 القروش راقدة !
|
القروش راقدة!..
الكاتب/ عبد الله الشيخ
Monday, 11 May 2009
كيف يفسر ذوو الولاء للحزبين الكبيرين غياب حزبيهما الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة بصورة شبه كاملة عن الساحة السياسية؟ هل هذا الغياب مرصود من جانب الجماهير داخل الحزبين؟ أم هو غياب مقصود من جانب القيادة ، وما هو سبب الغياب هل هو غياب بسبب أم هو غياب (مسبب)؟.
الحزبان الكبيران، كما يحلو لهما تسمية نفسيهما لا يمارسان الغياب لأن السلطة القائمة حالياً تمارس عليهما الحجر أو العسف أو العنف، أو القهر.. فهما والنظام عسل على لبن، وفي كل سانحة يجدها قادة الحزبين الكبيرين يقول هؤلاء القادة إن النظام الحالي (مافي أحسن منو)!.
فلنستبعد إذن تسبيب غياب لظروف أو أسباب نضالية.. فهل هذا الغياب بسبب ضيق ذات اليد؟ لا والله.. هؤلاء لا يعرفون ما يسمى بضيق ذات اليد (القروش راقدة بالهبل) في جيوب السادة، وأكثر مما يملكون تفضلت عليهم الإنقاذ، التي أعلنت أنها أعادت إليهم الكثير من العقارات والخزانات، ودفعت التعويضات.. وأكثر مما يحلمون, تفتح لهم الإنقاذ خطوط تواصل مالي وتجاري لا نعرفها، ويا لها من دروب.. شيء من الوزارة الحالبة أو من القصر القصير القامة أو من خزائن شارع المطار مباشرة!.. أو دروب أخرى تعرفها الجهات التي تدفع من وراء ظهر القصر ومن وراء ظهر الوزارة الحالبة، وبعلم (سلطات شارع المطار)!.
إذن لا يمكن تسبيب الغياب بضيق ذات اليد!.. فهل يعلل السادة والقادة في الحزبين الكبيرين أسباب الغياب بانعدام الكوادر التي تدير العمل الجماهيري أو التنظيمي!؟ لا والله، هذان الحزبان, ولكثرة ما فيهما من كوادر فإن حزب المؤتمر الوطني أبت نفسه إلا أن يستورد تلك الكوادر النشطة العاملة للانخراط فيه (لمزيد من تجويد الأداء) في المؤسسة الحزبية الحاكمة!..
إذن ما السبب الذي يجعل حزبين حازا على أغلبية الدوائر الجغرافية ينزويان، ويختاران الخلوة؟. ربما لأن الحزبين الكبيرين على غير رضا بما يحدث من تصرفات الحكومة، أو بسبب مجاهرة أعدائها الدوليين والمحليين بالغبن والغباء! ولكن مثل هذا السبب لا يدفع الكبار- إن كانوا كباراً- إلى القنجرة، بل للمزيد من الانغماس في معاركة قضايا الوطن!..
وفوق كل ذلك، هل سأل سائل من أهل الولاء للحزبين أولئك القادة وهؤلاء السادة عن أسباب الغياب ومعاذيره؟ وهل تلتقي القيادة في الحزبين برجال الصف الأول والثاني للتفاكر، أم انه لا رجال أصلاً (حول الرئيس)؟.. الواقع أن هناك رجالاً كثر حول (الرئيس)!..
لم يتبق إلا تكهن أخير.. هناك اتفاق ما تم بين قيادة الحزبين الكبيرين والحزب الحاكم.. اتفاق (سري وساري المفعول)، سري للغاية ولا يمكن الخوض فيه، لكن يمكن أن تراقب مفعوله وسريانه, وهما ظاهران! ليس طبيعياً أن يغيب الحزب الأول والثاني من الساحة لسبب ما لم تكن (الدنيا فيها ملعوبية)!..
ولاستنتاج هذه الملعوبية دعونا نحدد المستفيد الأول، والدنيا بنوك!.. أيها الراشدون! هناك شيكات مالية وسياسية لا تُصرف إلا للمستفيد الأول.. وهناك دفوعات وهبات لا يستطيعها، أي لا يدفعها غير المستفيد الأول.. وبلغة أكثر دقة لا يمكن لجهة أخرى، داخلية أو خارجية, أن تعطل ميكانيزم حزبين جماهيريين اعتليا مقاعد البرلمان أكثر من مرة باكتساح الدوائر الجغرافية! فهذا الفعل الخارق لا يقدر عليه إلا هذا المستفيد الأول!.
وهنا مربط الفرس.. كم أعطى المستفيد الأول من الهبات والصدقات؟..
إن لم يكن في هذا الدفع المقدم دوسيهات و(إبراء ذمة) فحدثونا عن أسباب غيابكم!.
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
emad altaib
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست