|
.. المؤتمر الوطني ..حزبٌ أم عصابة ؟؟
|
المؤتمر الوطني ..حزبٌ أم عصابة ؟؟
يعتقد الكثيرون -وهم على خطأ – أن الدكتور غازي صلاح الدين العتباني هو من تيار المصالحة والإنفتاح ، هؤلاء لا يطالعون تاريخ الدكتور العتباني وهو يتقلب في وزارات الإنقاذ المختلفة في حقبة أمتدت لعشرين عاماً ، وهو أيضاً صاحب نظرية الثوابت التي دونها المهج والأرواح ، كما هو الذي طلب من دول الإيقاد بأن تشرب من البحر إذا رفضت ثوابت الإنقاذ لأن السودان حسم وجهته نحو العروبة والإسلام ، غير كل ذلك تشير تقارير المخابرات المصرية أن الدكتور غازي هو الذي سهّل من السودان خروج المجموعة التي حاولت إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أببا في منتصف تسعينات القرن الماضي ، وهناك صلة علاقة كبيرة بينه وبين كل من إسحاق احمد فضل الله و الطيب مصطفى ، فقد شكلَ هذا الثالوث رأس الحرب الإعلامية التي كانت تستهدف الحركة الشعبية ، فكان الدكتور غازي صلاح الدين وزيراً للثقافة والإعلام ، والطيب مصطفى مديراً للتلفزيون ، وإسحاق أحمد فضل الله يرعى روحياً البرنامج الكريه " في ساحات الفداء " ،و بعد إقبال إتفاقية نيفاشا وجد هذا الثلاثة أنفسهم كما قال الغازي " بلا أعباء " ، وتراجع دور الدور غازي صلاح الدين في ظل تمدد دور الأستاذ/علي عثمان محمد طه والذي خطف من الأول ملف إتفاقية نيفاشا ، حدثت فجوة كبيرة بين الرجلين ، فواقع السودان بعد مفاصلة الإسلاميين أصبح يقبل الناس برهطهم وليس بحجمهم التنظيمي ، فرهط النائب الثاني يزيد عن رهط العتبانيين وإن تحلقوا حول موائد العلم والصحافة ، عاد الدكتور غازي صلاح الدين إلي واجهة الاحداث من جديد بعد أن تم شمله في كشف المستشارين ، تمنع قليلاً وصرح بأنه لا يقبل منصباً بلا أعباء لكنه قبل به في خاتمة المطاف ،و ليس صحيحاً أن الدكتور غازي صلاح الدين هو من تيار الحمائم ، والدليل على ذلك أنه سعّر الحملة الإعلامية ضد المناضل ياسر عرمان ، والغازي صلاح الدين أصبح الآن الأب أشنودة السودان ، فهو يقرأ نصوصاً من الإنجيل تُحرم الزنا ، ومن هذا المنطلق يبرر تطبيق الحدود على غير المسلمين ، ومن هنا نصب الدكتور غازي نفسه وصياً على المسيحيين في السودان ، وربما نسى أن الغرض من تطبيق الشريعة الإسلامية هو العدل ، وإقامة العدل ليست محصورة فقط في تطبيق حد الزنا والسرقة ، وماذا قالت الشريعة الإسلامية عن القتل والقصاص وسرقة المال العام وإغتصاب الفتيات ؟؟ والعدل المنشود لم يحظى به حتى المسلمين في دارفور ناهيك أن يحظى به من سواهم من اصحاب الديانات في السودان ، كما لا ننسى أن التشريعات الإسلامية التي أقرتها الإنقاذ تمثل المجهود الفكري لحزب المؤتمر فقط ولا تمثل كل المسلمين في السودان ، فمثلاً لا يستطيع حزب المؤتمر الوطني محاكمة أحمد هارون كما فعل سيدنا عمر بن الخطاب مع واليه في مصر عندما ضرب أحد الأشخاص وعيّره بالقول : خذها مني وأنا إبن الأكرمين ، طلب سيدنا عمر بن الخطاب من ذلك الشخص المظلوم بأن يقتص لنفسه من الوالي ويضربه ويرد عليه الإهانة بالإهانة ، وقد تبرأ الرسول ( ص ) من العملية العسكرية التي قام بها سيدنا خالد بن الوحيد على بني عبد المصطلق عندما قتل بعضهم عن طريق الخطأ ، هذه الضروب من العدالة غير متوفرة في شريعة الإنقاذ ذ ، والأخ ياسر عرمان يعتبر نفسه ممثلاً لكل السودانيين بكافة معتقداتهم وثقافاتهم على العكس من الدور غازي صلاح الدين الذي لا يرى في السودان غير العرب والمسلمين ، لذلك يحقد حملة راية ساحات الفداء على الأخ ياسر عرمان ، لأن ما قامت به الحركة الشعبية في السودان يُعتبر تحقيق رؤية ما كان لها أن تتحقق لولا وجود أشخاص ، أوفياء ، مخلصين للقضية مثل الأخ ياسر عرمان ، نعم أرتد كيدهم في نحرهم ، فالشارع السوداني الذي كانوا يهيجونه بخطب التكفير لم يخرج ضد المناضل ياسر عرمان ، بل تبرع المقاتلين والأوفياء وهم يتحدثون عن نبل الأخ ياسر عرمان في زمن الحرب ، وظل الشارع الذي يطعن في الأخ/ياسر عرمان هو فقط الطيب مصطفى الذي ينفث زفراته الحارة ، وإسحاق أحمد فضل الله الذي تجاوز الخطوط الحمر عندما مجدَ قتلة الدبلوماسي الأمريكي السيد/غرينفيل ، أما غوبلز الحرب في قبة المجلس الوطني فهو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني ، والآن قد وصلت الأمور إلي مستوى تذخير السلاح في قبة المجلس الوطني ، فشلت الدعاية والحرب النفسية ، لذلك كانت النهاية هي اللجوء للعنف وإرهاب الصوت الحر ، لكن هيهات ، رجال من أمثال المناضل ياسر عرمان لا يخيفهم صوت تذخير السلاح ، صحيح أنهم أتوا إلي الخرطوم مسالمين وهم في متن قارب إتفاقية نيفاشا ، لكن هذا لا يعني أن بندقية الحركة الشعبية قد خمدت إلي الأبد ، أنها بندقية العزة والكرامة والحرية ، هي بندقية شريفة قادت إلي النصر ، وقد سقط القناع عن الذين أنشدوا : الليلة يا قرنق أيامك إنتهن ، فالحركة الشعبية ليست شخصاً إن مات الرمز أو طلبته المحكمة الدولية عجزنا عن تدبير البديل ، فالحركة الشعبية هي فصيل من الشجعان ، شجعان في الحرب ، وشجعان في قيادة السلام ، فحادثة شهر السلاح في المجلس الوطني تذكرني بممارسات البعثيين في بداية عهد صدام حسين ، فقد كانوا يقومون بتلاوة أحكام الإعدام ضد الرفاق في داخل قبة مجلس الشعب ، فهذا سلوك عصابات وليس سلوك حزب سياسي ، فالحرب قد وضعت أوزارها ونعمَ أهل السودان بالسلام ، ومن يريد أن يعود إليها فأمامه خيار أن يعود إليها منفرداً وبصفتة الشخصية وليس عليه فرض هذا الخيار على جميع الناس .
سارة عيسي
|
|
|
|
|
|