صافيناز كاظم...والطيب صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2009, 03:22 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صافيناز كاظم...والطيب صالح

    نظرية المقاومة الفحولية ضد الاستعمار!

    بداية أود أن أنوه إلى أني لا أوافق على مصطلح «الاستعمار» بمعنى «الاحتلال»، لأن «الاحتلال» عدوان، ومن ثم فهو «استخراب»، وليس استعمارا. ولأن «استعمار» كلمة إيجابية، كما وردت في القرآن الكريم، لكنني مضطرة لاستخدامها، مؤقتا، في هذا الحديث الذي أدخله، مضطرة كذلك، بعد أن فاض بي الكيل من الكتابات المغالطة الخاصة برواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للأديب السوداني الراحل الطيب صالح، كتلك التي كتبها الدكتور جابر عصفور بجريدة الأهرام، 2 مارس 2009، تحت عنوان «فقدنا الطيب صالح»، التي جاء فيها: «..فبطل موسم الهجرة إلى الشمال تنتهي حياته بنوع من الدمار، لأنه مضى مع حدية العداء للاستعمار إلى الدرجة القصوى، خصوصا حين جعل من نساء لندن فريسة له، يقودهن إلى الدمار، مستغلا فتوته الإفريقية، وأوهامهن عن فحولة الرجل الإفريقي الوحشي، وكان مصطفى سعيد يتصور أنه في سيطرته الجنسية على ضحاياه من نساء لندن البيض يثأر من الاستعمار الأبيض الذي احتل وطنه..»!.

    والله لولا مثل هذه الكتابة التي انهالت علينا بكمها الهائل بمناسبة رحيل الطيب صالح، غفر الله له، متجاوزة إطار التأبين الحزين وذكر محاسن الموتى إلى استغلال يحول العزاء إلى «موسم» تتسابق فيه الأحكام التلفيقية لإدخال البغل في الإبريق لما زججت بنفسي في هذه المداخلة.

    تقييمي النقدي لهذه الرواية يتلخص في الآتي: أنها من أقبح ما كتبه الحرف العربي، ولعل صفة القبح هي الوحيدة التي تؤهل هذه الرواية لتصنيف: «واحدة من أشهر» مئة رواية عربية، فشهرتها جاءت من قبحها، وليس من أهميتها أو جدواها. و كنت قد قرأتها حين صدورها عام 1969 في سلسلة روايات الهلال مع الضجيج الذي صاحبها، من الناقد الراحل جبرا إبراهيم جبرا، الذي اعتبرها «أحسن رواية ظهرت في الأدب العربي على الإطلاق..»، ووافقه الناقد الراحل رجاء النقاش في ترويج مكثف لها، قيل فيه الكثير، وإن كان أعجب ما قد قيل هو تفسيرها كرمز من رموز المقاومة الثقافية ضد «الاستعمار»!، بينما كان الذي سطرته بعد انتهائي من قراءتها هو: «أخيرا استطعت، بمجهود وصعوبة، قراءة هذه الرواية الفاحشة عن سيرة سفاح نساء، لا أكثر ولا أقل، سخر لها الطيب صالح فنه هباء بلا ضرورة».

    عدت، مجددا، لقراءتها بعد أن نسيت تفاصيلها، وهالتني بشاعتها لفظا ووصفا وتصورا وتساءلت: كيف رأى البعض بطلها «مصطفى سعيد» رمزا إيجابيا بين الشمال والجنوب، أو بين الشرق والغرب في ما لقبوه بـ «صراع الحضارات»؟، وإذا كان المقصود رسم صورة لنماذج إنسانية، فما هي الضرورة الفنية لكل ذلك التفحش في السرد؟، وأين هو الجمال المزعوم في صياغات كشف العورة البهيمية التي اعتمدها المؤلف في بنائه الروائي، ولم تضف إلى القارئ سوى القرف والاشمئزاز والإهانة؟.

    في مقال قيم نشرته جريدة «الشرق الأوسط»في11/4/2007، للكاتبة البريطانية جريزلدا الطيب بعنوان «من هو مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال»، أعجبني اقتصادها في نعت الرواية بقولها «روايته ذائعة الصيت»، نعم هي ذائعة الصيت، لكن هذا لا يجعلها نبيلة، ولا جليلة، ولا «أحسن رواية ظهرت في الأدب العربي على الإطلاق».

    الطيب صالح صاحب قدرة فنية، لا أطعن في ذلك، لكنه مثل مغن أضاع نعمة صوته الجميل في غناء كلمات نابية منزوعة العفة والحياء، وهو رائد، بلا شك، في مسيرة أدب الهوس الجنسي، المنغمس فيه الآن كتاب كثيرون وكاتبات، أبرزهم مؤلف رواية «تغريدة البجعة» التي «ذاع صيتها» بجدارة لفحشها، وهَيَّص لها نقاد ومعجبون لهم ذائقة أدبية وفنية مثيرة لتعجبي!.

    نقلا عن الشرق الاوسط عدد الخميس 12مارس 2009

    (عدل بواسطة مطر قادم on 04-12-2009, 03:24 PM)

                  

04-12-2009, 03:27 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صافيناز كاظم...والطيب صالح (Re: مطر قادم)

    وهكذا كانت التعليقات بموقع الشرق الاوسط

    التعليــقــــات
    عبد العزيز فهمي / القاهرة، «مصر»، 12/03/2009
    تحياتي للأستاذة صافي ناز وأنا أتفق معها في كل ما ورد بالمقال. لقد قرأت موسم الهجرة إلى الشمال منذ أكثر من ثلاثين عامًا بعد أن سمعت عنها ما جعلني أفتش عنها في كل مكان بالقاهرة حتى باعني نسخة من طبعتها اللبنانية الحاج أحمد مدبولي رحمه الله بشكل أشعرني بأننا نتعامل في ما هو محرم أو ممنوع. بعد أن قرأتها تخلصت منها مخافة أن يكتشف أحد حيازتي لها ولم أحاول أن أقرأها ثانية. أتذكر أنها احتوت على فصل ليس له علاقة بشخصية مصطفى سعيد عبارة عن حوار بين امرأة عجوز ومجموعة من الرجال طاعني السن يتناول العلاقة الحميمة بين الزوجين بألفاظ في منتهى السوقية والوقاحة وأظن أنه يمكن نزع هذا الفصل من الرواية تمامًا دون أن يؤثر في البناء أو السياق. لا شك أن الطيب صالح كاتب كبير ولكن موسم الهجرة ليست أفضل رواياته فـ دومة ود حامد وعرس الزين أفضل كثيرًا. بالتأكيد شهرة وانتشار موسم الهجرة أغرت الكثيرين من الكتاب العرب بالسير في ركابها فصدرت كتابات مثل الخبز الحافي وتغريدة البجعة ولكني أشك في أن تحقق مثل هذه الكتابات المفتعلة نجاحًا أو يتذكرها أحد بعد بضع سنين. /فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً/ رحم الله الطيب صالح.

    جيولوجي / محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 12/03/2009
    يبقى دائما هاجس الجنس على مر التاريخ البشري يجذب الكثير والكثير من بني الأنسان، وكثير من الكتاب اعتمد عليه في كتاباتهم وهذا الأمر مخالف لأمر الله لأنه يعد من اعمال نشر المنكر من القول مما يسبب اثارة الغرائز لدى الناس وأعتقد ان من يفعل ذلك يخسر نفسه في الدنيا والأخرة.

    حاتم زين العابدين، «السودان»، 12/03/2009
    وهل كاتبتنا الفاضلة لم تجد في الرواية إلا وصف الفحش؟ أين اللغة؟ أين الحبكة الجذابة؟ أين وصف الريف السوداني بتلك الصورة الشاعرية؟ أين فرادة الحدث؟ وأي رواية عربية تناولت العلاقة مع الغرب بتلك الصورة الفريدة المختلفة؟ هي أشهر رواية عربية في العالم أجمع وليس في العالم العربي فحسب، وكم أكون فخورا وأنا أقابل أي أجنبي ويسألني أنت من بلد الطيب صالح صاحب موسم الهجرة الى الشمال؟ فأجيب فخورا بنعم. ولعلمك يا سيدتي وأنت ست العارفين أن الفن الروائي المقصود منه بقدر رسم صورة لمشهد ما في حياة شخص ما ولو متخيل بلغة وأسلوب جذابين.

    حسن جلوي المغرب، «المملكة المغربية»، 12/03/2009
    سيدتي الفاضلة اذا كان هذا هو حكمك على الراحل وعلى رائعته التي ظلت منارا يهتدى بها اليه فالافضل ان تطالبي من ( الاخوة دائعي الصيت) ان يضيفوها الى قائمة المحرمات وان يكفروا كل من تصفح منها سطرا فلم يستعذ بالله . تم ما العيب في ان تقودي حملة لتطهير كل التراث العربي مما علق به من كتب ومؤلفات ( دائعة الصيت) كابي نواس والروض العاطر والاخطل الصغير وهلم جرا... اذكروا موتاكم بخير وجادلوهم وهم احياء للدفاع عن انفسهم.

    Sarmad El Jarra7، «هولندا»، 12/03/2009
    مالكم يفزعكم الجنس ويرعبكم جمال المرأه ؟ ألم تقرأي ياسيدتي الادب العربي ؟ فلا يوجد شاعر عربي واحد من امرؤ القيس ولحد الان لم يكن له نتاج ايروتيكي. هل نحرق الادب العربي كي تستريحوا. اليس هذا الادب اجمل من ملاحم الدماء وعنتريات القتل.

    محمد محجوب، «السودان»، 12/03/2009
    تحية طيبة استاذة صافي ناز
    حقيقة لست من اهل الحرف العربي ولا افقه عنه الكثير لكن ما اثار رد فعلي وجعلني اكتب لك هو كلمات من نوع اقبح واسوأ، كيف لك ان تحكمي فينا بقولك انها اسوأ؟ نعم هناك قبح من نوع اشارات جنسية ونحوه لكن ليس كل النص هو محض جنس، تتحدثين وكانك نجيب محفوظ والحقيقة نحن لم نسمع بك كناقدة.
    اقول لك لم يحالفك التوفيق في هذا المقال ان صحت التسمية . وشكراً.

    منى دياب، «السودان»، 12/03/2009
    عندما يتحدث نزار في شعره عن النساء والخمر يضعه العرب فوق الرؤوس، ولكن عندما يبدع سوداني فيشتم ويجرد من عبقريته، مضت عقود على رواية الراحل الطيب صالح ولم تستطع صافي ناز سوى كظم نقدها بداخلها ليصبح بركان من الحقد أطلقته بعد وفاة الكاتب الكبير. أقول لكي كلمة يا سيدتي فروعة الطيب صالح وأبداعه جعلت رواياته تترجم لعدة لغات وهذا لا أظن لقبحها وردائتها، بل لأشياء قد غابت عنكي أو تجاهلتها. عبقرية الطيب صالح تحدث عنها كتاب ونقاد في الوقت الذي صمتي أنتي عن التطاول عليه بحرف.

    سامي بلحاج، «تونس»، 12/03/2009
    استاذة صافي ناز الرجل العربي المهاجر للغرب وهو خال الذهن عن مفهوم الغرب وتركيبته الاجتماعية ويتواجد في البلد الغربي لا وزن له ولا احد يكترث لشخصه او لمكانته وهو الذي كان في بلده يرى كل شيء له مقابل وله تصنيف فهذا مسؤول يحترمه كل الناس والاخر استاذ يتحدث بلغة صعبة ولا يختلط بعموم الناس وهذا رجل اعمال الكل يبجله, كل هذه الاعتبارات تنهار في الغرب وتبرز معايير اخرى للتقييم الاجتماعي يجهلها العرب فماذا بقي للمهاجر سوى حيوانيته الجنسية وهي مادة مشروعة للجميع هناك ولا تعرقلها سوى القيم الاخلاقية الغربية المتعارف عليها في بلد الاقامة ويذهب في اعتقاد المهاجر انه بالحديث المفضوح وبالتعري الجنسي وبإباحة قيمه والتخلي عن مبادئه الاصلية وربما ذمّها سيتحصل على مكانة مرموقة مع محيطه الجديد وهذا ليس صحيحا فهم يحتقرون من يتخلى من مبادئه واما التي يعاشرها العربي هناك فهي التي لم تجد حظا مع بني وطنها لسبب ما واني اتحدث عن معرفة لشدة مخالطتي للمهاجرين وما ياتونه من مغامرات في الغرب وما الطيب صالح الا عينة ممن وضعوا انفسهم سفراء الجنس العربي بالغرب وظنوا انهم داسوا ارضا بل داسوا انفسهم وجلبوا لاهلهم الخيبة.

    محمد حسن شوربجى، «فرنسا ميتروبولتان»، 12/03/2009
    بقدر اعجابي بكاتبنا الراحل الا انني اتفق والاستاذة في بعض ما كتبت وقد اصابت كثيرا فيما قالت وما كان اعجاب الغرب بكتابات الراحل الا لامتلاء رواياته ببعض الفحش فلست اقصد موسم الهجرة وحدها ومصطفى سعيد بل دومة ود حامد كذلك فيها ما قد لا يروق ومجتمعنا الشرقي من وصف لادق ما يحدث بين زوجين , رغم كل ما قد يقال عن راحلنا العظيم الا ان ذلك لم يقلل من شأنه وقد حلق بالسودان عاليا وهو يهاجر به شمالا.

    اخصائى بحوث آثار/ محمود عمريه -المنصورة، «مصر»، 12/03/2009
    الاستاذة الفاضلة، يقول المثل الطيور على اشكالها تقع، وسواء في الادب أو الغناء أو أي فن نجد فيه اختلافا كثيرا سواء في الاسلوب أو انتقاء الكلمات أو الموضوع ومنه الهابط وذو القيمة وكل له رواده ومشجعيه ولا نستطيع الحكم على درجة جودة المنتج بكم مريديه ومشجعيه، فأحيانا نجد مغنية تنتقي الكلمات والايحاءات الجنسية في ادائها ويكون لها جمهور عريض وذائعة الشهرة ولكن لا نستطيع وصفها بأنها الأجود من الممكن أن نقول أنها الأشهر وذلك لاتساع الشريحة التي تفضل هذه النوعية في فترة ما، ولكن دائما ما يمكث في الوجدان هو ذو القيمة أما الزبد فانه يذهب جفاءا.

    محمد المنصوري، «اوكرانيا»، 12/03/2009
    اما الخوف او الرغبة هما العاملان الوحيدان اللذان يحثاننا على قراءة أي رواية... وليست وحدها شخصيات الرواية هي ما تقيمها ولا حتى احداثها... وليس وحده المرحوم الطيب صالح هو من حثنا على قراءة روايته بهذه الطريقة فهناك مائة سنة من الغربة لماركيز مثلا... وان تطرقنا للحديث في السبب فهو يطول... وكما لكل كاتب كتابة فلكل قارئ قراءة... شكرا استاذتي.

    سرهاد حسين، «المانيا»، 12/03/2009
    هل سأل الإخوة أنفسهم لماذا أدرج الطيب كل هذه المشاهد الجنسية في روايته؟ تحدث أحد الإخوة عن الاساليب التي يستخدمها الطيب صالح في روايته. الجنس هو احد هذه الاساليب الادبية المستخدمة لتصوير الطريقة التي استخدمها مصطفى سعيد ليثور ضد الاحتلال و هذا فهمه لمفهوم المقاومة. قرات الرواية منذ زمن بعيد و لكن ما اذكره ان كل مشهد من هذه المشاهد يمثل تخليا لمصطفى عن شيء من انتمائه للسودان و آخرها المشهد مع جاين حين تمزق المخطوطة العربية, ممزقة بذلك جذور هذا الشاب العربي و هذا واحد من عدة مدلولات لهذه المشاهد التي تستنكرونها. ثم ان الطيب كان بكل بساطة ينقل بواقعية ما يفكر به معظم الشبان العرب بنساء الغرب. وانتقد أحد الاخوة مشهد الحوار بين العجوز بنت مجذوب وبعض الرجال وهذا الحوار, فضلا عن انه وصف واقعي لحوار قد يحدث بين البعض, إنما استخدمه ومشهد مقتل الواد ريس ليقدم مثالا عن اختلاف المرأة العربية الموصوفة بالضعيفة في المجتمعات الغربية و المراة الغربية المعروفة بحريتها و المصورة بضعفها في موسم الهجرة إلى الشمال.


                  

04-12-2009, 03:42 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صافيناز كاظم...والطيب صالح (Re: مطر قادم)



    ورفضت صافيناز اتهامات الدكتور مجدي داغر، أستاذ الإعلام بجامعة المنصورة لها بأنها "شخصية متناقضة، تعشق الظهور الإعلامي، وليس لها قضية تدافع عنها، ولولا تاريخ اعتقالها لكنتِ مثل كثير من الصحفيات المغمورات".
                  

04-12-2009, 03:46 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صافيناز كاظم...والطيب صالح (Re: مطر قادم)

    رد علي صافيناز كاظم في هجومها علي الطيب صالح
    الفاتح ابراهيم احمد
    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=486&id=35593

    أقر في البدء بأنني لم أكن يوماً من قراء الكاتبة الكبيرة السيدة صافيناز كاظم، لا عن موقف تجاه ما تكتب ، بل بكل بساطة، لأن كتاباتها لا تستهويني شخصياً. ومع هذا أقر أيضاً بما للسيدة صافيناز من موقع مرموق في صفوف النقاد والكتاب العرب، وذوي الفكر الإسلامي منهم خاصة (بعد أن عبرت بحر الماركسية إلى صفوفهم في إحدى مراحل حياتها). أقر أيضا بأنها، وإن أخطأت كثيراً في اجتهاداتها، مفكرة عربية مجتهدة.
    وللسبب الأخير تحديدا، آلمني ما اتسم به مقالها « نظرية المقاومة الفحولية ضد الاستعمار» (الشرق الأوسط 12/3/2009م) من سطحية لا تليق بمن يتبوأ مكانتها الأدبية والنقدية وذلك في معرض تناولها لأحد الأعمال الرائدة في الرواية العربية المعاصرة لكاتب أسهم في وضع الرواية العربية في مصاف الأعمال الأدبية العالمية بكل جدارة. فهي قد ارتكبت خطأين فاحشين: الأول حين اختزلت عطاء الطيب في عمل يتيم رواية (موسم الهجرة إلى الشمال). وثانياً، حين اختزلت تلك الرواية البالغة التعقيد والكثافة فوصفتها بالرواية « الفاحشة عن سيرة سفاح نساء، لا أكثر ولا أقل، سخر لها الطيب صالح فنه هباء بلا ضرورة». هكذا، بكل بساطة!
    ليس دفاعاً عن الطيب صالح - رحمه الله - فما أغناه عن قلم هزيل كقلمي وهو الذي أحنى له كبار النقاد، في الشرق كما في الغرب رؤوسهم تقديراً لأسلوبه الأدبي وللمضامين العميقة التي تتخلل أعماله بعيدا عن النبرة الخطابية الرنانة. إلا أن واجبي كمستهلك للأدب، إن جاز لي التعبير، يفرض علىَّ أن أنبه إلى بعض ما غاب عن السيدة الفضلى، ربما لأنها لم تقرأ الرواية إلا نصاً ولم تلامس روحها، وربما لأنها قرأتها من منظور المصلح الديني لا بعيون الناقد الأدبي، وشتان ما بين الزاويتين. إن سر نجاح أي عمل أدبي ، أيا كانت درجة واقعيته، يكمن فيما يخبئه من رموز ومكنونات هي في واقع الأمر جوهر النص الأدبي، إذا تركنا جانباً القيمة الجمالية الكامنة والأصيلة لذلك العمل في حد ذاته. أزعم أن مصطفى سعيد لم يكن سفاح نساء، وأدب الطيب صالح ليس بعضاً من « مسيرة أدب الهوس الجنسي» كما ترى صافيناز. وفي رأيي المتواضع إن غزوات مصطفى سعيد لا هي تعبير عن فحولة ولا خصومة حضارية مع الغرب . بل هي حالة وجودية تتصارع فيها القيم بشتى السبل والأشكال لا لكسب معركة ، بل لإثبات الوجود أيا كانت الوسائل ، في عالم متناقض يجد فيه نفسه رجل حاد الذكاء في موقع الأدنى والأقل شأناً. كل الأسلحة مباحة حتى لو كانت على السرير. ثم يعود مصطفى سعيد يغسل شروره في طمي النيل بعد أن أدرك أن الشر ليس حكراً على الآخر، وأن لهم شرورهم ولنا شرورنا. هذا ما لم تقرأه صافيناز في الرواية .
    لا يسمح المجال في هذه العجالة « البريدية» بالتحليل المطول لهذه الرواية الأيقونة وغيرها من أعمال الطيب صالح فذلك يحتاج إلى مجلدات كثيرة وكبيرة. وما كان للكاتبة الكبيرة أن تتناول عملاً بهذا الحجم في زاوية مخصصة لإبداء الرأي في قضايا سياسية واجتماعية محددة في صحيفة يومية . أقول فقط بأنه ليس مطلوباً أن يحب الناس أجمعين كتابات الطيب صالح أو غيره من المبدعين بل إن من الجميل في أيام حزننا هذه أن يبرز صوت يحمل شيئاً آخر غير الرثاء والأحكام العاطفية. ولكن المطلوب في المقام الأول هو الفصل بين النقد الأدبي والوعظ الديني حتى لا «نخلط المواعين» . ليس المطلوب وضع أعمال الطيب صالح فوق الانتقاد ولكن ليس مطلوباً أيضاً تحقير ما يغبطنا عليه العالم شرقه وغربه وتصنيفه في خانة الأدب الإباحي الساقط. ذلك والله كثير!
    نيويورك
                  

04-12-2009, 03:53 PM

filan
<afilan
تاريخ التسجيل: 02-17-2002
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صافيناز كاظم...والطيب صالح (Re: مطر قادم)


    سلام مطر ..
    الزولة دي مش هي ذاتها القالت :

    Quote: فيلم اللنبي هو أفضل ما انتجته السينما المصرية.
                  

04-12-2009, 04:03 PM

filan
<afilan
تاريخ التسجيل: 02-17-2002
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صافيناز كاظم...والطيب صالح (Re: filan)

    Quote:
    مدارات - مكان لهجرة داخل المكان

    اقرأوا شخص الطيب صالح(1). أظن أن الفرق بين شخصه وأبجديته ليس فرق هوية، بل فرق في درجات الضوء. آبنوس يقود العين الى جهة الليل والسر. وهذا الخفر المغمور بنوع من الكآبة الهادئة دعوة الى الدخول في طبقات محيطه القصوى.

    في السر، وجد الطيب صالح غذاءه، ووجد اطاراً لكتابته. نحن إذن لا نقرأه لكي نعرف سير الحدث، بل لكي نعرف ما وراءه. لذلك لا نقرأه بالوقت أو بالمكان، وإنما نقرأ الوقت به، ونقرأ به المكان.

    أستطيع أن أرى كتابته نفسها في هيئة شخص مسكون بصوفية السر والتأمل والنشوة. دائماً يبدو، لحظة يتحدث معك، كأنه يتحدث مع آخر، سواك. دائماً يبدو كأنه في مكان آخر، لحظة يجمع بينكما مكان واحد. هذا الشخص الذي هو كتابته، يبدو دائماً كأنه اثنان: واحد قبالتك، معك. وواحد بعيد مسافر. واحد يذهب، وواحد يجيء. اثنان، كل منهما يقول للآخر: لست حاضراً إلا مع نفسي - لكن عبرك.

    كنت كل يوم، في مرحلة لقائي بالطيب صالح، أوغل أكثر فأكثر في غور التاريخ، فيما آخذ الوقت وحضوره بين ذراعي. كان الحاضر آنذاك لهباً يلتهم نفسه، ويخيّل أن الناس ينزلقون فيه كمثل حُزمٍ من القش. وكان الوطن يتنفّس هواء لم يكن إلا بخاراً من الكلام. وكان هذا البخار هو نفسه يلتهم بعضه بعضاًَ.

    كنت أشعر أنني لم أكن موجوداً إلا حين أستسلم للورقة البيضاء، كمثل زفير شبه مخنوق. وكانت معظم الكتابات آنذاك أشبه بصراخ يملأ الشوارع، تمجيداً للأسماء وسحقاً للأشياء. وكانت لهذه الكتابات كيمياؤها الخاصة التي لا يطمح أصحابها الى أقل من تحويل الرؤوس العدوة الى منافض لرماد تبغهم.

    كان القول يفسد حتى أصبح الصمم رغبة، مثلما قال المتنبي، أبو الطيب، منذ أكثر من ألف سنة، وكأنه يخاطب صديقه الطيب الآخر.

    ولا تبال بشعر بعد شاعره/ قد أفسد القول حتى أُحمِدَ الصمم

    في أوج هذا الهبوط سطع ضوءُه الآبنوسي - سطع في بيروت، تلك الساحة السمحة الى حد أنها كانت وحدها تتيح لأصحاب ذلك الصراخ أن يكسّروا قناديل المعنى.

    وقلت: هوذا، يمكن الكلام والسفر بعيداً مع هذا الضوء الآبنوسي.

    في شعرية الكتابة، التقينا. وكان لقاؤنا إذاً حراً كمثل كتابته التي ولدت حرة، خارج المعسكرات - أحزاباً، وأيديولوجيات، وسياسات، تلك التي كانت تولّد الرغبة في الصمم. كانت كتابات الطيب صالح تتلألأ مع وحدتها الساطعة على مأدبة الجمال والسر.

    وفي حين كانت الكتابات المهيمنة خدمة للأسماء، كلا، خدمة لألفاظ كانت تصطف، وتتقافز حولنا، وتحاصرنا، كأنها أسلحة من كل نوع، أو جيش يسهر، ويحرس، ويطارد في كتائب لا تعرف غير التمترس والتخندق والترصد وشن الحملات، كانت كتابات الطيب صالح تسير هادئة وديعة في الطريق الضيقة نحو تحرير الطاقات الاكثر عمقاً في الحياة والانسان، في الفكر واللغة.

    لا حزب وراءه، أو أمامه، أو حوله. لا يتكئ على وسادة النواح الوطني. لا يسمح لنفسه أن يستلقي على سرير تنسجه دعوى باسم التقدم. لذلك لم يكن يكتب لكي يتواصل مع جمهور جاهز يستعرض في الساحات العامة، بل كان يكتب لكي يزداد معرفة لنفسه، ولكي يزداد تواصلاً مع فضائها الانساني. كانت الكتابات المهيمنة تؤسس للسلطة، وكانت كتابته تؤسس للهوية. كان ممن لا يجرفهم الحدث، بل ممن يتأسس بهم التاريخ. لهذا لم تكن له سطوة غير سطوة النور، سطوة أن يستبصر، ويستشف، ويكتشف، ويحبّ.

    ولا يذهب الظن بأحد أن الطيب صالح سلك هذا المسلك، عداء للتقدم. على العكس، كان باسم التقدم نفسه، يرفض الانسياق في ما هو باطل أساساً: أعني تحويل الأبجدية الى زخارف للبيوت الايديولوجية، أو الى أدوات لسلطانها، أو الى أصوات تهتف لها. كان يرفض ذلك مؤكداً أن الابجدية ابتكار لمزيد من الغوص في العالم، ومزيد من جلائه، وأنها لذلك، حين يكون الأمر أمر ابداع، يجب أن تكون استقصاء لمجهولات العالم. فمن يعمل على تحويل الكتابة عن مدارها هذا، ليس إلا كمن يحاول أن يخرج كوكباً من مداره.

    المكان، بالنسبة الى الطيب صالح، وكما يخيل اليّ، أصل مسكون بهاجس الترحّل، كالجذر المسكون بالفرع. إنه انشقاق على نفسه، انشقاق يحمله الانسان في ذاته: بين كينونته وصيرورته. كأن الترحل أفق الأصل. كأنه، لذلك، ماهيته. هناك يكمن سر الحياة، بوصفها فرحاً وعبئاً في آن.

    المكان - الأصل كمثل الكلمة التي هي هجرة دائمة بين الاسم والدلالة. يترحل الكاتب من المكان وفيه، كما يترحل المعنى من الكلمة وفيها. وكما أنه ليس هناك كلمة نهائية يقيم فيها المعنى، فليس هناك مكان نهائي يقيم فيه الانسان. المكان هو لذلك، كمثل المعنى، لكي يبتكر باستمرار كما يبتكر الحب. ومن هنا يبدو أن الخلاق يقيم في الترحل، بل يبدو أنه هجرة دائمة.

    حين نلغي الترحل، نلغي غنى العالم - أعني أسراره ومجهولاته. يصبح العالم كأنه ملتصق بأعيننا، ولا نعود نراه. هكذا نرحل لكي نكتشف العالم - مقامَنا فيه، وإقامتنا. والكتابة مكان لهذا الترحل، لهذا الكشف المعرفي، إنها السفر الذي يكشف السر، فيما يبقيه طي الخفاء. إنها الجسد مترحلاً. طبيعة ثانية، أو كأنها الطبيعة وقد تحولت الى أبجدية.

    هكذا تجري كتابة الطيب صالح في نهر اللغة والعالم، كمثل سفينة تعانق اللجة فيما تحتضن الضفاف، كأنها المكان مهاجراً داخل المكان.

    والأرض نفسها هي البيت. والصلاة في الشمال لا تقوم إلا اذا وجهت وجهها الى الجنوب. والغرب ليس هداية لتيه الشرق، بل مناسبة لكي يحسن الشرق التعرف الى ذاته، ولكي يحسن العودة اليها، موغلاً في اتجاه الأقاصي.

    أحييك أيها الطيب، يا صديقي، وأحتفي بك - بيتاً للضوء: سقفه السماء، وتخومه الكون.

    (1) كتب هذا النص سنة 1994، مشاركة في تكريم خاص أقيم للطيب صالح في باريس، ولم ينشر.

    لمناسبة رحيله الأخير، رأيت أن أنشره احتفاء بالأثر الطيب الذي تركه الراحل الكبير الصديق، ووداعاً له

    ــــــ
    أدونيس
    (باريس، 15 آب/اغسطس 1994)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de