الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2009, 07:04 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!!

    أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!!

    أول دخولي المنبر فوجئت بخير وفاة الاستاذ أحمد سليمان المحامي من خلال بوست للاخ حمور زيادة، أسأل الله له الرحمة والمغفرة فقد كان صاحب عطاء وافر سياسياً وفكرياً وثقافياً وأدبياً وله صولات وجولات في تاريخ السياسة السودانية بداءً من الحزب الشيوعي إلى الحركة (الاسلامية) وفي كل المواقع كان صادق في رؤاه وفي فكر وعمله وظل مثابراً حتى مماته على قول الحقيقة التي لا يخشى فيها لومة لائم.

    يوماً من الأيام في منتصف الثمانييات ذهبت إليه بدون موعد مع د.أبراهيم أحمد عمر في بيته وعندما طرقنا الباب فتح لنا أحد أفراد الأسرة وقلنا له نريد مقابلة الاستاذ أحمد سليمان فتعجب الرجل شديداً وتردد في إخبارنا بأن الرجل في وقت محدد من ساعات اليوم لا يقابل أحد ألبتة لأنه في حالة خلوة او قل في مدراسة القرآن الكريم المهم دلفنا إلى الداخل وفي الصالون بعد دقائق من الانتظار جاءنا الاستاذ أحمد وفي وجهه علامات الاستهجان من حضورنا بدون موعد في هذا الوقت الذات الذي يخلد فيه إلى قراءة القرآن بتدبر وبحث..إلخ.
    وبعد أن انتهينا من غرضنا قال لنا بوجه ضاحك ومبتسم "انتو ربنا جابكم اسلاميين من صغركم لكن انا كنت بعيد، الآن أحاول أن أعوض نفسي ما فاتني أرجو أن لا تأتونا مرة آخرى في هذا الموعد بالذات".
    وبالفعل ظهرت في معاملاته وكلامه وكتاباته كلها لغة القرآن الكريم وأدبه وتفاعله مع الناس، كان مُعلماً للجميع واستفادت منه الحركة الاسلامية في مسيرتها الكثير لكنه لم يأخد منها شيئاً أبداً.
    لكن المؤلم والمحزن أن الفقيد كما قال الاخوة في صحيفة (الصحافة) مستود أسرار للتاريخ السياسي السوداني الحديث لكنه للأسف لم يخرج منه إلا القليل والقليل جدا مقارنة بسنوات خوضه في العمل السياسي التي امتد لأكثر من نصف قرن من الزمان.

    وللأسف هذا هو حال عشرات السودانيين الذي يحملون تاريخ السودان في صدورهم وإن رحلوا ‘ن الدنيا ضاع معهم الغالي والنفيس من التجارب التي يمكن ان تستفيد منها الأجيال الجديدة وفي ظني أن هذه إحدى مشاكل السودان الاستراتيجية التي نعاني منها ويتأثر بها البلد بشكل غير مباشر.
    رحم الله أستاذ الأجيال أحمد سليمان المحامي رحمة واسعة وغفر له وجزاءه الله عنا وعن السودان خير الجزاء.
                  

04-01-2009, 07:22 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: khalid abuahmed)

    الاخوة الاعزاء ه>ا حوار مطول مع الفقيد احمد سليمان أجرته صحيفة (الصحافة) السودانية مع الفقيد والحوار يزخر بالمعلومات التاريخية المهمة للغاية في تاريخ السودان الحديث.



    الحكومة قدمت تنازلات كبيرة للحركة الشعبية من أجل الشعب والسلام

    توجهات الإنقاذ السابقة التي ناصبت أمريكا العداء
    كانت خاطئة ولم تجن منها شيئاً


    اعداد القسم السياسي صحيفة الصحافة ــ كاميرا يحى شالكا

    احمد سليمان المحامي .. الرجل الذي فيه يختلفون فقد ظل لاكثر من نصف قرن في قلب الاحداث السياسية ومن الفاعلين فيها سواء ابان وجوده في الحركة اليسارية التي اسهم في تأسيسها وربما محاولة وأدها او في الحركة الاسلامية التي انتمى اليها لاحقا وساهم بشكل كبير في وصولها الى السلطة عبر انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م . وفي هذه وتلك كان الرجل مازال مثيرا للجدل غير انه مستودع للمعلومات والأسرار في مسارات ومنعطفات السياسة السودانية التي خبر دهاليزها ومؤامراتها فهو شاهد على العصر رغم خصومه الكثر يمينا ويسارا .
    (لصحافة) اقتحمت عليه (خلوته) بمنزله في ضاحية المنشية عقب عودته من الولايات المتحدة اخيرا ورغم وصول الرجل الى خريف العمر الا انه متقد الذهن ولا زال ينهل من المعارف بشغف عجيب غير انه بدأ لي وكأنه ينظر لتجربته المديدة في العمل العام بشئ من الحسرة وطلب المغفرة . فحاله الآن حال الصوفي المتبتل الذي ينظر للعالم من قمة وجده .
    ادرنا معه حوار الحاضر الذي يتوسل بالتاريخ ... عملية السلام الجارية الآن برعاية الولايات المتحدة والتي عمل سفيرا للسودان فيها ابان حقبة التسعينات من القرن الماضي الخطرة ومآلاتها الى جانب ملابسات معينة في مسار السياسة السودانية لم تفك طلاسمها حتى الان وكان الرجل بشوشا في استقبالنا سخيا في اكرامنا بالادام والزمن المعلوم .

    شعب إبن ناس
    * كسياسي عرك الحركة السياسية السودانية منذ ما قبل الاستقلال كيف تقيم عملية السلام الجارية الآن ؟
    < انا سعيد جدا بهذا الذي يحدث ، لان الشعب السوداني اصابه الوهن من الحروب والصراعات ، فنحن منذ المهدية لم نذق طعما للراحة وآن لنا ان نرتاح خاصة وان الشعب السوداني شعب ذكي وظريف وابن ناس ويستاهل كل خير وانا لا أقول هذا تعصبا وانما تجربة بين الشعوب فقد عملت سفيرا في موسكو وواشنطن ونيويورك بالأمم المتحدة ولندن ونيجيريا وتجولت في العالم من اقصاه الى اقصاه كل هذه الخبرة رسخت في ذهني هذه القناعة لذلك فإنه لا يستاهل ما حاق به من هوان واعتقد ان دما عزيزا وكافيا من ابناء الوطن قد اريق وآن أوان ان يجف .

    * في تقديرك هل ستصل العملية الى نهايتها المرجوة وتحقق سلاما شاملا وعادلا ودائما ؟

    < يمكن ان تصل رغم ان هناك كثيرين لديهم مآخذ بأن هذه العملية قدمت تنازلات للحركة الشعبية بأكثر مما يجب وما تستحق وهذا صحيح ولكن علينا ان نتساءل (تنازلات لمنو ؟!!) هي تنازلات لمواطنينا وهي بالغا ما بلغت قربان من الج الوحدة التي امهلنا فترة ست سنوات فقط لاظهار ما اذا كنا حريصين عليها ام لا . لذلك انا اشدد على ان اهم شئ هو ان يعض السودانيون بالنواجز على القدر الذي تحقق من تقدم في مسار عملية السلام وان يسعوا حثيثا لتطويره والسير به الى الأمام .
    * أنا أقصد من خلال قراءتك لوقائع ما تم حتى الآن هل يمكن ان تمضي العملية الى نهايتها وتحقق السلام ؟

    < اذا ما مضت بنفس الروح التي استمرت بها واستمر الطرفان في تقديم التنازلات المطلوبة للخروج بالعملية الى بر الامان فإنها ستثمر بإذن الله . خاصة وقد سمعنا من الرئىس عمر البشير ان 90% من القضايا الخلافية قد تم الاتفاق عليها . وهذا ما اكد عليه النائب الاول ايضا . اؤكد ان الحفاظ على هذه الروح التي جعلت علي عثمان وجون قرنق يتباحثان لاكثر من ثلاثة اسابيع ، هو الذي سيفضي بنا الى تحقيق السلام ، بل اذا استمرت هذه الروح الى ما بعد التوقيع فإننا عبرها يمكن ان نبقي على الوحدة بعد فترة الست سنوات الانتقالية ، واعتقد ان المصريين وكل العرب يمكن ان يلعبوا دورا ايجابيا في ذلك لان واقع اليوم ليس مثل الامس ، فمثلا حتى حزب الأمة الذي يصنف تاريخيا في خانة المعترض على تطوير العلاقات مع مصر ، نجد ان زعيمه الصادق المهدي يقيم في مصر اكثر مما يقيم في السودان .. لذلك اتصور انه ليس للمصريين سبب يجعلهم (يتلوموا معانا) بل على العكس ، لهم كل المصلحة في أن يحدث استقرار في السودان لذلك فيما يبدو لي ان كل الظروف مواتية الآن . اعتقد ان الخوف كان من ناحية الامريكان لمآخذهم على هذا النظام بإعتباره معاد لهم واتصور ان مخاوفهم هذه الآن لا مبرر لها واعتقد ايضا ان لا سبب لديهم الآن كيما (ىتلوموا معانا) .

    * ما الذي استجد حتى يجعل الامريكان يغيرون سياساتهم إزائنا كما تعتقد ؟

    < لان حكومة الانقاذ شعرت بضعفها الآن واقتنعت بأن العداء للأمريكان ليس له مبرر ولا طائل من ورائه وقد اجتهدت في طي خلافاتها معهم ، واعتقد أننا ليس لنا عداء معهم الآن .
    * هل تعني ان معاداة امريكا في السابق كانت بناء على تصورات خاطئة ؟
    < نعم فقد كانت الحكومة كغيرها من الأنظمة قائمة على تصورات وعقائد تتخذ من امريكا العدو اللدود لها .

    [B]الاوضاع تغيرت الآن[/B]
    * هناك من يعتقد بأن عملية السلام الجارية الان هي جزء من خطة امريكية كبرى لترتيب الاوضاع في الشرق الاوسط وافريقيا الى اى مدى تصح هذه الاطروحة ؟
    < كنا في السابق في الحزب الشيوعي نهاجم أي عمل تقوم به امريكا ونرده لمؤامرات ومخططات (السي . أى . أيه) وكان الاميركان سعيدين جدا بهذا التضليل رغم انهم في حقيقة الأمر يمكن الا تكون لهم علاقة بما حدث ، ولكن مثل هذه المزاعم تخلق لهم هالة وسمعة كبيرة بين الشعوب يرون انها تخدم توجهاتهم .
    * عملية السلام الجارية الآن توفرت قوة الدفع اللازمة لها بعد رعاية امريكا لها وممارستها ضغوطا على الطرفين ولكن كثيرين يرون ان الضغط الواقع على طرف الحكومة اكبر من الحركة الشعبية .. ماهي قراءتك في هذا الخصوص ؟
    < بالطبع هذا راجع لأن الحركة الشعبية لم تعادي امريكا وتجد اليوم حتى الحزب الشيوعي السوداني لديه علاقات جيدة مع الادارة الامريكية ففاروق ابوعيسى كثير التردد هناك والتيجاني الطيب تركته قبل شهرين يتجول ما بين امريكا وكندا ، وهم يذهبون ويحضرون المؤتمرات تحت رعاية الامريكان.
    * ولكن هناك من يرى أن هذا الضغط يمكن ان يفرز اتفاق سلام غير متوازن ؟
    < توازن بتاع شنو ؟ عندما بدأت هذه العملية كانت امريكا تقف ضدنا تماما ولا يوجد توازن على الاطلاق فهي تضعنا في قائمتها السوداء ولكن الان تغيرت الاوضاع كثيرا مما كانت عليه وما يتم الآن من ضغوط هو نتيجة لمؤامرات في السياسة الامريكية الداخلية والتي تخضع لموازنات الكتل والجماعات السوداء واليمينية المسيحية والتي تري ان هناك اضطهادا بشعا واقعاً على الجنوبيين لذا هي تضغط على الادارة الامريكية لاتخاذ خطوات اكثر تشددا تجاه حكومة الإنقاذ .

    * هل بإمكان هذه الجماعات تغيير سياسة الادارة الامريكية تجاه السودان ؟

    < تفاهمنا مع الادارة الامريكية بأن الامر ليس كما تصوره لهم هذه المجموعات واننا لسنا عنصريين ولا نضطهد الجنوبيين فهم مواطنون واخوة لنا ويشاركوننا في ادارة شؤون البلاد على قدم المساواة واعتقد ان ذلك اثمر وجعل الامريكان يمضون في عملية السلام بعزم وتصميم الى الدرجة التي بشروا فيها برفعنا من اللائحة السوداء .
    * هل سيفعلون ذلك حقا ام انه مجرد لغو سياسي ؟
    < سيفعلون ذلك طالما انهم وعدوا .
    * الاستاذ محمد حسنين هيكل ذكر في معرض مقالته المطولة التي استأذن فيها القراء بالإنصراف ودقق الكتابة الصحافية، انه جادل الرئيس السادات عقب اكتوبر في تنازلاته لاسرائيل على أمل الوعود الامريكية واخبره ان التجربة اثبتت ان خطاب امريكا شئ وعملها شئ آخر ؟
    < المسائل ليست وفق مزاج امريكا وانما تخضع لمنطق الاحداث ، فما هي الحجة التي بموجبها ستجدد امريكا وضعنا في قائمتنا السوداء ؟ ما الذي يريدونه منا بعد كل الذي فعلناه ؟ اتصور ان هناك مبالغة في طبيعة الدور الامريكي ، فنحن ايضا لسنا من السهولة حتى نكون هدفا طيعا لهم .
    * ماهي خياراتنا الأخرى اذا؟
    < هم الآن دفعوا باتجاه عملية السلام ، ووعدوا برفعنا من القائمة السوداء ، كل ذلك نتيجة قناعة لديهم بأننا لسنا هينين (ونعرف نشتغل سياسة كويس) كما انهم يعرفون بأن السودان سيكون له مستقبل باهر او قوي فهو محاط بتسع دول ولذلك مهم جدا لامريكا ان يكون هنالك استقرار بافريقيا والعالم العربي .
    * يمكن ان يكون في نية امريكا استقرار السودان ولكن بأي صيغة تريد هذا الاستقرار فهي ظلت تبدي امتعاضها منذ امد من توجهات الإنقاذ ؟
    < أنا أقر بأن التوجهات السابقة التي كانت تحمل عداء سافرا لامريكا ليست صحيحة البتة وكنا نتصرف بعض التصرفات الخرقاء اجد انه من حق امريكا ان تؤاخذنا عليها ، فقد فتحنا البلد لكل من هب ودب وكل مغضوب عليه في العالم من امثال كارلوس وبن لادن والشيخ عمر عبد الرحمن الذي ارسلناه نحن لامريكا وغيرهم ومن جانب اخر اجد ان الامريكان فجروا في معاداتنا لدرجة حجبتهم في السابق حتى عن التفاهم معنا .
    * جاء في بعض الكتابات الامريكية ان هناك مساومة بغرض التفاهم قد تمت بين الانقاذ والادارة الامريكية في حقبة التسعينات لماذا لم تنجح وقد كنت وقتها سفيرا للسودان بامريكا ؟

    < قرأت في صحيفة الديلي تلغراف ان سمك الملف المعلوماتي الذي قدمته حكومة السودان لامريكا حوالي 12 سنتمتر وهذا يؤكد انها قدمت معلومات قيمة جدا ، ويقال ان ذلك قدتم في مراحل باكرة من عمر الانقاذ ولكني لا املك معلومات عنه ما اعرفه ان حكومة السودان سعت بجدية لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة .

    [B]صفحة جديدة[/B]
    * على اى اساس نظري تمـت هذه المساومة؟
    < الانقاذ ارادت ان تقول لامريكا انها تحللت من عدائها السابق لها وانها لا مصلحة لها في حالة العداء تلك وتريد طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة . واذكر عندما تخلي الترابي عن قيادة المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي وذهب الى رئاسة المجلس الوطني وكنت وقتها سفيرا في واشنطن ، قلت لمدير الادارة الافريقية بالخارجية الامريكية وقتها ويدعى (كيلي) وهو سفير الآن في اديس ابابا عليكم الا تفهموا خطوة الترابي تلك خطأ فهو لا يريد تأليب البرلمان ضدكم ويخلق منه جبهة معادية لكم وانما هو مظهر من مظاهر رغبته في التفاهم معكم . فقال كيف ذلك ، فقلت له الترابي في السابق كان متفرغاً للمؤتمر الشعبي والاسلامي وهو نقطة الخلاف بينكم وبينه والآن سيأخذ منه العمل في البرلمان كل وقته ، وتعاون معكم في تسليم كارلوس اضافة الى ان الدكتور قطبي المهدي قال لهم اننا عرضنا على السعودية ان نسلمها اسامة بن لادن ولكنها رفضت واذكر أن السفير كلي هذا زار السودان في ذلك الوقت واجتمع بالترابي وعلي عثمان وقد طلب مني المرحوم احمد عثمان المكي ان احضر ذلك الاجتماع ولكني رفضت لانني كنت سفيرا بواشنطن في اجازة بالخرطوم واذا حضرت ذلك الاجتماع فإن وزارة الخارجية ستظن ان ذلك عملا تنظيميا ولن تقبله .
    انا كنت من المعارضين لفكرة المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي واذكر انه عندما تم اختيار الترابي زعيما له جاءني ياسين عمر الامام متهللا وقال لي مبروك انتخبنا الشيخ زعيما للمؤتمر الشعبي العربي الاسلامي فقلت له هذا غير صحيح وستهيجوا علينا الامريكان كما ان هذا المؤتمر ليس من ورائه طائل غير التهريج .
    * ولكن البعض وامريكا منهم ترى ان العداء لها هو اصيل في مشروع الانقاذ السياسي والفكري ؟
    < ما اردت قوله هو انه كان يفترض ان تكون الانقاذ عاقلة منذ بدايتها وتفكر ولا تسعى وراء الحماقات والايديولوجيات التي لم تفد شيئا ، ولكن ما اريد ان اؤكده ايضا ان فجور امريكا في خصومتها لنا عمتها من ان ترى اى ايجابية في الانقاذ لتتخذها اساسا للتفاهم معها ، فحتى رئاسة الترابي للبرلمان لم تأخذها بحقها من الاهمية فكان عليها ان تتحلى ببعد النظر وهي الدولة الكبرى .
    * ذكر السفير الامريكي السابق بالخرطوم تيموثي كارني في مقال نشر العام الماضي بالواشنطن بوست في معرض انفجار الخلاف وتبادل الاتهامات بين مؤسسات الادارة الامريكية عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر ان الخرطوم عرضت عليهم عام 1996م تسليم بن لادن ومعلومات عزيرة عن نشاطاته ولكن الادارة الامريكية لم تأخذ هذا الامر بجدية لماذا في تقديرك ؟

    < أمريكا من فرط عدائها لحكومة الانقاذ اصيبت بالعمى والصمم من كل ما كانت تبديه الخرطوم من حسن نوايا ، وكانت تعد أي بادرة حسن نية من قبيل المزايدة وكسب الوقت من حكومة الانقاذ ، لذلك اتخذت ما اتخذت ضدنا من قرارات ومواقف ، واذا كنا نحاسبهم على ما اقترفته في حقنا لما ابدينا اي قدر من التعاون معهم لاحقا ، واعتقد ان تعاوننا الأمني معهم ومضينا في عملية السلام رغم مواقفهم منا كافية لان ينتفي أي سبب لسوء ادبهم معنا فنحن لسنا مثل كوريا الشمالية او ايران او سوريا او غيرها بل على العكس نحن كنا كرماء جدا معهم بينما كانوا هم لئاماً جدا معنا وتمادوا في عدائنا دون تعقل ووضعونا في القائمة السوداء وضربوا لنا مصنع ادوية دون ادلة .. وعاملوا مواطنينا في امريكا معاملة سيئة جدا . واعتقد انهم بدأوا الآن يفهموا اننا لسنا بالسوء الذي كانوا يتصورونه لذلك تغير الوضع الآن ومن خلال تجربتي في امريكا سفيرا ثم مقيما بها وقد عدت منها قبل شهرين استطيع ان اجزم بأنهم سيرفعون اسمنا من القائمة السوداء .

    [B]التوازن مهم[/B]

    * بدأ ان هناك توجهات داخل الانقاذ نفسها لا تريد تقاربا مع الولايات المتحدة وترى ان ذلك ان حدث معناه تنازل عن مشروعهم وبرنامجهم كيف يمكن اقناع هؤلاء بجدوى تحسن العلاقات مع امريكا ؟
    < اعلم أن هناك عناصر لا تريد ذلك او مترددة فيه كما اعلم ايضا ان هناك عناصر اخرى (راقد ة في الواطة) لامريكا ، ولكن المهم عندي ان يكون هناك توازن نرى من خلاله اين مصلحتنا ونصوب تجاهها .
    * عملية السلام الجارية الآن لها علاقة مباشرة بتحسن العلاقات مع امريكا في ظل وجود عناصر تعادي هذا الاتجاه ، هل تتوقع مغامرة تقطع الطريق على سير العملية ؟
    < العناصر دي شغالة وما بتقعد ساكت !! ولكني لا اتوقع ان يتمكنوا من اجهاض عملية السلام التي قطعت 90% بحسب قول الرئىس البشير ، انا متفائل جدا بنجاح هذه العملية وسننتصر بإذن الله ، وهذه العناصر ليست داخل الانقاذ وحدها وانما ايضا في المعارضة التي كانت تظن ان امريكا ستأتي لتقتلع لها الانقاذ من جذورها .. هذا وهم كبير .. الامريكان ما مصدقين انو الله حلاهم من موضوع السودان ده !! هم يعلمون ان السودان ليس بلدا هينا حتى يعبثوا فيه كما يشاءون .
    * ماهي قراءتك للخارطة السياسية الداخلية بعد توقيع اتفاق السلام ؟

    < سيكون للجنوبيين ثقل في الحكم وفي اتخاذ القرار واعتقد ان عناصر ممتازة من شاكلة ابيل الير وبونا ملوال وغيرهم خسارة حقيقية ان يكونوا خارج الحكم ، كما ان هناك عناصر شمالية ممتازة ولها وشائج طيبة مع الجنوبيين من أمثال بشير عبادي الذي اعتقد انه يساوي جهد تسعة وزراء لوحده الى جانب الوزير الشاطر جدا يحى عبد المجيد وهؤلاء خسارة ان يجلسوا في مقاعد المتفرجين اتوقع ان يتم استيعاب لامثال هؤلاء في مرحلة ما بعد السلام وستفيد البلاد اكثر من الذين يتم تعيينهم من اهل الولاء السياسي عديمي الكفاءة .
    * من اجل ذلك قلنا ان هناك كثيرين سيعتبرون السلام خصما عليهم لذلك سيعملوا على اجهاضه؟
    < هل نستجيب لمصالحهم الذاتية الضيقة على حساب البلد ؟ لابد من التركيز على الكفاءات حتى تنعم هذه البلاد باستقرار وتنمية حقيقية اتوقع مشاركة سياسية اوسع .
    * ولكن نفس هذه المجموعات هي التي تهيمن على السلطة والثروة الآن ، هي تتوقع لمن بيده القلم ان يكتب نفسه شقي كما يقول المثل ؟
    < هؤلاء هم انفسهم الذين حاربوا قرنق والحركة الشعبية وكانوا يعبئون الناس للحرب بأسم الجهاد والاستشهاد هم نفسهم يسعون للاتفاق معه الآن .
    * ولكن كثيرين يعتقدون انهم مضوا في هذا المسار مكرهين وبالتالي ليست لهم قناعة به ؟
    < عليهم ان يفكروا جيدا وسيكتشفوا ان هذا الطريق افضل من سابقه سواء اتوا اليه بالضغط او طواعية .
    * قبل اربعة اعوام في حوار اجراه معك الصحفي صلاح الدين عووضة بصحيفة الرأى العام قلت انك ترى نهاية الانقاذ امام ناظريك ما الذي كنت تقصده بهذا هل هذه العملية هي سيناريو نهاية الانقاذ ؟
    < ركوب الرأس هو الذي سينهي الانقاذ امامنا فرصة ذهبية لتحقيق السلام والاستقرار والوحدة واذا ضيعناها فسنضيع البلد الضرورة تقتضي ان تتنازل الانقاذ وتفسح لخصومها مكانا وتقبل باوضاع تراها ثقيلة على نفسها .

    [B]ليس بمزاجهم[/B]

    * هل تتوقع ان تثمر عملية السلام نظام حكم يستوعب كل القوى الأخرى ؟
    < اذا كان الجميع راضين بالرئيس البشير رئيسا للمرحلة القادمة واتجه هو لتشكيل حكومة تستوعب الكفاءات على الطريقة التي ذكرتها لك فلا اعتقد ان هناك سببا وجيها للقوى السياسية الاخرى لتناصبه العداء خاصة وان القوى الفاعلة في المعارضة وهي الحركة الشعبية ستكون جزءا من الحكم .

    * هناك من يعتقد انك احد عرابي هذا المشروع الذي يمضي الآن؟
    < يجيب بحسرة : قالوا إنني عراب المشروع الامريكي ؟ انا ليس لى اى وضعية الآن تؤهلني لخوض مثل هذا الدور الذي يتحدثون عنه فأنا (مرمي) في هذا المنزل ليس لي وظيفة وحتى حقوقي من عملي كسفير بالأمم المتحدة وواشنطن لم آخذها ورفض وزير الخارجية الحالي ان يعطيني لها فقد عينت سفيرا بمخصصات وزير مركزي بقرار من رئيس الجمهورية وكنت جالسا في منزلي هذا ولم اطلبها جاءني اللواء (م) الفاتح عبدون واخبرني بالقرار وعندما احلت للتقاعد ذهبت لاستلم حقوقي فقالوا لي ان لك عندنا سبعة عشر الفا فقط بينما حقوقي لديهم 40 الف دولار ... أكلوني !!؟

    * الم تذهب للقضاء ؟
    < اقاضيهم في قروشي !! والله دى انا ما بسويها انا ما زول صغير .
    * هل تعتقد بقيام شراكة حقيقية بين الحكومة والحركة الشعبية بعد السلام ؟
    < وما أهمية ذلك ما اريد ان اقوله انه ليس على مزاجهم سواء الحكومة او الحركة .
    * على مزاج من ؟
    < على مزاج الشعب السوداني وكل من يقف ضد ذلك (سيروح في داهية) .
    * وماهو سيناريو (الداهية) هذا ؟
    < ما اريد ان اقوله فقط انهم سيذهبون مثلما ذهب قبلهم آخرون ولا ازيد .
    * عملية السلام الجارية هل ستضع السودان في المجرى الديمقراطي الصحيح ويتواضع الناس فيه على نظام حكم يحقق الاستقرار الدائم في البلاد ؟
    < هذا يعتمد على وجود قادة حقيقيين لهذا الشعب وانا على يقين كبير بأن هذا الشعب لن يضام ابدا بعد الآن .


    الحلقة الثانية من الحوار مع أحمد سليمان المحامي


    ادرنا معه حوار الحاضر الذي يتوسل بالتاريخ ... عملية السلام الجارية الآن برعاية الولايات المتحدة والتي عمل سفيرا للسودان فيها ابان حقبة التسعينات من القرن الماضي الخطرة ومآلاتها الى جانب ملابسات معينة في مسار السياسة السودانية لم تفك طلاسمها حتى الان وكان الرجل بشوشا في استقبالنا سخيا في اكرامنا بالادام والزمن والمعلومة .

    سؤال تجريمي


    * هناك رأي غالب وسط الحركة السياسية بأنك وراء الانقلابات العسكرية التي قامت في السودان؟

    = يرد ضاحكاً هذا موضوع طويل، وهذه الأيام يشن عليّ أحد ابناء عبد الحليم شنان هجوماً ويتهمني بأنني وراء أي انقلاب حدث في السودان وقد كان هذا رأى عبد الخالق محجوب ايضاً فكان يقول إن احمد سليمان وصديقه الرشيد الطاهر بكر انقلابيان ولكن كان لي رؤيتي حول فكرة الانقلابات العسكرية، فانا كنت على قناعة بأن عبود وصل الحكم بانقلاب عسكري وبالتالي لابد من اسقاطه بانقلاب عسكري ايضاً، وعملت بقناعتي تلك لذلك سجنت في «ناقشوط» وجوبا ورمبيك وواو وملوي وانذارا وكوبر مع الشيوعيين ومع المحجوب وازهري وعبدالله خليل وعبد الخالق نفسه وكل هذا لايذكره الناس وانما يذكرون فقط هذه الاتهامات القبيحة.

    * يقال إنك العقل المدبر لإنقلاب 30 يونيو 1989م؟
    = لم أخطط له ولكنني كنت أعلم به ولا أزيد أكثر من ذلك ففي القانون هناك ما يسمى بالسؤال التجريمي وسؤالك هذا يا إبني يا علاء من هذه الشاكلة.
    * قيل إن الترابي أرسلك الى الصادق المهدي لتقنعه بجدوى الانقلاب حتى يشارككم فيه؟

    = هذا ليس صحيحاً وانا ما بترسل.. ولكن القصة كما يلي: فقد كنت مسؤولاً في تلك الفترة قبل 30 يونيو 1989 عن جريدة «الراية» لسان حال الجبهة الاسلامية القومية، وعندما ذهبت إلى مكتب الترابي بدار الجبهة الاسلامية القومية، فتح لي ادريس محمد عبد القادر رئيس وفد الحكومة للمفاوضات الآن، وكان وقتها مديراً لمكتب الترابي، الباب، ودخلت، وجدت الترابي وقد بدت عليه علامات الضيق، فسألته عن سبب ضيقه فأعطاني ورقة كان يمسك بها، ووجدتها خطاباً من الصادق المهدي رئيس الوزراء وقتها يقول فيه:
    (أخي الحبيب حسن، أنا موجود اليوم بالمنزل وارجو ان تأتي إليّ للتشاور بخصوص مذكرة الجيش) فقلت له اذهب فقال لي لن اذهب لان الصادق ليس لديه كلمة ولن اخرج منه بشئ وانا لا اثق به، فقلت له هل يعقل لرجل في المعارضة مثلك يطلبه رئيس الوزراء للتشاور معه في ظرف دقيق تمر به البلاد ويطلعه على كم هائل من المعلومات الخاصة بالجيش ومجمل الاوضاع في البلاد خاصة في أيام تشهد قلاقل داخل القوات المسلحة ويرفض فأصر على موقفه الرافض للذهاب، فقلت له انت حر، وبينما كنت أهمُّ بالخروج منه دخل عليه بعض أعضاء الجبهة وكان منهم موسى ضرار فسألوه لماذا ذهب احمد سليمان عندما حضرنا نحن هل «كراعنا حارة!» فقال لهم التاربي إن احمد زعلان. فناداني وطلب مني ان اجلس وقال لي بصوت يملؤه الود كعادته معى دائماً فبيني وبينه ود كبير حتى ان علي عثمان عندما يكون الترابي رافضاً لشئ او عاتباً على الناس يطلب مني ان أذهب اليه بخصوص الموضوع المعين فقال الترابي: (يازول خلاص ارضاءً لك فقط سأذهب للصادق المهدي ولكن بشرط واحد هو ان تذهب معي) فقلت انني لا أعرف الصادق المهدي ولم اقابله في حياتي أكثر من خمس دقائق، ولكن عليك ان تقول له إنني لم احضر اليك برغبتي ولكن بضغط والحاح مني لأنك رئيساً للوزراء ولديك قدر هائل من المعلومات نريد الافادة منها. ثم قلت للترابي بما اننا لم نتعود ان نشترط عليك لأنك انت الزعيم ولكن يشرفني جداً ان اذهب معك الى الصادق وفق هذه الفكرة وهذا الطرح.

    إنقلاب ديمقراطي

    ذهبنا اليه وقد كان ذلك قبل الانقلاب بأيام او اسابيع وقد استغرب عندما رآني برفقة الترابي. وقلت له حضرنا إليك لأنك رئيس الوزراء واننا في الجبهة الاسلامية وانتم في حزب الأمة بامكاننا ان نشكل أغلبية برلمانية اذا تحالفنا وان اللعب مع الاتحادي الديمقراطي والشيوعيين وغيرهم لن يفيدك، لذلك الافضل لك ان نقود معنا انقلاباً داخل البرلمان لتغيير نظام الحكم من جمهورية برلمانية إلى رئاسية مثل النظام في فرنسا وتكون انت رئيس الجمهورية والترابي او من تختاره الجبهة الاسلامية رئيساً للوزراء، فكان رده علينا ان ننتظر حتى تتم خطوات تحويل الجمعية التأسيسية إلى برلمان ثم بعد ذلك نخطو خطواتنا تلك، فرددت عليه بضيق ان التأجيل ليس من المصلحة وان الامور لن تسير وفق ما تشتهي فالقوى السياسية الاخرى شغالة ايضاً، وان ما ننوي القيام به هو اجراء قانوني وسياسي ليس عليه أي مأخذ من هذه الناحية وسيتم وفق الآليات الديمقراطية. وهذا يوضح انني لم اقل للصادق تعمل انقلاباً عسكرياً كما يتهمني كثيرون.

    * وماذا كانت وجهة نظر الصادق في طرحك ذاك؟

    = شعر وكأنني استدرجه لقيادة انقلاب عسكري ولم يفهم مقصدي جيداً لذلك روى هذه الحكاية لصحيفة «الشرق الاوسط» كما فهمها خطأ بأننا دعوناه لقيادة انقلاب مشترك. واذكر ان فاطمة احمد ابراهيم ردت عليه في «الشرق الاوسط» نفسها وهى غاضبة وقالت ولماذا لم تلق عليه القبض. وانت رئيس الوزراء واعتقد ان في ردها منطقاً وجيهاً.

    مابين غواتيمالا والسودان
    * ما هى قصة مذكرة العشرة الشهيرة التي كانت البداية للمفاصلة التاريخية داخل الانقاذ وخروج الدكتور الترابي وانصاره من الحكم؟
    = الغريبة ان المذكرة طبخت في منزل المحبوب عبد السلام، وقد سألته شخصياً عن ذلك فأكد لي انه لم يكن يعرف.
    عرَّاب المذكرة الاساسي هو الدكتور بهاء الدين حنفي سفير السودان الحالي بتركيا. وكنت شخصياً اتوقعها منه بحكم احتكاكي به، فقد كانت لديه تحفظات على قيادة الترابي وجهر بها إلىَّ أكثر من مرة، إلى جانب سيد الخطيب الذي لعب فيها دوراً كبيراً ايضاً.
    * كيف كان الاعداد لها؟
    = كانت المذكرة بداية لعملية تستهدف قيادة الترابي شخصياً، واتصور انها عملية خطيرة، وللأمانة والتاريخ اقول إن علي عثمان لم يشارك فيها، اعتقد ان عدداً كبيراً من الذين شاركوا فيها لم يكونوا يتصورون الإبعاد والمآلات الخطيرة التي أفضت إليها.
    * هل كانت لكل المجموعة التي شاركت ووقعت على المذكرة مآخذ على قيادة الترابي للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني؟
    = نعم وخاصة بعد الاعتداء عليه في كندا وحقيقة انني كنت اعتقد ان الترابي لن ينجو من آثار تلك الضربة، فقد كنت وقتها سفيراً للسودان بالامم المتحدة، واتصل بي احد الصوماليين وقال لي إن الترابي ضرب في كندا. لم يكن هناك طيران في ما تبقى من ذلك اليوم. انتظرنا حتى صباح اليوم التالي واخذت معي احد افراد البعثة الدبلوماسية السودانية بالامم المتحدة وهو السفير الحالي بيوغندا سراج الدين حامد وتوجهنا إلى كندا. وعندما وصلناه وجدناه ميتاً حقيقة فقد كان ساكناً تماماً ولا يتحرك.
    المهم ان المجموعة التي وضعت مذكرة العشرة كانت تقول إنه اصبح حاداً.
    * كيف نجحت مذكرة العشرة إذاً؟
    = عملوها الجماعة، وقد حذرت قادة الانقاذ باكراً من ذلك في اجتماع كبير جمع مجلس قيادة الثورة بكامل هيئته الى جانب قيادة الحركة الاسلامية بزعامة الترابي وعلي عثمان، حيث حكيت لهم حكاية شبيهة حدثت لمجلس قيادة الثورة في غواتيمالا في اميركا الوسطى، اوردها كاتب بريطاني هو وود وورد في كتابه (The commanders) «القادة» وهو كتاب شيق جداً، حيث كان اعضاء المجلس ثواراً اقوياء قلصوا النفوذ الاميركي في بلادهم. وذكر ان وزير الخارجية الاميركي وقتها طلب استدعاء السفير الاميركي وكان من اذكى سفرائهم في غواتيمالا وقال له نريد منك تحديد شخص او اثنين من عناصر مجلس قيادة الثورة مِنْ مَنْ يمكننا الدخول عبرهم، فقال له السفير: هناك واحد منهم يدعى بورش يتقلد منصب وزير الداخلية متأثر إلى حد ما بالافكار الديمقراطية والليبرالية وبالفعل ركز الاميركان عليه ونجحوا في مبتغاهم حيث قاد بورش ذلك تياراً اقنع به قادة الثورة بانهم يسيطرون على البلاد جيداً ويحظون بتأييد الشعب، لذلك لا يضير اذا ما عقدنا انتخابات حتى نكتسب شرعية دستورية نسكت بها الاميركان والغربيين، وبالفعل حدث ذلك وراحوا في ستين داهية.
    فقلت لاعضاء مجلس قيادة الثورة انني أخشى عليكم من مصير قادة الثورة في غواتيمالا، واذكر ان العميد فيصل ابو صالح وكان وزيراً للداخلية وقف وقال لي يا أستاذ احمد انا ما زي بورش: فقلت له انني لم اقصد شخصاً بعينه من هذه الحكاية. وانما اردت التنبيه إلى انكم مستهدفون جميعكم سيحاول العالم بذر بذور الفتنة بينكم والفت في عضدكم، حافظوا على انفسكم اميركا ستركز عليكم، لذلك فاني ارى أن البعد الخارجي في مذكرة العشرة كان كبيراً جداً.
    * لماذا في تقديرك؟
    = لان العالم كان يريد التخلص من الترابي بأية صورة واضعاف الحركة الاسلامية، واعتقد انهم نجحوا في ذلك.
    هذا رأيي في هؤلاء:
    * اكشاهد على العصر عرك الحركة السياسية والفكرية في السودان، نريد رأيك في الشخصيات التالية؟
    * عوض عبد الرازق؟
    = رجل محنك وملحلح وشاطر ويعرف السياسة جيداً
    * إلى اى مدى تعتقد في صحة رؤيته الفكرية والسياسية التي قادت للإنشقاق الأول في الحزب الشيوعي؟
    = كانت رؤيته صحيحة وعميقة.
    * عبد الخالق محجوب؟

    مثقف ولكنه ليس سياسياً فهو يغرق في شبر مويه، وانقلاب 19 يوليو تجربة حقيقية لذلك.
    انا لست ضد ان يقوم عبد الخالق محجوب بانقلاب، فقد فعلها قبله وبعده اناس عديدون، ولكن مأخذي عليه ان الشخص الذي يفكر في عمل مثل ذلك وهو المسؤول الأول عن حركة سياسية عليه ان يتحسب ويعمق للنتائج العملية التي ستنجم عن صنيعه، فاحتمالات الغدر والخيانة واردة فيها.. اؤكد انني لست ضد انقلاب 19 يوليو، فمنطقي جداً كما فكر عبد الخالق ان تتم ازاحة نميري عن طريق انقلاب عسكري باعتبار انها نفس الوسيلة التي وصل بها إلى السلطة. ولكن لم يفكر عبد الخالق او يحتط للسؤال الأساسي وهو كيف تحافظ على السلطة اذا ما نجح الانقلاب.
    * هناك تقويم صادر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني وكتابات لاحقة لبعض الباحثين، تنفي ان يكون لعبد الخالق محجوب صلة بانقلاب 19 يوليو؟
    = هذا مضحك، فمن الذي دبره اذاً!
    * قيل إن الذي دبره هم العسكريون في الحزب؟
    = هذا قول لا يحترم عقول الناس فلا يمكن تصور عمل انقلاب 19 يوليو بمعزل عن دور الحزب الشيوعي فيه، سواء كان التصور عن عسكريين او شياطين..اؤكد لك ان الانقلاب من A وحتى Z من تدبير عبد الخالق محجوب.
    لم يكن الانقلاب يمتلك مقومات النجاح لعدة أسباب: اولها انه لم يكن يمتلك القوة الداخلية الفاعلة لتحريك الشارع والرأى العام إلى جانبه.
    وثانياً لم تكن مصر لتسمح بقيام انقلاب شيوعي في جنوبها وعلى رأسها الرئيس انور السادات اعدى اعداء الشيوعية والذي طرد السوفيت من بلاده بعد وصوله للحكم، كذلك كان القذافي ايضاً من الد أعداء الشيوعية رغم صلته بعبد الناصر وقد كان السوفيت يكرهونه وعندما كنا نسافر الى موسكو كان المسؤولون الروس يقولون لنا :( كيف حال ذاك المجنون) ويقصدون القذافي. لانه كان يرفض ابان الحرب الباردة مساعدة الاسطول السوفيتي المتمركز في البحر الابيض والذي كان يحتاج افراده لتغيير اجواء البحر رغم مناشدات عبد الناصر المتعددة له، بينما كان في نفس الوقت الاسطول السادس الاميركي يحظى بوجود محترم في مياه البحر الابيض. ايضاً كان في اثيوبيا هيلا سلاسي وهو امبراطور ومتدين ويبغض الشيوعية، وراعٍ للكنيسة وكانت له اطماع في القلابات. وقد قال لنميري عقب فشل الانقلاب انه كان ينتابه شعوران متناقضان إزاء انقلاب 19 يوليو. الاول هو السعادة لان نجاحه يعطيه الفرصة في أخذ ما يعتقد انه أراضٍ تابعة لبلاده في القلابات والثاني الخوف والخشية من نجاحه لأنه يعني وجود دولة شيوعية على حدوده الغربية. اضافة إلى كل ذلك كان الرئيس التشادي وقتها «تمبلباي» ضد الشيوعية هذا يوضح ان الانقلاب كان محكوماً عليه بالفشل.

    كلنا كنا انقلابيين ولكننا كنا نفكر جيداً في مآلات الانقلاب. ولكن أنا أعرف عبد الخالق جيداً اكثر من أي شخص آخر فهو «يغرق في شبر موية» لانه لم يكن «مدردح» حينما كنت انا «مقرّم» اعمل محامياً واسهر الليل كله مع الضباط ومسؤولي الأمن واعرف منهم تفاصيل ما يدور.. كان عبد الخالق يفتقد لمثل هذه التجارب التي تؤهل لقيادة انقلاب عسكري ناجح.

    كوّن انقلابيو 19يوليو مجلسهم الأعلى للثورة دون ان يضم في عضويته المقدم عثمان ابو شيبة وهو الشخص الذي نفذ الانقلاب فعلياً. كما أنهم مكثوا في السلطة ثلاثة أيام من الاثنين وحتى الخميس لم يعينوا خلالها مجلساً للوزراء. ترك تصريف دولاب العمل بالدولة لمجلس قيادة الثورة الذي لم يكتمل تكوينه. وفيما أعلم انه كان في نية عبد الخالق محجوب اختيار الامير عبد الرحمن نقد الله رئيساً للوزراء حتى يتمكن من استمالة حزب الامة وكيان الانصار كيما يتقوى بهم.

    * محمد ابراهيم نقد؟
    = سياسي حاذق «ملحلح» اكثر من عبد الخالق فهو morecraft وبالمناسبة يمتلك اعذب الأصوات اذا ما غنى وهو رجل فنان.
    وهذا رأيي في اولئك ايضاً
    * الترابي؟
    = ذكي وسياسي «ملحلح» وشجاع جداً وذو عزيمة وشكيمة قويتان.
    * يقولون إن فيه استعلاء؟
    ليس استعلاء وانما هو كبرياء المثقفين الكبار.
    * محمود محمد طه؟
    = «صمت برهة» يا سلام.. رجل عالم ما في كلام واعدامه كان خطأً كبيراً.. وبالمناسبة هو قريبي لأمي، واقرأ باهتمام لاحد تلاميذه الشطار جداً وهو عبد الله النعيم.
    * قيل انه ارسل اليك تلاميذه ابان فصلك من الحزب الشيوعي ليبلغوك انه لم يكن يخشى عليك عندما كنت شيوعياً ولكن بدأ يخشى عليك لانه يرى ان هناك غزلاً بينك والا خوان المسلمين، فرديت عليهم مستنكراً (انا ابقى آخ مسلم!! أنا أمشي للمتخلفين ديل!!) هل هذا صحيح ؟.
    = يجيب ضاحكاً: نعم هذا صحيح وقد كان هذا رأيي في الاخوان المسلمين اول الامر، ولكن عندما عشت وسطهم وجدتهم «ناس كويسين والله».

    * الصادق المهدي؟
    = لا أعرفه كثيراً ولكن من خلال القدر الذي اتيح لي لمست فيه كرماً فياضاً وتهذيباً جمّاً وفيه صفة حميدة انه مستمع جيد لايقاطع محدثه حتى يفرغ من حديثه وهو قارئ ممتاز ومثقف مجتهد في التفكير.
    * د. علي الحاج؟
    = سياسي شاطر جداً وابن ناس وكريم جداً.
    * علي عثمان محمد طه؟
    = بيني وبينه ود كبير جداً ويزورني دائماً في منزلي هذا، وهو سياسي مرتب للغاية، واعجبني حديثه لقناة «الجزيرة» بعد توقيع اتفاق نيفاشا ويبدو انه افاد كثيراً من ايامه التي قاد فيها المفاوضات بكينيا.
    * غازي صلاح الدين؟
    = رجل ممتاز ومحترم جداً ونظيف للغاية ومتدين بحق.
    * منصور خالد؟
    = آباؤنا تتلمذوا على أيدي اجداده الماجدية احفاد الشيخ ابو عصا، اضافة إلى ذلك هو جارنا في ابي روف بام درمان إلى جانب ان هناك نسباً قوياً بيننا، اضف إلى ذلك فقد تدرب على المحاماة بمكتبي لمدة اربعة أشهر ذهب بعدها مديراً لمكتب عبد الله خليل، وهو مثقف واديب رفيع.
    * جعفر نميري؟
    = راجل اخونا والله، وكنا اصدقاء.. وربما يهدينا ويغفر لينا.
    كان جنوبياً هواه
    * جون قرنق؟
    لا أعرفه جيداً، ولكني التقيت به في اميركا عندما جاء ليلقي خطاباً للسفراء العرب بالامم المتحدة وتلقيت تعليمات من الخرطوم بان اذهب وارد عليه بخطاب موازٍ وكنت وقتها سفيراً بواشنطن فذهبت برفقة بعض اعضاء السفارة، وعندما كنت اتلو ردي عليه قاطعني احد معاونيه بغلظة وجفاء، فذجره قرنق بصرامة واعتذر لي بلطف وتهذيب وطلب مني ان اواصل. وهو شخصية قوية ومؤثرة جداً استطاع ان يصعد بقضية الجنوب صعوداً كبيراً. وكل من استمع اليه قال انه شخص مرتب ولديه مقدرة فائقة على الاقناع. واعتقد انه اعتنق الشيوعية عن طريق شخص من اصول المانية يدعى (هليل شوارتز) كان احد قادة حركة (اسكرا) الشيوعية في مصر ابان الثلاثينات والاربعينات وكنت اعرفه جيداً، وقد جاء إلى السودان ضمن فريق الشركة الفرنسية التي كلفت بتنفيذ مشروع قناة جونقلي بعد اتفاقية اديس ابابا والتقى بقرنق في الجنوب واعتقد انه كان أول شيوعي في الحركة الجنوبية.
    * جوزيف قرنق؟
    = هذا الرجل خسارة كبيرة للسودان ولافريقيا وقد راح ضمن مآسي السياسة السودانية..انا اعرفه جيداً فقد تدرب على المحاماة في مكتبي عقب تخرجه مباشرة من الجامعة، ومن مكتبي ذهب إلى الوزارة مباشرة بعد 12 عاماً قضاها معي وتزاملنا معاً، ايضاً في الوزارة، هذا الرجل وطني غيور واقول بملء الفم إن افريقيا لم تنجب مثله ولا توجد حتى مقارنة بينه وبين نكروما او نايريري او كنياتا او غيرهم من قادة حركات التحرر الافريقي هو من افذاذ السودانيين والافارقة، فهو ذكي لا قصى الحدود ومثقف من طراز رفيع. وقارئ نهم لدرجة انني كنت اتنافس معه في القراءة، إبان عمله معي في مكتبي وبما انني رئيسه فقد كنت اصر على ان اقرأ الكتاب قبله حتى وان كان ملكه. وهو شخص نظيف وعفيف فلم يكن يتعاطى الخمر او السجائر او أي نوع من الموبقات.
    اذكر بعد اعدامه اتصل بي اللواء الباقر احمد وكان وزيراً للداخلية وكنت وزيراً للعدل وقتها وطلب مني ان احضر الى مكتبه لإطلاعه على وصايا مكتوبة من عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ، وجوزيف قرنق كتبوها قبل اعدامهم مباشرة، وقد كانت تنم عن شجاعة وثبات واذكر ان جوزيف قرنق طلب في وصيته من زوجته ألا تصاب بالجذع والعويل وقال لها (اعتبريني قتلت في حادث طيران)Aircrash.
                  

04-01-2009, 07:46 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: khalid abuahmed)

    إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    اللهم توله برحمكتك .
    اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ..
    اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد
    اللهم ثيته بالقول الثابت عند سؤال الملكين
    اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه
    وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته وإبدلها له حسنات ..
    اللهم يا كريم أكرم نزله ..
    اللهم أبدله داراً خيراً من داره .. وأهلاً خيراً من أهله ..
    آمين



    التعازى لاســـرته الكريمة

    هشام مدنى
                  

04-01-2009, 02:23 PM

عمر عثمان
<aعمر عثمان
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 1583

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: هشام مدنى)

    له الرحمه والمغفره
    وشكرا على ايراد اللقاءات التي لاول مره اقراها
    لكن لفت نظري استاذ خالد التالي
    Quote: كانت المذكرة بداية لعملية تستهدف قيادة الترابي شخصياً، واتصور انها عملية خطيرة، وللأمانة والتاريخ اقول إن علي عثمان لم يشارك فيها، اعتقد ان عدداً كبيراً من الذين شاركوا فيها لم يكونوا يتصورون الإبعاد والمآلات الخطيرة التي أفضت إليها.

    وهي شهاده للسيد على عثمان من رجل بقامة الاستاذ احمد سليمان المحامي
    كذلك لفت نظري ايضا
    Quote: * علي عثمان محمد طه؟
    = بيني وبينه ود كبير جداً ويزورني دائماً في منزلي هذا، وهو سياسي مرتب للغاية، واعجبني حديثه لقناة «الجزيرة» بعد توقيع اتفاق نيفاشا ويبدو انه افاد كثيراً من ايامه التي قاد فيها المفاوضات بكينيا.


    وانا لا ادري لماذا يصف كثير من الاسلاميين السابقين
    وانت منهم يصفون السيد على عثمان بالخبث
    ومشكرور اخي خالد لانني دائما اجد في بوستاتك ما يفيد
                  

04-01-2009, 02:37 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: عمر عثمان)

    الاخ الحبيب عمر عثمان
    السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته

    في البدء أشكرك جدا جدا على المداخلة الواعية كما انت دائماً..
    ولا أكذب عليك أخي انا نفسي وقفت عند ذات هذه النقاط التي توقفت فيها أنت..

    ورداً على كلامك أقول:
    لو تابعت آخر ما قلته من آراء في إحدى البوستات ستجد انني أشرت إلى أن البديل الوحيد المتوفر حالياً لحكم السودان هو علي عثمان محمد طه، لعدة اسباب ذكرتها ومن بينها الدهاء والذكاء والرغبة الشديدة والجامحة في هذا المنصب وله قدرات فائقة في التنظيم والحكم، فقط آخذ عليه تصفية الخصوم ولا استدل إلا بمحاولة اغتيال حسني مبارك.
    وأقول بكل صراحة إذا استلم الحكم علي عثمان انا أول من يؤيده لأنني اعتقد أنه سيكون قد تعلم من تجاربه السابقة، سيما وأن التجارب السياسية أثبت أن كل الشخصيات الكبيرة التي كنا نعول عليها قد انكشفت عورتها وما عادت مكان ثقة للمواطن السوداني.

    مجدداً أشكرك كثيراً أخي عمر عثمان
                  

04-01-2009, 02:33 PM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: هشام مدنى)

    اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك يا رحيم
                  

04-01-2009, 09:51 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: إسحاق بله الأمين)

    إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    اللهم توله برحمكتك .
    اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ..
    اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد
    اللهم ثيته بالقول الثابت عند سؤال الملكين
    اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه
    وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته وإبدلها له حسنات ..
    اللهم يا كريم أكرم نزله ..
    اللهم أبدله داراً خيراً من داره .. وأهلاً خيراً من أهله ..
    آمين
                  

04-02-2009, 02:54 AM

Rashid Elhag
<aRashid Elhag
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفقيد أحمد سليمان المحامي..قدم الكثير لكنه لم يأخذ شيئاً..!! (Re: الطيب شيقوق)

    اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء..... وإنا لله وإنا إليه راجعون...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de