|
|
 اكسب زمنك .. يا..!
|
خط الإستواء
اكسب زمنك يابتاع سنغافورة ..!
للإنقاذ في عيد انقلابها شطحات، وللإنقاذيين في عهدهم نفحاتهم في مجالات البنوك والشركات والعمارات... إلى آخر التاءات المربوطة وغير المربوطة، فقد جاءت الذكرى العشرون لعيدهم السعيد البخيت عليهم وهم ما زالوا يقولون إنّ البلد كانت ح تضيع لولا أن غشيت بلاد السودان هذه الغاشية.
استمعت في عيدهم السعيد، وباهتمام بالغ، إلى خطب جليلة، وقلت يا عم سيبك من كلام ناس قرّبت، وكلام ناس قريعتي راحت.. ومن خلال الانصات التام للخطب القاصدة من ذوي المقام وجدت أن للإنقاذ فروعاً أكثر من أعضاء المجلس الأربعيني للجبهة الإسلامية، ورصدت من صفحات الجرائد اليومية، التي تتمتع بهامش حامش من الحرية أنّ بعض الإنقاذيين ما زال يمسح بكف الرضا على كرشه ويقول لك عبارات الثناء على (المجهودات الضافية) لثورة الإنقاذ في استثمار البلاد، أرضها وخيراتها.. وقد لا يدري هذا النوع من الانقاذيين أن تلفّعه بالشال ذي الخطوط الثلاثة يقف حائلاً بينه وبين الجماهير، وقد يلتقط بعض الإنقاذيين من هذا النوع هذه الشارة ويأتيك بربطة عنق، يمسح عليها بكف الحمد والشكر ويقول لك "جزاك الله خير"..
ورصدت أيضاً تصريحات موزونة من بعضهم، وهذا البعض يقول بتواضع الأتقياء إنّ إنجازات الإنقاذ الضخمة (مشيراً إلى الجسور والكبارى) على كثرتها لا تجسد كل الطموح!.. وهذا النوع من الإنقاذيين يحيل المستمع دائماً إلى المستقبل، ويقول لك (ح يحصل),,, و(ح يحصل)... في سياق المسيرة القاصدة.. ونوع آخر من الإنقاذيين يقول لك إنّهم بدأوا الخطوات اللازمة لإصلاح المرفق الفلاني، وأنّهم دشّنوا المشروع الفرتكاني، وهذا النوع من الانقاذيين يفهم حكاية انقطاع الكهرباء والماء عن أحياء الخرطوم على أنّه جاء نتيجة خطأ الحاكمين قبل الإنقاذ في تربيط خراطيش الشبكة القومية.. وهذا النوع من الإنقاذيين (حذارى) أن تدخل معه في جدال أو نقاش، لأنه في النهاية سيحسبك في عداد المرجفين، وبالتالي تفقد فرصتك الذهبية في الاقتراع لمرشحك الديمقراطي، وتفقد حقك في المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية.. وبما أنّ أنواع الإنقاذيين كثيرة.. يطيب لي أن أحدثكم عن أحدهم، وبالاسم، فقد صرح الأستاذ أبوبكر عبد الرازق، وهو من فطاحلة الإنقاذيين، الذين يقال أنهم تمفصلوا.. صرّح قائلاً في سياق التبعيض الإنقاذي "إنّ بعض الإسلاميين قلوبهم معنا، وجيوبهم هناك".
واعتقد أنّ (الأخ الكريم) قد اختصر عليّ الزمن والجهد، وقال في جملة واحدة كل الرواية، ولكنّي لم أفهم تماماً أبعاد التصريح.. فكأنّي به يقول لهذا البعض العبارة (جزاك الله خير).. شاكراً حامداً أنّهم معه، ومقارعاً الحجة بالحجة أنّهم (هناك) لأسباب وظروف الحياة الضاغطة!
ولولا أنّ الأستاذ أبوبكر عبد الرازق قال هذه العبارة، ويبدو أنّه كررها كثيراً.. لولا هذا التصريح لما خرجت أبداً من معمعة إحصاء أنواع الإنقاذ الكثيرة.. فـ(جزاه الله خيراً).. وأفاده الله.. فقد كفانا شر الإحصاء السكاني لجنود الإنقاذ المجندة، ودلّنا وهو الدليل على أن من يبحث عن الإنقاذيين يجدهم حتماً على أبواب الصراف الآلي او في بيوت الاستثمار؛ و( اكسب زمنك يا)... وفي صلاة الصبح متسع لعقد صفقات جديدة.. وكلو في اندونيسيا، وكلو سنغافورة.. وكلهم نمور تستثمر في آسيا..
و(جزاك الله خيراً).
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست