دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مينودراما- امراة سعيدة
|
Masraheon.com
مينودراما- امراة سعيدة- على مسرح القصبة
مينودراما- امراة سعيدة- على مسرح القصبة جماليات الطاقة والعتمة والتقشف
زياد خداش- رام الله
للمرة الثانية يهديني مسرح القصبة في رام الله ، عملا فنيا كاد يخرجني عن طوري ووقاري كرجل يزعم انه كائن اجتماعي مستقر وهاديء ويعرف ما يريد من هذا العالم ، انا لست ناقدا مسرحيا ولا احلم ان اكون كذلك لكني لا استطيع ان اقاوم متعة البوح والكلام حين يتعرض وجداني لتحرش جمالي من اي نوع كان ، العمل الجمالي هنا هو : مينودراما - امراة سعيدة- ، اخرجها بشعرية فائقة الفنان كامل الباشا ، وأدتها الفنانة الجليلية نسرين فاعور وهي نص معرب للكاتب المسرحي الايطالي داريو فو، عنوانه الاصلي- امراة وحيدة - اما العمل الاول فقد كان فلم – العطش- لوائل ابو توفيق والذي عرض قبل اشهر ، في عطش وائل لم تتوقف ركبتاي عن الاصطكاك توترا جميلا وخوفا منتجا ، وانا اشاهد بوضوح شديد ازماتنا الاجتماعية ، وهي تشرح بجمالية خاصة بواسطة مبضع رائع وصادق وجريء ، هو مبضع الفن ، في- امراة سعيدة - اقفلت فمي بيدي ، منعا لصيحات انفعال وقفت متحفزة وقلقة على الحواف ، فقد اعتقلت- بلا رحمة - نسرين فاعور ذاكراتنا بطاقتيها الداخلية و الجسدية العاليتين ، وبذوبانها المدهش في شخصية ماريا ، واعارتنا ذاكرة جديدة هي ذاكرة القهر الانساني الفظيع ، على مدى ساعة كاملة من الزمن ، لم تتعب ماريا - نسرين فاعور من اللهث خلف خلاص من تحرشات اخ زوجها المقعد ومن رقابة زوجها الذي يهاتفها دائما ، متهما اياها بالخيانة ومدينا ا تصرفاتها ومهددا بضربها ، ا ومحاصرا حياتها بالشك والسؤال ، ومن خنزير الهاتف الذي يتصل بها اكثر من مرة في اليوم بحثا عن عروض جنسية عبر النافذة ، وحدها المراة السعيدة تركض مرعوبة من زاوية الى اخرى في غرف بيتها مدافعة عن نفسها بالتوسل والخوف والحزن واحيانا بالرضوح والاستسلام ، بيت هذه السيدة الفقير والشاحب لم يتلاءم مع زخم الحركة والحيوية والصوت المعزول الضاج بالالم ، فلم نر سوى كرسيين وطاولتين ، شعر مستعار وابريق ماء وكاسات بلاستيك هشة ، ومعطفان وقطع ملابس قليلة وحجر ، وفي الخلفية ستارة سوداء ، جماليات التقشف المكاني هنا عمقت المشاهد واغنتها ، واضفت في الجو المسرحي طابعا كابوسيا خانقا ، وحفرت في ذهن المشاهد دلالات مروعة حول التنافض الكبير بين فقر الاشياء وفراغ المكان من جهة وبين امتلاء فضاء المسرح بطاقة مكان داخلية خفية كبيرة ، تستمد نسغها و ودمها من قوة حضور الممثلة وغنى الشخصية المؤداة ، وعمق دلالات ورؤية النص وانفتاحه المتسامح على تأويلات مختلفة ، ولعل اجمل جوانب نجاح هذا العمل هو انه في ظاهره عمل يحمل رؤية نسوية ، لكن الغريب هو انه خال تماما من اي شكاو نسوة عاطفية مجانية وفارغة، وهو محمل بطاقة انسانية حاشدة بعيدة عن الشعار والخطابة ، والصراخ لم يكن هناك قطبا صراع : رجل وامراة ، كما قد يتوقع البعض من ظاهر العمل ، كان هناك روح مقهورة مستلبة مسروقة مسجونة كان هناك انسان يقهر انسانا ، روح فاسدة تطارد روحا قديسة ومع ذلك نحن بامكاننا ان شئنا ان نقرأ العذاب النسوي الخاص بالمراة العربية وغير العربية ، ، ومع ان ماريا – نسرين صرخت طوال المسرحية وهزت بصراخها المقهور الستائر والجدران ، وقلوب المتفرجين الا ان هذا الصراخ كان اقرب الى الهمس والانين ، اقرب الى مواء قطة متشردة مليئة باليأس والخوف في ليل المدينة العربية القاسي الفظ ، لم نسمع تنظيرا ضد الرجولة القاتلة ولم تشتم ماريا احدا تلك الشتيمة السهلة ، المبتذلة ، كل خطوة تخطوها ماريا – نسرين تجاه زاوية ما في غرفتها ، كانت ترسل اشارة وتحكي حكاية ، وكل نفس وكل تنهيدة وكل انحناءة جسد تصدر عنها كانت تبث احساسا او صورة او حالة ، دون بلاغة مدوية او حكمة جاهزة او اطلاق كلمات كبيرة ، لغة المسرحية كانت بالفصحى الخفيفة المطعمة ببعض العامية ، وذلك حتى يتذكر المتفرج ان ثمة بعد عربي شرقي في هذا العمل المكتوب بالايطالية ، و ان ثمة قهرا واحدا في العالم ، وان تنوع في اشكاله ، اما الغناء بالايطالي والموسيقى الايطالية ، فكان اشارة وتذكيرا بأن اجواء هذا النص كتبت تحت ايقاع الحياة الايطالية ، وان نسرين فاعور العربية تقوم بتقمص دور امراة ايطالية هي ماريا ، وهكذا يسافر بنا المبدعان كامل الباشا ونسرين فاعور بين : هنا وهناك ، هنا العروبة الكسيحة والمسكينة العاجزة ، وهناك الغرب المتدهور اخلاقيا وحضاريا وانسانيا ، لم استطع ان افهم سحر دلالة الضوء و العتمة في المشهد الاخير ، حين هبطت نسرين – ماريا درج المسرح هادئة وبطيئة لتفتح الباب لزوجها الذي يقف خلف الباب ، بيدها حجرا كانه سراج او شهابا ، كانت تتجه نحو ضوء ساطع ، وكلما تقدمت منه خبا شيئا فشيئا ، لماذا كان يخبو الضوء امام خطوات المراة السعيدة ؟؟ وما هو هذا الضوء ان لم يكن ضوء رجالها التافهين الخادع؟؟؟ هل كانت ماريا – نسرين ، تطفي ضوء رجالها الثلاث االقبيحين ، بعينيها المسددتين بقوة واصرار نحو الباب ، نحو الجريمة – الخلاص ، قتلت ماريا – نسرين زوجها ، حطمت راسه بحجر ، كما حطمت راس اخيه المقعد الشهواني المستهتر ، ولم تنس ولم تعجز عن تحطيم راس خنزير الهاتف ، وهكذا ابتلعت العتمة ماريا – نسرين ، وغابت المراة السعيدة فيها ،غابت تماما يا الهي اين ذهبت ؟؟، ولكن من قال انها عتمة تقليدية تلك التي قبرتها ، ومن قال انها ماتت او انتهت ؟؟ هي لم تنته ، فهي تعيش الان في قصر نور خفي ، هناك في اعلى اعلى قمم روحها الباقية والا فلماذا سميت بالمراة السعيدة ؟؟ ، من يجرؤ منكم ايها الفارغون على تسلق هذه القمم ،؟؟ من من؟ ؟؟ من انت ايها العتمة التي ابتلعت ماريا ؟؟ لم لا تكوني ضوءا داخليا تتنكرين في هيئة عتمة ، خوفا من رجال جدد ، يبزغون بسرعة من كل الجهات ، كلما شموا رائحة امراة ، رائحة فراشة ، لا اصدق لو قيل لي ان كامل الباشا مخرج هذا العمل ، لم يكتب شعرا في احدى مراحل حياته وانه لا يحتفظ بدفتر قديم في درج خزانته العتيقة في بيته العتيق في القدس العتيقة ، الرؤية الاخراجية في -امراة سعيدة- مصاغة بطريقة شاعرية ساحرة ، وعذبة ، ولكن كيف يتلازم القهر والكابوس والموت مع الشاعرية ؟ وهل هناك نوع غريب من العذوبة في الاذلال و البكاء والقتل والهرب والحصار؟؟ نعم هناك ، اتريدون مثالا ، حسنا ، اليكم المثال ، حين خرجت من مسرح القصبة ، وهمت على وجهي في عتمات رام الله الخفيفة ، اتاني هذا الاحساس بهذا النوع الغريب من االعذوبة المؤلمة ، شيء يشبه ان تلتذ باكتشاف وجعك بعد طول خدر وعماء ، شيء يشبه ان تشكو زمنا طويلا من الم في في الظهر وفجأة تكتشف ان السرير الذي تنام عليه مقوس و غير متماسك ، هل وصلت الفكرة ؟ هل وصل الاحساس ؟؟ اذا لم يصل فهذه مشكلتي ، سامحوني ، ما هو سر نجاح هذا العمل ؟؟، ان لم يكن عمق نص داريو فو و طاقة نسرين فاعور الجسدية والروحية والذهنية ،و شاعرية وذكاء رؤية المخرج وجراته ، هذه المينودراما لن تختفي بسهولة من ذاكرتي ، وهذا الخارق الذي اسمه مسرح سيظل نابش وجعي وزارع نشوتي ومكتشف ذاتي ومعيني على كشف ذاتي وكشف العالم ، وما هو هدف وجود الانسان ان لم يكن اكتشاف العالم واكتشاف ذاته؟؟
شكرا لمسرح القصبة ، شكرا لرام الله الفنانة والشاعرة ،
Masraheon.com
مؤسسة ثقافية فكرية تعنى بالفنون المسرحية المسرح العربي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مينودراما- امراة سعيدة (Re: Tumadir)
|
صباحكم نور حسب التوقيت الماساوى بتاعنا؟ لكن يا مناطر بت امى طور شنو ؟ والله طور عفينه؟ دى فكره جد جد جديره بالبوح وكان ما قلتيها كان ما بتنفعك؟ ليك الود ومداد توفيق امين انور ود بتول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مينودراما- امراة سعيدة (Re: anwar abu gaidaa)
|
انور ود بتول
بركة الجيت هنا
انا مغرمة بمسرح المراة ..كل البطوف بعقل المراة ووجدانها بعجبنى على المسرح..ومسرح فيه امرأة واحده ..تكون جرعة الانثى فيه اكبر تركيزا..فليس للمسرح متسع لمشكلة اكثر من امرأة..
المسرحية دى شبهت لى حسنه بت محمود..
المراة الوحيدة وحولها الرجال الاوغاد يحيلون انسانيتها لجحيم
بتحصل كل يوم فى العالم
عجبنى برضو الناقد من منازلهم..ده..لانو شخص عادى ما متخصص فى النقد ..بس قدر يشوف معظم العمل ويعكسه بصدق يجمع بين علمية المسرح وتلقائية المتفرج
ليك المودة وجنزبيل جدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مينودراما- امراة سعيدة (Re: Tumadir)
|
سؤال ليك ياطمطم,والله انا في اشد الحوجة لان ارجع انسان ممكن تمدينا بي ولو قليل من القصاصات الادبية,الله يعلم شحت ناس كتار لكن وحاتك مافي زول عبرني,لو قلتي خير برسل ليك عنواني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مينودراما- امراة سعيدة (Re: Tumadir)
|
تماضر بت امى شكرا على جنزبيل جده وكحلها؟ لكن ما قلتى لى انتى مسرح المراءه ده مو يا هو مسرح الدنيا بحالها؟ والله انا غلطان؟ كدى خسوسى انا واخوى الصادق بندورك فى شوره؟ وبنرسل ليك الفايلات وعقب ادينا رايك؟ دى تخريمه ؟؟ باللفه؟ ود بتول الغتاى انور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مينودراما- امراة سعيدة (Re: Ibrahim Algrefwi)
|
Quote: مسرح المراءه ده مو يا هو مسرح الدنيا بحالها؟ |
كلامك صاح يا انور مسرح المراة ده مسرح الدنيا بحالها
لانو المرأة هى الدنيا بحالها
ودبتول فى انتظاركم انت وودعلوية وملفاتكم
جرف:
موسيقى ما عندكم؟؟
جرب وتعال كلمنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مينودراما- امراة سعيدة (Re: Tumadir)
|
المسرحية (للكاتب) الإيطالي داريو فو
(والناقد ) أيضاً على ما أظن هو زياد (ولو من منازلهم )
(والمخرج) كامل الباشا
إذا ما أإستثنينا البطلة نسرين فاعور والسيسبانة تماضر نستطيع أن نجزم بان هذا العمل صناعة ذكورية مائة المائة حتى لحظة إمتثاله أمامنا الآن .... إذن يبدو هناك شعاع في نهاية النفق طالما من تتألم هي المرأة ومن تتداعى هي روح الرجل ...
مع التذكير بأن حتى المعلقيين هنا رجال (حتى الآن )فقط إشراقة واسقطت الإستثناء بمناشدتها تلفونك ووقفت خارج الحلبة السعيدة
| |
|
|
|
|
|
|
|