خبير الجماعات الاسلامية ...نحن من الف كتاب دعاة لا قضاة وسربناه للهضيبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 07:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2003, 07:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خبير الجماعات الاسلامية ...نحن من الف كتاب دعاة لا قضاة وسربناه للهضيبي

    خبير الأمن ومسؤول أمن الدولة المصري السابق اللواء فؤاد علام:
    حذرنا السعودية ودول الخليج من تنامي فكر التكفير
    السبت 27 سبتمبر 2003 07:59

    *ثلاثة وزراء داخلية مصريين وافقوا على خروج الأفغان العرب

    *المباحث هي التي أعدت كتاب "دعاة لا قضاة" وليس الهضيبي

    حاوره- نبيل شـرف الدين: ظل الخبير الأمني البارز اللواء فؤاد علام يتتبع جماعات الإسلام السياسي بمختلف مسمياتها، من الإخوان إلى الأفغان، وذلك على مدى أكثر من ثلاثين عاما، بصفته مسؤولاً سابقاً عن جهاز أمن الدولة المصري، ثم مراقباً وباحثا في ملف تلك المنظمات.

    ويصر اللواء علام على أن المباحث المصرية هي التي كانت وراء إعداد كتاب (دعاة لا قضاة) الشهير المنسوب لحسن الهضيبي ـ المرشد الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، ووالد المرشد الحالي المأمون الهضيبي ـ الذي يتحداه علام أن يثبت خلاف روايته.

    ويمضي علام مشيراً إلى ما وصفه بخطايا السادات ورجاله الذين أقنعوه بأنه "الرئيس المؤمن" الذي "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون" ، وما ترتب على ذلك من تهاون أمني خطير في التعامل مع جماعات العنف والتكفير والذين قتلوه في النهاية.

    ويستعرض الخبير الأمني المصري بعض مظاهر التكفير عربيا وإسلامياً ، وصولا إلى منطقة الخليج، ويضرب مثالا من ماليزيا التي عالج فيها كخبير أمني ظواهر تكفيرية مشابهة.

    كما يروي اللواء علام قصة خروج الأفغان المصريين في عهود ثلاثة من وزراء الداخلية في فترات سابقة، ويزيح النقاب عن العديد من أسرار ظاهرة الأفغان العرب وبداية تأسيس شبكة "القاعدة" على النحو المعروف حالياً.

    وفي ما يلي اللقاء المطول الذي خص به "إيلاف":
    * نبدأ بالسؤال انطلاقاً من رؤيتكم الأمنية، عما إذا كان هناك ارتباط عضوي بين جماعات الإسلام السياسي عموماً، وجماعات التكفير التي ظهرت في مصر وبعض الدول العربية والإسلامية، وهل النشأة الفكرية واحدة أو متقاربة ؟

    - يسوقنا هذا بالضرورة إلى النبش في الجذور التاريخية، فهي تفسر الكثير من الظواهر .. منذ صدر الإسلام، ثم أثناء خلافة عثمان، ثم خلافة الإمام علي ظهر فريق الخوارج وهم يرون أنهم وحدهم الذين يعملون لصالح الإسلام وكان من لا يؤمن بفكرهم يعتبر كافرا كل جماعات التطرف لقيت استنفارا فكريا من العلماء الثقات كما حوربت هذه الفرق بدءا من الخوارج الذين قضت عليهم الدولة العباسية تماماً، اختفى هذا الفكر حقبة طويلة، لكنه ما لبث أن عاد ليظهر خارج العالم العربي هذا الظهور كان على يد أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي، أما في مصر فقد وصلتنا دعاوى التطرف والفكر التكفيري في العشرينات من القرن الماضي بظهور جماعتي الاخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي، وكانت أفكار هذين الفصيلين تدعو إلى العنف، وكانت الحركة الوطنية والرسمية مهترئة إلى حد كبير وبالتالي لم تظهر فكرة التكفير بوضوح كما حدث مع سيد قطب فيما بعد ومما لاشك فيه أن جماعة الاخوان أعادت للساحة في مصر والمنطقة العربية فكرة استخدام العنف بدعوى العمل من اجل اقامة الحكم الإسلامي.. الحكومات المتلاحقة سواء في العصر الملكي أو بعد قيام ثورة يوليو 1952 واجهت جماعة الاخوان المسلمين حيناً باجراءات أمنية واحيانا بأساليب سياسية، وانتهت بحل الجماعة تماما عام 1954، أما آخر قضايا الإخوان الكبرى فكانت عام 1965 والذي كان مفكره وعرابه والمنظر الأيديولوجي له هو المرحوم سيد قطب، وهو قبل هذا التاريخ كان محكوما عليه بالسجن 15 سنة، وقد اطلع في سجنه على كتابات الذين كفروا المجتمع، ويبدو أنه كان بالأساس مهيئا لهذا التوجه ولقي هوى في نفسه.

    الإخوان والتكفير

    * هل يعني هذا أن سيد قطب وحده هو المسؤول عن إنتاج أفكار التكفير، أما غيره من قادة الإخوان كانت أفكارهم دعوية وإصلاحية، كما يذهب البعض ؟

    - هذا غير صحيح، فالظروف هي التي أرجأت الكشف عن فكر الاخوان التكفيري وعلى عكس الشائع فان بعض القيادات كانت ترى حتمية العنف والتكفير، الا أن حسن البنا كان يقول ليس وقت هذه الدعاوى الآن .. والدليل مع ذلك انه بعد فترة محدودة وبمباركة حسن البنا نفسه اغتال الاخوان محمود النقراشي.. وغيره من السياسيين أي أن الفكر التكفيري كان موجودا لكنه لم يظهر بوضوح الا مع تنظيم 1965 وللأمانة التاريخية فان بعض تيارات مكتب الارشاد التابع لجماعي الاخوان وكانوا مسجونين في ذلك الوقت عام 1965 أرسل إليهم سيد قطب وفريقه من سجنه في مزرعة طره بأفكاره التكفيرية التي ظهرت في كتاب "معالم على الطريق" وكان من بين أعضاء مكتب الإرشاد الشيخ عمر التلمساني وحامد أبو النصر، وهما شغلا منصب مرشد عام الجماعة لاحقاً، ورد فريق الواحات بأسانيد حسن البنا ذاتها، وهي أن الوقت غير ملائم الآن للإعلان عن مثل هذه الأفكار التكفيرية، ولابد من تأجيلها إلي وقت لاحق بعد التميكن.
    * إذن استمر سيد قطب في نهجه، وتبين أن هذا الفكر هو الأساس الأيديولوجي للتنظيم الأصولي للشباب الجدد الذين تم تجنيدهم بعد الخمسينات.
    - داخل السجون أدركنا كرجال أمن أننا لابد أن نقيم معهم حوارا فكريا لمناقشة أدلتهم الشرعية التي يستندون إليها بعدما تبين أن الكثير منها غير صحيح واستعنا بالعديد من رجال الدين الثقات. وكان من بينهم قيادات أخواني انسحبت من الجماعة أجرينا حوارات معهم والخلاصة انه نتيجة الحوارات العديدة معهم والإجراءات الأمنية حدثت انقسامات وتشرذم وزعامات عديدة وقيادات مختلفة اقل قيادة منها تختلف عن الأخرى في أمر ما، بالإضافة إلي عامل مشترك وهو الرغبة لدى كل منهم في الزعامة.

    دعاة لا قضاة

    الإجراءات الأمنية والدعوية التي قمنا بها كانت وراء ظهور كتاب "نحن دعاة ولسنا قضاة" للشيخ حسني الهضيبي، وكان يهمنا في هذه الفترة أحداث انشقاقات في ما بينهم وإجراء حوارات في ما بينهم للوصول إلى الحق، وكان من بين هذه الإجراءات إننا أردنا أن يقوم بعض قيادات الإخوان بتبني مثل هذه الأفكار واستعنا بالهضيبي ونحن أصحاب الفكر الذي جاء في كتاب "نحن قضاة ولسنا دعاة"، واستعنا بعلماء من الأزهر ألفوا الكتاب ودفعنا بحسن الهضيبي ليدعي أنه صاحب الكتاب وللأسف فإن الأخ مأمون الهضيبي مازال يردد أن أباه هو مؤلف الكتاب وان له اسهامات كثيرة في هذا الاتجاه، وأنا أتحداه أن ينتج بحثا واحدا في أي مسألة من القضايا التي تناولها الكتاب.



    * هل يعني ذلك أن حسن الهضيبي ليس مؤلف الكتاب، ولم يشارك حتى في كتابته ؟

    - أؤكد لك أن باحثي الأمن هم الذين أعدوا الكتاب ثم سربناه إليه في السجن ليضع اسمه عليه، وسبب ذلك اننا لو وضعنا كتاباً، أو استعنا حتى بباحث أو مركز بحوث مستقل لإنجازه، فإن جماعة الاخوان كانت ستقول انه صادر عن النظام الحاكم، أما أن تصدر الأفكار عن المرجعية الأولي لهم وهو الشيخ الهضيبي المرشد العام فكان ذلك أثر كبير.
    * يميز باحثون محسوبون على التيار الإسلامي، وحتى على غيره، بين أفكار سيد قطب على تشددها، وبين تلك الأدبيات التي خلفتها جماعة "التكفير والهجرة" التي رمت المجتمع كله بالكفر، فما قراءتك للأمر؟

    - بالطبع هناك بعض الخلافات، لكنها كانت كلها تدور في التفاصيل، ليظهر كل زعيم أو أمير منهم جماعته متمايزة عن الجماعات الأخرى، فشكري مصطفي دعا إلي الهجرة من دار الحرب إلي دار الإسلام وكان مقتنعا انه لابد أن يهاجر لإحدى بقاع الأرض ليقيم عليها الدولة الإسلامية، ويعود بعد ذلك لإقامة الدولة الإسلامية على جميع بقاع الأرض.

    ومحمد قطب كان أقرب لما يسمي الآن بالتوقف والتبين بمعني أن يدعو الناس إلى التوقف على الحكم على المسلمين بالكفر حتى يتبين أنهم لا يقومون بالعمل الإسلامي، وبالتالي يستحقون حكم الكافر.

    وسيد عيد يوسف كان قد وضع بذرة الجهاد، وهو يقول : اننا نسعى لدخول الجيش والشرطة لكي نكون قوة عسكرية ونجاهد في سبيل الله لنستولي على الحكم ونقيم الدولة الإسلامية اضافة الى فرق اخرى مثل المعتزلين شعوريا، وهم يدعون لاعتزال المجتمع والتقوقع في بؤرة واحدة ونشر أفكارهم في محيط ضيق، حتى تتشكل ملامح المجتمع الإسلامي الكبير، وهكذا الكثير من هذه الأفكار الضالة.

    فقه السجون
    * يشير كثيرون بالاتهام إلى السجون وما حدث فيها من تعذيب وانتهاك لحقوق الانسان في أن السبب لتغيير الخط المعتدل للإسلاميين إلى المغالاة في الفكر التكفيري

    - قبل القبض على سيد قطب ومجموعته عام 1965 اي في الفترة من 1956 وحتى 1965 كانت المعاملة مع الاخوان عادية جدا ولم يكن هناك معتقل اخواني واحد داخل السجون.. بل لم يعتقل اي منهم في فترة 56 وسمح للعديد منهم بالسفر للدول العربية وتكوين الثروات الكبيرة، ثم ظهر فكر سيد قطب لذا تم ضبطهم واعتقالهم بما يعتنقونه من فكر تكفيري ، ومنذ دخولهم السجن وظهور هذا الفكر وشعور السلطات بخطورته تمت الاستعانة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية وطلبنا منهم افضل علمائهم لعمل دراسة علمية على هذه الفئة واسباب انتاجهم للفكر التكفيري مع مراعاة البحث لوجود جذور قديمة للتكفير والعنف ووجود بعض الغلاة الذين مازالوا موجودين ليتأصل معهم هذا الفكر ويستمر ولذا فغير صحيح أن تقول أن الامن زاد من عنفه وتعذيبه وانما زاد من حدة الانقسامات وذلك لان الانقسام يضعف التنظيم ويسهل مهمة الأمن في متابعتهم واستمرار الحوار معهم كان من الممكن أن يقضي على هذا الفكر ولكن لسبب او لآخر اصدر الرئيس السادات قرارا سياسيا بالافراج عن حوالي 118 من هذه الفئات قبل أن يتم القضاء على هذا الفكر تماما وكانت هذه هي المشكلة والمشكلة الأكبر من ذلك انه بعد الافراج عنهم كثيرا ما كانت ترفض القيادة السياسية اتخاذ اي اجراء حيال هذه المجموعة التي تدعي انها إسلامية ومثالا على ذلك قام شكري أحمد مصطفي بالاعتداء على مكتب وضباط امن الدولة في اسيوط سنة 1972.

    وكانت القضية متكاملة وهي اعتداء ومحاولة حرق مكتب امن دولة اسيوط ولسبب او لآخر رأت القيادة السياسية الا يقدم شكري للمحاكمة فقد كان حول الرئيس من يقنعه دائما بأنه الرئيس المؤمن وأنه لا يجب المواجهة ، وذلك أدى إلى انتشار هذه الجماعات التي تبنت افكار التكفير بصفة عامة، وفي تقديري فإن الأسلوب الأمثل لمواجهة هذا الفكر هو أسلوب فكر عقائدي وذلك لان هذه الأفكار هي خطأ في التفسير والعقيدة والسند الشرعي الذي يدعون من خلاله أن المجتمع كافر، لذا لا يمكن تصحيح مثل هذه الأشياء إلا بتصحيح السند الذي يعتمد عليه وسببه وتصحيح العقيدة والتفسير ولكن هذا الأسلوب لم يتبع للأسف.

    * تحدث بعض شهود تلك الأحداث عن اختراق أجهزة الأمن لجماعة شكري مصطفي "التكفير والهجرة"، وعلم الأجهزة بعزم التنظيم القيام بعملية كبرى، فلماذا لم تتم المواجهة قبل اغتيال الشيخ الذهبي وزير الأوقاف الأسبق؟

    - أي تنظيم سري يجب أن يكون خاضعا لرقابة أجهزة الأمن وإذا حدث تراجع من قبل هذه الأجهزة في متابعة هذا التنظيم السري سنفاجأ بكارثة وكثيرا ما يحدث ذلك أما فيما يخص قضية الضابط طارق عبد العليم وهو فعلا الذي قام باغتيال الشيخ الذهبي فإن ظروفه مختلفة كثيرا حيث كان يعمل كضابط في بورسعيد وعندما كانت اجهزة الأمن في طريقها للقبض على احد اعضاء جماعة التكفير والهجرة وجدوا الضابط طارق عنده وبالرغم من ابتعاده الكامل عن الالتزام الديني فان تواجده عرضه للمحاكمة والإيقاف عن العمل وادي ذلك الي ضياع الضابط وفقدانه لمستقبله، وعند هذه النقطة فكر أن يتجه إلى هذه الجماعات وكانت هذه هي بداية اتصاله بجماعة التكفير والهجرة لكن وبعد فترة تم رفع الايقاف واعيد طارق مرة أخرى للعمل بعد نقله إلى الصعيد ولسوء الحظ انه كان هناك حركة "طه السماوي" وبعض اعضاء جماعة التكفير فبدأ ينغمس بها ويتصل بهم ويعمل معهم وذلك بعد احساسه بالظلم نتيجة لوقفه عن العمل ونقله لبني سويف مع اقتناعه الكامل أن مباحث امن الدولة هي السبب الرئيسي في ذلك فبدأ التخطيط مع مجموعة من عناصر الجماعة لنسف مبني المباحث وعندما أحس طارق بأنه تحت المراقبة هرب وتم إيقافه عن العمل مرة اخرى، وظل هكذا حتى تم ضبطه في قضية الشيخ الذهبي وانا ارجع سبب اختطافه في هذا التوقيت إلى أنهم تعرضوا لازمة مالية ففكروا في خطف شخصية عامة... وكان الشيخ الذهبي حينئذ قد نشر مقالات يهاجم فيها هذه الجماعات فاختطفوه للمساومة عليه وطالبوا بمبلغ 150 ألف جنيه وكلف شكري مصطفي الضابط طارق باغتيال الشيخ الذهبي.

    زيارة إسرائيل

    * ذهب البعض إلى القول بأن واقعة اختطاف الشيخ الذهبي كانت تحت نظر أجهزة الأمن، فما حقيقة ذلك ؟

    - هذا غير صحيح بالمرة، لكن اعضاء الجماعة انتحلوا صفة ضباط شرطة واتجهوا لمنزل الشيخ الذهبي بسيارتين واخذوه فصرخت ابنته وبعدها سارت احدى السيارتين التي كانت تقله وتعطلت الاخرى ولحق بها الحرس وامسكوا بسائق هذه السيارة وللاسف لم يتخذ معه اي اجراء لمدة 72 ساعة، حتى عودة اللواء حسن ابو باشا- وكان وقتها رئيس جهاز مباحث امن الدولة - من ألمانيا والذي وضع خطة لضبط اكبر عدد من اعضاء التنظيم الذين كانت تتم متابعتهم لأنهم اقرب تنظيم يمكن أن يقوم باختطاف الذهبي .. وتم الكشف بالفعل عن مرتكب الحادث، ولو فعل اللواء النبوي اسماعيل وكان وقتها نائبا لوزير الداخلية ما فعله ابو باشا لتم القبض بشكل أسرع على الجناة ولكنه لم يجر تحقيقا فنيا مناسبا.. وهو اخطأ في ذلك بلا شك.

    * هناك من يربط بين توقيت زيارة السادات لإسرائيل واغتيال الذهبي، ثم التصعيد الاعلامي للقضية وشغل الرأي العام عن مسألة الزيارة التي كانت حديث الشارع حينئذ؟

    - اعتقد انه ليس هناك علاقة بين زيارة السادات للقدس مع الاستنكار الشديد من قبل الرأي العام ومن الصحافة والاعلام كله لحادثة الاختطاف والاغتيال، ولا يتصور أن يتم تدبير مثل هذا الحادث مع جماعة التكفير من قبل الحكومة في الوقت نفسه الخاص بسفر السادات إلى إسرائيل، ذلك لأن هذا الحادث يعد سقطة كبيرة في تاريخ أجهزة الامن المصرية في ذلك الوقت، لكن للأسف فالفترة الزمنية من 71 حتى 1977 شهدت تدهورا رهيباً في قدرات الأجهزة لعدة أسباب، لا مجال للخوض في تفاصيلها الآن.

    التكفير في الخليج

    * لنعبر الحدود المصرية ، ونتوجه إلى منطقة الخليج والمملكة العربية السعودية، فما تفسيركم الأمني للاحداث التي جرت هناك مؤخراً، وهل ترون صلة من نوع ما بينها وبين أحداث مصر ؟

    - دول الخليج والسعودية شأنها في هذا الأمر شأن دولة عربية كثيرة، وسبق وتحدثت كثيرا وحذرت من أن هذا التيار ليس بريئاً من الأيادي الأجنبية التي تدفع بهذه العناصر لإيقاع فتنة بين المسلمين والعرب سواء على المستوي المحلي أو حتى بين الدول وبعضها، ولابد من وجود تنسيق بين كل الدول العربية والإسلامية لدراسة اسباب انتشار هذه الأفكار ومواجهتها بعمل منظم بين كل هذه الدول بمحاور متعددة يأتي في مقدمتها المحور الفكري لتصحيح هذه المفاهيم وتوضيح حقيقة المفهوم الإسلامي للأدلة والأساليب التي يطرحونها والمحور السياسي الذي يجب أن يشير إلى انه لا توجد دولة تسعى إلى القضاء على الإسلام أو محاربته كما يروج هؤلاء التكفيريون، وقد حذرت من شيوع هذه الأفكار في دول الخليج لإنهاكها اقتصاديا، ولتفقد استقرارها.

    * هل هناك علاقة بين التكفيريين في مصر وهذه الدول في ما يتعلق بمسألة الحركات؟

    - لهؤلاء مصادر فكرية واحدة يستمدون أفكارهم منها.. ونتمنى أن تشكل اجهزة الدول العربية والخليج جهازا موحداً يختص بمتابعة مصادر هذه الكتب ومعرفة أين تطبع وكيف توزع، ولا يكفي التنسيق هنا، بل ينبغي أن تكون هناك استراتيجية واحدة.

    * ومن واقع خبرتك، كيف يتم انتشار هذه الأفكار والسلوك عادة ؟

    - كانت مصر مصدر تصدير الفكر الإسلامي للمنطقة العربية ولكن منذ الخمسينات أصبحت هناك حركة تبادلية للثقافات وذلك لعدة اسباب من اهمها وجود مراكز تجمع كبيرة لبعض الحركات الإسلامية وخصوصا الاخوان المسلمين خارج مصر.. فاصبحنا في بعض الاحيان نستورد الفكر والثقافة وفي الاحيان الاخري نصدرها اما الحركة التنظيمية فبدأت بحسن البنا وتفكيره في الخروج بحركة الاخوان المسلمين من المحلية للعالمية مستغلا فرصة العصابات الصهيونية وبداية وبداية الثورة العربية في فلسطين ليخرج بالاخوان وهخطط لعقد المؤتمرات الاخوانية خارج مصر وهذا المسلك اصبح مبدأ لكل التنظيمات ومنها التكفير والهجرة فيما بعد.

    أياد خفية

    * كيف يتم تمويل هذه الجماعات وكيف يتم الاتصال بين قيادة الداخل والخارج؟

    - الاتصال والتمويل والتحريك يأتي من الخارج والربط بين الجهة المحركة لهذه الجامعات وبين الداخل يتم وفقا لعملية صعبة جدا ولكن وجدت مجموعة من القرائن التاريخية والجديدة التي تشير إلى حتمية ظهور هذه الافكار والتنظيمات من الخارج ويأتي في مقدمة هذه القرائن أن جماعة عدلي يكن في بيروت تم ضبطها وبحوزتها أوراق تشير لدعم المستشار السياسي البريطاني لهذه الحركة (رجل المخابرات البريطانية)، وعلى مدي التاريخ تبين أن هيئة قناة السويس كانت احد الممولين الأساسين لـ "الاخوان المسلمين" في مصر والخارج المستندات التي حصلنا عليها من المكتبة البريطانية والأميركية وضحت هذا بجلاء شديد بداية بحسن البنا وانتهاء بسيد قطب كلهم اتصلوا برجال المخابرات البريطانية والأميركية في مصر وماليزيا عام 84 تفشت هذه الظاهرة هناك وبعد البحث عن اسبابها اكتشفنا حيث انتدبت لمساعدة الحكومة الماليزية أن بعض المكتبات الإسلامية منتشرة هناك وان 90% من محتواها كتب التكفير وتباع رخيصة، ووجدنا أن المستورد الرئيسي لهذه الكتب شخص يهودي.

    المستفيد والمواجهة

    * كرجل امن ترى من المستفيد من مثل هذه الاحداث في السعودية ودول الخليج؟

    بكل بساطة إسرائيل هي المستفيد الأول من مثل هذه الأحداث ، والهدف حاليا هو إنهاك دول الخليج والسعودية اقتصادياً، وضرب استقرارها وابتزازها إذا لزم الأمر.

    * هل تتوقع تكرار التفجيرات التي وقعت في السعودية والمغرب مؤخراً، وهل من الممكن أن تظهر في دول عربية أخرى؟

    - ما لم تقم الدول العربية والإسلامية بالتنسيق في ما بينها لمواجهة هذا الفكر فسيتكرر ظهور هذه الحركات هنا وهناك، والمعيار هو المناخ المساعد لانتشارها، وقد لوحظ مثلا أن اسرع هذه الحركات نموا في الخليج العربي ومصر هي الحركات الإسلامية المتطرفة وذلك لوجود حركة ثقافية متنامية ووجود تيار وطني يواجه تصورا شاملا للمنطقة جميعا لمواجهة حركي الارهاب وان تكون لكل دولة خطة في المواجهة على المستوي الاقليمي مع نجاح الاطار الامني في اختراق هذه التنظيمات السرية اختراقا جيدا مع المتابعة الجيدة بحيث يتم اكتشاف ابعاد هذه التنظيمات السرية عن آخرها قبل ضبطها بنسبة لا تقل عن 70 او 75 في المائة وهذا هو الاقرار الامني السريع.

    * كيف تري سبل مواجهة جماعات التطرف الديني عموماً ، وقد صارت مشكلة دولية؟

    ليس هناك فارق بين اي دولة عربية سواء الكويت او مصر او الجزائر فقد اصبحت قضية مواجهة التطرف مسألة واضحة وتدرس باستفاضة مع معرفة الجذور التاريخية لهذا الفكر.
    وعلى صعيد المواجهة انصح اجهزة الامن العربية أن تحاور الشباب المتطرف الذين يقبض عليهم للوصول الي اسباب انخراطهم في مثل هذه الجماعات.. ولدينا خبرة هنا في مصر قمت بها مع بعض اتباع الجماعات المتطرفة.. فقد دعمنا احد المنشقين عنها وكان اسمه رجب مدكور وتم اجراء استبيان لتحديد اسباب اتجاه اعضاء الجماعة العاملين والذين هم على اتصال برجب مدكور وكانت النتيجة رائعة حينئذ.

    الأفغان العرب

    * كيف خرج من عرفوا لاحقاً بالأفغان العرب من مصر وغيرها من الدول العربية؟

    - لم تكن ظاهرة الأفغان العرب معروفة قبل الاجتياح السوفيتي لأفغانستان، وما حدث لم يكن هجرة منظمة، وإنما جرى استقطاب للمتطرفين من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي بدعوى الجهاد ضد السوفيت، وخلال الفترة التي كنت مسئولا فيها عن النشاط الديني بأمن الدولة، كانت جميع أسماء المتطرفين مدرجة على قوائم الممنوعين من السفر، لكي نضمن أنهم تحت الحصار والسيطرة الأمنية، لكن الذي حدث فيما بعد أن بعض المتطرفين حصلوا على أحكام قضائية من مجلس الدولة برفع أسمائهم من قوائم الممنوعين السفر، ومنهم أيمن الظواهري نفسه.

    وخلال تلك الفترة كنا نقوم بإعادة إدراجهم مرة أخري على قوائم الممنوعين من السفر، لدرجة أن بعضهم أقام عدة دعاوى قضائية لرفع أسمائهم من القوائم إلي أن جري تخفيف حدة القيود الأمنية، والسماح لبعضهم بالسفر، بينما هرب البعض من خلال الدروب الجبلية والصحراوية سواء للسودان، أو المملكة العربية السعودية، ومن بعدها انطلقوا نحو أفغانستان، خاصة وأن أسامة بن لادن أقام فترة في السودان وتمكن من تجميع أعداد كبيرة منهم في معسكرات لتدريب الأفغان، وهي نفس مرحلة خروج أو هروب عناصر جماعة الإخوان المسلمين في الخمسينات بعد اصطدامهم بعبدالناصر.

    * لكن كيف ومن سمح بخروج قادة المتطرفين من مصر في تلك الأثناء؟

    - كانت بداية السماح بخروج المتطرفين من مصر في عهد وزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد رشدي وكانت وجهة نظره كما أعلنها في أحد مقابلاته الصحافية أن التسامح مع تلك الجماعات المتطرفة سيجعلها تتآكل داخلياً، والسماح لهم بالخروج من مصر قد يدفعهم للتخلي عن أفكارهم وتشددهم ويذوبون في مجتمعات أخرى، أما وزير الداخلية الأسبق المرحوم زكي بدر فكان يراها فرصة للتخلص منهم ومن مشاكلهم، وفي نفس الاتجاه كانت وجهة نظر وزير الداخلية الأسبق المرحوم محمد عبد الحليم موسى والتي شهدت فترة توليه وزارة الداخلية أكبر عملية خروج للمتطرفين في مصر ليعودوا بعد شهور قليلة لتنفيذ عمليات القتل والاغتيال والترويع ضد الشخصيات العامة، ورجال الشرطة والمواطنين والسائحين.

    * ما قراءتكم الشخصية لما حدث في تلك الفترة ؟

    - ما حدث هو إعادة تصدير الإرهاب لمصر وبصورة أشد، حيث إن التحقيقات في قضايا العائدين من أفغانستان أثبتت أن المتطرفين الذين هربوا من قبل تمكنوا من تجنيد وتدريب خلايا أخرى عادوا لتدبير عملياتهم ضد مصر في حقبة من التسعينات..

    * كم تقدر عدد الأفغان المصريين الذين خرجوا من مصر وانضموا لتنظيم القاعدة؟

    - في تقديري فإن تنظيم القاعدة ذاته كان عدد أعضائه قبل الحرب في أفغانستان لا يزيد على 15 ألف شخص، والمصريون في مجموعة التنظيم الخاصة بقضية (العائدون من أفغانستان) الذين دفع بهم الظواهري وتم ضبطهم يتراوحون بين 20 و30 متهما تقريباً، وبالطبع فالأفغان العرب ينتمون لكل جنسيات الدول العربية والإسلامية.

    نبيل شرف الدين
    ارسل هذا الموضوع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de