|
|
 نداء اللحظات الأخيرة
|
الحاج وراق
* هذا النداء موجه للسيد/ رئيس الجمهورية الفريق الركن عمر البشير، لتجنيب البلاد مخاطر التدخل الخارجي الماثلة، ومخاطر التمزق الأهلي، وملخصه الآتي:
* الواضح ان هناك احتقانا في العملية التفاوضية الجارية في نيفاشا بكينيا بين النائب الاول ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وقد اتضحت حاليا المواقف التفاوضية لكل طرف، بما في ذلك الحدود الدنيا لكل طرف.. ولم يتبق لاتمام المقايضة النهائية سوى القرارات السياسية الصعية.
وتشير الايام العشرة السابقة من المفاوضات الى ان الطرفين، كل لاسباب مختلفة، غير قادرين على تقديم التنازلات الضرورية واللازمة لتحقيق اختراق حاسم!
وفي ظل الاحتقان الحالي، فان المتاح لطرفي التفاوض ان يحتكما الي طرف ثالث، وبحسب عملية ايقاد، فان هذا الطرف الثالث هو وسطاء وشركاء إيقاد.. واذا كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان بتركيبة قواعدها وروابطها الاقليمية والدولية علي استعداد مبدئي لقبول تحكيم هؤلاء، فان حكومة الإنقاذ، علي النقيض من ذلك، لا يمكن ان تقبل تحكيم هذه الاطراف دون ان تشعل ضدها موجة من المزايدة باسم (الوطنية) وباسم (الاسلام)، يمكن ان تقوّض مشروعيتها السياسية وسط قواعدها!!
* للخروج من هذا المأزق، ولاخراج المفاوضات من عثرتها الحالية، وبالتالي اخراج البلاد من محنتها، فإنني اقترح على الرئيس البشير الاتي:
- ان يوجه الوفد الحكومي المفاوض بالبقاء في نيفاشا الي حين البت في القضايا الخلافية وفق الآلية المقترحة التالية:
- ان يقبل الفريق البشير بلجنة تحكيم سودانية تحال اليها كل قضايا الخلاف، فتبت فيها بصورة نهائية وملزمة لطرفي التفاوض.. واقترح ان تتكون لجنة التحكيم هذه من الاسماء التالية:
1/ السيد الصادق المهدي
2/ السيد محمد عثمان الميرغني
3/ ممثل للدكتور حسن عبدالله الترابي: د. عبدالله حسن احمد أو د. علي الحاج محمد.
4/ السيد ابيل الير
5/ الاستاذ غازي سليمان
وتتخذ هذه اللجنة قراراتها الملزمة للطرفين بالاغلبية البسيطة (ثلاثة من خمسة)
* هذه اللجنة خلاف كونها تشكل مخرجا مناسبا لاحتقان العملية التفاوضية، فإنها كذلك تحول مشروع السلام في البلاد من هم ثنائي للطرفين المتحاربين، الي مأثرة وطنية لكل أهل السودان، مما يساهم في تعزيز السلام وتوطيده من جانب، ومن الجانب الأخر يوطنه وعلي أوسع نطاق بين المجتمع الاهلي.
* وكذلك يفيد تكوين هذه اللجنة في تجاوز الاستقطاب السياسي الحالي، خصوصا فيما يتعلق بمشروع السلام.
* وغني عن القول ان هذه اللجنة ستغلق نهائيا احتمالات التدخل الخارجي لايقاف الحرب الاهلية في البلاد.
* وتحقق هذه اللجنة مصلحة مباشرة للانقاذ، فعندها لا تتحمل وحدها مسؤولية اخفاق مشروع السلام، كما لا تتحمل مسؤولية التنازلات اللازمة والضرورية لتحقيق السلام، اضافة الي انها تضيف مشروعية سياسية للانقاذ ببروز الفريق البشير كقيادة سياسية تتخطي الانتماءات الحزبية الضيقة.
* وانني علي يقين ان جميع المقترحين في لجنة التحكيم هذه، سيتقبلون عن طيب خاطر المساهمة في تكوين واعمال اللجنة، وذلك ان ضرورتها الوطنية لا تخفي علي احد، وقد عهدناهم جميعا يخفّون سراعا كلما دعا داعي الوطنية، ولكن يبقي التحدي الحقيقي هل تقبل الانقاذ بتكوين هذه اللجنة، وبالتالي تقبل ان يتحول مشروع السلام من مشروع (مخصخص) للانقاذ والحركة وحدهما، الي مشروع مؤمم لكل أهل السودان؟!
.... أتمني ذلك.
نقـــلا عن ـ سودانايل ـ 17 ـ9 ـ2003 ـ
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: BAKTASH)
|
حقيقة ما دفعني لانزال هذا الخبر عدة مسائل...أولا..ظل الجميع يرفض اقتصار المفاوضات على طرفين ـ الحكومة و الحركة ـ ولكن ـ انبلعت ـ وهاهو الاستاذ الحاج وراق يقوم بتوسيع ـ الماعون ـ ولكن بنفس مجموعة النادي القديم ؟؟أين القوى الحديثة ـ والتي ظل الحاج وراق يتحدث عن دورها الحاسم في الاستقرار الديموقراطي وترسيخه ـ ما دهى هذا الرجل ؟؟هل هو كيد سياسي ؟؟ ومن من ؟ ولمصلحة من؟؟ انني افترض حسن النية ـ فرضا ـ في أن تقبل الانقاذ بهذه الآلية ..فهل تشكل حلا يضمن الاستقار السياسي؟ الحاج وراق يودأن يقول ان التجمع ـ الميرغني ـ موجود وكذلك حزب الامة ـ الصادق ـ وكذلك القوى الحديثة ـ غازي سليمان ـ انني اعتقد في تسمية الاشياء بمسمياتها ـ طريق مريح ـ ويخدم القضية بدلا عن الانتقائية والتي لاتفيد في مواقع الجد...اعتقد ان الحاج وراق يغازل الطائفية وهي سمة سيئة تصيب الامة في مقتل ـ التاريخ السوداني فيه نماذج لمثل هذا المثقف الذي كرس علمه وثقافته لخدمة الطائيفية ـ وهناك من استطاع الافلات من شباكها وهم من رحم الله ـ العشم ان اكون مخطئا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: BAKTASH)
|
الاخ بكداش المحترم
الشكر لك وانت تحسن قراءة وراق من خلال ندائه الاخير . وراق رجل محبط وهذا تداعي منطقي لمسيرته السياسيةش , ويبدو انه رجل من شعاره دخول المهالك .
ان حديث وراق عن السودان الجديد ( سابقا ) . وقوي الحداثة حاليا , والذي بلاشك قد انفق فيهما وراق زمنا عزيزا , وسود بهما صحفا عديدة , اتضح انهما لايعنيان شيئا امام طموحاتة الشخصيه التي لاتحدها حدود .
هذا النداء يكشف بوضوح الي اي جهه انحاز وراق . لقد انحاز الي مشروع الجبهه الاسلاميه وسلالاتها داخل الاحزاب الطائفيه .
القضايا الخلافيه العالقه الان هي : اقتسام السلطه والثروه , الترتيبات الامنيه , علنانية العاصمه . لااري اختلافا بين عمر البشير الذي يجب ان يوافق علي تكوين اللجنه وحسن الترابي والصادق والميرغني في رؤيتهم لتوزيع السلطه والثروه وعلمانية العاصمه او الترتيبات الامنيه , ان برنامج الاحزاب الثلاثه او الاربعه واحد , علي الصعيد السياسي الدكتاتوريه والقمع , وان محتواه الاقتصادي هو النهب . وان هذه الاحزاب تستمد شرعيتها من صيغ اسلاميه لاتختلف عن الصيغ الجبهويه اختلاف نوع .
لقد نافق وراق بندائه السلطه الحاليه والسلطه القادمه ومابينهما من حكومات انتقالية . لقد حكم وراق السيدين والترابي او من ينوب عنه في كل القضايا الخلافيه التي تحدد مستقبل السودان ووجهته القادمه , وبالطبع لم ينس وراق ان يحدد طريقة اتخاذ القرارات ( 3 من 5 ) .
فات علي وراق وهو من ادعي العلميه والحداثه ان تحليل السلطه والاحزاب الطائفيه , يكشف وحدة المشروع , الذي يتصادم مع ماينادي به وراق علي الورق .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
العزيز الدكتور حيدر بدوي المحترم
الشكر لك انت علي موافقتك علي ماكتبه الاخ بكداش رغم انك ووراق يضمكما تنظيم واحد . وحقيقه هذا هو سلوك من ينادي بسودان جديد , وهذا ليس بغريب علي من تربي علي يد الاستاذ الشهيد محمود محمد طه
مره اخري التحايا لك ولبكداش
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: BAKTASH)
|
لكم التحية والاحترام
نرفض ، ونطرح البديل ونكون عمليين ، ولكن نرفض ونرفض ونرفض فإن هذا الأمر غير مقبول ، ولا يفيدنا شيئا
أيهما أفضل أن تنفرد الجبهة بالتفاوض أو أن يتوسع الماعون ؟
هل أصدر وراق قرارا أم أنه اقترح ؟
لماذا لا نعدل اقتراحه ؟
رضينا بأن تفاوض ال،قاذ وأن نتحملها ثلاث سنوات أخرى ولا ندري ما سيأتي به الغيب والسؤال
هل الاتحادي الديمقراطي والأمة أسوأ من الإنقاذ ؟
أليس الميرغني هو رئيس التجمع ؟
أليس التجمع هو الوعاء الجماهير الذي يقاتل الشعب الإنقاذ من خلاله ؟
لماذا نرفض أن يكون التجع طرفا في العملية التفاوضية ؟
هل الميرغني والصادق هما الطائفية فقط ولا شئ غير ذلك ؟
إذن لماذا ظلت الحكومة تخشى التجمع دون غيره من الكيانات التي تسمي نفسها قوى السودان الحديث وتصف ماعداها بأنها القوى الرجعية ؟ يبدو أننا نرفض من أجل الرفض ، وأننا نختلف من أجل الاختلاف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: BAKTASH)
|
عزيزي الدكتور حيدر
لك التحية
ما قلته في مداخلتك كلام جميل جدا وهو أمنيتي ، أن ينهض السودان الجديد على فكر مستنير وعلى فكر يقتلع مرة واحدة كل قديم بالي ، لكني أختلف معك في أننا إن قلنا أن التجمع لم يكن شيئا فإن ذلك فيه ظلم وغلو كبير ، ليس لقادة التجمع الذين لا يعجبونك ولكن لقطاعات ممتدة من الشعب السوداني ترى في التجمع وعاء جامعا يمثلها ، وإذا ظنت الحركات التي تدعي الثورية أنها هي التي ستبني لنا سودنا ديمقراطيا فإن هذا هراء وكذب ، ولا أعلم كيف سيكون الحزب الشيوعي هو الذي سيقودنا للتعددية والديمقراطية لأنه إما أنه يغالطنا أو يغالط نفسه ، وأنت تعلم أن كل من يسمون أنفسهم القوى الجديدة إنما هم انشقاقات من الحزب الشيوعي ، وقد سعوا جميعهم للحصول على عضوية التجمع ولو حصلوا عليها لما كنت اضطررت أبدا لكتابة مداخلتك هذه ولا كنت أنا سأكون مضطرا للرد عليك ، وقد أخطأ التجمع في إبعاد هذه الحركات لكنه كان دائما له مبرراته فهو يحتضن الحزب الأم ( الشيوعي ) وسيكون من الخطل أن يضم بين ظهرانيه المجموعات المنشقة ، لكن للأسف إذا كان هذا هو منهج الحركات التي تسمي نفسها قوى السودان الجديد ، وهو أن تمسح بالأرض كل قديم وتعتبره تخلفا وتعتبره طائفية وهوسا دينيا فإنني أقول أن على هذه القوى الجديدة أن تبحث لها عن بيئة تستوعبها فالبيئة السودانية ترفض ذلك ، ولن ترفضها عنفا لكن إذا كانت هذه القوى ستقبل بخوض معركة الانتخابات فإني أبشرها بأنها ستكون الخاسر الأكبر ، وقد رفعت شعارات القضاء على القديم منذ زمن طويل لكنها قوبلت من الشعب بمد اللسان وبالاستهزاء وبالهزيمة ، وأظنك تذكر ما قاله النميري في بيانه الأول
( أن أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وتوابعهم من الأخوان المسلمين ، قد دلت تجاربنا وأثبتت تحرياتنا أنهم أعداء شعبنا ) وهذا الكلام لم يأت به النميري وإنما أتى به الشيوعيون
اظنك تذكر أن النميري قتل الشعب في أبا باعتبار أن كل من كان هناك هو من فلول الطائفية البغيضة ، ولعلك تذكر أن النميري هو من قتل الفكر في إعدام محمود طه ، ولعلك تذكر أن الجبهة الوطنية بقيادة الشريف الهندي هي التي نازلت نميري إلى أن سقط نهائيا
جماهير الشعب السوداني تفهم ما معنى الديمقراطية وجماهير الشعب السوداني هي التي ستقيم العمل السياسي والسعي السياسي وهي تعرف تماما ما هو نوع الديمقراطية المطلوبة وهي تفرق بوضوع بين من يرفع الشعارات وهو في داخله يتعالى عليها ويتأفف منها ، وتعرف تماما من يحس آلامها ويسعى لتحقيق آمالها ، وتعرف من هو الانفعالي ومن هو الذي يعمل بحكمة وصبر وتؤدة ، وتعرف أي الطريقين سيوصلها لما تريد
ولكن للأسف من هنا ، من هذا الاختلاف بين الانفعالي والحكيم ، تخرج بذرة الانقلاب لأن الانفعالي يظل انفعاليا حتى في زمان الديمقراطية وحتى وهو في كامل تشدقه بها
أربأ بك د. حيدر أن تقبل كل شركاء وأصدقاء إيغاد متدخلين في الشأن السوداني ، وترفض سودانيين كان يمكن أن يعيشوا في رغد من العيش تحت أي نظام لكنهم ركلوا ذلك ، ركلوه وهم يعرفون أيضا أن من أبناء شعبهم من ينظر إليهم على أنهم طائفيون متخلفون ومهووسون
وهم لم يضربوا أحدا ولم يقتلوا أحدا ولم يسجنوا أحدا ولم يحجروا حرية أحد ، لكن الشيوعيين كم قتلوا في مايو ، الجبهجيين كم قتلوا في الإنقاذ ، النميري كم قتل في مايو ، محمود من غدر به وشنقه ، هل هم هؤلاء الطائفيون أم أنهم من ادعوا الحداثة والثورية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: ودقاسم)
|
الوراق
اراك حريص على مصالح سلطة الجبهة الحاكمة ، بل وترغب في تجنيبها مسئولية ألإخفاق! ومن غيرها يتحمل ذلك؟ ، واراك تخشى على الحية من ان تتحمل مسئولية التنازلات المطلوبة ، علمآ ان المطلوب التنازل عنه هي أجندة نظام الجبهة ،هي التي خلقت كل التعقيدات في قضية الحرب والسلام في بلادنا وما إنقلابهم إلى إستباق وإجهاض لإتفاقية السلام ، فالمطلوب هو التنازل / التراجع من كل ما إرتكبته بدءآ من ألإنقلاب ، ولا توجد قوى أخرى تتحمل ذلك غيرها ، فلماذا ترغب ان يشاركها ألأخرين ما فعلته وحدها وبيديها لماذا ؟
وأراك حريص على يبرز البشير كقائد سياسي وطني ! ومتى كان البشير رئيسآ ، ناهيك عن قائد وطني ، هو في سلطة الجبهة الإسلامية لم يكن سوى كمبارس أو أداة ، وكلنا يعرف ان الترابي كان هو الرئيس الحقيقي ، والصراع كان بين الترابي وعلي عثمان ، الذي حل محل الترابي كرئيس حقيقي للنظام وما زال بشيرك مجرد أداة ، وما يجري ألآن في كينيا يؤكد ذلك المحادثات تجري بين الرئيسين أي أنه لما آن أوان التوقيع والكسب حضر الرئيس الحقيقي والمخول بالقرار
والبشير المغيب لا يعرف حتى مصلحته ، لأنه الوحيد المفترض يكون كسبان في إتفاقيات السلام إذ سيكون رئيس متفق عليه ، ولكنه لكونه لا يملك قراره وضع العراقيل بل أعلن العراقيل التي وضعت له عندما وضعت الكلمات على لسانه بأن تموص الحركة ومن ورائها اورا ق ألإتفاقيات وتشرب مويتها
الوراق ،هنيئآ لك التمرغ في حضن الجنرال ، بل وأحضان سلطة الجبهة اليكتاتورية ، ولن يطول إنتظارنا حتى نراك عضوآ كامل العضوية في حزب السلطة التي تدافع وتعلن عن حرصك عليها ، هذا الذي لم يفعله حتى حسين خوجلي
وصدق من قال ، ان السقوط يكون عموديآ وحتى القاع حيث الماء ألآسن والطحالب والطفابيع ، والطفامثقفاتية ألأدعياء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: أبو ساندرا)
|
يؤسفني يا ودقاسم أنك لا ترى جذور المشكلات الراهنة كما أراها. ولكن مثلك من المحترمين يجبرنا على ممارسة أدب الإختلاف معه في جو صحي معافي.
كما يؤسفني أنك لم تتطرق للدماء التي سفكتها القوى الطائفية وقوى الهوس من أجل الوصول إلى السلطة في أيام مايو، وكأنها لم تكن جزءاً من تاريخنا القبيح. قتل في تلك المنافسة على السلطة من قتل، ثم جاء القادة الطائفيون، ومنهم الصادق المهدي، وبايعوا النميري وأصبحوا أعضاء في الاتحاد الاشتراكي، دون أي تفاوض لإستعادة الديمقراطية، كما تفعل الحركة الشعبية الآن. وهذا لا يدل إلا على عدم مبدئية هؤلاء، وبالأخص السيد الصادق والدكتور حسن الترابي. وليست هناك عبرة بهروب السيد الصادق حين لم تتحقق له مطامحه في السلطة بعد ذلك، حيث لم يترك له صهره "الترابي" موطئ قدم فيها!
أما النميري فإنك تجافي الحقائق حين تقول بأن الذين أسقطوه هم الطائفيون. في يوم 18يناير 1985 اجتمعت النقابات والاتحادات ومجاميع من نسميهم بالقوى الحديثة، وبغياب واضح من القوى التقليدية، وقررت أن تسقط النظام استناداً على وقفة الأستاذ محمود محمد طه "السلمية" الصامدة ضد قوى الهوس. نظام مايو لم يسقط بالقهر العسكري، وإنما سقط بإرادة شعبية صارمة، قوية، جبارة نتجت من نوع الطاقة التي تحتشد الآن في داخلك وداخلي وداخل كل سوداني صادق، أصيل، مبرأ من الغرض.
جذور العنف الماضي تكمن في تخلف بيئتنا الاجتماعية والسياسية. في حالة إستشهاد الأستاذ محمود مثلاً فإن جذر العنف الذي أدي إليه هو محكمة الردة في العام 1968، حيث كانت الأحزاب الطائفية متواطئة في هذا الأمر. وفي نفس تلك الفترة كانت تلك الأحزاب تسعى لتمرير ما سمي وقتها بالدستور الإسلامي، الذي كان الجمهوريون يزيلونه بكلمة "المزيف." وقبلها بفترة كان قد تم طرد أعضاء منتخبين من البرلمان، لأنهم شيوعيين!
في هذا الجو المشحون بالهوس جاءت مايو، فأغضت مضاجع الطائفيين والمهووسيين، إلى أن احتووها في نهاية المطاف، فبرز الهوس مرة أخرى. ولم يبرز الهوس إلا لأن مايو لم تكن مهيأة للمواجهة الفكرية لخصومها. وبإعلان قوانين سبتمبر، فقدت مايو تأييد الجمهوريين، التأييد الوحيد الذي لم يكن بسبب غرض أو مطمع سياسي، وبذلك فقدت فكر المقاومة للهوس، الذي لا يجيده غير الجمهوريين. وهذا يفسر لك التآمر الواسع الذي تم للتخلص من الجمهوريين. كما يفسر لك التبريرات المخزية التي برر بها الترابي والصادق المهدي، على حد سواء، قتل الأستاذ محمود.
أي حرٍ وأي ديمقراطي يتآمر لقتل خصومه السياسيين؟ وأي حرٍ وأي ديمقراطي يبرر القتل؟
لا يجب أن تصب كل هذا في خانة الإنفعالات. هذه ليست إنفعالات. هذه أراء عتيدة مبنية على وقائع ماثلة في تاريخنا الحديث. وليكن واضحاً بأن هذا لا يعني أننا نريد تجريم الآخر وإبعاده من الساحة، بل نريد من هذا الآخر أن يعرف حجمه، وألا يستمر في إزاحتنا من المسرح بترسيخ الهوس والطائفية.
من حسن التوفيق الإلهي أن الأفكار العظيمة والمواقف التاريخية الصادمة لا تزاح، حتى في ظل الهوس والطائفية، ولهذا صمدت مواقف الجمهوريين وصمدت أفكارهم. الحق لايزاح، وإن ظن الباطل، إلى حين، أنه قد أزاحه. الحق يصنع الثورات.
ودونك موقف الأستاذ محمود الفرد، الذي حفز قيادات الشعب السوداني الوطنية لإعلان سقوط مايو قبل 76يوما من سقوطه، في يوم 18 يناير 1985، يوم استشهاده، هذا الهمام، إبن ووالد هذا الشعب الهمام.
من من القادة "الطائفيين" الذين تعنيهم كان هناك، يوم حمي الوطيس؟
هؤلاء لم يكونوا بعيدين فحسب عن ساحة النضال، بل قد برروا، وبصورة مخزية، قتل "المناضل" الأوحد وقتها، الذي أستمد منه المناضلون طاقة الحق، طاقة النضال، التي أسقطت مايو!
أردت بهذا أن أسوق لك مثال واحد لجذور العنف السياسي التي ملأت ساحتنا حتى الآن. ولا يغيب عن بالك بأن الحرب في الجنوب لم تبدأ في عهد الانقاذ، وإن كانت بلغت أشدها فيه. هل احتاج لأن أخبرك بأن للطائفية، ولنكوص قادتها عن العهود، دور أساسي في بداية الحرب الأهلية في بلادنا؟ وهل أحتاج لأن أقول لمثلك بأن لأخطاء القادة الطائفيين اللاحقين الفادحة، وبالأخص تلك التي ارتكبها الصادق المهدي، دور أساسي في استمرار الحرب الأهلية؟
إن كنت تحتاج للمزيد عن كل ذلك فإني أحيلك إلى كتاب "جنوب السودان: المشكلة والحل" وكتابين عن السيد الصادق المهدي في موقع الفكرة الجمهورية WWW.ALFIKRA.ORG.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: BAKTASH)
|
الدكتور حيدر لك الشكر على التعليق...أن تبدي وجهة نظر مخالفا الحاج وراق وانتما في تنظيم واحد من الظواهر النادرة والتي تستحق الوقوف عندها فقد تعودنا على الماركات المسجلة في التفكير ...أؤمن معك ان الحاج وراق يسلك طريقا محفوف بالمخاطر ونهايته معروفة للجميع...
الاخ بهاء بكري...نعم أخي ان تحكيم السيدين والترابي كآلية لحسم القضايا الخلافية هو رجوع للمربع الأول ونسف لكل منجزات الفكر السياسي السوداني والذي لايمكن له أن يعود لتلك الحقب الحالكة السوادوالتي كان الحاج وراق أحد من صاغوا ملامحها سماتها قبل أن يأتي ويدير لها ظهره اليوم مقدما فروض الطاعة للنادي القديم..لك الود أخي..
الأخ ود قاسم..لك الشكر على الطلة...
الرفض لأجل الرفض غير مجدي ولا يفيد كما قلت انت..الحاج وراق وانت وانا وغيرنا لهم جميعا حق الاقتراح والرفض والصمت و.والخ ولكن هل يعني هذا عدم التحليل والمناقشة لما من أفكار؟ اننا لانحجر على الحاج ان يقترح ولكن أليس من حقنا مناقشة ما يطرح؟الحاج وراق بتجربته السياسية الثرة وبأطروحاته المميزة غير معصوم من الخطأ ولكن ان يأتينا بأقتراح يضم في أحشائه فيروس فنائه ـ النادي الذي أولنا الى ما نحن عليه اليوم ـ الذين فشلوا في الحفاظ لى الديموقراطية وأضاعوا السنين الطوال في لعبة الكراسي ـ ولايكتفي بذلك بل يضيف جراحا لجراحنا في غزله الطائفي باقتراح عراب النظام الحبيس أو من ينوب عنه ـ علي الحاج ـ أي استخفاف بالعقول أكثر من هذا ؟؟لا أحد مع انفراد الجبهة بالتفاوض ونحن مع توسيع الماعون ليشمل قوى السودان الجديد ـ هناك قوى لا يستهان بها خارج التجمع والحاج وراق يدرك ذلك وهي حقيقة يجب التعامل معها بدلا عن انكارها ..انا مع تمثيل هذه القوى ولا يعني ذلك انكار حق التجمع ..تمثيل هذه القوى بجانب التجمع وغيرهما هو الضمانة للسير في الاتجاه السليم بدلا عن الهرولة لاحتضان ومعانقة االطائفية وقوى الهوس الديني ...لماذا نضع هكذا مقارنة؟ايهما افضل الامة والاتحادي ام الانقاذ؟؟لماذا تود حشرنا في هذا المثلث؟؟؟هناك قوى صاعدة تتطلع لسودان جديد لا تلغي الاحزاب القائمة ولكنها تبرز وتنفلت من احشاء القديم البالي وهي آخذة في التكون..ما آلمني حقا تنكر الحاج وراق لهذه القوى ..
ابو ساندرا...تحياتي واتفق معك تماما وشكرا للمداخلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نداء اللحظات الأخيرة (Re: BAKTASH)
|
لماذا نضع هكذا مقارنة؟ايهما افضل الامة والاتحادي ام الانقاذ؟؟
لماذا تود حشرنا في هذا المثلث؟؟؟
هناك قوى صاعدة تتطلع لسودان جديد لا تلغي الاحزاب
القائمة ولكنها تبرز وتنفلت من احشاء
القديم البالي وهي آخذة في التكون.
.ما آلمني حقا تنكر الحاج وراق لهذه القوى ..قولك هذا يا بكتاش عين العقل. لا نريد أن نلغي أحداً. ولكن لا نريد للآخرين أن يتصرفوا وكأن القوى الجديدة غير موجودة. بخصوص نقدي للحاج وراق ونحن من تنظيم واحد، فإني أقول بأن الشفافية يجب ان تكون من أهم خصائص ممارسةالقوى الجديدة للديمقراطية. فإننا في "حق" قد أزحنا بهذه الشفافية، قيادة أرادت أن تسير بنا في اتجاه معين رغم أنفنا، مما أضطر تلك القيادة للإنشقاق. وإذا أستمر الحاج وراق في اتخاذ مواقف لا تتلاءم مع تاريخه ولا مع مبادئ "حق،" فإننا سنستمر في نقده، حتى ولو إضطررنا لإزاحته هو الآخر من قيادة الحركة عن طريق تنوير القواعد بخطورة مثل هذه المواقف على مستقبل الحركة، للتتخذ القواعد قرارها بالإزاحة، وبإبراز البديل منها هي. ومن حسن التدبير الإلهي أننا نمارس هذا الحق الديمقراطي في النقد بهذه الشفافية، بفضل تطور وسائل الاتصال، ثم بفضل تطور أدوات التنوير والتثوير المختلفة لدى شعبنا الصابر. ولن نسمح لأحد، ولو كان بقامة أخي وصديقي العزيز الحاج وراق، أن ينتكس بهذه المسيرة الثائرة بالفكر وبالشعور، والظافرة بإذن الله.
(عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 09-22-2003, 08:03 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
BAKTASH
Haydar Badawi Sadig
بهاء بكري
ودقاسم
أبو ساندرا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست