|
|
 جـولة مفاوضـــات ســودانية جديده
|
جولة مفاوضات سودانية جديدة
واخيرا تبارت الاقلام واكثرت من التصريحات المتفائلة على هامش اللقاء الثنائي بين جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان وعلى عثمان محمد طة النائب الاول لرئيس الجمهورية عمر البشير بكينيا وذلك اللقاء الذى وصفة المراقبون بالنادر فيما تناقلت الصحف ووكالات الانباء الاجواء المتفائلة التى سبقت اللقاء وكيف ان الطرفين اصبحو يسشعرون ان الوقت قد ازف لاغلاق ملف الازمة السودانية المستديمة .
الى هنا والامور تجري فى اطار التفاؤل المبرر . لكن الحقيقة ترينا ان المسالة لا تتعلق بالحكومة والجيش الشعبى فقط ..بل انهما ليسا فى نهاية المطاف سوى ترميز مكثف لسلسة من القوى والتمظهرات السياسية والاجتماعية والتى لا يمكن إغفالها .
من المؤكد ان الحكومة والحركة ستسعيان الى انتزاع اكبر قدر من المكاسب الاستراتيجية على اعتبار ان اى اتفاق بينهما وبقبول ناجز لبقية الاطراف سيحمل فى طياتة بذور مجابهة مقبلة لذلك سيكون العراك التفاوضى على اشدة فيما يتعلق بالوثن الاكبر الذى توافق علية الفرقاء والمسمى باقتسام السلطة والثروة ايضا بالصلاحيات الخاصة بنائب الرئيس القادم وعلى افتراض ان قرنق سيحتل هذا المنصب .. والصلاحيات الممنوحة لقرنق فى اطار عمقة الجنوبى ومركز ثقلة السياسى حيث ان منافسية من سياسى الجنوب لا يريدونة ان يجمع بين صلاحيات نائب الرئيس وصلاحيات الزعيم المقرر للشأن الجنوبي وهو الامر الذى لن يرضى قرنق بحال لانة يدرك ان قوتة الاساسية مستمدة من مشكلة الجنوب واستتباعاتها الوطنية الشاملة .
وبالمقابل تدرك الحكومة ان التنازل لمطالب قرنق المتعلقة بصلاحياتة الوطنية والجنوبية معا من شأنة ان يقلل من مطالبة المتعلقة بقومية العاصمة واشتراط اخضاعها للقوانين العلمانية والتى تستبعد الاحكام القانونية المستمدة من الشريعه .. ومن هذة الزاوية قد تقبل الحكومة ان تبلع طعم الصلاحيات الواسعه للنائب القادم بدلا من ان تغامر بمصير العاصمة وتحالفاتها الموصولة بخطابها الايديولوجى ..اى ان الحكومة لا يمكنها ان تتخلى عن قوانين الشريعه بجرة قلم ولو على جزء من العاصمة كما راينا فى المقترح الغرائبى للصادق المهدى والذى حاول فية تقديم كيمياء سحرية لموضوع العاصمة القومية وكيفية الخروج من مأزق عاصمة عربية اسلامية مقابل عاصمة سودانية تعددية علمانية .
لكن الاهم من هذا وذاك يمكن فى حوار الكواليس المستغلقة ، حيث على كل طراف من الاثنين ان يقنع حلفاءه وان يقدم لهم وعودا وضمانات وان يتوقع مفاجأت تخل بتلك التحالفات ....بل انها قد تصل الى إفشال هذة الجولة كما فشلت سابقاتها .
لهذة الاسباب مجتمعه يتحول التفاؤل القائم الى امل أقرب الى طوباوية سان سيمون وفوربيية .. وسنرى ذلك قريبا ... مع اننا جميعا نأمل ان تزول الغمة وان يتسع السودان لاهلة وعمقة الكبير .
|
|
 
|
|
|
|
الزنجي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست