|
اموال النفط الامريكية تزيد من افقار افريقيا - موضوع مترجم
|
سلام جميعا قرأت هذا الموضوع في وقت مضى واحتفظت به نظرا لما فيه من تحليلات من وجهة نظر غربية تضفي بعض الضوء عن مآلات الدول التي استخرج فيها البترول فأصبح وبالا على سكانها، أتمنى ان لا يحدث مثل هذا الامر في السودان و نحن على ابواب سلام انتظرناه طويلا، حاولت قدر الامكان ان لا ابتعد كثيرا عن تعبيرات كاتب المقال لكن اللغة تقتضي بعض التعديلات ، الموضوع نشر في جريدة الفولكس كرانت الهولندية الرصينة العدد 24044 بتاريخ 15 يوليو 2003 تحياتي
اموال النفط الامريكية تزيد من افقار افريقيا
الدفاع عن مصادر استخراج البترول من اهم اسباب تزايد الوجود العسكري في افريقيا، رزم من الاموال تدخل تلك البلدان بينما تزداد حدة الفقر شدة.
من مراسلنا كييس برور في ليبرفيل
انها حاليا صغيرة جدا، القاعدة العسكرية للولايات المتحدة في مطار عاصمة الغابون، العاملون فيها لا يمكن حتى تمييزهم من الفرنسيين ( المستعمرين القدامى لهذا البلد) المتواجدين هناك. لكن حجر الاساس قد وضع و ليست هذه هي اول مرة في بلد من بلدان غرب افريقيا، المصالح تقتضي الحماية. التوسع في الوجود العسكري ليس بمحض الصدفة، يذكر احد العاملين الأجانب في الغابون ان هذا الوجود مرتبط بثلاثة مصالح استراتيجية للولايات المتحدة، استخراج البترول، حماية امريكا من الايدز و الايبولا و غيرهما من الامراض الفتاكة و ايضا مراقبة المسلمين للحيلولة من أي نشاطات ارهابية ممكنة.
في هذه الاسباب الاستراتيجية الثلاثة يمكن تلخيص زيارة الرئيس الامريكي بوش للقارة في هذا الشهر، لعل بوش قدم كي يقدم شهادة عن العطف المحافظ ( نسبة للجمهوريين) و ذلك بتقديم معونات لمحاربة الايدز و الارهاب لكنه في الواقع حضر الى افريقيا باسباب تفرضها عليه السياسة الداخلية للولايات المتحدة.
القواعد العسكرية هنا من الادلة القوية لهذا التحليل، في شمال افريقيا و نقلا عن النيويورك تايمز ترغب الولايات المتحدة في تعميق التعاون العسكري مع تونس و المغرب، مع السنغال و يوغندا هناك اتفاقايات بصدد الابرام، في جيبوتي الصغيرة يتميز الوجود الامريكي بنشاط متميزجدا منذ احداث 11 سبتمبر.
ايضا دول غرب افريقيا تشهد تواجد كثيف لآليات عسكرية امريكية بعيد شواطئها، لهذا الوجود علاقة قوية باستخراج البترول في خليج غينيا الذي سيشكل خلال العشرة سنوات القادمة ربع ما ستستورده الولايات المتحدة من نفط.
المصالح الاقتصادية الامريكية واضحة للعيان، السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا ستجني شعوب تلك الدول من استخراج البترول من اراضيها و الذي يجد كل ذلك الاهتمام من الامريكان. تشير التوقعات انه ستستثمر هناك ما يساوي خمسين مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة في قطاع البترول. حكومات دول غرب افريقيا سيكون بمقدروها توقع حوالي 200 مليار دولار في شكل استثمارات مصاحبة.
يورد التقرير "قاع البرميل" الذي نشرته منظمة الاغاثة العالمية المسماة * بمنظمة الغوث الكاثوليكي (سي.آر.اس) ان سكان تلك البلدان لن يحسوا باي تغيير في حيواتهم من جراء انسياب تلك الاموال، المنظمة تتحدث عن " تناقض الوفرة" لانه على الرغم من تزايد انسياب الاموال تتزايد مشكلة الفقر بوتائر متسارعة.
هذا الاشكال يحدث لان شركات البترول تمنح الاموال الى حكومات تفتقد الى الشفافية و المسئولية و الامانة. ايضا تفيد المنظمة بعدم وجود انظمة ديمقراطية قوية. و يبدو ان العوائد البترولية ستساهم في زيادة معاناة الفقراء.
العديد من الاتفاقيات البترولية تعقد في الخفاء دون الاعلان عن التقديرات و المفاوضات التي ادت الى ابرامها، عندما قامت شركة بريتيش بتروليوم بالافصاح عن تفاصيل هذه الاتفاقيات مع انجولا ادي ذلك الى غضب الحكومة في لواندا. هناك العديد من المؤسسات البترولية على استعداد لابرام اتفاقات في الخفاء دون ان تستعد لتحمل اية مسئولية عن كيفية صرف الحكومات لعوائد البترول في بلدانها. في بعض البلدان التي تعتمد على البترول كمصدر رئيسي للدخل كنيجيريا مثلا ادى ذلك الى ازدياد معدلات الوفيات وسط الاطفال. حسب تقرير** أوكسفام العالمية الذي تناول هذه الظاهرة، ان حكومات الدول البترولية تستثمر في جيوشها اكثر من الدول المتقدمة. بالطبع تلك ليست بصدفة، البترول على حد تعبير سي آر اس اصبح مغنطيسا يجتذب التوترات و في بعض الاحيايين يجتذب الحروب الاهلية. آخر نموذج افريقي لهذه الظاهرة تقدمه مقاطعة ايتوري، و هي مقاطعة في شمال شرق الكونغو حيث ادت توقعات وجود حقول بترول هناك ان توغر يوغندا و رواندا الجارتين صدور سكان تلك المنطقة ضد بعضهم البعض.
هذا السيناريو يكرر نفسه في السودان حيث احتدت الصراعات بين الشمال العربي والجنوب المسيحي و الوثني. أيضا في غرب افريقيا تعرف نيجيريا في دلتا نهر النيجر صراعات اثنية- اقتصادية مشابهة. دول مثل الولايات المتحدة تهتم بمآلات هذه الصراعات فقط عندما تهدد هذه الصراعات تدفق النفط اليها. هناك مخططات امريكية لتكوين قوة تدخل سريع قوامها ثلاثة الاف جندي لحل مشكلات تحد من تدفق البترول في غرب افريقيا. لهذا السبب قام وزير الخارجية الامريكي السيد كولن باول بزيارة للغابون و بلدان اخرى في خليج غينيا. كما هو الحال من التنمية الاقتصادية في تلك البلدان تتناسى الولايات المتحدة ايضا قضاياالادارة السياسية و اشاعة الديمقراطية. النموذج الجيد لذلك هي غينيا الاستوائية وهي دولة مجاورة للغابون، نظرا لاهتمام الولايات المتحدة باستخراج البترول هناك شهد هذا البلد في السنوات الماضية اعلى معدلات نمو للدخل القومي في العالم. اما على صعيد القيادة السياسية فأقل ما يمكن ان يقال انه توجد دكتاتورية معتدلة، الرئيس ثيودور اوبيانق يحكم هذا البلد منذ 23 عاما، المعروف عن نظامه انه يمارس انتهاكات عديدة لحقوق الانسان، هذه الانتهاكات مسجلة ايضا عبر المنظمات الامريكية المتخصصة. نفس هذا الرئيس يرفض ان يتيح مدخولات النفط لمواطني بلاده. حسب بحث اجراه الصحفي كن سيلفر يمتلك الرئيس اوبيانق حوالي 500 مليون دولار في احد بنوك واشنطن و يمتلك ايضا بعض العقارات في امريكا و التي تم شرائها نقدا، حكومة الرئيس جورج بوش لها علاقات جيدة مع الرئيس اوبيانق سواء على صعيد البترول او التسليح. "الاعتماد على البترول يبدو انه يقف في طريق اشاعة الديمقراطية" هذا ما استنتجته تقارير الـ سي آر اس. حكومات غرب افريقيا بعد استنشاق رائحة البترودولار لا تهتم كثيرا بمثل هذه القضايا، البترول تم استخراجه الطبقة الحاكمة تحضر نفسها الان لمستقبل ذهبي.
*Catholic Relief Services (CRS) ** Oxfam Internatinal
(عدل بواسطة Amjad ibrahim on 08-10-2003, 11:44 PM)
|
|
|
|
|
|