د. فاروق كدودة: هناك ظروف موضوعية لا تمكن الحزب الشيوعي من توسيع أوعيته

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2003, 09:59 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. فاروق كدودة: هناك ظروف موضوعية لا تمكن الحزب الشيوعي من توسيع أوعيته



    حوار/ ياسر أحمد عمر

    تواصل «الرأي العام» في عرض إفادات بعض قيادات الأحزاب السياسية حول مستقبل تحالفاتها في الفترة القادمة.. بعد أن بدأت بعض الخيوط تتصل وتنفصل بين الدوائر السياسية.. لترسم شيئاً من ملامح مسارات التحالفات مستقبلاً.. وفي هذه المرة تتم استضافة الدكتور فاروق كدودة كممثل للحزب الشيوعي السوداني ليتحدث عن رؤية حزبه لمواجهة تحديات المرحلة القادمة.

    لا نقود هذه المرحلة ولانطلب وضعاً مميزاً

    * دكتور فاروق ما هو مستقبل تحالفات الحزب الشيوعي مع الآخرين ومدى استمرار ونجاح هذا التحالف السياسي؟

    = بداية تعلم أن الحزب الشيوعي بدأ تحت مسمى الحركة السودانية للتحرر الوطني وليس كحزب شيوعي بل كحركة، وهذه الحركة تضم كلاً من يريد أن يعمل من أجل التحرر الوطني بغض النظر عن تفاصيل معتقداته.. إذاً الحزب الشيوعي بدأ في الأصل كشكل تحالف وكان في ما بعد صنع الحزب الشيوعي لظروف قانونية وسياسية صنع الجبهة المعادية للاستعمار وكانت تلك الجبهة تستجيب لتلك المرحلة وتحاول ضم كل من يريد أن يعمل ضد الاستعمار، فالحزب الشيوعي منذ تاريخه هو حزب يسعى لجمع أكبر عدد من الناس يجمعهم الحد الأدنى من البرامج السياسية، وفي حركة الطلبة صحيح كانت هناك رابطة الطلبة الشيوعيين لجمع أكبر عدد من الطلبة نحو مؤتمر طلابي ثم تحول هذا المؤتمر بعد الاستقلال الى الجبهة الديمقراطية التي يدل اسمها على نوع من التحالف، الحزب الشيوعي من أكبر الأحزاب التي تسعى لتوحيد أكبر عدد من الجماهير لأجل تحقيق أهداف مرحلة سياسية معينة.

    والحزب الشيوعي ليس كما يدعي بعض الناس أنه يمثل اليسار ونحن بصدق نقول نحن أحد أو فصيل من فصائل اليسار، إنما نحن أكبر جهة منظمة داخل ما يسمى بقوى اليسار ولذلك حركتنا تبدو كأنها تتحدث باسم اليسار، نحن نريد أن تتحرك كل قوى اليسار في جميع قطاعات الشعب وتتوحد ولذلك كان شعار الحزب في انتخابات الديمقراطية الثالثة هو توحيد القوى الديمقراطية.

    على مر السنين الحزب الشيوعي في صلب برنامجه تكوين الجبهة الوطنية الديمقراطية مهما يكون اسمها وسط القطاعات المختلفة، الحزب الشيوعي أسهم في تكوين حركة الطلاب الديمقراطيين في الجبهة الديمقراطية وحركة المزارعين والأطباء الاشتراكيين، وهكذا كل ذلك بهدف التمكن من تبصير هذه الفئات الاجتماعية بقضاياها وجمعها حول الحد الأدنى من البرنامج الذي يلبي المرحلة التي يمر بها السودان وهي مرحلة لا تهدف الى بناء الاشتراكية وبالتالي الشيوعية إنما تهدف الى تعزيز الاستقلال وتضع البلاد في طريق التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإصحاح البيئة وغير ذلك.

    لذلك يسعى الحزب الشيوعي لتجميع كل من له اهتمامات أو قدرات للمساهمة في هذا البرنامج ولذلك أسمينا هذه المرحلة مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.. وطنية بمعنى الاهتمام بقضايا الوطن والاستقلال والتنمية.. والديمقراطية بمعنى إيجاد الإطار السياسي والإطار الرسمي لتنفيذ هذه البرامج. الحزب الشيوعي لا يدعي أنه يقود هذه المرحلة ولا نطلب وضعاً مميزاً في إدارة هذه المسألة إنما يكفينا أن تتوحد هذه القوى ونحاول إزالة بعض الحساسيات التي ورثت منذ زمن طويل وكذلك بفعل الدعاية المضادة من بعض الدوائر السياسية، فالجبهة الديمقراطية ليست واجهة للحزب الشيوعي ولكن عندما تتناولها وسائل الإعلام وكثير من الدوائر السياسية الجبهة الديمقراطية بين قوسين واجهة للحزب الشيوعي والحقيقة الحزب الشيوعي بأعضائه موجودون داخل هذا التنظيم. ومثل تلك الدعاوى أثرت على مسعى تكوين الجبهة الوطنية الديمقراطية ولم يستطع حتى الآن الحزب الشيوعي أن يتخذ أويقترب بالقدر الكافي من تأسيس هذا الوعاء الشامل لظروف موضوعية وليس بخطأ في البرنامج أو عدم وجود قدرات في الحزب بل لمروره بظروف منذ عهد الدكتاتورية الأولى مروراً بالثانية والحالية لم يجد الحزب الشيوعي الفرصة لمخاطبة تلك القوى وتنظيم هذه القوى بحرية بجانب الضعف العام للعمل السياسي والعمل المضاد للقوى السياسية الأخرى فيجد الحزب نفسه دائماً في حالة دفاع عن النفس، فالحزب الشيوعي مستهدف ككيان منذ العام 1965 عندما حُلَّ الحزب الشيوعي وحتى الآن. بعد إعلان القاهرة ظهرت موجة تكفير وتأليب الرأي العام ضد الحزب الشيوعي ودوائر أخرى معه.

    لذلك هذا الجهد وبرنامج توحيد القوى الديمقراطية بأي شكل من الأشكال لم يتم بالقدر المطلوب.

    ليست هنالك صيغة مقدسة

    * هل هنالك أي طرح أو محاولات تكوين جبهة عريضة تضم كل اليسار، وهل تنجح تلك الجبهة؟

    = لكل مرحلة تاريخية منطقها فمرحلة التحرر الوطني كما ذكرت كانت تفترض توحيد القوى الديمقراطية بأي شكل من الأشكال كالجبهة الديمقراطية، ووحدة المزارعين، واتحاد الأطباء الاشتراكيين وهكذا.. جاءت انفراجة بعد الانتفاضة ووجد الحزب الشيوعي هنالك ظروفاً مواتيةً لتوحيد القوى الديمقراطية أكثر من أي وقت مضى ولذلك خاض الانتخابات تحت شعار توحيد القوى الديمقراطية، انتهزنا هذه الفرصة ووجدنا أن الظروف مواتية أكثر من السابق وقبل ذلك عندما جاءت ثورة أكتوبر ابتكر الشعب السوداني جبهة الهيئات التي أيدها الحزب الشيوعي والتي تدل على عبقرية الشعب السوداني وكادت أن تكون تلك الجبهة صيغة لتوحيد القوى الديمقراطية عموماً لولا بعض الأخطاء هنا وهناك والآن إذا كان للإنقاذ شئ إيجابي أنها مكنت الشعب السوداني من ابتداع شكل جديد وهو التجمع الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي أحد أطرافه، استطاع السودانيون من الوصول لاتفاق الحد الأدنى في برامج كنا نعتقد أنها تحتاج الى بذل المزيد من الجهود ليتم التوصل لذلك الاتفاق ولكن نتيجة لرؤية الشعب السوداني المخاطر التي تمر بها البلاد في ظل الإنقاذ توحد بسرعة في صيغة التجمع الوطني الديمقراطي بشكل لم يكن يتصوره أحد وتم الاتفاق في ما أطلق عليه «القضايا المصيرية» وهي القضايا الأساسية التي تواجه السودان في مرحلة التحول الوطني الديمقراطي.

    القوى المناهضة لمثل هذا العمل سواء في الأحزاب السياسية أو أفراد فيها أونظام الإنقاذ من مصلحتهم إيقاف مثل هذا التحالف وأن لا يتطور ليصل مداه المخيف بالنسبة لهم، أن تتوحد القوى السياسية حول برامج تحول اجتماعي واقتصادي وسياسي كبير كما تدل على ذلك وثائق التجمع الوطني الديمقراطي خاصة في أسمرا العام 1995م.

    ليست هنالك صيغة مقدسة فالهدف واحد ولكن لكل مرحلة بصماتها التي تتركها على شكل هذه الوحدة لكن الجوهر واحد.

    تحالف على مستوى القيادات

    * قلت له: هل هذا يعني أن صيغة التجمع الوطني الديمقراطي كافية؟

    = لا.. !!

    ü قلت: وماذا عن تكوين جبهة يسارية عريضة؟

    = ... إذا كان هنالك مأخذ على هذه الصيغة فذلك نتيجة لغياب الحريات ونتيجة للرقابة على الصحف والهجمة على المنظمات النقابية والشبابية والطلابية وغيرها فأصبح التجمع الوطني الديمقراطي يشبه تحالفاً على مستوى القيادات وهذا لا يكفي ولذلك تريد فصائل كثيرة داخله النزول بهذا التحالف الفوقي الى مستويات القواعد في الأحياء السكنية وأماكن العمل وحينها نستطيع الحكم النهائي على هذه الصيغة، صيغة التجمع الوطني الديمقراطي.

    *قاطعته- تقصد أن الحزب الشيوعي ليست لديه نوايا بتكوين جبهة يسارية عريضة؟

    = لا.. الحزب الشيوعي يريد أن يطوِّر مع آخرين صيغة التجمع الوطني الديمقراطي ولكن إذا لم تتطور هذه الصيغة من الممكن إصلاحه أو ابتكار أشياء جديدة، نحن نعرف أن طبيعة التجمع تختلف عن التصور الأساسي الذي طرحه الحزب منذ مؤتمره الثالث بخلق جبهة وطنية ديمقراطية عريضة لكن لكل مرحلة منطقها والمنطق السائد الآن هو التجمع الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي لا يقفز فوق المراحل ونحن لانستطيع تصور مآلات العمل في هذه الجبهة إذا فشلت صيغة التجمع الوطني الديمقراطي لا يمكننا قول ذلك لكن نحاول داخل هذا التجمع تطويره حتى يصبح قادراً على توحيد الناس في أماكن عملهم ومسكنهم.

    من كان يُصدّق؟

    *ما هو مصير المنشقين عن الحزب الشيوعي والذين أنشأوا أشكالاً بأسماء أخرى كـ «حق» وغيرهم، هل هنالك مساعٍ لإعادتهم داخل الحزب؟

    = على المستوى الشخصي، ليست هنالك مشكلة أنا وزعيم «حق» الأستاذ «الحاج وراق» مهددون بالقتل، مهما يختلف الناس يأتي زمن تكون فيه هناك قضية مشتركة فمن كان يصدق أنا و«الحاج وراق» يكون عدونا مشتركاً، الحياة تطرح مهما كانت الخلافات والانتقادات وتبادل الشتائم والقطيعة الى آخره. تأتي ظروف تفرض ضرورات.

    ليس هناك قرار بهذا

    * تغيير اسم الحزب الشيوعي ألا يؤثر في جماهيره وهل يعني ذلك توسيع وعائه ليستقطب أكبر الجماهير؟

    = انتهز هذه الفرصة لأنفي ما نسب الى خطأ في ما يتعلق بتغيير اسم الحزب الشيوعي فليس هناك قرار بهذا ولكن هناك اقتراحات بتغيير اسم الحزب، الذي يُغيِّر اسم الحزب هم أعضاء الحزب ومندوبوهم في المؤتمر الخامس. طالما إذا كان هناك تغيير في اسم الحزب سيحدث هذا التغيير بأعضاء الحزب بمشاركتهم ومبادرتهم في المؤتمر الخامس.

    * قاطعته- التغيير ألا يؤثر على جماهير الحزب وعضويته؟

    = من الناحية الأخرى يمكنك القول الإبقاء على الاسم القديم أورفض هذا المقترح قد يؤدي الى مشكلة، لأنها مسألة تعتمد على قراءة عضوية هذا الحزب للواقع العالمي والمحلي وهذا الموضوع ليس الأهم في الحركة التي درجنا أن نسميها بتجديد الحزب الشيوعي السوداني لكني وجدت نفسي أكرر أنه لم يقل أحد من ممثلي الحزب الشيوعي إن هنالك قراراً بتغيير اسم الحزب الشيوعي ولكن هناك اتجاهاً قد يفوز وقد لا يفوز وهذا شأن المؤتمر الخامس متى ما انعقد.

    لم يتوقف نشاطه

    * لماذا لا يمارس الحزب الشيوعي نشاطه العلني كبقية الأحزاب ويكتفي بالإخطار؟!!

    = نعم.. الحزب الشيوعي لم يتوقف نشاطه لكنه يكون ملحوظاً في ظروف ومحصوراً في نطاق ضيق في ظروف أخرى يتوقف ذلك على طبيعة الهجمة التي يتعرض لها أعضاؤه، نحن طول الوقت مراقبون ومعرضون للتفتيش من الواجب عليكم كإعلاميين شباب التصفيق لهذا الحزب الذي اجتاز كل هذه المحن.

    هذا شأنهم.. الحزب لا يستجدي

    *على منحى آخر، ظهرت حالات شد وجذب في علاقتكم مع الحركة الشعبية وهنالك بوادر تحالف ما بين الحركة وحزب الأمة والإتحادي الديمقراطي وإستبعاد الحزب الشيوعي من إعلان القاهرة، فما هو رأيكم؟

    = هذا تحليل.. اجتماع أحزاب مع الحركة الشعبية باستثناء الحزب الشيوعي في لقاء القاهرة لم يكن هناك تمثيل للحزب الشيوعي في ذلك اللقاء وبالتالي في البيان الذي صدر عنه والذي يُطلق عليه إعلان القاهرة. ليس من بين هذه القوى التي اجتمعت من ينكر دور الحزب الشيوعي لا الإمام الصادق المهدي ولا مولانا محمد عثمان الميرغني ولا دكتور جون قرنق كلهم يعلمون أن الحزب الشيوعي فاعل وليست هنالك طريقة لتجاهله رغم أن «د. جون قرنق» ومحمد عثمان الميرغني في تحالف مع الحزب الشيوعي في صيغة التجمع الوطني الديمقراطي لكن تكتيكاتهم الحالية فرضت لاعتبارات هذه القيادات تعلم أن قضية السودان وموضوع الجنوب العالم له اهتمامات كبيرة به وأمريكا لا تريد أن يكون هنالك دور للحزب الشيوعي في هذه المرحلة، على أية حال إبعاد الحزب الشيوعي أو عدم وجود الحزب الشيوعي تُسأل عنه الأحزاب الثلاثة التي صنعت نداء القاهرة والحزب الشيوعي لا يستجدي ولم نغضب لأن الحزب الشيوعي غير ممثل وهذا شأنهم ليس لديهم طريقة غير الاستعانة بالحزب الشيوعي وما حدث تكتيك وفقاً لحساباتهم التي نعرفها جميعاً.

    الإتصال من الأمن لا من الحزب الحاكم

    *ما هي طبيعة علاقة الحزب الشيوعي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم؟

    = المؤتمر الوطني هو الاسم الرسمي للجبهة القومية الإسلامية لابد أن أحد أسباب التغييرات الكثيرة التي حدثت في تسمية الحركة الإسلامية كانت محاولة للتقرب من الشعب السوداني وأنا أتصور أن المؤتمر الوطني تسوء سمعته بعد فترة كما ساءت سمعة الجبهة القومية الإسلامية كما كانت الاخوان المسلمين والميثاق الإسلامي وغيرها ويحاول المؤتمر الوطني أن يتوسل للناس باسم جديد، إذاً موقفنا ثابت على أساس أن هذه الحركة مهما كان اسمها حركة معادية للديمقراطية وتعمق الانقسام وسط المسلمين ناهيك عن بقية الشعب السوداني فلا مجال للتعاون مع المؤتمر الوطني مهما تدثر بشعارات جديدة.

    * قاطعته- يعني لا يوجد أي اتصال رغم أن أمين عام الحزب الحاكم ذكر أنه كان هناك اتصال لم يدم؟

    = نعم نشر في الصحف في وقت من الأوقات أن هنالك حواراً بين الحزب الشيوعي والحكومة ولم تذكر تلك الصحف حواراً بين الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني.. أتوقع أن الحكومة اتصلت بأحد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بعد أن أجرت قوات الأمن عمليات تفتيش في منزله ثم قالت له القوات لماذا لم نتحاور، بهذه الكيفية.. وافق على ذلك وتم تحديد موعد وذهبنا ثلاثة من الحزب الشيوعي ووجدنا أنفسنا في حضرة أجهزة الأمن وكان جوهر الكلام الذي انتهينا إليه أن الحزب الشيوعي منفتح وذو صدر رحب وله الاستعداد في الحديث لكن الحزب الشيوعي حزب سياسي فإذا كان هناك حديث فليكن مع الأجهزة السياسية للحزب الحاكم وليس مع جهاز الأمن..

    * وماذا دار في تلك اللقاءات:!!

    = نعم.. رجل الأمن كان يتمتع بالذكاء وسعة الصدر فهم هذا الكلام وقال من الطبيعي أن يكون الحوار بين حزبين وسوف نحدد لكم موعداً.. بعد ذلك طلعت الإشاعات أن هناك أجندة وهناك موعداً للحوار ولكن توقف الأمر لدى هذا الحد الذي ذكرته بين ثلاثة أعضاء من الحزب الشيوعي ورئيس جهاز الأمن.

    * قلت له: هل أنتم في انتظار ذلك الموعد؟

    = نحن غير منتظرين وأنا شخصياً لا أرى جدوى من الحوار مع حزب المؤتمر الوطني لأننا نتعلم من التجارب فإذا لم نتعلم من التجارب نصبح «مغفلين».

    لا يوجد حوار مع «الشعبي»

    * لماذا يرفض الحزب الشيوعي السوداني مشاركة حزب المؤتمر الشعبي في التجمع رغم أنه من أحزاب المعارضة؟

    = التجمع الوطني الديمقراطي لديه برامج تم تلخيصها في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية وهذه هي المرجعية التي توصل إليها التجمع الوطني الديمقراطي عندما كان المؤتمر الشعبي هو الحاكم فعلاً وكان الآمر والناهي هو الشيخ «الدكتور حسن الترابي» رئيس المؤتمر الشعبي ولذلك برنامج المؤتمر الشعبي وبرنامج التجمع على النقيض.

    * قاطعته- رغم التغييرات التي حدثت للمؤتمر الشعبي؟

    = قال: من الذي تغير؟ المؤتمر الشعبي أعتقد أنه يمين المؤتمر الوطني.

    *هل تقصد أنه أكثر تشدداً؟

    = نعم.. تغييرات المواقف مثلاً في انتخابات جامعة الخرطوم الأخيرة اتصل بي أحد قياديي المؤتمر الشعبي وكانوا يتحدثون عن التنسيق بين الجبهة الديمقراطية والمؤتمر الشعبي لكن المؤتمر الشعبي خاض الانتخابات بقائمته المستقلة.

    *سألته: لماذا لم يتم التنسيق؟

    = لم يتم التنسيق، هذه طبيعة المؤتمر الشعبي وأنه ليس هناك ما يجمع وأنا أتحدث مع قيادات كثيرة من المؤتمر الشعبي بعضهم جاءالى البيت وخلال الحديث أجد أشياء مشجعة ولكن في الواقع عندما أقرأ وثائقهم وعند مواقفهم أجد أن هنالك تبايناً في المواقف فهي -أي قيادات الشعبي- تدعي أنها الممثل للحركة الإسلامية الأصلية والمؤتمر الوطني انشق عنها ومن أسباب الأزمة السياسية في السودان هي الحركة الإسلامية وهي المسؤولة عن إجهاض الديمقراطية، فليست هناك أرضية مشتركة إلا إذا نبذوا تاريخهم وقدموا ما يثبت أنهم تغيروا فعلاً ونحن لسنا من هواة وصفهم باستمرار بتلك الصفات فالإنسان يتغير ونأمل أن يتغيروا بقناعة ويثبتوا أنهم تخلوا عن تلك البرامج الظلامية التي أودت بحياة السودان كما نرى الآن، وأن خلاف المؤتمر الشعبي مع المؤتمر الوطني ليس في البرامج بل في السلطة ولذلك نحن ننتظر ولكن حتى الآن ليس هنالك ما يقنع بأن المؤتمر الشعبي من الممكن أن ندخل معه في تحالف ولكن من الممكن أن ندخل معه في حوار وليس تحالفاً لأن التحالف يجب أن تسبقه حوارات واستكشاف المواقف ثم تأتي المرحلة التالية ولكن حتى الآن لا يوجد حوار. ولكن على المستوى الشخصي لدي مع بعض قيادات المؤتمر الشعبي علاقات.

    الدرس الأساسي

    * على ذكر انتخابات جامعة الخرطوم وفوز تحالف أحزاب المعارضة هل يمكن اعتبار ذلك صيغة للتحالفات القادمة؟!!

    = نعم، وهذا هو الدرس الأساسي بأن هنالك إمكانية لتنزيل صيغة التجمع الوطني الديمقراطي الى القواعد وجامعة الخرطوم إحدى هذه القواعد وهذا برهان عملي أن القوى الديمقراطية التي لها الاستعداد للعمل لاستعادة الديمقراطية في السودن يمكنها أن تتوحد وبتوحيدها يمكن أن تهزم المؤتمر الوطني وهذا هو الدرس الأساسي. والدرس الآخر أنه بعد سنين طويلة جداً من عمل الجبهة الإسلامية تغلبت عليها قائمة أنصار السنة. نعم، إذا حتى بين الإسلاميين نجد أن الجبهة القومية الإسلامية فقدت مواقعها داخل الحركة الإسلامية، وأنت تعرف أنصار السنة هم الذين أغلقوا باب الاجتهاد منذ سنوات، ولذلك قد يكون أثر انتصار أنصار السنة عليهم أكثر إيلاماً وأكثر مدعاة لإعادة النظر في خطابهم ومناهج عملهم، أنا سمعت في جامعة جوبا أن أحد المتحدثين باسم المؤتمر الوطني يعتذر للطلاب عن الممارسات التي كانوا يقومون بها في حق الحركة الطلابية وانتخابات جامعة جوبا وبعد أيام قلائل وهذه بادرة طيبة وتغيير في التكتيك وهم لم يسقطوا في الانتخابات إلا لممارساتهم وهذه تعتبر أول انتخابات بعد انتخابات جامعة الخرطوم.

    * قلت له: هل يعتبر ذلك تحولاً؟

    = هذا حديث طالب ، الآن يقولون إن الحكومة طارحة ميثاق الإجماع الوطني ونحن نقول إنه لا يمكن أن يكون هنالك إجماع وطني مع الحكومة إلا أن تكشف الحكومة عن صدق ما تقول وهذا يعتمد على إطلاق الحريات مثلاً وهذا يتطلب إطلاق سراح المعتقلين ورفع اليد عن المؤسسات النقابية وغيرها، فحديث هذا الطالب سيذهب في الهواء إذا لم تصحبه عملية تغيير

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de