عباس سائق تاكسى مغرم بالاستماع الى الاغانى السودانية اثناء عمله اليومى والذى يمتد منذ الصباح الباكر وحتى المساء يلتهم شارع الاسفل التهاماً بحثاً عن مشوار يقتات منه هو واولاده ,, يحتوى طبلون عربته الكرولا موديل 83 على عدد لا باس به من اشرطة الاغانى السودانية لمختلف الفنانين وعلى امتداد الحقب التاريخية والاجيال بدءاً من الكاشف وابراهيم عوض ووردى وانتهاء!ا بجمال فرفور وغيرهم من مطربى الجيل الحالى وان كان لا يخفى إعجابه الكبير بالفنان عثمان حسين مثله مثل انداه من جيل ذاك الزمن
لكنه شعر ان ما يعجبه هو قد لا يعجب انساناً اخر وان ما يطربه قد لا يطرب الراكب الذى معه ..لذات فقد قرر التنازل عن مزاجه الشخصى من اجل العمل ..وان تكون راحة الزبون فى المقام الاول فيساله عما يحب سماعه من اغنيات وفنانين بعينهم
وبالفعل وفى احد المشاوير ركب مع شاب صغير السن يرتدى بنطلون ضيق بدرجة كبيرة فى الاعلى ويزداد اتساعا كلما نزل الى الاسفل.. وتى شيرت ابيض اللون مكتوب عليه بانجليزية عبارة … LOVE ME ... حليق الراس اقرب ما يكون الى الصلعة الا من قليل الشعر فى الاعلى
فقال لنفسه ..( هذا هو شباب الزمن ده ثم تردد قليلا ودس فى المسجل شريط لمحمود عبد العزيز بثقة شديدة جعلته يستغنى عن سوال الراكب لمعرفة رايه اولاً ثم ادار الكاسيت فانطلق الصوت يا مفرحة انت العسل يا مدهشة .. غير ان المفاجاة كانت كبيرة على السائق عندما قال له الشاب بعد ان استمع الى الكوبليه الاول :0 ( يا عمو ما عندك اولاد البرعى ؟؟ !( اعاد عباس النظر ملياً الى الشاب الصغير نظرة تطل منها الدهشة والحيرة وانتبه الى سبحة ملتفة فى معصم الشاب لم يرها فى المرة الاولى ثم عاد الى الكاسيت وادار شريطاً للمديح وهو يشعر بشى من الاعجاب لهذا الشباب الذى خدعه شكله الخارجى فقال فى نفسه ( يا سلام يا اولاد.. والله البلد ما زالت بى خيرها )
أفاق عباس من شروده على صوت الشاب :- بالله هنا لو سمحت يا عمو .. ثم نزل بعد ان ترك فى يد السائق مبلغاً محترما من المال .. ولحسن حظه فقد وجد بسرع كبيرة زبوناً اخر لمشوار جديد .. رجل وقور كبير السن يرتدى جلباباً وعمة وعصا ابنوس لا تفارق يده اليمنى وعندما تحركت السيارة لم يعر السائق أمر المسجل اهتماماً ولم يغير شريط اولاد البرعى باعتبار انه لا حاجة الى ذلك فهو يرى ان المديح مناسب تماماً مع الشيخ الكبير ..لكن السائق فوجئ تماما للمرة الثانية عندما اخرج الرجل من جيبه شريطا قدمه للسائق قائلاً :- ( لو ما عندك محمود عبد العزيز دة شريطو الجديد ومعاهو حنان بلوبلو كمان !!)
انا عاوز اقول انو هنا في الامارات تحكي احدي الاخوات السودانيات انها ركبت مع سائق تاكسي باكستاني . فسال الاخت عن ماذا تريد ان تسمع من الاغاني السودانية . فسالته عندك منو من المطربين فقال جمال فرفور حقيبه وجمال فرفور اغاني حديثه . فالجمة الدهشه الزوله مع ترديد الباكستاني لاغاني فرفور
فعندما اخبرتنا بهذه القصه قلت ليها فرفور بقي فنان عالمي . او يكون بغني لي جماعة طالبان
للأسف أن الغالبية اعتادت على إصدار أحكام مسبقة على الآخرين بناءً على الظاهر.
ياريت يصل الأخ جمال فرفور و غيره إلى العالمية و ده منانا!
أما عن موضوع "الخاتات، جمع خان" الباكستانيين فأوجه التشابه بيننا و بينهم كثيرة و محيره ابتداءً من طريقتهم في السلام بالأحضان و مروراً بإيقاع الدليب و وصولاً إلى السفه "الصاعود"!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة