|
|
 متي تضع الحرب أوزارها
|
الحرب الأهلية في السودان هي ليست وليدة اللحظة وهي مثل البركان يكون خامداً لفترات وما يلبث أن يثور ويتأجج قاذفا بحممه ونيرانه مهلكا الحرث والنسل شأن كل الحروب. وهي واقع وحقيقة ماثلة لا يمكن تجاوزها أياً كانت أسبابها.
والحرب رافقت الإنسان منذ فترة مبكرة من حياته ، وقد ظلت هذه الظاهرة بمفهومها العام تعني الصراع في موازين القوى لهدف يطمح إلى تحقيقه طرفان متحاربان.
والأسباب المؤيدة للحرب تختلف بإختلاف الأهداف والغايات ومن الطبيعي أن القوانين التقليدية المتحكمة في سير الحرب وتحديد نتائجها هي في الواقع المعادلة المعروفة التي مفادها أن الحصيلة في عملية الصراع بين موازين القوى يتوقع للقوى أن يحقق الغلبة وأن يمنى الطرف الأضعف في الصراع بالإنكسار والهزيمة. وأحسب أن الحل العسكري لم يفلح طوال سنوات الحرب الماضية فهي كر وفر وسقوط يعقبه قيام ثم سقوط فقيام وربما قعود لإلتقاط الأنفاس فيقام وسقوط وهكذا وقد وجد طرفا النزاع في التفاوض والحل السلمي خيط أمل وبصيص من ضؤ حتى وإن كان مصدره نهاية نفق مظلم ، فكلا الطرفين خارت قواهما أضف إلى أن الضغوط الدولية أرغمتهما مجتمعين على القبول بالحل السلمي. وبدأ مارثون المفاوضات هنا وهناك وطرحت العديد من المبادرات وبدأ الأمر يضيق بنواصيه ثم ما يلبس أن ينفرج وهكذا ، إلا أنه وبعد كل تلك الجولات والصولات ومذكرات التفاهم لم نصل إلى شئ وإن كان الأمل يحدونا ، وأحسب أن الفشل الذي واكب كل تلك المفاوضات من أبوجا لأسمرا مروراً بالخرطوم وماشاكوس ليس لعدم وجود الرغبة لدى الشعب أو قل المتفاوضين في السلام والتوصل إلى إتفاق ولكن إلى سؤ إدارة العملية برمتها في تقديري إضافة إلى عدم الثقة أصلا بين طرفي النزاع.
يجب أن يفهم النظام الحاكم في الخرطوم أن الجيش الشعبي لتحرير السودان لا يستطيع إكمال المطلوب في المفاوضات في مؤتمر واحد ، وأن ما يعرضه النظام الحاكم من تنازلات لا يصل إلى الحد الأدنى وأن محاولة إقحام الشريعة والعلمانية في شأن العاصمة الخرطوم لم تكن إلا لتولد رد فعل معاكس. إذن هناك أخطاء من جانب طرفي النزاع.
وإذا كان الطرفان على استعداد للاعتراف بأخطائهما والتعلم منها، فإنه سيكون بالإمكان الوصول إلى اتفاقية للوضع النهائي التي ستحتل الخطوة الأولى للتعايش السلمي وأن تضع الحرب أوزارها.
|
|
 
|
|
|
|
almulaomar
AlRa7mabi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست