منتدي دافوس المغذي والاهداف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2003, 02:33 PM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منتدي دافوس المغذي والاهداف

    يثير اجتماع منتدى دافوس الاستثنائي الذي يعقد بالأردن في الفترة من 21-23.. الحديث مجددًا حول العولمة، وماذا تريد أن تفعله بالعالم من خلال هذا المنتدى الذي يعتبر أحد رموزها. والمتأمل في نتائج الاجتماعات السنوية التي تعقد منذ عام 1971 لمنتدى دافوس يجد أنها لم تخفف شيئًا من هوة الثراء أو حجم الفجوة المتزايدة بين المترفين والمحرومين في هذا العالم بل زادتها؛ فكوفي عنان قد أشار في مؤتمر دافوس 1997 إلى أن الأوضاع الاقتصادية في 100 دولة نامية باتت الآن أسوأ مما كانت عليه قبل 50 عامًا. بل إن موقع منتدى دافوس نفسه يقول وهو يتحدث عن اجتماع الأردن: "... النمو الاقتصادي في العالم آخذ بالتباطؤ، مع ازدياد الضغط على العديد من المجتمعات مع نمو البطالة، وبدء الناس بالقلق على مستقبلهم الاقتصادي...". وعندما سئل كلاوس شواب مؤسس ورئيس منتدى دافوس: لماذا اختار العولمة المسئولة عنوانًا لمؤتمر دافوس 1999؟ أجاب بقوله: "إن الاندماجات العملاقة الأخيرة بين الشركات في الأشهر الأخيرة، والآثار العالمية لأحداث شرق آسيا وروسيا والبرازيل، وحقيقة انعدام أهمية الحدود بين الدول.. كلها إشارات إلى أن حقيقة العولمة تخطت كونها عملية process؛ إذ أصبحت حالة condition وحقيقة، أما لماذا العولمة المسئولة؟ ففي عالم تلاشت به حدود الدول أصبح لزاما إيجاد حدود عالمية بديلة تتمثل في إيجاد الآليات التنظيمية والقانونية والإجرائية لنتلافى الآثار الخبيثة لثورة العولمة". إن الآثار الخبيثة للعولمة التي يحذر منها كلاوس شواب عام 1999 قد تفاقمت واستفحلت، وبدأت الشركات العملاقة تزداد نفوذًا، وبدأ نفوذ الحكومات والدول يتضاءل شيئا فشيئا. مطالب العولمة ولكن ماذا تريد قوى العولمة من منتدى دافوس؟ يبدو أن هذه القوى استطاعت السيطرة على المنتدى وغيره من المؤتمرات الدولية، كما استطاعت أن تفرض شروطها في كل مكان لصياغة العالم بما يخدم مصالحها؛ فمن الملاحظ أن غالبية المدعوين لمنتدى الأردن هم ممثلو الشركات العملاقة متعددة الجنسيات في العالم، مثل شركة بوينغ، وهولويت باكارد، وسيتي بانك، وشركة نستلة، وشركات الكمبيوتر العملاقة مثل ميكروسوفت، إضافة إلى بعض السياسيين والأكاديميين الذي يروجون للعولمة وينظرون لها. ولأول مرة يدعى مناهضو العولمة للاشتراك في المؤتمر من خلال السماح لهم بإلقاء كلمات في المؤتمر. إن كثرة الموضوعات المطروحة في اجتماع الأردن يشير إلى أن قوى العولمة لم تغفل شيئا، وأنها قد جاءت بمشروعات متكاملة في مختلف القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تدر ربحا، وربما من السهل استنتاج ذلك من القراءة الأولية لمحاور المؤتمر الثلاثة: 1- مستقبل الشرق الأوسط: الإصلاحات الضرورية، تحسين التنافسية، والاستثمار الأجنبي والتجارة الحرة. 2- مستقبل العراق وإعادة البناء: وإعادة ولادة العراق الديمقراطي. 3- الأعمال والاقتصاد: وضع خطوات إستراتيجية صلبة من أجل مساعدة الشركات على تحقيق الازدهار للمنطقة. ويندرج تحت هذه المحاور موضوعات وندوات عديدة، كلها تدور في نفس الإطار، وتحت نفس الشعارات، ويمكن مراجعتها تفصيلا في موقع المنتدى www.davos.org/، ولعل من أبرز هذه العناوين: تسريع الإصلاح الاقتصادي في الشرق الأوسط، البنوك العربية والنموذج الأمثل للعقد القادم، جذب واستعادة الاستثمار الأجنبي المباشر، المؤشرات الاقتصادية في: البحرين، دبي، مصر، العراق، الأردن، عمان، فلسطين، السعودية... قناة البحرين (الميت والأحمر)، الفساد، المساعدة المالية، النفط، مستقبل الشرق الأوسط، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، السلع الاستهلاكية والتمويل والبنوك وتمويل المشاريع والبنية التحتية والطاقة والسياحة والسفر والمجتمع المدني والدين والتاريخ والمياه... إلخ. كل هذه المحاور تصب في إعادة رسم المنطقة سياسيا واقتصاديا لتوفير بيئة ملائمة للشركات الدولية للاستثمار التي تنقل وقود العولمة؛ فاحتلال العراق وإدماج إسرائيل في المنطقة وخلق اقتصادات عربية منفتحة كلها تصب فيما تريده قوى العولمة. قضيتان مهمتان وبتأمل المخططات التي ترمي إليها قوى العولمة يمكن التحذير من مسألتين خطيرتين: الأولى: مذبحة العمالة: يحذر الكاتبان الألمانيان بيتر مارتين وهارالد شومان مما يراد بالقوى العاملة في العالم؛ وهو ما يمكن أن يسمى "مذبحة العمالة"؛ حيث يوجد مخطط يطلق عليه "20-80"، ويقصدون بذلك أن 20% من القوى العاملة في العالم سوف تكفي لإنتاج جميع السلع والخدمات وتسيير الاقتصاد العالمي، أما عن الـ 80% العاطلين عن العمل، والذين يرغبون في العمل فسيواجهون مشاكل عظيمة كما يرى الكاتب الأمريكي جريمي ريفكن صاحب كتاب "نهاية العمل". فالمسألة في المستقبل إما أن تأكل أو تؤكل to have lunch or be lunch، وهكذا فإن الطبقة الوسطى سوف تذوب من مجتمعات العولمة، أما العلاج لمشاكل هذه الفئة فإنه يتمثل فيما اقترحه زيجينو بريجينسكي -مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد كارتر- والاقتراح عبارة عن مصطلح Tittytainment، ويقصد به التغذية المخدرة أو المسلية، فلا بد من إلهاء الجياع بإضافة التسلية بدل الطعام. الثانية: الخصخصة والاستثمار الأجنبي: يوضح توماس فريدمان في كتابه السيارة لكزاس وشجرة الزيتون الخطوات التي يجب على دول العالم الثالث أن تطبقها من أجل المحافظة على رأس المال الأجنبي -والذي يسميه بالقطيع الإلكتروني- حتى لا ينفر من أراضيها، وعلى رأسها الالتزام بشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات الإقراض الخاصة من أجل إعادة القوة الاقتصادية لها وإعادة جدولة الديون. ويشبه فريدمان تحركات رأس المال الإلكتروني في أسواق كثير من الدول النامية بتحركات القطيع عندما يرد الماء أو المرعى، فما إن يشعر بأدنى درجات الخطر حتى يحدث الهروب المذعور للقطيع بكامله، ثم ما يلبث أن يعود عند شعوره بالأمان... وهكذا. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى جبن رؤوس الأموال وأنانيتها؛ فهي لا علاقة لها بمصلحة الدول النامية إلا في حدود ما تدره عليها من فوائد وعوائد. ويدعو فريدمان في ختام كتابه إلى ضرورة اشتراك الجميع في النظام المالي العالمي، وهو يشبهه بالاشتراك في سباق سيارات فرمولا 1؛ فهذا السباق تزداد سرعته سنويا، ولا بد أن تصطدم بعض السيارات أو تنقلب أو تحترق، ولكن السباق يستمر سنة بعد أخرى، والعالم يتقدم، أما غير المشتركين في السباق الذين يمكن أن يمارسوا رياضة المشي؛ فإنهم لن يكونوا بمأمن من أن تصدمهم إحدى سيارات السباق. دروس وعبر إن التفاعل والاشتراك بين قوى متكافئة يعطي الجميع فرصًا متكافئة للاستفادة وتبادل المنافع، أما التفاعل والمشاركة والاتفاقات والمفاوضات بين قوى العولمة العملاقة القزمية فإنه يوجد علاقات إذعان وهيمنة وظلم واستغلال وتبعية. إن قطيع رأس المال الإلكتروني -كما أطلق عليه توماس فريدمان- يجوب العالم عبر ومضات شاشات الكمبيوتر من أجل قطف هوامش الأرباح من أي بقعة في أي دولة من دول العالم، ويحمي هذا القطيع في تنقلاته الشروط والبرامج التي تفرضها أجهزة العولمة الثلاثة: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، ومنظمة التجارة العالمية. فهذه الأجهزة تقـوم بدور السلطات المالية والنقدية داخل كل بلد من أجل ضمان ديون الدائنين، واستمرار صلاحية الدولة للاقتراض وتنفيذ المشروعات الإنمائية التي يراها خبراء البنك الدولي، كما تقوم بتوفير الظروف الملائمة للاستثمار الأجنبي من خلال الالتزام الكامل ببنود اتفاقية الجات وشروط منظمة التجارة العالمية. إن استمرارية قوى العولمة في تسلطها وظلمها وسحقها للطبقات الفقيرة ومحدودي الدخل وتسريحها للعمال إنما تعمل على زيادة حدة التطرف والانعزال. إن من سنن الله في خلقه أنه يملي للظالم ويمد له مدًا، وكذلك الأمم الظالمة، بل إنه يزيد في الإنعام عليها {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً}، و{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}؛ ولذلك فلا بد للمنصفين والخيرين في هذا العالم أن يقوموا بدورهم في سبيل كبح جماح القوى المتعولمة، من أجل خير وسعادة البشرية جميعا.تابع في نفس الملف:§ إحياء الشرق أوسطية بدافوس§ لماذا دافوس استثنائي؟§ جدول أعمال المنتدى§ فخاخ تجارة بوشاقرأ أيضا:§ أزمات أمريكا في دافوس § موقع منتدى دافوس أهم المصادر: § عبد الحي زلوم: نذر العولمة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999. § توماس فريدمان: السيارة لكزاس وشجرة الزيتون، ترجمة ليلى زيدان، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2001، ط2. § بيتر مارتين وهارالد شومان: فخ العولمة، ترجمة د/ عدنان عباس علي، مراجعة وتقديم د. رمزي زكي، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، 1998. § موقع منتدى دافوس على الإنترنت (www.davos.org. ** أستاذ الاقتصاد بجامعات الأردن

    خليل العناني



    دافوس يحي أفكار بيريز

    في إطار التغيرات العارمة التي تجتاح منطقة "الشرق الأوسط" عمومًا والجزء العربي منها على وجه الخصوص يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي "منتدى دافوس" مؤتمرًا استثنائيًّا بالأردن خلال الأيام القليلة المقبلة (21-23 يونيو 2003)، فيما يعد خير تعبير على الاعتراف العالمي الضمني بالواقع الشرق أوسطي الجديد الذي خلفه الاحتلال الأمريكي للعراق، واعتباره بمثابة استكمال لعملية إعادة فك وتركيب المنطقة بما يصب في النهاية في خدمة الأهداف والرؤى الأمريكية والصهيونية لمستقبل المنطقة.

    ويكتسب هذا المؤتمر أهميته -دون غيره من مؤتمرات دافوس- نتيجة لعاملين أساسيين يتعلقان بالمكان والزمان، هما:

    - فمن حيث المكان: يعد انعقاد المؤتمر في الأردن بمثابة سابقة تاريخية لهذا المنتدى؛ حيث سيعقد في إحدى دول العالم الثالث وتحديدًا في إحدى الدول العربية؛ وهو ما يحمل في طياته رسائل عديدة للعرب، ليس أقلها التصديق على فتح الباب العربي أمام قائمة الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة -أمريكيًا فقط- بل وإعادة طرح فكرة الشرق أوسطية من منظور جديد تحتل فيه إسرائيل اليد الطولى خاصة بعد ضمان التواجد الأمريكي المزمن في المنطقة.

    - ومن حيث الزمان: يأتي المؤتمر -الاستثنائي الثاني في تاريخ المنتدى- في وقت حرج للغاية، تتلخص ملامحه في ثلاثة أمور: أولها الاحتلال الأمريكي للعراق، وثانيها أنه يأتي بعد الطرح الأمريكي لمبادرة الشراكة -الوهمية- التي قد يمهد المؤتمر لقيامها، وثالثها هو أن المؤتمر يأتي في أعقاب قمتي العقبة وشرم الشيخ اللتين كانتا بمثابة صك عربي على بياض للتخلص من الصداع الفلسطيني، وإعادة النظر في العلاقة مع الجارة إسرائيل.

    وبغض النظر عن المضامين السياسية التي قد يحملها هذا المؤتمر في طياته -وهي عديدة- يعنينا هنا التركيز على الجانب الاقتصادي الذي يمكن استعراضه في النقاط التالية:

    إعادة طرح الفكرة

    رغم أن ديباجة المؤتمر -الذي سيشارك فيه ما يقرب من 1900 شخصية رسمية وغير رسمية من مختلف بقاع الأرض- لم تشر إلى فكرة الشرق أوسطية صراحة؛ فإن الرسالة التي حملها المؤتمر وأوضحتها بنوده وعنوانه "رؤى لمستقبل مشترك" تشير إلى أن فكرة الشرق أوسطية لن تكون بعيدة بأي حال من الأحوال عن أذهان المجتمعين.

    ودون الخوض في تفاصيل المشروع الشرق أوسطي -الذي تناولته أقلام عديدة- نشير في عجالة سريعة إلى أن فكرة الشرق أوسطية تعني في مجملها خلق ترتيبات إقليمية جديدة بخصوص قضايا الأمن والتسليح والتعاون الاقتصادي بين تكتل الدول الشرق أوسطية التي تشمل -بالإضافة إلى الدول العربية- كلاً من إسرائيل وتركيا وإيران لاحقًا.

    وتكتسب هذه الفكرة زخمها من عدة عوامل نلخصها في الآتي:

    1- أنها تحمل في طياتها عملية إدماج إسرائيل مع الدول العربية في بوتقة واحدة من خلال النظام الشرق أوسطي؛ ولذا لم يكن مستغربًا أن تبادر إسرائيل دائمًا باقتراح قيام مثل هذه الشراكة الاقتصادية تحت مسميات مختلفة، ولم يكن مستغربًا أيضًا أن تكون فكرة الشرق أوسطية ذاتها بدعة إسرائيلية بمباركة أمريكية، وتعود في حقيقتها لأكثر من 3 عقود، وتحديدًا منذ عام 1967 حين تنبهت مراكز البحث الإسرائيلية -خاصة تلك الموجودة داخل الولايات المتحدة- لأهمية قيام إسرائيل بالمبادرة نحو إقامة تكتل اقتصادي مع البلدان العربية يخدم الاقتصاد الإسرائيلي بالأساس، مستندة في هذا إلى انتصارها الكاسح على العرب في حرب 1967.

    ولعل خير دليل على سيطرة هذه الفكرة على العقل الإسرائيلي هو ترويج كبار السياسيين الإسرائيليين ذاتهم لها، الذين يأتي على رأسهم "شيمون بيريز" وزير الخارجية الأسبق الذي اقترح في بداية الثمانينيات قيام نظام شرق أوسطي تموله أموال النفط العربية، ثم أعاد الكرة أوائل التسعينيات بعد تدشين مخطط أوسلو عام 1993، ولذا لم يكن غريبًا أن يُقرن عادة لفظ الشرق أوسطية بإسرائيل.

    2- أنها تسعى إلى إخراج إسرائيل من عزلتها العربية الخانقة، وذلك حتى ينجو الاقتصاد الإسرائيلي من شرنقته الحالية التي نجمت عن الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى"، كما أنها دليل مهم على مدى حاجة الاقتصاد الإسرائيلي للاستفادة من الوفورات الخارجية التي يمكنه تحقيقها في المحيط العربي، خاصة في ظل الترهل الاقتصادي المهيمن على الاقتصاديات العربية، وعدم قدرتها على تحقيق أدنى درجات التكامل الاقتصادي، متمثلا في الاتحاد الجمركي.

    3- سعي إسرائيل الحثيث لإقناع العرب بأهمية الاندماج لاقتصادياتهم مع الاقتصاد الإسرائيلي، وما يمكن أن يوفره ذلك من تصدير التكنولوجيا الإسرائيلية للبلدان العربية، وتدعيم علاقة هذه الاقتصاديات بكل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عبر الوسيط الإسرائيلي. وليس أدل على ذلك من انتهاز إسرائيل لأي مؤتمر اقتصادي يعقد بالمنطقة للترويج لأفكارها الإمبريالية، ويكفينا أن نشير إلى أن الوفد الإسرائيلي قد حمل معه حوالي 139 مشروعًا للتعاون الإقليمي تقدر تكاليف تنفيذها بـ 12.350 مليار دولار لعرضها على المجتمعين في مؤتمر القاهرة الاقتصادي الذي عقد عام 1996.

    مؤتمرات اقتصادية

    تهدف إسرائيل إلى تحقيق الشرق أوسطية من خلال آليات متعددة تختار من بينها حسب طبيعة المرحلة ومتطلباتها السياسية، إلا أن أهم هذه الآليات هي عقد المؤتمرات الاقتصادية التي تتم قيادتها عبر مؤسسات من خارج المنطقة لا من داخلها، مُمثَّـلة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في نيويورك، كما أنها لم تَعُد مقصورة على ممثلي الدول بل تضم مستويات مختلفة من الحكومات ورجال الأعمال والمنظمات الدولية. وقد تم عقد 4 مؤتمرات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في: الدار البيضاء (1994) وعمان (1995) والقاهرة (1996) وقطر (1997).

    وتهدف هذه المؤتمرات الاقتصادية إلى زيادة نفوذ القطاع الخاص وقطاع رجال الأعمال؛ بحيث يتم تكوين لوبي (جماعة ضغط) قوي داخل كل نظام سياسي في المنطقة، وفي الوقت نفسه يزيد تفاعل أعضاء هذه الفئة بعضهم مع بعض ومع المستثمرين الأجانب والشركات ذات النشاط الدولي من جهة أخرى. وهو تفاعل سيتم في إطار المصالح الاقتصادية المجردة من القيم الأخلاقية أو القومية.

    وستتصاعد عملية التعامل تدريجيًا إلى أن يتحول الشرق الأوسط بأَسره إلى سوق مشتركة يكون مركزها في تل أبيب، ويتم تنشيطها عبر مجموعة من المشاريع الضخمة تموِّلها مؤسسات التمويل الدولية، ويتم ربط كل هذا بالسوق العالمية.

    ولا تبتعد أهداف مؤتمر دافوس بالأردن عن هذه الرؤية؛ حيث يركز بالأساس على تنقية الأجواء الشرق أوسطية من شوائب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة في ظل الوضع المترهل للدول العربية في الوقت الراهن، الذي كشفته بشدة الحرب على العراق، وبدء الاحتلال الأمريكي تحت مرأى ومسمع الجميع، بل ويمكن اعتباره بمثابة وسيلة غير مباشرة لتدشين أول جسر بين العرب وإسرائيل في عالم ما بعد احتلال العراق.

    آلية الاتفاقات

    وبالإضافة إلى آلية المؤتمرات هناك آليات أخرى قد تلجأ إليها إسرائيل للتعجيل بإقامة النظام الشرق أوسطي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

    1- القيام بعقد اتفاقات ثنائية بين إسرائيل وكل دولة من الدول العربية المجاورة من جانب، وعقد اتفاقات متعددة الأطراف من جانب آخر. وتحدِّد الاتفاقات الثنائية علاقات إسرائيل بكل دولة من دول المحيط العربي في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية، إضافة إلى المجالين الدبلوماسي والسياسي، وما يترتب على هذه من ترتيبات تنظيمية وإدارية وفنية وعسكرية مشتركة.

    2- التركيز في المرحلة الأولى على تأسيس محور ثلاثي يأخذ -بصورة متدرجة- صيغة تشكيلة سياسية اقتصادية أمنية (شكل من أشكال الكونفدرالية) تضم إسرائيل والأردن والكيان الفلسطيني، وترتبط لاحقًا -وعلى نحو متدرج- بتشكيلة أوسع تضم سوريا ولبنان. ويتم في الوقت نفسه توسيع العلاقات الاقتصادية مع مصر، وبالتحديد في مجالي الطاقة والسياحة وبعض الصناعات المحددة كصناعة النسيج.

    3- تطبيع العلاقات الاقتصادية (إضافة إلى العلاقات السياسية والدبلوماسية) مع سائر دول العالم العربي وفق آليات السوق الرأسمالية؛ أي دون اشتراط علاقات اقتصادية متميزة كما هي الحال مع الكيان الفلسطيني والأردن، أو مع سوريا ولبنان، لكن مع عدم إغفال الاعتبارات الأمنية أو تجاهلها. ويبدو أن اشتراط إقامة علاقات اقتصادية متميزة مع الدول العربية المحيطة يرتبط بمفهوم إسرائيل لأمنها القومي وحاجتها إلى توليد "مصالح مشتركة" تنفي، أو تقلِّص إلى الحـدود الدنيا إمكان نشوب حروب أو نزاعات أو عمليات عسكرية جديدة.

    دلالات بنود المؤتمر

    لعل أول ما يثير الانتباه عند قراءة بنود الأيام الثلاثة للمؤتمر هو سيطرة "الروح" الأمريكية على أجواء المؤتمر بشكل عام على جميع أفكار المؤتمر، ولِم لا يحدث وسوف يحضر المؤتمر كل من وزير الخارجية الأمريكي كولن باول (ربما للإشراف على سير الأمور كما هو مخطط لها أمريكيا)، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي (ربما للتأكد من نجاح المؤتمر في إقرار الشرق أوسطية في طبعتها الأمريكية الجديدة).

    ويمكن اعتبار هذه البنود عمومًا بمثابة "روشتة" لما يجب أن تكون عليه الأوضاع في المنطقة في المرحلة المقبلة من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والإدارية والثقافية وحتى الأخلاقية. ولن نتوقف عند بنود المؤتمر على حدة؛ لأن كلا منها يثير شكوكًا تكفي لزعزعة الثقة في حضور المؤتمر ذاته.

    وللتأكيد على ما سبق نلاحظ أنه من بين 40 بندًا -هي بنود المؤتمر- يأتي إعادة ترتيب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط على رأس الأولويات التي سيناقشها المؤتمر؛ حيث بلغت البنود الخاصة بهذا المحور حوالي 17 بندا (أي ما يقرب من 42% من البنود ككل)، وهو ما يحمل دلالات خطيرة لا مجال للخوض فيها الآن، بينما احتل موضوع إعادة بناء العراق المرتبة الثانية من حيث الأهمية بنسبة بلغت 25% فقط (10 بنود)، في حين احتلت قضية إحلال السلام في المنطقة خاصة عبر تنفيذ خريطة الطريق نسبة ضئيلة جدًّا لم تتعد 7.5% (3 بنود فقط)، وهو أيضًا مؤشر خطير على عدم الاهتمام بهذه القضية أكثر من الاهتمام بالقضايا الأخرى.

    في حين احتلت قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي في كل من البحرين ومصر والأردن والسعودية وفلسطين وعُمان وتركيا أهمية متساوية بنسبة بلغت 2.5% لكل منها على حدة (بند واحد لكل دولة).

    كما أن هناك مؤشرًا آخر خطيرًا؛ وهو أن الجانب السياسي قد طغى على بنود المؤتمر أكثر من نظيره الاقتصادي؛ حيث بلغت نسبة الأول نحو 40%، في حين لم تتعدَّ نسبة الثاني 22.5% فقط، وتوزعت النسبة المتبقية بين الإصلاحات الإدارية والثقافية ومحاربة الإرهاب الدولي. وهو ما قد يتعارض مع المبادئ الأساسية للملتقي الاقتصادي العالمي الذي من المفترض أنه يهتم أكثر بالموضوعات الاقتصادية، ويعلي من شأن قضاياها العالمية.

    ولعل ما هو أخطر من البنود السابقة -من وجهة نظري- هو ذلك البند المتعلق بإحياء مشروع قناة "الأحمر- الميت" التي تربط بين البحرين الأحمر والميت، وذلك تحت ذريعة الحفاظ على الموارد المائية في المنطقة الواقعة بين البحرين، في حين أنه قد يصبح أول مسمار يدق في نعش قناة السويس المصرية، وينبئ بانتهاء دورها كرابط حيوي بين الشرق والغرب، بل واحتمالات استخدام القناة الجديدة كأداة للضغط على موقف مصر من قضية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

    وإذا كان هناك قلة من المنتفعين العرب الذين يرون في هذا المؤتمر قارب نجاة نحو بناء شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة ومن خلفها إسرائيل، وفتح صفحة جديدة في التاريخ الاقتصادي للمنطقة.. يظل من الصعب على كل مواطن عربي عاقل إغفال حقيقة ما يحاك له ولأبنائه علنًا ومن وراء الكواليس، ومن أراد العبرة فليقرأ بنود المؤتمر جيدًا، ولكن من يسمع؟ ومن يستجيب؟

    منقول
                  

06-22-2003, 01:50 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منتدي دافوس المغذي والاهداف (Re: مهاجر)
                  

06-22-2003, 07:29 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منتدي دافوس المغذي والاهداف (Re: esam gabralla)


    يوميات أبي حسرة الأيوبي


    " من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

    أبو حسرة ودافوس ْ.......

    ***

    زارتهم ْ بالحارة ِ جاموس ْ

    تتراقصُ في ميس ِ فراشة ْ

    وتغرِّدُ في صوت ِ كناري

    وعواطفَ عشق ٍ جياشة ْ

    وتدغدغ ُ مثلَ الناموسْ

    ساحرة ً لعيون ِ عماشة ْ

    غازلها الواقفُ والجاري

    فابتلعت أجواءَ الشاشة ْ

    وتخلَّت عن جنس ِ الحافرْ

    وانداحت ْ تخطرُ كعروس ْ......

    *****

    سألوا في الحارة ِ عن يدها

    قيلَ انتظروا خبـزَ البيدر ْ

    فلديها رزنامة ُ حنطة ْ

    ولديها من عسل ٍ أكثر ْ

    سألوا هل ولدت في غدها

    قيلَ احتفلوا خرجَ القيصرْ

    يمشي من غدهِ كالبطة ْ

    ويمدُّ الصحرا بالأخضر

    فيحلُّ الوردُ على الفقوسْ ......

    *****

    احتفلَ الناطورُ ومتعوس ْ

    ودعوا أصحابَ الحيتان ْ

    وجيوبَ حذاء ِ السلطانْ

    وأداروا نخبَ المحروس ْ

    واصطفوا حول الأسنانْ

    يلقونَ بشبك ِ الخيطان ْ

    فانتفخت بطنُ الجاموس ْ

    وأرادت بيت َ الخبثانْ

    كي تطلقَ جيلَ الأجبانْ

    حتى يكتملَ القاموس ْ...........

    *****

    ألقت ْ مـا فيها الدافوس ْ

    وانشرحَ كبيرُ الرعيان ْ

    فالحارة ُ لا بدَّ سيان ْ

    ما دامَ المعظم ُ ولهان ْ

    ويحنُّ لمن ٍ في السوس ْ

    إذْ سبقَ و هزَّ الميزان ْ

    في السوقِ وباعَ البلدانْ

    واشتغل َ ببيت ِ الخصيانْ

    أو سمسرَ في كسرِ العيدانْ

    وتولّى كتم َ الناقوس ْ

    لكنَّ الفرحةَ ما طالت ْ

    إذ ْ جلجلَ صوتٌ أبي حسرة ْ

    لا أهلاً يا شؤمَ زيارة ْ

    والحارة ُ ليست لتجارة ْ

    في الماضي جئتم بالبقرةْ

    وسرقتم بيت المختارة ْ

    واليومَ أتيتم بالجاموس ْ

    فاحملْ قطعانكَ فارقنا يا تاجرَ أفكارِ الجاموسْ..............

    أيمن اللبدي

    21/6/2003

                  

06-22-2003, 08:01 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منتدي دافوس المغذي والاهداف (Re: قرشـــو)

    شكرا الاخ عصام
    وشكرا علي هذه القصيدة العمدة حبيبنا قرشو

    نسال الله ان يبعدنا عن قرارات هؤلاء الظلمة اكلي قوت الشعوب

    الوضع الاقتصادي في العالم يحتاج الي وقفة
    اولا سوف تتأثر البشرية وخاصة الكوادر العمالية وغيرها الي الطرد والتشرد والبطالة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de