|
كتاحة من الأمنيات
|
تمنيت ذات مرة أن أكون ذرة غبار في إحدى أزقة قريتنا, فادخل أنوف المتعبين منهم رغم أنوفهم, فيعطسون مرة" أو مرتين, فيحمد الله عاطسى لارتياحه منى ويتمنى أن تكون كل مصاعبه على شاكلتي. أو أكون ذرة غبار مشاكسة فاعلق على أهداب جميلة من وطني, تزيلني مترفقة" بالكحل, فاستغل ذلك الموقف وأتشبث بها للحظات مستمتعا" بدغدغتها لي بالمنديل. حينما كنت أنام وأنا على هيئة ذرة غبار كانت تطاردني كوابيس مزعجة, ففي إحداها رأيت نفسي عالقا" بإحدى الأحذية القديمة, فأراد منتعلها إعادة صياغتها لفقره, فذهب بها وبي إلى احدى الاسكافيين فظي التعامل مع بنى جلدتنا, فاخذ يكر شنا كرشا" حتى استقريت أنا في مكان امن بين الرباط ولسان الحذاء, ولكن لمكره ( الاسكافي) دلق على ورنيشا" اسودا" فحلكت الرؤيا امامى, ففزعت. تمنيت نحن الغباريين أن نجتمع مرة في شكل كتاحة متصاعدة لعاصفة...لكن يا واه...مات زعيمنا أبو الذر الغبارى حينما أصابه المطر, كان يهوى أن يحلق منفردا", مترفعا" روحيا" على عكس الذرات الترابية المادية الأخرى, فتفرق رفاقي في أحدى الهبايب وصارت لدينا أمنية جماعية أن يتساقط علينا المطر لنتحول إلى طين أو قريرة ينبت على ظهرها العشب. في أحدى اجتماعاتنا الغبارية التاريخية تصايح النسوة ( محمد معانا ما تغشانا ), فتساقط منا الغباريين الطفيليين على اوانى الطبخ وان كانت فارغة واستقروا هنالك حتى نفضوا في أحدى المناسبات, اما المتسلقين منا فذادوا كراسي المجالس اتساخا" فصار الكرسي لا مواخذة....
مع تحياتي عزيزي المشاهد الشرغوف
|
|
|
|
|
|