إنكسارات اللقاء الاخير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2003, 11:27 AM

heema


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إنكسارات اللقاء الاخير

    ...................................................
    سنواتُ غيابٍ طويلةٍ فرّقتْ بيننا ...
    لم أستطع أن أنتزعها من نفسي ..
    لقد ظلّت كما كانت دائماً .. نقطةً من الضوء تسللتْ في غفلةٍ وأضاءت في حياتي كل شيء .. ثم رحلتْ ...
    لم أكن محظوظاً يوم أضاءتْ ..
    ولم أكن محظوظاً يوم رحلتْ ..
    لم أكن محظوظاً يوم عرفتها ولم أكن محظوظاً يوم فقدتها .. وبين هذه وتلك .. تداعت في داخلي كل الأحاسيس الجميلة والمشاعر العذبة ..
    لقد رحلتْ لتترك بعدها حزناً ووحشة .. و أطلالاً من الذكريات التي غدت واقعاً أعيشهُ في كل لحظاتي ..
    غريبةٌ هذه الحياة .. تجمعنا بوجوه كثيرة تتعدد أشكالها وألوانها وصفاتها .. ولا نجد أنفسنا سوى في وجه واحد نعشقه ونرى العالم كله من خلاله ..
    وجهٌ وحيد نراه .. ونظل نطارده بقية أعمارنا .. ونحاول أن نسترجع معه الأيام ونستعيد به الزمن الجميل ..
    تتشابه أمامنا الوجوه .. وتتوحد أمامنا كل الصور ونشعر أن الضوء لا يصلنا الآ من خلال ذلك الوجه الذي ارتسم في أعماقنا ..
    لقد بقيتْ في داخلي شيئاً لا يتغيّر .. كأنما أغلقتْ على نفسها باباً في أعماقي يوم رحلتْ .. ولا يملك أحدٌ غيرها حق الدخول إليه أو الاقتراب منه ..
    أنني لا أحبُ فيها امرأةً تسللتْ ألى دنياي يوماً وأخذتْ بعض سنوات عمري ورحلتْ .. إنني أحبُ فيها زماناً واسعاً من الطهر والنقاء والأمن والصفاء الذي أفتقدهُ الآن كثيراً ..
    لقد أحببتُ فيها لحظات الصدق التي لا أستطيعُ أن أعيشها الآن .. أحببتُ فيها عمري الذي مضى ولن يعود ..
    .................................................
    دارتْ في داخلي كل هذه الأحاسيس وأنا لا أصدّقُ أنني أراها أمامي ..
    فرّقتنا سنواتٌ طويلة .. غيّرتْ فينا أشياء وبقيتْ داخلنا أشياء ..
    تغّير الحلم والعمر والسعادة .. و بقي الصـــــــــدق .. إننا لانحبُ فقط صدق الآخرين معنا ولكننا قبل ذلك نحب صدقنا مع أنفسنا ..
    ما زال بريق عينيها و إن كانت الأيام قد تركتْ خلفهُ بقايا حزن .. مازال عطرها الذي أعرفهُ .. وما زالتْ ابتسامتها وشموخها القديم ..
    .....................................................................
    قالت : ماذا بقي مني ؟
    قلت : كثيرٌ من الحزن .. قليلٌ من الحلم .. وسؤال حائر لم أجد له جواباً .. لماذا افترقنا ؟
    قالت : لأن إحباطات الزمان كانت أقوى من كل نبض مشاعرنا ..
    قلتُ : ولكن الحب أقوى من كل الإحباطات والأزمات ..
    قالت : هذا كلام الشعراء .. الحب يُقتل مثل كل الأشياء .. إذا كان الإنسان يُقتل .. ألا يُقتل الحب ؟
    قلت : الإنسان جسد يرحل .. ولكن الحب مشاعر تبقى ..
    قالت : الحب يتنفس مثل البشر ويختنق كذلك وربما يموت مثل كل البشر ..
    قلتُ : ولكنهُ يعيش في داخلنا ..
    قالت : ويموت أيضاً في داخلنا .. لا نستطيع أن نبقيه ولا نستطيع أن نتخلّص منه ..
    قالت : كيف قضيت العمر بعدي ؟
    قلت : عشتُ لأكتب نسيج أحلامي .. وجدتُ أن صداقة الكلمة تعوضني عن أشياء كثيرة لا أجدها مع الناس ..
    قالت : وما أخبار قلبك ؟
    قلت : يذكرك كثيراً ..
    قالت : متى ؟
    قلتُ : في كل وقت أشعر فيه أنني وحدي .. وأنا دائم الشعور بالوحدة ..
    قالت : ما زلتُ أشعر بألم عميق وحنين موجع كلما سمعتُ عنك أخباراً أو قرأتُ لك قصيدةً منشورة ..
    قلت : لن تصدقيني ولن يصدقني أحد إن قلتُ لك انني كنت أراك من بين كل الوجوه التي أراها أمامي .. و فجأةً رأيتك أمامي واقعاً ..
    قالت : لم تسأل عني يوماً .. أهو كبرياءُ رجل ؟
    قلت ُ : لم أكن أريد أن أقتحم حياةً أخرى كُتِبَتْ لك .. ربما أكون رغبتُ أن أنهي الرواية على طريقتي وحسبما أريد ..
    كنتُ أريد ان أبقيك في نفسي شيئاً مميزاً .. كنتُ أريد أن تظل صورتك في داخلي حيةً ونابضةً بملامح الجمال و الدفء و العطاء ..
    هناك قلوبٌ تهوى أن تنسف كل الجسور مع أحباءها قبل أن تتركها ..
    ولكنني كنتُ حريصاً على أن أُبقي كل جميل بيننا .. وذلك ماكان وسيبقى كذلك ما حييت من عمري ..
    قالت : شيءٌ عجيب .. تُرانا خُلِقنا لكي نتعذّب .. افترقنا منذ سنين والآن تجمعنا الأقدار لكي نفترق ..
    قلت : إننا نعيش أقدارنا .. لا كما نحب نحن ..
    ....................................................
    وودعتها ومضت ترقبني .. وكانت فوق عينيهادمعةٌ مصلوبة .. لا هي سقطت .. ولا هي تراجعت .. ظلّت حائرة في عينيها وأنا أنظر نحوها ..
    وحملنا زحام الأيام ومضينا ونحن نتساءل في حنين ...
    هل تجمعنا الأقدار يوماً ........... لستُ أدري .. لستُ أدري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de