ذاكرة الفن .......محمد وردي جسد الوطن بحروف القصيدة وأجراس الموسيقى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 05:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2003, 03:58 PM

sari_alail
<asari_alail
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذاكرة الفن .......محمد وردي جسد الوطن بحروف القصيدة وأجراس الموسيقى


    ذاكرة الفن، محمد وردي.. جسّد الوطن بحروف القصيدة وأجراس الموسيقى

    الفنان محمد عثمان حسن وردي ولد في «صواردة» إحدى قرى شمال السودان وهي من أكبر عموديّات منطقة السّكوت التي تكوّن مع منطقة المحس ووادي حلفا «محافظة حلفا» التابعة لولاية دنقلا.





    بدأ حياته العملية معلّماً في «كتاتيب» السكّوت والمحس ينشر في ربوعها المعرفة والحكمة، ولمّا كان الرجل ينتمي إلى من وصفهم د. مكي سيد أحمد بالتميز وامتلاك عقلية موسيقية جبارة بالفطرة فقد أكّد في أولى تجاربه في الغناء أنّه مشروع فنّان متميز، صوتاً وأداء وابتكاراً وخلقاً لكل جديد، برز نجمه في السّكوت وذاع صيته في وادي حلفا وحمل من أهل «دبيره» آلة العود وسافر إلى ام درمان ليقدم الغناء النوبي في الإذاعة السودانية حوالى 1957م وكما فعلها الخليل الشاعر من قبل، فقد استبقوه في الخرطوم بإصرار ليغني بالعربية لكل السودان.


    بدأ وردي مسيرته في الغناء النوبي بالتروّي الملحوظ في التناول، لم يغامر بملكاته الشعرية والموسيقية المبكرة في تجاوز الوجدان التقليدي، ولكنّه تغنّى بها ووضع بصماته الخالدة في الكثير منها مثل «أسمر اللونا، ملاك ، الليله وو بلاّج» وغيرها من الاعمال الخالدة، ومن ثمّ وضع أشعاره ولون أداءه المتميز في خارطة الغناء النوبي جامعاً بين فنون الأداء لأغاني الطار وأغاني الطنبور، المعروف عن وردي أنه من أساطين المتحدثين باللغة النوبية، والملمّين بشوارد مفرداتها ودقيق مأثوراتها وحكمها وأمثالها، وقد تميّز برهافة الحس ودقة التعبير عن مشاعره.


    كانت النظرة التقليدية للمغنّي في شتّى أنحاء السودان تتسم بالدونية ، وظهرت مسمّيات عدة للمغنين ، وفي النوبة كانوا يطلقون «عويل ، زول هومبيّا» على المغني الذي يحترف الغناء، وفي أحيان كثيرة كانت العائلات تتبرأ من المغني الذي يقضي عمره «جوّاب آفاق» في المنافي البعيدة.


    كان احتراف الغناء ضرباً من الجنون والمغامرة لا، يتصدّى لها إلاً المؤمنون بقضية الفن للفن اولاً والفن وسيلة لتحقيق الغايات النبيلة أخيراً، ولهذا انبرى الفنان محمد وردي ووضع نفسه أنموذجاً حياً لمحترف الغناء الشجاع حين وقف وأعلن عن نفسه مغنياً في تلك الظروف «وهو المعلّم القدوة» وغنى للوطن والجمال والحرية والقيم الفاضلة ورسم بجهده وعرقه مدرسةً للغناء السوداني ، تلك كانت رسالتة الاولى للأجيال، والتي استمر يؤديها فيما بعد حتى وصلت لكل الاجيال السودانية.


    موكب الفرح علي سليم تاجر قديم من منطقة النوبة في شمال السودان وجنوب مصر، مهنته تجهيز مواكب الأفراح ، كان سليم يجهز زفة العرس التي يطلق عليها بلغة النوبة «شوقدا» ، وذات يوم قص عن رحلته وهو في النهر حين حاول أن يرسو بقاربه في مكان ما، لكنه لم ينجح بعد ان انعكس اتجاه التيار، فرسا بالقارب في مكان اخر، صديقنا سليم ظل يقص للفنان محمد وردي الأحداث التي مرت به ومعاناته مع النهر، وهى قصة «موكب الفرح» التي غناها وردي باللغة النوبية أثناء اغترابه في امريكا ومعاناته مع المرض ،الأغنية أعادت ذكريات قديمة لتسطر للجيل الجديد معاناة الجيل القديم، استمد وردي كلماتها من فنان نوبي قديم تأثر به، مناجاة وردي مع سليم في معاناته، كانت أشبه بمناجاة وردي مع ذاته في معاناته مع المرض.


    جغرافية الانسان كيف للفنان ان يصبح عملاقا ولماذا هناك دائما احساس ان مولد الفنان صعب، وعلى هذا التساؤل يرد محمد وردي ، اولا لا بد من التأثر وان يكون الفنان على معرفة بتراث بلاده ووعي تام به وان يعرف الجغرافيا بشكل دقيق والجغرافيا هي الانسان كما التاريخ هو الانسان، نحن في زماننا كنا نتجول شرقا وغربا شمالا وجنوبا عرفنا السودان جيدا عاداته وانسانه هذا لم يتح بعد للجيل الصاعد، لا شك ان تنوع الثقافات في السودان يساهم في نجاح الفنان اذا ادرك كيف يعرف هذه الثقافات ويوظفها جيدا والسودان بلد غني بالايقاعات المتنوعة والتي لو صورها السودانيون لاغتنوا، ويتساءل وردي، هل يصدق ان الغربيين يأتون للسودان ويستفيدوا من تنوع وايقاعات ثم يعيدوا تصديرها لنا، للاسف نحن لم نفهم تراثنا ولم نتفاعل معه ولم نوجه فننا لمن يستحق سماعه، لدينا بعد كبير تجاه المنطقة الافريقية نتجاهله هؤلاء يتفاعلون معنا ولو لم يفهموا ما نقول، التنوع افرز في السودان فنانين ناجحين والآلة البسيطة قد تنتج حداثة كما يقول الموزع الارجنتيني راوول فراندو الذي شاركني في بعض الاعمال في الولايات المتحدة كان معجبا بالفن السوداني.


    السلم الخماسي المشترك الفنان محمد وردي تعرف اثناء اغترابه في اميركا بموسيقيين اجانب وترك هذا التعارف انطباعا لديه يترجمه بالشكل التالي، في اميركا تعرفت على عازفين اميركيين كما تعرفت على «راوول» موزع موسيقي من الارجنتين وتم تعاون بيننا من خلال موسيقى السلم الخماسي الذي يستخدمه اهل جنوب الارجنتين لان راوول من هناك وتجاوب مع الموسيقى الخماسية السودانية وهو الى جانب اهتماماته الموسيقية عمل في مجال الموسيقى التصويرية في الافلام الغربية، وبصراحة احب الموسيقى السودانية واستمع لكثير من المقطوعات والاغاني الشعبية. شئ اخر لم يغفل عنه الفنان محمد وردي وهو سبب غياب الاغنية السودانية وابتعادها عن الاذن العربية وبهذا الصدد يقول، غياب الاغنية السودانية عن السوق العربية وبالتالي عن الاذن العربية يرجع لعوامل تقنية منها عدم رداءة التسجيل ومؤسسات الانتاج والتقنية في تجهيز الاعمال، واذا ما كان هناك دخول للسوق العربية فيجب ان يتم ذلك بانضباط وتقنية عالية، وان يعطى العمل للملمين في هذا المجال ، كما يجب ان تكون هناك حماية للاعمال، وان يكون الاخراج بشكل جيد وجذاب وشكل الالبوم بغلافه يمكن ان يؤثر في قضية تسويقه ، وعموما الاغنية السودانية موجودة ولكن من دائرة ضيقة، وهناك جمهور لها في الوطن العربي عرف الكثير عن الاغنية السودانية بفضل بعض الفنانين السودانيين الذين عملوا على انتشارها بقدراتهم الذاتية.


    الموسيقى السودانية في قطر واثناء تواجده هناك تحدث الفنان محمد وردي، عن دور الفنون الشعبية السودانية المتعددة في بنية الأغنية السودانية الحديثة، وبدأ حديثه عن الأغنية في السودان ولماذا هي خماسية وليست بها مقامات عربية؟ ولماذا يغني السودانيون باللغة العربية التي أصبحت لغة قومية بينما سلمهم خماسي؟ وقد اجاب عن ذلك بالاجابة التالية: الأغنية الشعبية السودانية قديمة قدم السودان، وللسودانيين في كل ثقافاتهم ومكوناتهم الحضارية مثل النوبيين في الشمال والبهجة في الشرق اسهاماتهم الايقاعية التي تبين في الصور والأخيلة الشعرية المنطلقة من آلة «الطمبور» وهي آلة ايقاعية وترية ولحنية، عرفها السودانيون قبل دخول الإسلام في السودان وانتشرت في طول البلاد وعرضها، وهي ذات طبيعة خماسية، وتعرف هذه الآلة في منطقة القرن الافريقي في اريتريا واثيوبيا وجيبوتي وفي الصومال يسمونها «القرار» وهذه الآلة جرى تطويرها على أيدي أهل جنوب السودان، فصارت 9 أوتار واستخرجوا منها أصواتا جديدة.


    وتطرق وردي الى تعدد الايقاعات في السودان الذي وصفه بأنه مصدر غنى وثراء للأغنية السودانية ، ومن الات الايقاعات الطمبور والدليب في شمال السودان الذي يعتبر خصيصة ايقاعية من خصائص المكون الجمالي في بعض اغاني مناطق شمال السودان مثل منطقة المناصير، وكذلك ايقاع النحاس والدلوكة كمصادر مهمة من مصادر البنية الايقاعية للاغنية السودانية والميلودية الخاصة للحن والايقاع عند قبائل غرب السودان التي توجد فيها مقامات عربية مثل ربع التون، وعن السلم الخماسي اشار الى وجوده في الصين واليابان وكوريا وفيتنام وان الآسيويين يعملون في تطوير هذا السلم من خلال الآلات الحديثة والدراسة المعمقة لخواصه.


    معاناة الغربة خروجه من السودان وابتعاده عنه طيلة السنوات الماضية، هل كان السبب وراء ذلك ظروف الحياة المعيشية، ام ان هناك موقفا سياسيا حال دون بقائه في السودان، عن هذا الوضع قال محمد وردي: انا فنان قومي ملك لجميع السودانيين وعلى مدى مسيرتي غنيت للسودان ولشعبه ولرموز السودان الذين عملوا لمصلحة نموه وازدهاره، لهذا فان الجميع لديهم شئ مما أغنيه، وكل فئة تنظر الى مااقول من منظورها هي ومن زاويتها ، انا شخصيا اغني لكل السودانيين ، وفني هو قضيتي واقدمه بما يخدم اهلي ووطني بعيدا عن مجال التطبيل لكل من يمسك بمقاليد الحكم والامور في البلاد ، انني اعتقد ان الفنان يجب ان يكون ارفع من ذلك وان يرتفع بنفسه عن لعبة السياسة ومناوراتها وعلى الفنان ان يرقي بفنه الى القيم السامية والنبيلة من معاني الحرية والديمقراطية والمساواة، ولهذا فقد حملت هم وطني السودان في حلي وترحالي وفي أي مكان قذفت بي رياح الغربة التي لاتعرف الاستقرار فكل ماكنت التقي بالاخوة في المهجر كنت اتحدث معهم عن معاناة المواطن السوداني وماوصلت اليه الاوضاع وادعوهم ان نعمل على تضافر الجهود وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة لوضع حد للمعاناة التي يعيشها اهلنا الطيبون في هذا الوطن المترامي الأطراف والذي يمكن ان يسعنا جميعا بتعدد اجناسنا واعراقنا وثقافتنا وان نتساوى جميعا في العيش تحت سقفه في سلام واستقرار وهذا أمر قد وهبت له نفسي وكرست له كل جهودي خلال الايام المقبلة لأنه قد آن الاوان بأن نتحمل مسئوليتنا كسودانيين وان نأخذ أمرنا بايدينا.


    واخيرا محمد وردي صاحب مشروع فني افريقي كبير، طرح فكرة تكوين «اتحاد فناني القرن الافريقي بعد الحرب الاثيوبية - الاريترية، الهدف منه السعي لوقف الحروب والنزاعات فجاء رد بعضهم ان هذه فكرة خيالية ولا يمكن ان تحقق هدفا او يستجاب لها ، لان الاوضاع الحالية ليست مهيأة بان تقبل مثل هذه الفكرة فالفن مازال عند بعض اهل السياسة نوعا من العبث، وبالرغم من انه لم يجد الترحيب بفكرته هذه الا انه مازال مؤمنا بجدواها فالفنانون والمبدعون في نظره كان لهم المبادرة في حسم امور استعصت على اهل السياسية.


                  

04-13-2003, 05:44 PM

sari_alail
<asari_alail
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة الفن .......محمد وردي جسد الوطن بحروف القصيدة وأجراس الموسيقى (Re: sari_alail)

    UP
    الموضوع نقلا عن البيان الاماراتية
                  

04-13-2003, 05:59 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذاكرة الفن .......محمد وردي جسد الوطن بحروف القصيدة وأجراس الموسيقى (Re: sari_alail)

    شكرا ياساري الليل علي الموضوع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de