|
|
 قرنق .....حق تقرير المصير امام الوحدة الظالمة
|
قرنق للإتحاد: الوقت مازال مبكرا على إلقاء السلاح :
لابد أن تغير مصر لغة التخاطب مع الجنوب
القاهرة - حمدي رزق: حقق الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في زيارته هذا الأسبوع للقاهرة أكثر من هدف، الأول رأب الصدع النفسي بينه وبين العاصمة الاهم في مسار الأزمة السودانية حيث توترت العلاقات بعد دخول الحركة مع الحكومة في اتفاق ماشاكوس دون رغبة القاهرة خاصة مع اعلاء حق تقرير المصير على الوحدة· الثاني تكريس زعامته الجنوبية عبر اعتراف مصر بقيادته للجنوب والذي تمثل في استقبال القاهرة له وعلى أعلى المستويات الرئيس مبارك وهو استقبال يليق برئيس دولة وليس بزعيم حركة تمرد· الثالث اختراق خطط الجامعة العربية لاعمار الجنوب، خاصة ان قرنق والجنوبيين كانوا في دهشة ان صندوق اعمار الجنوب يتم دعمه بالدولارات وهم لا يعرفون عنها شيئا ويريد قرنق ان يكون لهم نصيب مما قرر العرب ان يدفعوه عن طيب خاطر ثمنا لوحدة السودان ومنعا لمخاطر الانفصال· الرابع تقوية شوكة التجمع الوطني السوداني المعارض واعادته إلى الحياة عبر لقاءات مهمة شملت رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني وتوافد على مقر اقامته بأحد فنادق مصر الجديدة كما يحب ويهوى كل أجنحة المعارضة وقادتها من الحزب الشيوعي وحتى من خاصة مولانا الميرغني·
كل العصافير اصطادها قرنق بحجر زيارته للقاهرة التي سبقت بأيام معدودة زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للعاصمة المصرية، ولولا ان لقاء حديثا جرى قبل ايام بين البشير وقرنق في نيروبي لكان لقاء جديد قد تم بينهما·
القاهرة هي الاخرى كسبت كثيرا من زيارة قرنق، فهي عادت بقوة تمارس وضعها التقليدي في الشأن السوداني، وتقرير مصيره·
الاتحاد حاورت قرنق على محاور الازمة من لقائه بالرئيس البشير في نيروبي وحتى لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي وصفه باللقاء الممتاز- دليل على ان كل اهدافه تحققت·لابد أن تغير مصر لغة التخاطب مع الجنوب
سمكة السودان فسدت من رأسها والشعب هو الطبيب
ماهدف زيارتكم الى القاهرة؟ لقد جئت على ما يبدو على غير موعد؟
كيف على غير موعد؟ تلقيت دعوة من الحكومة المصرية وحان الوقت لتلبيتها ثم ان مصر وطني· هل يُسأل مواطن لماذا يزور وطنه؟·
والمغزى السياسي للزيارة؟
فرصة لتبادل الافكار مع المسؤولين المصريين ولشرح تطورات المفاوضات بيننا وبين الحكومة في الخرطوم لاننا نعتقد ان للقاهرة دورا مهما جدا في دعم السلام في السودان في المرحلة الانتقالية التي نطمح في الوصول اليها عبر المفاوضات الجارية في كارن بكينيا·
وكيف تقيم المرحلة الماضية من المفاوضات؟ هل توصلتم الى نقاط محددة يمكن الارتكان اليها في القول ان السلام آت لا ريب فيه؟
المفاوضات مستمرة وكل طرف القى ما عنده وبقي الاتفاق على التفاصيل وتلك تحتاج الى جهود مخلصة من الطرفين للوصول لحل دائم وعادل للمشكلة السودانية والسلام امل يستحق التضحيات·
والمشاكل العالقة·· مثلا ما يتعلق باقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية؟
على الطاولة، والمفاوضات ستعاود الانعقاد هذا الأسبوع وأملنا ان تنتهي لما فيه مصلحة شعب السودان·
هل كان لقاؤكم مع الرئيس البشير في نيروبي الأربعاء الماضي في هذا السياق؟
هدف اللقاء تعزيز الثقة بيننا ودفع عملية السلام وأرى ان البشير يصلح لأن يكون شريكا في عملية السلام·
كانت لك اعتراضات في السابق على من هم حول البشير·· هل مازال الاعتراض قائما؟
حول البشير من نعترض عليهم هذا صحيح واعترضنا في حوارات سابقة معكم على سلوكهم من حيث الجهاد والشريعة وغيرها من المسائل التي تضعف الوحدة وتباعد بين الشمال والجنوب والأوضاع أخذه في التغيير بعد ان أصبحت الوحدة مطلبا للجميع كما ان حق تقرير المصير مقرر في كل الأوساط وتقبلته كل الفعاليات في الساحة السودانية·
وصفك الرئيس البشير بأنك وحدوي بعد اللقاء الأول فبما تصفه بعد اللقاء الثاني؟
شريك حقيقي في عملية السلام·
البعض يحلم بأن يكون اللقاء الثالث بينك وبين الرئيس البشير في الخرطوم هل أنت مع أصحاب هذه الاحلام؟
ولماذا في الخرطوم؟ ولماذا ليس في رومبيك؟! الخرطوم عاصمة الشمال ورومبيك عاصمة الجنوب ما يصدق على هذا يصدق على ذاك·· اعدلوا حتى في احلامكم·
ألم يدعك الرئيس البشير لزيارة الخرطوم؟
لم يطلب مني ذلك ولم يتطرق ذهنه أو ذهني لذلك·· ألم تقل أنت انها احلام·· دع المتفائلين مثلك يحلمون·· وأنا متفائل مثلك ولكن ليس لهذه الدرجة·
تقرير المصير
لماذا دوما تقدم تقرير المصير على الوحدة، وبصفتك وحدويا على حد وصف الرئيس البشير·· هل ينبغي ان تقدم الوحدة على حق تقرير المصير كرسالة لانصارك في الجنوب؟
عندما بدأن التمرد في الحركة الشعبية كانت هناك وحدة في السودان لكنها وحدة قامت على الظلم والآن نتكلم عن وحدة على أسس جديدة· قوامها العدالة وأطمئن كل الشعب المصري والحكومة المصرية اننا ملتزمون التزاما كاملا بالوحدة القائمة على أسس جديدة وسودان جديد والوحدة القائمة على الارادة الحرة للشعب السوداني وهذا ما اتفقنا عليه في ماشاكوس على ان يكون هناك استفتاء على تقرير المصير بعد نهاية الفترة الانتقالية والحكومة المصرية والشعب المصري يجب ان يقدروا موقفي لضمان ان تكون في نهاية الاستفتاء وحدة ولابد من برامج تؤدي إلى هذه الوحدة في الجنوب وتجعلهم يصوتون لصالح الوحدة والحديث الصادر من مصر ومن الجامعة العربية ضد طرح تقرير المصير له انعكاسات سلبية على المواطنين في الجنوب لكن الكل يتجاهل السؤال المحوري ما هي البرامج الاقتصادية والاجتماعية التي يجب ان تكون موجودة في جنوب السودان خلال الفترة الانتقالية والتي تشجع المواطنين الجنوبيين على التصويت لصالح الوحدة؟ لابد من التركيز على البرامج، وواجب على مصر والجامعة العربية دعم هذا الاتجاه بدلا من الوقوف ضد تقرير المصير لأن هذا كما قلت له انعكاسات سلبية وهذا أحد المواضيع الاساسية المهمة التي جئت لمناقشتها في القاهرة·
تتكلم وكأن هناك اجماعا على حق تقرير المصير في الساحة السودانية؟
كل الاطراف السودانية بما فيها الحكومة والتجمع المعارض والحركة الشعبية تقبلت فكرة تقرير المصير ولكي تتمكن مصر من دعمنا لانجاز الوحدة فلابد ان نتفق مع كل الاطراف السياسية على حق تقرير المصير ونعمل معا حتى نتأكد من ان نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الوحدة وبدون ذلك لا يكون هناك مساحة سياسية للتحرك المصري فأفضل الطرق لمساعدتنا في تحقيق الوحدة هو قبول كل ما اتفق عليه أهل السودان لان تقرير المصير ليس بالضرورة سيقود للانفصال·
لماذا تقديم تقرير المصير على الوحدة لماذا لا تتكلم عن آلية للوحدة؟
الوحدة الموجودة حاليا في السودان وحدة مظالم وعندما تتكلم مصر عن الوحدة الحالية فهي بالنسبة للمواطن السوداني وكأن مصر تقف مع الظلم الوحدة الظالمة وأنا أعرف ان مصر عندما تتكلم عن الوحدة فهذا يعني انها تتكلم عن العدالة ولكن هذا الصوت غير مسموع لدى المواطن الجنوبي·
اعمار الجنوب
تتحدث عن مصر والعرب وكأنهم يقفون مكتوفي الايدي تجاه مظالم الجنوب ألا يكفي صندوق اعمار الجنوب؟
لم نستشر في هذه الفكرة· لقد طُرحت بدون الرجوع إلينا والحركة الشعبية لم يطلب منها تصور لهذا الصندوق وهذا أحد المواضيع التي تحدثت فيها مع الأمين العام للجامعة العربية وعندما تم طرح موضوع صندوق اعمار الجنوب والتصور من حوله تحدثت تليفونيا مع عمرو موسى وكان أول اتصال بيننا وحتى الآن نحن لسنا جزءا من هذا الصندوق وهذا أمر غريب وإذا كان صندوقا للاعمار في الجنوب كيف يمكن ان يدار نقاش حوله في الخرطوم وبدون اشراكنا؟ هذه الخطوات تبعث اشارات خاطئة اقلها اننا غير مشتركين في هذا الموضوع وإذا تم تفعيله عن طريق الحكومة فسيكون تكريسا للأوضاع القديمة·
كيف ترى تعيين نادية مكرم عبيد مبعوثا للجامعة العربية؟ وهل ستلقاها هذه المرة؟
إذا كانت هناك فرصة فسنقابل نادية مكرم عبيد ونحن نثمن تعيينها مبعوثا للجامعة وهي من المفروض ان تخطط لزيارة الجنوب لأنها بالفعل زارت الخرطوم·
هل ستوجه لها دعوة لزيارة الجنوب؟
طبعا وأنت معها·
السودان أصبح كالمريض الذي تتنافس عليه الأطباء·· كل دولة ترسل مبعوثا -طبيبا- كيف يكون طريق الشفاء؟
السودان مريض كما ظللنا نكرر خلال العشرين عاما الماضية ومرضه من عمر استقلال السودان وليس من تاريخ الحرب في عام 1983 وكثرة الاطباء مؤشر لمرض خطير ونشكر الله انه مازال يعيش ولم يمت بعد، وعدد الأطباء كبير لكن في النهاية المريض سوف يستجيب لعلاج مقدم من طبيب ما وفي نهاية الأمر لابد ان يكون الشعب السوداني هو طبيب نفسه·
يبدو أن المرض متوطن في الجنوب؟
الجنوب ليس أكثر مرضا من بقية انحاء السودان بالعكس مركز السلطة في الخرطوم هو مركز المرض والمرض يقل في الأطراف والسمكة -كما تعرف- تبدأ التعفن من رأسها وليس من اطرافها فالمرض في الرأس·
السترة والسلاح
أعلنت في أسمرة تحول الحركة إلى حزب سياسي، وقال البعض إنك خلعت السترة العسكرية، وتركت السلاح، بما تفسر هذا الموقف؟
تحدثت هناك عن كيفية قيام الحركة بالعمل السياسي في تلك المناطق التي لا تقوم فيها الحركة بالعمل العسكري، مثل شمال السودان·· ونحن في الأصل حركة سياسية موجهة لكل السودان وليس للجنوب فقط، ولدينا رغبة في ان يعم عملنا السياسي كل المناطق، وهذا لا يعني اننا سنلقي السلاح·
ومتى تلقي السلاح؟
إذا تركت كل الاطراف التي تحمل السلاح سلاحها بما فيها قوات البشير، وقتها سنلقي السلاح، ولكن طالما هناك طرف واحد يحمل السلاح فلن ألقيه، فهذا يعني ان السلام لم يتحقق· وبمجرد تحققه سيلقي الجميع اسلحتهم·
لست معينا لانهاء المشكلة، انك تصعدها بالدخول في غمار حل مشاكل المناطق المهمشة، ألا يكفيك مشاكل الجنوب أم هي الرغبة في التوسع في الشمال؟
سؤالك يعني انني جنوبي لا يجوز لي ان انظر إلى الشمال· أنا سوداني وهذا وطني وحتى حلفا، المناطق المهمشة في وطني السودان، ولابد من ايجاد حل لها· ثم ان أبناء تلك المناطق اختاروا جانب الحركة· صحيح هم خارج إطار الجنوب جغرافيا ولكنهم في قلب الجنوب سياسيا والحكومة قبلت ان تجلس معنا على هذا الأساس·
بقي ان ترشح نفسك مسؤولا عن الغرب في دارفور؟
المناطق المهمشة في كل مكان وما جرى في دارفور أساسه سياسة التهميش والحل في سلام شامل عادل في إطار السودان الجديد·
تعرضت للخطر طويلا، وكانت لك تجربة عبقرية في زراعة السودان، وهناك جملة شهيرة عنك تقال دائما وهي الدكتور في الغابة· ألم تمل العيش في الخطر؟
لا أحد يرغب في استمرار الحرب، وهذا هو السبب الأساسي في أننا نتفاوض الآن لاحلال السلام، ونحن نتمنى ان يحقق السلام التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل أنحاء السودان· لكي تعيش كل الأسر السودانية في رخاء وفي سلام· وهذا ما أتمناه بالطبع وانا أحب أن أعيش مع أولادي، ولكن الوطن في محنة ولابد من انقاذه ألم أقل لك ان السودان مريض·
ضد السلام
دعاة الانفصال ألا تخشى منهم على الوحدة؟
لا يزعجني ما يروجه دعاة الانفصال· لكن الناس داخل الحكومة وخارجها لهم الحق جميعا في إبداء رأيهم بحرية·· وفي نهاية الأمر هناك مفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية، وفي النهاية سيكون هناك سلام·
هل تتصور نفسك رئيسا لدولة في الجنوب أفضل من نائب لرئيس السودان؟
ليس المهم المنصب الذي سأشغله رئيسا أو نائب رئيس، لكن المهم ان نحل المشاكل الأساسية التي تواجه السودان في كل المناطق، أنا لا أتكلم عن مناصب أو أشخاص ولكن أتكلم عن حاضر بلد وعن مستقبله والاجيال القادمة فيه·
وزير الخارجية السودانية د· مصطفى عثمان قال ان الدستور السوداني يسمح بان تترأس السودان، ماذا تقول في هذا الإطار؟
هذا هو الدستور الذي وضعته الجبهة الإسلامية ونحن لا نعترف به، ونناقش قضية الدستور حاليا في مفاوضات مشاكاوس· والحركة الشعبية لها دستورها الخاص والحكومة -أيضا- لا تعترف به! وما يقوله الدستور عندنا أو عند الحكومة ليس قضيتنا الأساسية، بل القضية أن نصل إلى اتفاق سلام فهذا سيحل كل المشاكل العالقة·
كان الرئيس الكيني السابق دانيال آراب موي هو الراعي الرسمي لمفاوضات ماشاكوس، وبعد ان انتهت مدة حكم آراب موي وجاء الرئيس الجديد كيباكي إلى الحكم، هل تغير مسار المفاوضات؟
القيادة الحالية لكينيا ملتزمة بما التزمت به القيادة في عهد آراب موي، وحتى المبعوث الحالي للحكومة الكينية لم يتغير·
هل أثرت عليكم اتفاقية الخرطوم -كمبالا الأخيرة بشأن حظر التحركات العسكرية على الجانبين؟
هذه الاتفاقية لا تؤثر فينا، فهي بين حكومتي الخرطوم وكمبالا ونحن لدينا حرية حركة بالكامل في الجنوب بلا مشاكل·· والاتفاقية بين الخرطوم وأوغندة لا تؤثر فينا ولا توجد لنا قوات في أوغندة·
وماذا بشأن التجمع الوطني المعارض ألم يحن الوقت لاضافته إلى طاولة المفاوضات؟
ليست لدينا مشكلة في اضافة التجمع الوطني أو أي قوى سودانية أخرى·
من يعترض؟
ليس لدينا اعتراض، التجمع أرسل وفدا بقيادة عبدالرحمن سعيد ومعه 6 آخرون من أعضاء التجمع وقدموا طلبا للايجاد للمشاركة في المفاوضات جنبا إلى جنب مع الحركة الشعبية والحكومة هي التي رفضت·
هذا كلام قديم سبق أن سمعته منكم الآن انت تملك أوراق ادخال التجمع إلى الطاولة؟
هذا تصورك أنت هل تتصور ان هذا ممكن·· الحكومة هي التي ترفض مشاركة التجمع أو أي تنظيم سياسي آخر في المفاوضات والتجمع يمكن الآن أن يذهب للايجاد ويقدم طلبا آخر للمشاركة في المفاوضات ولكن الحكومة هي التي ترفض·
هل التجمع بخير؟
نعم بخير ومولانا بخير!!
جريدة الاتحاد : العدد 10139 بتاريخ 4/8/2003
www.atittihad.ae
مؤسسة الإمارات للإعلام
www.emi.co.ae
|
|
 
|
|
|
|
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست