الحركات الإسلامية من منها يعتنق العنف؟ (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 09:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2003, 06:36 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحركات الإسلامية من منها يعتنق العنف؟ (1)


    الحركات الإسلامية من منها يعتنق العنف؟ (1)

    تحقيق / محمد خير عوض الله
    [email protected]



    ما من شك في أن العواطف الإسلامية اليوم هي ليست كالتي كانت قبل ثلاثة قرون مثلاً ... ولا قبل قرن أيضـًا ... وكذلك حال الفكر ... وكأنَّ شيئـًا ما ... هو في طور التكوين ... وقريبـًا من بلوغه ... وتشير إلى ذلك أعمال -التجميع- و-التنظيم- التي بدأت على يد المصلحين الدينيين من قبل قرنٍ وزيادة -السنوسي في المغرب العربي- -المهدي في السودان- -محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية- وبعدهم بدأت صيحات أفراد ... لكن لها قوتها المدوية ... محمد عبده ـ جمال الدين الأفغاني. عبد الرحمن الكواكبي ... وغيرهم وعلى إثر هذه الدعوات الإصلاحية بدأت في بداية الألفية الماضية ثورات محاربة الاحتلال ... وثورات الضمير الإسلامي الذي مضى في تشكيلاته حتى جاء العام 1928م ليكون عامـًا لميلاد تحول كبير في اتجاه تنظيم تلك الجهود وتأطيرها بإطار جديد ... وكان ذلك الإطار هو تنظيم -الإخوان المسلمين- على يد المؤسس حسن البنا ... ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم انطلق التيار الإسلامي في كل أرجاء العالم الإسلامي بتشكيلات تنظيمية متعددة بعضها يدعو إلى مواصلة -البناء الداخلي- وبعضها يدعو إلى الإصلاح عبر السلطة كوسيلة نافذة، وبعضها يدعو إلى مقاتلة المهددات الخارجية. وعند هؤلاء جميعـًا تتعدد وسائل الإصلاح ... بين -اليد ـ اللسان ـ القلب- وعلى الرغم من أن صورة من -العنف- رسمها بعض الذين تبنوا مبدأ التغيير باليد ... إلا أن الذين يمتلكون الساحة فعلاً هم الذين يعتنقون مبدأ -التغيير بالتي هي أحسن- ولأن الأرض غالبـًا ممهدة أمام هذا التيار فإنه أحرز مكاسب أكثر وأكبر ـ تبني نشر الدعوة وتقديم الأعمال الخيرية ـ مقارنة بأولئك الذين باتوا تحت طائلة الرقابة والحظر مما يزيدهم تشجيعـًا على العنف ... ونحن هاهنا نتتبع تيار -العنف- بصورة أوسع على الرغم من أنه محدود جدًا على خريطة العمل السياسي والإسلامي ... ولكن لضرباته دوي هائل ... ولنبدأ ببداية -الإخوان- في مصر ..

    -الإخوان المسلمون-

    في مطلع العام 1928م وبمدينة الإسماعيلية وفي جلسة ضمت ستة من عمال شركة قناة السويس -حافظ عبد الحميد ـ أحمد المصري ـ فؤاد إبراهيم ـ عبد الرحمن حسب الله ـ إسماعيل عزت ـ زكي المغربي- ضمت الجلسة هؤلاء الستة في منزل الشاب حسن البنا بالإسماعلية ليناقشوا أمر النهوض بــ -الأمة والوطن- وعند اختيار اسم التنظيم سألهم البنا: لماذا لا نسميه -الإخوان المسلمون- فوافقوه وبايعوه ... وانطلقت الجماعة منذ ذلك اليوم لتكون أضخم تنظيم إسلامي شهدته منطقة -الشرق الأوسط- حتى الآن ... ومر التنظيم بالمرحلة الأولى -28 ـ 1938م- وهي مرحلة انتقال -الدعوة- من الإسماعلية إلى القاهرة حيث استقر فيها البنا -1932م- وعقدت مؤتمرات التنظيم عندما كانت بريطانيا -الوصي على مصر- مشغولة بالحرب العالمية الثانية فكانت المؤتمرات -مايو 1931م وديسمبر 1932م ومارس 1935م ومارس 1936م ويناير 1939م ويناير 1941م وبحلول العام 1949م كان الإخوان قد استكملوا البناء التنظيمي داخل مصر وخارجها وأصبحوا أحد القوى السياسية القوية التي يحسب لها ألف حساب.

    علاقة الإخوان بممارسات العنف

    على الرغم من الضوابط التربوية التي صاغت كل ممارسات التنظيم والأعضاء ... إلا أن خطرًا محدقـًا كانت الجماعة تسعى إليه حينما أنشأت -الجهاز الخاص- أو الفرقة الجوالة -1935م ليقوم بكل المهام الأمنية من حفظ الأسرار وحماية التنظيم وأوكل البنا أمر الجهاز الخاص إلى الشاب عبد الرحمن السندي -21 عامـًا!!- ولكن للصلاحية التي تمتع بها الجهاز الخاص التي وفرتها له -السرية- تقوى نفوذ هذا الجهاز لدرجة بالغة لم تمكن التنظيم من السيطرة عليه في كثير من الأحيان !! وكان من أسباب المحن التي مرت بتنظيم الإخوان المسلمين . ومن أبرز الأعمال التي نسبت رسميـًا للجهاز الخاص اغتيال القاضي أحمد الخازندار في مارس 1948م لإصداره أحكامـًا قاسية في حق الإخوان الذين ضبطت معهم متفجرات !! وأصدر رئيس الوزراء محمد فهمي النقراشي قرارًا بحل تنظم الإخوان، لكن التنظيم الخاص قام نسب إليه اغتياله !! واتهم الجهاز الخاص كذلك بتفجير مطابع شركة الإعلانات الشرقية اليهودية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1948م ... وتخوفت الأحزاب من أن يصل الإخوان إلى السلطة عبر انقلاب فكان قرار حلهم فاغتالوا النقراشي -رئيس الوزراء الذي حلهم- فاغتالت جماعة الملك مرشد الإخوان حسن البنا في 12 شباط/فبراير 1949م.

    ما بعد حل الإخوان ... واغتيال البنا

    كان الجهاز الخاص يسيطر على تصرفات التنظيم بعد اغتيال البنا ... وظل بدون مرشد عام لنحو ثلاثة أعوام حتى تم اختيار القاضي حسن الهضيبي في 19 أكتوبر/تشرين الأول 1951م ولكن الجهاز الخاص كان على خلاف مع المرشد العام ثم كان المرشد العام على خلاف مع الرئيس الجديد -عبد الناصر- الذي كان أحد أفراد الجهاز الخاص !! وهكذا كان وضع التنظيم عبارة عن -مأساة- نتيجة التقديرات الخاطئة التي من أبرزها مناصرة الإخوان لمحمد نجيب على عبدالناصر !! وهكذا أصدر عبد الناصر أحكام الإعدام على ستة من الإخوان من بينهم المرشد العام -لكن لم يعدم- وصارت البقية الباقية داخل السجون ... واكتظت بهم السجون من مؤيدي الهضيبي ومن كتلة الجهاز الخاص وداخل السجن تولدت أفكار العنف والتكفير -خاصة عندما طرح سيد قطب داخل السجن أفكارًا فهمت أنه يكفر بها الحكام والحياة السائدة بسبب انتهاك سلطان الله/ الحاكمية- ومن بين ثنايا هذه الفترة برزت تنظيمات -الجماعة الإسلامية- -الجهاد الإسلامي- -التكفير والهجرة- ... وعندما توفي عبد الناصر -سبتمر/أيلول 1970م بدأت جماعة الإخوان المسلمين حياة جديدة مع الرئيس السادات وظلوا طوال عشر سنوات -71 ـ 1981م- يمارسون نشاطهم العلني وبوفاة الهضيبي -11 آب/أغسطس 1973م- انتهت عملية الصراع الداخلي مع الجهاز الخاص .. ولكن هذا الجهاز تغلب على الإتيان بمرشد عام لمدة ثلاث سنوات بحجة -الأوضاع الأمنية- وقالوا إنه يوجد مرشد سري !! حتى تم اختيار عمر التلمساني نهاية 1976م وسيطر الإخوان على نشاط الجامعات ولكن بتوجهات مختلفة ... فأتباع سيد قطب وفكر الجهاد -الجماعة الإسلامية- من جهة وتنظيم الجهاد من جهة وجماعة الإخوان من جهة ... وهذه كانت أجواء أخرى مواتية لبروز الشخصيات من داخل الجامعات -صالح جاهين ـ أيمن الظواهري- تنظيم الجهاد و-كرم زهدي ـ ناجح إبراهيم- للجماعة الإسلامية وعبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان للإخوان المسلمين. ويمكن القول أن كل تلك الأحداث إنما هي صفحات من الماضي بالنسبة لتنظيم الإخوان اليوم ... فهو الآن لا يمكن أن يقاس -بأي مقياس- على أنه تنظيم إرهابي يمارس الإرهاب أو يدعو له ... وله الآن 17 عضوًا بالبرلمان يمارسون المعارضة البرلمانية بأدواتها الغربية عبر حكومة لا تعترف بهم وتزج بهم في السجون وتعمل بقرار حلهم منذ عام 1954م.

    جماعة التكفير والهجرة وحزب التحرير !!

    سمت نفسها -جماعة المسلمين- ولكن اسمها الذي اشتهرت به هو -جماعة التكفير والهجرة- تأسست عام 1968م داخل السجن عندما كان مؤسسها الشاب شكري مصطفى مسجونـًا بعد أن كان في جماعة التبليغ الباكستانية ... وكان داخل السجن يعمل على تطوير أفكار سيد قطب عن المجتمع الجاهلي ... وعندما تم الإفراج عنه في عام 1971م عمل على بث أفكاره وسط الشباب فانضم إليه بعضهم ... وبدؤوا في ممارسة نشاطهم ومن أبرز أعمالهم قتل وزير الأوقاف المصري -الشيخ الذهبي- في يوليو/تموز 1977م فصدر حكم الإعدام ضد قيادة التكفير والهجرة وأعدم زعيمهم شكري مصطفى ... ولم يظهروا على السطح إلا في العشر سنوات الماضية في السودان عندما قاموا بقتل المصلين بمسجد في العاصمة عام 1995م بزعامة -الخليفي- الذي تم إعدامه بعد أن قتل حوالي 18 ثم ظهر حادث الجرافة بالعاصمة السودانية في رمضان الماضي عندما قتل -عباس- عددًا مماثلاً من المصلين وهم يؤدون صلاة -التراويح- لكنهم في نظره كفار يجب قتلهم ... فقتله الشرطة عندما بادلته إطلاق النار !! ولا يمكن أن نفصل هذه الجماعة عن الجانب السياسي لكنهم بالطبع لا يمثلون تيار الإسلام السياسي كما يسميه الغرب. وغيرهم كان ما يعرف بتنظيم الفنية العسكرية بزعامة صالح سرية وهو فلسطيني الأصل، جاء إلى مصر مشدودًا بأفكار الجهاد وقال إن تحرير القدس يبدأ بإقامة دولة إسلامية في إحدى دول الطوق !! وانضم إليه حسن الهلاوي وكارم الأناضولي وخططوا للاستيلاء على الكلية الفنية العسكرية في يوم 18 إبريل/نيسان 1974م ... وغيره محمد سالم رحال وهو أردني الجنسية جاء إلى مصر مشدودًا بأفكار الجهاد ودرس في الأزهر وكون تنظيم الجهاد بالإسكندرية ولكن الشرطة ألقت القبض عليه مع 80 من أعضائه في أغسطس/آب1977م وتم ترحيله إلى الخارج فواصل التنظيم بواسطة كمال السعيد حبيب !! وقبل هؤلاء كان حزب التحرير الذي أسسه أحد الأردنيين -الشيخ تقي الدين النبهاني- وهو خريج الأزهر وبعد نكبة 1948م رأى أن تحرير القدس يكون بإقامة الخلافة الإسلامية ... وأن كل الدول القائمة كافرة ... ووضع دستور الحزب من 183 مادة ... ولا تزال جذوره موجودة في كثير من البلاد حيث يؤمن بعضهم بالفكرة -فكرة إقامة الخلافة الإسلامية-.

    تنظيم -الجهاد- و -الجماعة الإسلامية-

    يمكن القول بأن الجماعة الإسلامية بدأت أساسـًا في منتصف السبعينات داخل الجامعات وبالخصوص داخل جامعة أسيوط على يد المهندسين أسامة حافظ وصلاح هاشم ثم جاء إليهما ناجح إبراهيم وكرم زهدي وفؤاد الدواليبي ثم عاصم عبد الماجد وغيرهم ثم امتدت في صعيد مصر من أسوان إلى المينا ... وفي العام 1979م كان نشاط الجماعة في الصعيد يقتصر على الخطاب الإسلامي -الدعوة- ثم تقديم الخدمات الاجتماعية وإنشاء الأسواق الخيرية وبعد ذلك يدعو إلى صلاة العيد في مناطق -خلاء- ... وبعد أن أتى الشيخ عمر عبد الرحمن -سجين الآن بأمريكا- من السعودية عام 1980م، التقى به شباب الجماعة الإسلامية وعرضوا عليه أن يكون مرشدها ويكون محمد عبد السلام فرج ـ أعدم في قضية مقتل الرئيس السادات ـ رئيسـًا لمجلس الشورى ... فوافق الشيخ عمر عبد الرحمن وتكون مجلس الشورى من كرم زهدي وناجح إبراهيم وطلعت فؤاد وحمدي عبد الرحمن ورفاعي أحمد طه وعبودالزمر وأخيه طارق الزمر وهذا شكل تحالف ودمج -للجماعة- و -الجهاد- في عام 1980م ولكن ليس في مصر كلها ... ولكن فكرة -الجهاد- هي أصلاً قديمة تعود إلى العام 1966م على إثر إيقاع أفكار سيد قطب حيث بلور الآراء التنظميية لــ -الجهاد- كل من وكيل النيابة وقتها يحيى هاشم وإسماعيل طنطاوي وعصام القمري وأيمن الظواهري وجعلوا استراتيجيتهم تقوم على -السرية- وهؤلاء لم يكن لهم أية صلة بالأعمال المنسوبة إلى صالح سرية صاحب كتاب الإيمان وعملية الفنية العسكرية 1974م ... كما ليس لهم أية علاقة بتنظيم محمد سالم رحال الذي تم إخماده عام 1977م وإن عادت إليه كل الأفكار التنظيمية لــ -الجهاد- الحالي الذي يقوده أيمن الظواهري ... ويمكن القول كذلك بأن تغلغل تنظيم الجهاد إلى المؤسسة العسكرية كان مبكرًا ... ولم يكتشف إلا في عام 1981م حينما تم القبض على 14 ضابطـًا وتمت محاكمتهم بغير إدانة -براءة- ومنهم الآن قادة في تنظيم القاعدة في أفغانستان -عبد العزيز الجمل ـ عوني عبد المجيد- وفي عام 1987م تم القبض على 15 ضابطـًا وأقيلوا من الخدمة ... وهذا يعني أن أفكار وأعمال الدكتور أيمن الظواهري -المولود في يوم 19 يونيو/حزيران 1951م- ليست جديدة على الرغم من أنه درس الطب وتخرج عام 1974م بتقدير جيد جدًا وحصل على الماجستير في الجراحة من جامعة القاهرة عام 1978م ومارس الطب مداويـًا للمرضى .. ولكن بعد أن تزوج 1979م ذهب إلى أفغانستان 1980م ثم عاد ليقبض عليه في قضية مقتل السادات 1981م ويمضي في السجن ثلاث سنوات ثم يعود إلى أفغانستان منتصف عام 1985م ليداوي جرحى الحرب ويستغل الساحة الأفغانية لتدريب أعضاء تنظيم الجهاد ثم لينشئ مع ابن لادن- الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والأمريكان-.

    الحركة الإسلامية في الجزائر

    من يتولى الوزر الأكبر في المجازر الدموية التي ظلت تسبح فيها الجزائر لأكثر من -10- سنوات ؟ من المؤكد أن الجيش الذي قطع الطريق على الانتخابات ويمسك بزمام الأمر هو المسؤول الأول عن هذه الأحداث .. حيث لا يزال يعلو صوته على كل الأصوات بالبلاد بنفوذه القوي .. ومن المؤكد أن معظم التيارات الإسلامية ترفض العنف وسيلة للحوار أو التغيير... ويعود وجود الإخوان المسلمين في الجزائر إلى أوائل الأربعينات من القرن الماضي حينما أسس الشيخ عبد الحميد بن باديس -جميعة العلماء المسلمين الجزائريين- التي لعبت دورًا بارزًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية إبان فترة الاحتلال الفرنسي، وبعد الاستقلال واصل تلامذة الشيخ مد التيار الإسلامي المعتدل بقيادة الشيخ أحمد سحنون -مؤسسة جمعية القيم الإسلامية 1969م- ثم أسس -رابطة الدعوة الإسلامية- 1980م التي تخرج منها قادة الأحزاب الإسلامية الثلاثة بعد التعددية الحزبية عام 1989م وهي -الجبهة الإسلامية للإنقاذ- و -حزب النهضة الإسلامي- و -حركة حماس الإسلامية- ونشأ عن الأخيرة -جمعية الإصلاح والإرشاد- برئاسة الشيخ محمد بوسليماني الذي اغتيل في يناير 1994م وكل هذه قامت على أساس الاعتدال وتقديم الفكر الإصلاحي ... أما التيار المتشددالذي ظهرت منه الجماعات المسلحة فقد ظهر عام 1982م بقيادة الشيخ مصطفى بويعلى الذي قاد التمرد على الحكومة حتى عام 1987م ومن ضمن أنصاره علي وعبد القادر شبوطي ... ثم ظهر المنادون بالخروج عن التنظيم العالمي للإخوان ... ومن عرفوا بتيار -الجزأرة- ومنه رابح كبير وعبد القادر حشاني ومنصوري ملياني مؤسس -الجماعة الإسلامية المسلحة- ... أما جبهة الإنقاذ التي أسسها الشيخ عباس مدني عام 1989م بعد أن خرج من رابطة الدعوة الإسلامية- وخرج منها كذلك عبد الله جاب الله ليؤسس حركة النهضة الإسلامية ... واكتفى الشيخ محفوظ نحناح بالمناداة إلى الدعوة تحت شعار أن الدعوة تسبق الدولة وأسس جمعية لا تشتغل بالسياسة هي جمعية -الإرشاد والإصلاح- مع بوسليماني ... ثم تراجع وأسس حزبـًا سياسيـًا -حركة المجتمع الإسلامي ـ حماس- في ديسمبر 1991م ... وفشلت كل الجهود التي كانت ترمي لتوحيد هذه الأحزاب في قائمة واحدة تدخل بها الانتخابات ... واكتسحت جبهة الإنقاذ الانتخابات في مرحلتي البلديات والمجالس .. ومنذ 12 يونيو/حزيران 1990م بدأ الخطاب السياسي في التغيّر ... وصدر -قانون حمروش- في مارس 1991م وحدد يوم 17 يونيو من نفس العام يومـًا للانتخابات العامة ... ولأنها كانت تعلم أنها هي المستهدفة، فقد أعلنت جبهة الإنقاذ الأحزاب العام في 27 مايو/آيار 1991م ... وكانت هذه هي الخطوة الأسوأ في تاريخها السياسي وقتذاك ... لأن الجيش هو الذي يسيطر على الدولة، وليس العكس ... !! ومن يومها انطلق قطار العنف الدموي لا يلوي على شيء ثم حدث انقلاب 11 يناير/كانون الأول 1992م وقبله حينما رأت الجبهة الإسلامية أن الرياح لا تملأ أشرعتها باتجاه قصر الحكم أعلنت أنها ستواصل جهاد ثورة 1954م -آخر خطبة لعباس مدني قبل اعتقاله في عام 1991- وهكذا وجدت الجبهة العداء من الجيش الذي منعها من السلطة بإيعاز خارجي ووجدت العداء من الجماعة المسلحة التي تقول إن المعتدلين يسحبون منها تعاطف الجماهير نحوها وعلى هذه الحال استقر المآل ... وأصبح العنف والإرهاب هو عنوان الجزائر البلد العربي والإسلامي ... وأصبح من المعتاد جدًا أن تسمع أو ترى قتل العشرات من دون أن يستفز المنظر دعاة مكافحة الإرهاب اليوم !! لأن ذلك يتوافق مع مصلحتهم !!

    الحركة الإسلامية في المغرب

    لم توافق الحكومة المغربية على منح التراخيص للأحزاب المنضوية تحت مسمى -الحركة الإسلامية- ... فقامت -حركة التوحيد والإصلاح- بالتنسيق مع حزب -العدالة والتنمية- الذي تكون باندماجات -حركة الإصلاح والتجديد- مع -رابطة المستقبل الإسلامي- سنة 1996م وكونا -حركة التوحيد والإصلاح- ثم اندمجا مع حزب -الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية- الذي أسسه الدكتور عبد الكريم الخطيب سنة 1967م ... وبعد هذه الاندماجات أصبح -حزب العدالة والتنمية- ولا يعتبر رسميـًا أنه حزب إسلامي ... أما في الاتجاه الآخر فإن جماعة -العدل والإحسان- ترفض المشاركة في الانتخابات -حتى ولو صارت حزبـًا سياسيـًا- لثلاثة أسباب: أن الدخول في الانتخابات سيكون وفقـًا لشروط الحكومة التي تضمن بها عدم فوز غيرها ثانيـًا أن الفائز من الأحزاب لا يستطيع أن ينفذ برنامجه بحسب -العرف السياسي الموجود- ثالثـًا إن الانتخابات في ظل الأمية المتفشية تعني الغش وشراء وبيع الذمم وإشعال لنيران القبلية والحزازات الحزبية ... فلماذا الدخول في الانتخابات؟ ... وهذا نموذج لبعض الإسلاميين في تعاطيهم مع ممارسة سياسة الوصول إلى السلطة ... وعلى الرغم من انتهاج جماعة العدل والإحسان منهج الحوار ... إلا أن الحكومة اعتقلت زعيمها -عبد السلام ياسين- ثم وضعته تحت الإقامة الجبرية ومن مؤلفاته -حوار مع الفضلاء الديمقراطيين- 1994م. و -حوار الماضي والمستقبل- و -حوار مع صديق أمازيغي- وكتاب -الشورى والديمقراطية- و -أسلمة الحداثة- وكتاب -الإحسان- جزئين و -العدل- و -الإسلاميون والحكم- ... وفي كل هذه المؤلفات والأدبيات يدعو إلى الحوار ونبذ العنف.

    الحركة الإسلامية في تونس

    على الرغم من أن حكومتي -بورقيبة- و -بن علي- عملتا كل ما في وسعهما لاجتثاث الإسلاميين بالضرب والسجن والقتل والتعذيب ... إلا أن هذا المناخ السيئ لم يولد إطلاقـًا تيارات -التكفير والجهاد- وهذا ما يميز الحركة الإسلامية التونسية ... ولأنه متأثر جدًا بالحركة السودانية وفكر الترابي فقد أسس الأستاذ راشد الغنوشي -لاجيء سياسي بأوروبا- حركة النهضة خارجًا من عباءة -الإخوان المسلمين- كما فعل الترابي عام 1964 ... ونكتفي الآن بقراءة آرائه المنشورة حول وصول الإسلاميين إلى الحكم بواسطة القتال: -إن منهج التغيير الأقل ضررًا هو الذي أفرزته تجربة تاريخية طويلة في التعامل مع الحكام على الرغم ما قد عيب ويعاب عليه من سلبية وتجرئة للطغاة على الدعاة وعلى الحرمات والحقوق والحريات، قد شهدت له تجربة التاريخ أنه إن لم يكن هو الأقوم فهو الأقل ضررًا بالأمة من منهج المغامرة وسل السيوف واستسهال استباحة الدماء بدعوى محاربة طاغية لا يمكن الوصول إليه غالبـًا إلا عبر بحر من الدماء البريئة تزهق بغير وجه حق وتدمير مصالح عامة وفتح ثغرات كبرى لتدخل أعداء الأمة وإضافة أسباب أخرى إلى وهنها ... والأدهى من ذلك أنه على جسامة التضحيات توصلاً إلى اقتلاع الطاغية فقد أثبتت التجربة أن المطلب عزيز المنال، قل التوصل إليه، وحتى في الحالات القليلة التي تم فيها ذلك فقد كانت المفاجأة مذهلة إذ حل طاغية محل آخر ولكن هذا لا يعني الاستسلام للطغيان فمقاومته بلا هوادة واجب شرعي مقدس باعتبار ذلك المقصد الأعظم الذي أرسل به الرسل عليهم السلام ألا وهو إرساء العدل في العالم ... وإنما المقصود عقلنة هذه الآلية العظيمة التي أناطها الإسلام بكل مسلم بحسب قدرته فردًا وجماعة، أعني آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما يخرج بهذه الآلية من طور العمل العشوائي الأعشى على نهج الخوارج ومن سار على دربهم على امتداد التاريخ الإسلامي مخضبين حياة المسلمين بدماء وكوارث بلا حد ولا تزال امتداداتهم موصولة دون أن يتحصل من ذلك إحلال الخير أو الخلاص من الظلم. إن الخروج من طور هذه الثورية الفوضوية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أمر رشد وتبصر سوف تتنزل معه أنواع الجهاد في منازلها الطبيعية وليس من سبيل غير ضبط وتطوير نظرية\ التغيير الإسلامي لتحدد منازل الجهاد حيث أفضل الجهاد جهاد الكلمة .. الجهاد الوحيد المأذون فيه للتعامل مع ما ينجم من اختلاف داخل الأمة ... ويقول ...: -وهكذا الخلل في تجاربنا التغييرية ليس عائدًا بحال إلى ضعف استعدادات أمتنا في بذل دمائها وأرواحها وأموالها من أجل التغيير، فما عرف التاريخ أمة أكثر سخاءً بالروح والدم من هذه الأمة ... ولكن الخلل في وظيفة العقل وضعف قدرته على حسن تقدير الأوضاع وتصنيف الخصوم وتقليلهم وتوسيع مجال الشورى وتوظيف أهل الخبرة واحترام التخصص وتوزيع المهام بحسب ذلك.

    وعلى الرغم من أن الغنوشي قد نشر هذا المقال قبل أكثر من عشرة أشهر، إلا أنه وكأنه يخاطب واقع الأحداث الحالية.

    إسلاميو لندن

    هكذا اشتهر أصحاب اللجوء السياسي في أوروبا بهذا الاسم ... فماذا يريد هؤلاء؟ إنهم يدعون إلى -نصرة الإسلام- ووسيلتهم في ذلك -الجهاد- داخل الدول العربية والغربية على حد سواء ولكن لم يباشروا القتال بعد وإن كانوا يمارسون التدريب العسكري في بريطانيا حيث يقول أبو حمزة المصري زعيم جماعة -أنصار الشريعة-: -إن ما نجريه من تدريبات في بريطانيا مشابة لما يقوم به اليهود فيها ... إن حركتنا تعتني بتربية الفرد المسلم وتدريبه لأن الحكومة البريطانية تحاول استقطاب الشباب المسلم وتحثه على الالتحاق بالجيش البريطاني في حين أننا ندعو الشباب للتدريب في أجواء إسلامية وبإمكانات أقل ...-.

    ويقول عمر بكري زعيم تنظيم -المهاجرون-: -نحن نتصل بالطلبة المسلمين الذين يدرسون في الكليات العسكرية في بريطانيا ونعمل على تثقيفهم وتجنيدهم لحمل الفكرة فيستطيعون بالتالي أن يعودوا إلى بلاد المسلمين لعمل انقلاب عندما تتحرك الجماهير المسلحة بسبب نشاط الحركة الإسلامية بشكل عام-.

    واجب علماء الإسلام اليوم

    الواجب الآن يتلخص في ما يشابه مقترح السيد عمرو موسى، بأن يجتمع أهل الرأي والفكر لينظروا في الواقع من خلال العقل ومن خلال النصوص والخروج من بعد بآراء ومواقف موحدة واضحة حتى لا يأخذ كل فريق أجزاءً من نصوص الإسلام ويذهب بها حيث يريد -مع أو ضد- لأن الأحداث تهيمن على عواطف ومشاعر الأمة كلها .. بغض النظر عن -التطمينات- التي ترسلها واشنطون حينـًا و -الوعيد- الذي تنفخ به أحيانـًا كثيرة ... لابد من توضيح موقف الإسلام في -الدفاع- -الهجوم- -مخالفة الرأي وطرقها-... -قتل غير الجنود- و -الاعتداء بالمثل- كل هذه القضايا المتداخلة ينبغي ألا ينظر فيها كل فريق من الزاوية التي يرى بها فقط ... لابد من اجتماع أهل الرأي والفكر حتى يتسنى إمكان النظر من كل الزوايا ... ويحسن من بعد ذلك ترتيب الأولويات وووضع خطة ترسم طريق المسلمين.


    عن سودانايل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de