حسابُ الحَقل.. وحسابُ البَيْدَر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 12:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2003, 06:59 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حسابُ الحَقل.. وحسابُ البَيْدَر

    حسابُ الحَقل.. وحسابُ البَيْدَر







    كثيراً ما أغبط دبلوماسيى بلداننا المحترفون على التزامهم الصارم ببرودة المعايير التي تحكم مصالح دولنا، أو قل، للدقة، نخبنا الحاكمة «فقد التصقت النخبة والدولة عندنا من رأسيهما لدرجة أن الفصل بينهما يحتاج إلى مبضع جراح قد يودى بحياتيهما معاً» وإلى ذلك التزامهم بالمعايير التي تحدِّد موازين القوى بين هذه الدول النخب وبين الآخرين، فتفرض عليهم، من ثمَّ، مقايسات المواقف التي تتبناها حكوماتنا في مستوى العلاقات الدولية، بناءً، في الغالب، على توصياتهم المنبثقة عن دراسات متخصصة يجرونها في أعلى درجات الاتقان المهني، والحياد الموضوعي، وصفاء الذهن، وهدوء الأعصاب، حتى لو كانت البراكين ذاتها تنفث الحِمم فوق رؤوسهم! خذ عندك، مثلاً، الخطاب الأميركي حول المسألة العراقية: أرأيت كيف يحتشد بطاقة استثنائية على إثارة ما لا حدَّ له من مشاعر الحنق والغيظ؟!


    أرأيت كيف هو صفيق وبذئ في عدم اعترافه بعقلك، دع عنك احترامه لذكائك، حين يروح يتقافز أمامك كالجندب المطارد، من حجة إلى حجة، ومن منطق إلى آخر، محاولاً، عبثاً، تبرير غزو العراق بأية وسيلة؟! ومع ذلك فإن على النخبة الحاكمة أن تحنى رأسها، وعلى دبلوماسييها أن يبتسموا، وعليك وحدك أن تضرب رأسك بالجدار!


    ينضغط الأميركان فيقولون إنهم ذاهبون للتخلص من سلاح لا يحق للعراق امتلاكه، فيفور دمك حين تذكر أنهم هم الذين وفروه له، وأنه، فوق ذلك، ليس حكراً عليه وحده، فهم أنفسهم يمتلكون منه الترسانات المترسنة، بل هو، في الواقع، على قفا مَن يشيل مِن إسرائيل إلى كوريا الشمالية التي صفعتهم، مؤخراً، بالمنطق الوحيد الصائب: إن كان لا بد أن ندمر، فلندمر كلنا! وينضغطون، تارة أخرى، فيقولون إنهم ذاهبون لتحمُّل مسئوليتهم تجاه الحضارة العالمية بإخراج الشعب العراقى من ذل صدام إلى رحاب الديمقراطية «يعنى: ذاهبون لتحمُّل عبء الرجل الأبيض»!


    فيغلى الدم في عروقك وأنت تراهم يشيحون بوجوههم، في ذات هذا الزمن المتخثر، عن مشهد اللحم الفلسطيني المفروم بين أسنان مجنزرات شارون، بمباركة ودعم حضارتهم العالمية نفسها! وينضغطون، تارة ثالثة، فيُحاجُّون بحقوق الانسان، فيكاد رأسك ينفجر حين تبصر تراجعاتهم المرصودة عن هذه المعايير، حتى داخل بلدهم، دع عنك كيلهم بألف مكيال في مستوى تعاملاتهم الدولية. وها هو وزير عدلهم مُكِبٌ على إعداد قانون زيادة الأمن الداخلى لسنة 2003م الذى يعرف اختصاراً باسم باتريوت آكت 2، نسبة إلى باتريوت آكت الذى أصدره الكونغرس في عقابيل الحادى عشر من سبتمبر 2001م لإطلاق يد الوزارة في ما أصبح يُعرف بمكافحة الارهاب، على حساب نفس حقوق الانسان التي يتذرعون الآن بها لاحتلال العراق. ولم يعد سراً أن قانون جون آشكروفت الجديد يضعف إلى حافة العدم ما تبقى من قيود على تصرفات الجهاز التنفيذى في مسائل الاعتقال والتفتيش والتجسس والتصنت وكل صنوف انتهاك الخصوصية تحت طائلة الاتهام بالضلوع في النشاط الارهابى أو دعمه مادياً. بل وتبلغ هذه الصلاحيات حد تجريد الاميركيين أنفسهم من الجنسية!


    وينضغطون، تارة رابعة، فيبدون تهافتاً ساذجاً، بمناسبة وبغيرها، على نفي التهمة التي تلاحقهم، حتى من تلاميذ مدارسهم، بأن من أهم أسباب حملتهم على العراق الاستحواذ على حقول نفطه الثرية، ولكن صدرك يكاد يتمزق غيظاً، حين لا يجد رامسفيلد في نفسه حرجاً من إطلاق حجته الكاسدة: النفط يصل في النهاية إلى السوق، بصرف النظر عن اليد التي تستحوذ عليه من حوار مع قناة الجزيرة، 2522003 فلكأن النفط أصبح، فجأة، بلا اقتصاد سياسي حوله، أو أن من يستحوذ عليه لا يملك، مهما كانت قدرته، أن يتحكم في إنتاجه، وأسعاره، بل والعلاقات الدولية بشأنه، إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وحتى ثقافياً!


    وينضغطون، تارة خامسة وعاشرة وألف، فيستجيرون حتى بالخطاب الدينى، فيستبد بك الحنق وهم يخططون، باستخدام المعلومات الرقمية، لإسماع سكان بغداد صوت صدام يدعوهم للاستسلام، بينما خبراء الاعلام في جيشهم يسمون هذا النوع من الحرب النفسية هجوم يشوع، حسب جون بارى وإيفان توماس، تيمُّناً ببوق يشوع الجبار الذى هدم جدران أريحا في الكتاب المقدس نيوزويك، 1822003، ولا يستشعر بوش ذرة من حياء حين يقول إنه يعمل باسم الله«!» بل ويذهب آري فلايشر، الناطق باسم البيت الأبيض، إلى أبعد من ذلك بقوله إن بوش على اتصال مباشر بالله، وإنه يتصرف بوحى من العناية الالهية «!» فحقَّ لهيرمان فيليب، الأستاذ بجامعة لايدن في هولندا أن يصف ذلك بأنه مثير للسخرية وبلا جدوى نيوزويك، 2522003، مثلما حقَّ لإدوارد سعيد، الأستاذ بجامعة كولومبيا بأميركا، أن يتساءل، وهو يضاهي هذه المزاعم بخطط الحرب المعلنة، والتي تشمل اطلاق 300 - 500 صاروخ كروز يوميا على بغداد، بغرض إحداث مفعول كمفعول هيروشيما: لكن أي إله يطلب منهم العمل بخطط كهذه؟!


    الحياة، 2522003. وتصاب بالغثيان حين ترى أنه ما أن انفجرت، بغتة، قنبلة الفاتيكان في وجه الادارة الامريكية، وألقى البابا بكل ثقله الديني على كفة الشعوب والقوى الدولية المناهضة للحرب، واتهمت إذاعته جورج بوش بالصليبية، حتى انقطع لسان تلك المزاعم الصفيقة، وألقم الناطق باسمها حجراً، فاضطر لابتلاعها، ولإطلاق تصريحه المنسحب بأن بوش إنما يتخذ قراراته، في الحقيقة، كمجرَّد رئيس علماني لأميركا! وهكذا. وهكذا.


    لئن كانت النخب الحاكمة، في هذا العالم، تعرف تماماً قدر نفسها، فتلزم حدودها المصلحية مع أميركا وأتباعها، بالغاً ما بلغوا من الشطح والنطح بالحق وبالباطل«!» ولئن كان الدبلوماسيون المحترفون يتقنون تماماً أدوارهم المرسومة في خدمة هذه النخب، فلا يتجاوزون ابتساماتهم المهنية مهما تعدى الشطح والنطح آفاق المعقول والمقبول إلى ما يوتر الأعصاب ويفوِّر الدَّم، فإن الشعوب وحدها هي التي لا تجيد خنق وعيها ومشاعرها، وهي وحدها المستطيعة أن تبصق على النمر بين عينيه، وهي وحدها التي لا تفصل، تحت أي بند، حساب الحقل عن حساب البيدر.


    بقلم: كمال الجزولي

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de