سيرة مدينة:كررررررر..كرب ..الموز نجض تحت الكنب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2003, 09:59 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36592

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيرة مدينة:كررررررر..كرب ..الموز نجض تحت الكنب

    صلاح محجوب*

    كرب كرب وتحركت الظلال في شيء من عدم الاكتمال، ثم بدأت أصوات المودعين تبتعد شيئا فشيئا، وقلت لنفسي كيف يتفق وجود هذا العدد الكبير من المودعين..ومعظمهم من الشباب ..في هذا الوقت، حيث تشير عقارب الساعة إلي التاسعة والنصف،من يدري ربما كانوا تجارا!
    ثم ألقيت نظرة على الشارع العام مع ـ خط السكة حديد ـ للوقوف، فذلك يحرك يده في شيء من الاستهتار، وأخر ينظر كأنه لأول مرة يرى قطار وثالث يحرك أصابعه في شيء من التساؤل بأستحقار من وراء زجاج عربته" النيوكار" وذلك الطفل يتظاهر بأنه سوف يقذف بالحجر تجاهنا فلا شك أننا هدف مضمون. ثم يلتوي ضاحكا في شيء من القفز، بعد أن يرى ما يرى فكل واحد منا لا يريد أن يكون ذلك الهدف الملعون. لقد اختبأنا داخل الصدور أو عبثا حاولنا ويا لها من لحظات !!
    اقترب القطار من كبري النيل الأزرق، في شيء من الوقار، منظر الماء الالتقاء..أشياء نعم أشياء فقط. فقد تبلد كل حس لكي يصف الجمال. حيث كان كل حسي مركزا حيث أثبت يدي على الإطار، أما اليمني فقد حلت مكان الإزار وتعالت الأصوات وتضخمت معلنة دخولنا الكوبري ثم بدأت الأعمدة الحديدية الضخمة تتوارد في شيء من التحقر المخيف لم تبدو لي في تلك اللحظة كجماد وهي تمرغ على تعد أشبار وكأنها تستعطف في ملك الأقدار.
    وأخيرا خرجنا بسلام ..يا لها من ثواني أطول من السنين، وتعد لحظات والمناظر تتكرر على جانبي الطريق .. يطلق القطار إنذاره معلنا دخوله محطة الخرطوم بحري ولم يكن في حاجة لبذل أي مجهود لكي يخفض السرعة التي كان يسير عليها. ثم ظهرت التجمعات البشرية .. هل يا ترى هؤلاء مودعين أم مسافرين! ظهرت المحطة بمقاعدها .. العشرة.. ذات القباب المستديرة واقتربنا شيئا فشيئا من الرصيف، ولأول مرة في حياتي أن جسم الإنسان يمكن أن يتقلص بهذه الدرجة في ساعات الخوف.
    وفجاءة ألقيت نظرة بجانبي، فرأيت ذلك الذي ترك قميص بلا إزار واقفا ينظر إلى الخلف غير مكترث للصرخات التي تنبهه باقتراب الرصيف.. واضعا على جنبه الأيسر حقيبة صغيرة، لا تتسع لأكثر من قطعتين أو ثلاثة من الملابس. ثم نبهته بصوت مسموع .. الرصيف أنتبه يا أخ الرصيف. لكنه لم يعبأ يما قلت ولم يلتفت ناحيتي كذلك.
    وفي لحظة أقل من ثانية أجد نفسي أجذب بقوة لا أدري من أين أتت وفي نفس اللحظة مرق الرصيف مرقا ..وضربه في كعب رجله اليمني ضربة أطارت منها الحذاء. وصرخ جميع من على الباب، واللذين على الأرض، ولكن مرة ساعة الصفر هذه بسلام، ومن الغريب حقا أن هذا الشاب لم ينفس ببنت شفة حيث تعالت صيحات التوبيخ !! من الجميع.. الذين على الأقل شاهدوا هذا المنظر نصف المميت .
    وتعد أن توقف القطار تركته من تلك البقعة التي كنت أمسك بها ونظرت إليه في شيء من الاستغراب ..حيث كان يضع على عينيه نظارة سوداء ..لكن من يدرى ربما يكون هذا الشاب أصم أو أبكم وربما .. وقطع حديثي مع نفسي هذا.. ذلك المشهد الذي أتي حيث كنا يحمل فردة الحذاء فأخذها منه ونزل على الأرض وهو يظلع ثم ارتداها ولم يقل لذلك الرجل شيء سوى أن أوما برأسه كعلامة شكر.
    ونزلت أنا بدوري، فقد تخدرت رجلي اليمني حتى أنني لم أعد أحس بوجودها، وأحسست بعظام صدري وكأنها تكاد تخرج من بين اللحم.ورفعت بصري إلى سطح القطار.. أما مكاننا فقد احتل في الحال ..ثم رفعت بصري مرة أخرى ..علني أبصر مكان خال وكان هنالك عند فرملة القطار مكانا شبه خال ..ثم نظرت إلي صاحبي هذا ووجدته كذلك يبدو عليه الإحتيار فأشرت إليه فتبعني في الحال لا ينقصنا شيء سوى المسامير والحبال . كان سطح العربة به نتوء في الخشب ومسامير بارزة لكن لا بأس به المهم أنه خال وأفضل من ذلك السلم بكثير.
    لم أسمع إنذار القطار هذه المرة لكن يبدو لي أنه يتحرك فقد تعالت تلك الأصوات..كاح..كيح.. كوح... كاح.. كيح ..كوح ..وأخيرا تركنا بحري في بطء ثقيل.
    مواكب تمر مدائن مطار *** رويدا مهلك قطار الشمال
    ثم بسط زميلي هذا رجليه وتوسد حقيبته لكن حقيقة لا داعي لكي يظل المرء مستيقظا فهذه ليست أول سفرة لي ربما كانت ...
    المحطات هي المحطات لا جديد ولا غريب نعم لا غريب! وبسطت أرجلي وأغمضت عيني، وقبل هذا.. ألقيت نظرة إلي الأمام، فرأيت البشر أكوام ... أكوام منهم من تعود على السطح .. وتخضرم فاستقام ونام، ومنهم من ظل جالس القرفصاء، يتظاهر بعدم الخوف والاهتمام.. والقطار يهتز بعنف ناحية اليمين وناحية اليسار. فتنجذب ناحية اليمين لا تدري أأنجذبت حقيقة ناحية اليمين، أم ناحية اليسار.
    ***********
    صلاح محجوب كاتب وشاعر من مدينة عطبره
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de