محمد على بابكر من الادب للسيلسة

هذا ما كتبه الكيك في البوست الآخر


اقام اصدقاء الفقيد الراحل د. محمد على بابكر الطبيب والاديب تابينه فى قاعة الشارقة فى الخرطوم الاسبوع الماضى وللذين لا يعرفون عنه الكثير اريد ان اضيف قليلا من المعلومات عن سيرته العطرة
تعرفت على الفقيد فى مصر فى فترة الدراسة فى مصر حيث كان يدرس الفقيد فى كلية الطب القصر العينى ..فى شخصه تحس بالشخص الهادىء المتامل الذى يفكر دائما فى اشياء لا يفكر فيها اخرون ..رؤاه لكل قضية من القضايا تنبع من تفكير فلسفى ورغم دراسته للطب تحس بانه اختار الطريق الخطا عندما يتحدث عن الادب والقصة والشعر والتصوف
واهتمامه بالادب دائما ما كان يطغى على دراسته العلمية فسعى مع اصدقائه عادل طيب الاسماء وحسن البطرى وهم من يشاطرونه فى نفس الاهتمام على اصدار مجلة ادبية تحمس لها الفقيد وكان يشرف على تحريرها وتوزيعها على الطلاب الدارسين فى مصر ولم يعجب ذلك الاخوان المسلمين الذين كانوا يتولون امر الاتحاد لان الاخوان بطبعهم لا يحبون نجاح الاخرين ويعتبرون اى نجاح لاحد فيه تهديد لهم ولعرشهم الذى بنوه بالابتزاز والتزوير ..فابلغوا الجهات الامنية المصرية عنه لوضع العراقيل امامه ..فتم استدعاؤه والتحقيق معه وفى جهاز الامن عرف من بلغ عليه وعرف انه رئيس الاتحاد فما كان منه الا والذهاب اليه فى منزله وواجهه بكل شجاعة وتحدث معه حديثا لم يسمعه من قبل من هنا بدا تحدى محمد على بابكر لهؤلاء فى كل شىء فبعد ان كان مهتما اكثر بالادب لتجه بعد هذا الفعل الى السياسة مباشرة وهو يسال نفسة لماذا يفعل هؤلاء هذه الافعال ؟ وقال لى بعد ذلك انه سال رئيس الاتحاد هذا السؤال فقال له لماذا لا تنشرون لعبد السلام كامل فى
مجلتكم وعبد السلام كامل هذا شاعر اخوانى كان يدرس فى مصر الان فى التلفزيون


انتهى كلام الكيك


وهذا ما كتبته انا هناك



لا حول ولا قوة الا بالله

اللهم لا اعتراض في حكمك، ولا نقول الا ما يرضيك، انا لله وانا اليه راجعون
اللهم ارحم محمدا فقد كان محمودا بين عبادك، كان محمود الخلق ومحمود السيرة، كان متواضعا وخلوقا وبشوشا طلق الوجه، كان رقيقا رفيقا في تعامله مع كل الناس

كان مثالا للإجتهاد والجد والبحث العلمي والادبي، بفضله قابلنا وتحاورنا مع حسن طلب وفرج فودة وفؤاد زكريا وخليل عبد الكريم وغيرهم كثير

ويبدو انك أخي الكيك كنت معنا في تلك الاعوام، لقد كان محمد علي مفكرا ومثقفا قبل ان يكون سياسيا، كان يقف في المنبر يفند أقوال تجار الدين الكاذبين بالنصوص والاسانيد، ويسالهم في النهاية سؤالا واحدا: ما هو برنامجكم السياسي؟ ولم يردوا عليه حتى اليوم، لأن مثل محمد على لم يكن يعرف الصراخ ولا المهاترة ولا الشعارات الفارغة. كنت أقول لهم: لو كان الإتحاديون مثل محمد على لحكموا العالم لا السودان فحسب، وكان يأتينا بأشرطة المرحوم الشريف الهندي المناضل حينها ضد طغيان نميري، فيعطينا مزيدا من الالهام والزاد، ويقرأ معنا ولنا كتب حسين مروة العصية على الفهم، ويضحك معنا على طرائف محمد صلاح كنين، الذي كنا نسميه سوكارنو، ويحدثنا عن الشعر والادب وكأنه دارس متخصص لذاك، وبفضله تعرفنا على الفابيين وقرأنا روسو وهوبز ودوركايم، والغريب أيضا: روزا لكسمبورج ولينين

كان جسده الهادئ لا ينبئ بطاقته الفكرية والانسانية الهائلة، ولهذا كان لا بد ان تذوي تلك الشعلة مبكرا ويرحل عنا محمد على بابكر بجسده وتبقى ذكراه العطرة خالدة مخلدة بما قدم من جليل الاعمال وما اسلف من ذكرى عطرة نقية


اللهم اغفر له وارحمه، وزده من فضلك واحسانك كما ينبغي لسعة رحمتك وعظمة كرمك يا كريم، اللهم اجعل منزلته عندك مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا

والعزاء لابنائه وشقيقته الدكتورة مها ولزوجته وعائلته الكبيرة واصدقائه الكثر

انتهى كلامي

وهذا ما كتبه الأخ كوستا


الاخ الكيك
الاخ الصاوى

لقد نعى لنا الناعى قبل فترة وفاة الطبيب الاديب محمد على بابكر فانا لله و انا اليه راجعون .... و نسأل الله له الرحمة و المغفرة و الجنان و ان يكرم مدخله و نزله و يجعله فى عليين

لقد تعرفت الى المرحوم ايام الدراسة بارض الكنانة .... و كنا ندعوه مع رفيق دربه د. عادل طيب الاسماء و معهم حسن بيطرى للتحدث فى الندوات الثقافية و الادبية التى كنا نقيمها فى كليتنا العامرة بالنشاطات المختلفة فى تلك الفترة الزاهية

وكما ذكرتما فان من اخص خصائص المرحوم هو هدوئه التام و الذى يحجب ورائه نشاط فكرى و ذهنى يدهشك عندما تحاوره او يحدثك فى امور و احوال الادب و الشعر

برغم ان السياسة لا تشبهه ابدآ الا ان انتمائه للحزب الاتحادى الديمقراطى هو نوع من انواع هدوء روحه الوديعة ... تشعر انه يمارس تلك السياسة كما يمارس هدوئه الروتينى

نسأل الله للفقيد المغفرة و الرحمة و ان يجعل البركة فى ذريته و زوجته
و انا لله وانا اليه راجعون