|
سيرة مدينة:الذين عبروا كالشهاب/الراحل صلاح محجوب* يتحدث
|
مقدمة أبناء عازة الكرام أنني صراحة وبكل صدق، لا احاول أبدا الدخول هاهنا في نقاش ذا صبغة أيديولوجية أو سياسية مباشرة. بل ربما يكون العكس تماما.أنني أحاول جاهدا.. واكرر "جاهدا" ، وضع الأشياء في مخطط أفضل نوعا ما، وذلك من أقصر طريق إن أمكن ذلك، واضعا أمامي مثلي الأعلى .."لا مستحيل ما بقيت هنالك عزيمة وبصيص من الضوء.. ومادام هنالك هدف نصبو إليه، ولو كان على زوايا وأبعاد الثرى والثريا ". وإذا حدث وخانتني أحاسيسي ، وأعوزتني الموضوعية أثناء كلماتي وعباراتي هذى، فإنني أطلب السماح من بني وطني فلست أديبا، أو حتى كاتب، ولكن ما عساي أن أفعل وأنا أجد ذلك "السودان الأفريقي"الكامن في نفسي يؤثر على أحكامي بل ويدفعني دفعا وأنا أنظر لحالة الأمة السودانية خاصة والشعوب الأفريقية عامة. وإذا كان هناك ملاذ وحيد أهرب إليه، فهو في عزائي النهائي .. ذلك أنني أعيش كباقي أبناء سودان عازه، وكباقي أبناء أفريقيا اليوم.. في جو مفعم بالقلق، في جو شائك مضطرب متوتر" توتر لحد الإنقصاف على الأقل في هذه الدائرة من دورات الزمن""القرن الحادي والعشرون" وما أقول أختاما أم مقدمة وأنا أنظر لمستقبل أجيال نحملها في الظهور. أعزائي فلذات أكباد عازه لقد أصبحت حقيقة أمقت، وبنوع من القرف والاستياء .. موقف التحذلق حيال الحياة على الأقل بمعناها الظاهري هذا ، وطريقة معالجة مشاكلنا الحياتية في الصالونات المريحة وسط الأضواء. فهي حسب اعتقادي الشخصي طريقة تتجاهل المشاكل الحيوية، بل والأنكي من ذلك لا ترى من اللائق بحثها لأنها للأسف الشديد قد تمس الجيوب المنتفخة.. أو العنانات الشخصية. وإذا كان من الطبيعي بعد ما حدث لنا التفرق في زمن مضى وقال القدر كلمته في أبناء عازه وتفرقنا شيعا وأحزاب ونحن في غنى عن ذلك حسب ظروفنا الرهيبة التي نمر بها. وإذا كان ذلك من الطبيعي، وأعيد من الطبيعي !!! وتنافرت القلوب وتلاشى ودها. فإنه ليس لنا وللأمانة ليس لنا، وأردف ليس لنا، وسط هذا الخضم العالمي المتلاطم أن نترك لنزواتنا الهائجة أن تجرفنا بعيدا عن هدفنا إذا كنا حقيقة ومن غير رياء ندعي بأننا نخدم قضية الوطن ومن ورائها قضية الإنسانية الأفريقية. وكما تعلمون أن احتكار الوطنية هو غاليا ملاذ الانتهازي والنفعي الطامع في الوظيفة والمنصب لا أكثر ولا أقل. إن الوطنية وحدها لم تعد تكفي لنا بحق السماء, فإننا نريد شيء أرفع وأوسع وأنبل من ذلك بكثير. ويجب أن تعلموا أحبائي : أن ما حدث لنا في سنوات مضت، من بعض اللذين لعبوا دورا في مصير هذا الشعب لم يكن سوى خضوعا روحيا مستكينا، وإنكار القيم الحقيقة والعدالة في القضية الوطنية. كما أنه قبولا بالزيف المريض المدعوم بقوة مادية أشد بأسا وتعزيرا له، ويا لهم من نسور كواسر من بني البشر. وهكذا رفاقي فإن اللذين خضعوا وخنعوا بتلك الطريقة المبتذلة الرذيلة ، والتاريخ يعيد نفسه هاهنا...فد حطوا من معنويات الأمة السودانية الأبية ومسوا احترامها الذاتي وجرحوا كبريائها، إن كانوا يفقهون ذلك!!. كما يجب أن نعلم أحبائي أن الجلوس والعمل في المقدمة أو المؤخرة شيء، وإنكار الحقيقة والمبدأ وصدق المثل العليا شيء آخر. ويجب أن نحرص أحبائي وأكرر أن نحرص.. أن نحرص ..أن نحرص ..أن لا تكون .. أن لا تكون .. أن لا تكون دفة السفينة الأمة السودانية الأصيلة في المستقبل القريب في أيد ترتجف وتخونها شجاعتها ورباطة جأشها عندما تكون الحاجة ماسة إلى أيد ثابتة قوية عندما يتعلق الأمر بمستقبل الشعوب السودانية. نطق اليتيم بداية ونهاية وطني ***فكانت في الدواخل مثل بذر في طم بلغاء الوطنية.. فصحائها يتلمسون الأماني في بيوتهم، إن لم يكن تحت مضاجعهم ليعدوا فلوسهم! هذا أمر يهصر القلب حزنا إن لم يكن فد شطره نصفين. أستبيحكم عذرا إن لم تفهموني كما أرجو أن تتلمسوا لي عذرا إن أخطأت ***************** عندما يجرفني التيار بعيدا عن هدفي، فمن الغباوة أن أسبح عكسه لكي أرجع لذلك الهدف. لكن !لن يكلف الأمر كثيرا إذا سبحت في أتجاه الشاطي، وبهذا فإنه من السهولة أن أصل إلى هدفي مشيا، أو جريا أو حتى زحفا. لكن أن أواصل السباحة مع التيار فهذا ما يحير حقيقته، وهذا شيء أشد من الخيانة الذهبية. **************** بسم الله الرحمن الرحيم الراحل المقيم صلاح الدين محجوب عمر في سطور. · من مواليد مدينة عطبرة ديسمبر 1960 م. · تلقى تعلميه الابتدائي بمدرسة الجنوبية ـ عطبرة ـ ثم أنتقل بعد ذلك مع والده الذي كان يعمل مديرا بالتربية والتعليم إلى غرب السودان. · ثم رجع إلى عطبرة وتلقى تعليمه المتوسط بمدرسة العمال، أما تعليمه العالي فكان بمدرسة عطبرة الحكومية القديمة. · ثم سافر إلى مصر والتحق بكلية الزراعة جامعة المنوفية بتبين الكوم. للفقيد دور بارز في الحركة الطلابية بالجامعة حتى بخرج في 1984م. · عمل مهندسا زراعيا بالحديبة بالدامر. وكان يقدم برنامج أرضنا الخضراء بتلفزيون عطبرة ـ"حلقات إرشادية للمزارعين". · نال اجازة سنتين بدون مرتب وسافر إلى غرب السودان ثم إلى الجماهيرية الليبية. ثم عاد إلى السودان وقضى حوالي شهرين وسافر مرة أخرى إلى ليبيا. ومن هناك سافر إلى موريتانيا ولم يمكث بها سوي أربعة أشهر ووافته المنية غرقا بالسواحل الموريتانية في 30/11/1996م. · له كتاب باسم : النيل يصرخ في هدير وبلادي** الجرداء تطلب ماء بئر. · وله أيضا رواية لم يتمكن من نشرها نرجو من الله أن يوفقنا لأتمام هذه الرواية ونهديها إلي روحة الطاهرة. " اللهم نسالك أن تتقبل صلاح الدين القبول الحسن وتشمله برضاك وغفرانك وتنزله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا". آمين يا رب العالمين.
|
|
|
|
|
|