دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك ...
|
الاعزاء في البورد , كل التحايا , كنت قد نشرت هذه الكتابة علي موقع سودانايل , الان هي لكم جميعا اينما كانت منافيكم ... هذا مع خالص تحياتي .
نحو ميرفت والسمندل أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك ...
مدخل أول: آية الهارب في الارض / أقداره / أسوار .... ( عاطف)
مدخل ثان: " أنك لا تدخل المدن , ولكنك تغوص في أعماق ذاتك بحثا عن صور المدن في خيالك " ( الطيب صالح) .
ألي السمندل (نزار عثمان, الي عبد العال السيد وعبد الله جعفر , الي اسامه الخواض ومحمد محمد خير ( هل تذكرانني ؟) , الي اشراقه مصطفي والي ميرفت نصر الدين : رفقاء غياب ورحيل , وحاملي قلوب أوهنتها صنعة الشعر , وأفسدتها يد الترجمة – علي قول عاطف .
أيها الاصدقاء , ويا للاسف , ان هذا الوطن الذي تتحدثون عنه يا اخوتي قد قد من دبر . وماذا تستطيع الكتابة . بل وماذا بيد الشعراء أصلا. وهل كانت الكتابة غير الملاذ الاخير من ضجيج الكلام ؟
سلام عليكم في منافي البعاد المنتقاة غصب الروح , سلام عليكم , سلام يمزق نياط القلوب التي تحملون , أعني القلوب الخائنة التي ما انفكت عند الرذاذ تخادعكم بان رائحة الدعاش أكثر جمالا , وعند سقوط الجليد تنكأ فيكم جروح الحنين الي كتاحة وغبار , ويا بت بيوت الهجعه كيف و غبار شوارعك ماشي وين زقاق يفتش في زقاق كتمه وضلمه وانعتاق ..... ( عاطف خيري ) ثم ها انتم أولاء تتساءلون وتبحثون عن بلاد اضطررتم للخروج منها غصب العين فاذا هي تتمدد فيكم ملء الروح وملء السمع وملء البصر . أيها الاصدقاء : لقد استحال الوطن طيفا بصريا وحلما لن يعود . ويا ميرفت نصر الدين يا آخر العاشقات الصابرات , انا ايضا سأشارك اشراقه واقطف وردة حمراء من اجلك والسمندل , لكن ذلك لن يفيد : أذ ستخبرك الوردة الحمراء بما لا تودين سماعه عن تواريخ الذبول , او أنها ربما تراك كما وردة محمود درويش : وتري الناس كما يري الناس الزهور بلا حكايه واذ ان الواحد منا لا يدخل المدن بذاتها علي رأي الطيب الصالح , بل يبحث عن صورته المتخيلة لها , فان السودان الذي في ضمائركم ليس السودان الذي نحياه نحن هنا . نحن الذين نزداد قبحا وعنصرية كل صباح ويدفننا غبار الذكريات اكثر مع كل شروق شمس لا نعيش هذا السودان الذي تتحدثون عنه وتكتبون , لسبب بسيط أيها الاصدقاء : انه لم يعد موجودا الا في منامات الحالمين. عصر الثلاثاء الرابع من اكتوبر المنصرم ( أكتوبر الاخضر – أليس كذلك ؟ ) كنت – أنا الموقع أدناه – مارا قرب مسجد الخرطوم الكبير , تذكرونه دون شك , حسنا : لقد تمت صيانته واقيمت فيه دورات مياه مسبقة الدفع , اي هناك متحصل للجباية , الشاهد أنني كنت مارا وتصادف ان كانت هناك حمله علي الباعه بتلك المنطقة , نالني ما نالني من الضرب علي أيدي العساكر . هكذا . هل أطلت عليكم ؟ حسنا ,ابحثي عن مثل ذلك في فيينا التي تشكين قسوتها يا اشراقه مصطفي وفي كندا التي تتضجر منها يا محمد , ابحثوا عن مثل ذلك يا اصدقائي في كل منافي الدنيا , اعني ان تكون معرضا لمثل ذلك كل لحظة . حسنا , اليوم التالي تقدمت بشكوي لشرطة الولاية , وكعادة المثقفين كنت حالما بما يكفي , لقد كتبت لهم : الموضوع : اعتداء علي مواطن . بقية القصة والمساسقة لا داعي لها . خلاصة الامر أنني لم أصل لشىء . قال لي احد العساكر : يا زول دا موضوع عادي , انت ما عندك شغله ولا شنو ؟ سيدتي سلمي لي علي فيينا وعلي ليالي الانس في فيينا , ليالينا هنا لا تسألي عنها , ليالي بعد الظاعنين شكول طوال وليل العاشقين طويل يبن لي البدر الذي لا اريده ويخفين بدرا ما اليه وصول ..... بالمناسبه , هل تقطع الكهرباء عندكم في فيينا ؟ لا تزا ل تفعل ذلك عندنا , بل انها صارت بالدفع المقدم , الناس هنا يسمون ذلك الكرت بالجمره الخبيثه , لا تزا ل بالناس اذن روح الفكاهة والتندر . انما هم يفعلون ذلك كي يتمكنوا من قضاء ساعات ايام موتهم البطيء المؤكد . فلماذا اذن لا تطلب الحاجه فاطمه بائعة الكسره حق اللجوء لدي ال UN بالقاهره ! وصباح الخير يا عامل التنظيف . أنا وليد يا اسامه الخواض – أنا يوسف يا أبي – يا اسامه الخواض يا ايها المشاء . اين انتهت بك المنافي يا تري ؟ يا لقلوب الشعراء . الخرطوم لم تعد هي الخرطوم يا اسامه , شارع القصر لا يزال موجودا وحديقة القرشي وشارع النيل ولكن الخرطوم لم تعد هي الخرطوم يا اسامه . عن أحوالنا نحن , فقد كبرنا .و لقد كبرت الحاجه زينب والدة عمر وعلي ابو راس حتي انها اصبحت تصدق ا لتلفزيون في هذا الزمان , تقول لي ان هؤلاء الناس الدينين – تعني المتدينين- لا يكذبون . يا لجدتي المسكينه . هل تذكرتني الان يا اسامه ؟ اجل , ذلك الطفل الذي اسعدته الايام بمعرفتكم ايام كنتم " المغنين المطاليق " علي قول القدال , ولكنكم أشقيتموني بعدها بجرثومة الثقافة وحب هذا البلد , فانظروا ما جنت اياديكم . ثم او لست انت القائل ذات قصيدة : أنا لست رامبو كي أرى وطني سرابا / ولكني أنا المشّاء أحمل وردتي الخرطوم من منفى ًالى مبغىً, / وأصرخ: انها الخرطومُ, تركض في مسامي, / وانتصاري, / وانكساري ؟ فتحمل اذن. أقول ان الاشياء تغيرت ايها المشاء , لا تحاول العودة , اذ لن تجد البلاد التي تظن ولا الناس الذين تحن . لقد سافر عمر ابو راس الي السعوديه وسامي سالم الي القاهره ومامون العجيمي الي الامارات ومحمد محمد خيرهناك في كندا يسب بردها ويغازل الخرطوم – يبدو أنه نسي ايامه فيها , وعادل القصاص وعبد الله بولا لا ادري اين انتهت بهم المنافي . وذهب خطاب حسن احمد الي كندا هو الاخر , اما المقداد وتماضر شيخ الدين فهما الان بالولايات المتحده , قرات قبل فترة لقاء لها بالايام وقيل انها كانت هنا , لم تجد المدينة التي ارادت فصارت ترد كل شيء الي : من زمني الخاين . وسمعت ان آسيا ربيع في لندن , قبل ذلك مات الجميل العميري. لم يبق غير الخال علي ابو راس والقدال محمد طه . لقد افسدتكم جرثومة الترحال ايها الاصدقاء حتي انكم لن تجدوا الوطن مرة اخري , ونحن الباقون هنا افسدتنا جرثومة الضجر حتي اننا صرنا لا نحس الوطن . لم تعد هناك" ايام مفتوحه " يا اشراقه مصطفي , كل اليام مغلقة علي حزننا المقيم , فالحزن لا يتخير الدمع ثيابا كي يسمي في القواميس بكاء ..... ( الصادق الرضي ) ولا شيء مفتوحا سوي جرحنا الابدي مفتوح علي صديد الشارع المجروح بالدبابة والنشيد الملتبس . والعشاق الجدد تلهمهم افلام شامي كابور ودهرمندرا وروايات " زهور " واشياء اخري كثيره ومفيده – علي لغة اهل الدلالات , رغم ذلك يا ميرفت ساشارك اشراقه واقطف وردة حمراء من اجلك والسمندل , اقله لاجل هذا اليقين الجميل لديك تجاه الوطن . يا صديقتي العزيزة : فلنواجه الحقيقة : ان هذا الوطن في طريقه الي الزوال , والحقيقة انه قد زا ل فعلا بوصفه التخيلي , ما علي الارض ليس سوي قطعة ارض قسمتها يد الجغرافيا , ماذا سوف يفيدنا ذلك بينما , عطبره لم تعد موئلا للمصادفات ا لجميله مثلما قال الولد الجميل عاطف خيري . آخر من ظننته سيهاجر هو عاطف خيري , اخبرني اسامه عباس انه قد وصل وحط رحاله اخيرا باستراليا . فتاملي , اظنه خاف من الدود : تعابتك علي رغبة في الرحيل فانظري الي دود يقود العتاب احترسي من الدود يا ميرفت وابداي حزم الحقا ئب . اما الايام المعلبه والايام المغسولة بالبرد والمطر التي يتحدث عنها عبد العال السيد فلا تخافيها , هي بالقطع أكثر رحمة من الايام التي استانستها حتي انك لا تشعرين . لا تصدقي ان ما نمارسه هنا هو الحياة , فلتدفني ذلك التفاؤل البليد في مقبرة الذكريات , لا تصدقي غير اتجاه القلب , كذبي حتي اتجاه البوصله , واستمعي لنزيف خالد حسن بشير وصدقيه وتابعيه : فلنرحل الان بعيدا عن بلاد الطين عن هذي المهازل فلنرحل الان بعيدا عن بلاد لا توفر للمساء قصيدة ابدا ولا ترعي سنابل يا لخيباتنا المقيمة ويا لبؤس مآلاتنا ... فلنرحل الان ولندعها تحترق عال وسافل تحياتي الي منافيكم وزنزاناتكم الجميلة , منافيكم ا لتي تتزين بالبهارج والنيون ولكنها تحاصركم بالحنين وبالعطاش الي المحبة , المحبة التي تظنون انها لا تزال بانتظاركم . ايها الموبوءون بالاقامة في منافي البهاء : لقد ماتت المحبة, لم تعد المحبة التي تعرفون , لم تعد والمحبة تعرق علي مهلها فوق طلح حنون ...... ( عاطف) في احدي قري القضارف , هناك قرب اثيوبيا , في ضواحي الدنيا , وكنا برحلة عمل – سأل احد الاصدقاء احد مسني تلك المنطقة عن عرق المحبة : يا ولدي عرق المحبه يا هو جيبك دا . أجاب الرجل . ايها الساخطون علي حال منافيكم , لا تصدقوا هذا الحنين حين يدخلكم من شرفة القلب ثم ينسرب فيكم كما حمي الملاريا : بطيئا بطيئا , او صدقوه , ولكن لا تطاوعوه , فانتم و يا للاسف , لن تستطيعوا اعادة الحياة لتلك الذكريات , ذلك انك لا تعبر النهر مرتين , فالمياه التي عبرتها بالمرة الاولي ابدا لن تعود , النهر باق ولكن المياه لن تعود . اما نحن , فاتركونا لوجعنا المقيم , لاحزاننا , لزحام المدينة و ازدحام القلب بالهم , اتركونا لحالنا الي حين ترضي بنا المنافي فنرفدكم بالحكايات وبالذكريات ا لجديدة عن بلاد وعن وطن كان لنا , عن حنين سيج القلب وعصافير حطت في ما تبقي لنا من دم , اتركونا لعصافير عثمان البشري تفعل بنا ما تشاء: سيجتني الطيور الخفية يا عائشة كنت اقصد ان الطيور استباحت نسيج دمي ولست املك صبحا لها كي تعلق في حبله صوتها حين تدخلني هذه الغربة الشارده ..... سلام عليكم في منافيكم يا اصدقائي الذين لم ارهم و لم اسمع بهم غير عبر فضاء الانترنت , ياله من زمان ويا لها من عولمة , سلام عليك يا ميرفت وانت تعانين وجعا اعرفه ويعرفني , سلام عليك يانزار يا مسكين , لا فرق الان بين الوطن البيت والوطن الشتيت , سلام عليكم وشكرا جميلا للتكنولوجيا , أجل , سلام عليكم في منافيكم ايها السودانيون اينما كنتم , في بلاد النفط حيث ينكرون عليكم عروبتكم المدعاة وينادونكم بالعبيد , او في بلاد الفيزا كارد تحملون هم تربية الاولاد وتخافون عليهم ثقافة ا ل Boy-Girl friend , سلام عليكم في قبوركم المزينة بالورود وبالبنفسج , وا لي حين ترضي بنا المنافي , نحن الباقون هنا, قابعين في وجع كبير يسمي الوطن , اقول لكم , سلام عليكم , وتصبحون علي وطن!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: وليد)
|
الاخ اساسي , تحياتي , والله انا ذاتي باسمع معاك , لكن بكره اجمل ..
العزيز عبد الله جعفر , ياخي شكرا للترحيب الجميل وبالتاكيد يسعدني ان اكون معكم , ودي فرصه اشكرك علي القصيدة الرسلتها لي في الايميل .
ويا دقنه خلينا نقول بكره اجمل ...
سيرينادر الجميل شكرا للقصيده , وكما تري - كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ...
انور عقد الجلاد وتماضر ح ارجع ليكم تاني لكن مبدئيا خلينا نقول مع عبد الرحيم ابو ذكري : كلما نمنح الارض من قلبنا تصبح الارض منفي لنا ولاشواقنا
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: هدهد)
|
وليد لماذا جئتم كلكم هكذا دفعة واحدة و_ فى هذا الوقت _ لتوجعوننا ايما وجع قدركم أن تعيشوا غربة الوطن وانتم على ترابه وقدرنا ان نحمله على ظهورنا المحنية ونحن نحلم بالوصول الى مشرعه (الفسيح) ، لا نحن ، ولا انتم نشعر بوجوده ، هو _ كما يخيل لى _ وطن متخيل ، وطن مغموس فى دم احلامنا انه حلمي حلمك حلم تماضر والموصلي حميد ومحجوب والصادق وعاطف ومحمد محمد خير _ بالمناسبة هذا الاخير عاد ، التقيت به فى الرخطوم _ يبدو ان الحنين هدّه فعاد انه الحلم الذى كان يرسمه مصطفى ومات بعيدا عنه هل تكون مصائرنا كلنا كمصيره نحلم به ونموت بعيدا عنه؟ الم يغني وردي (نازفا فى اعماقنا ) ذات يوم وعنك بعيد انا ابيييييييييييت الرحيل وبيك اعتزاز الصباح الجميل لماذا يا وليد كلما استمع لهذا المقطع من وردي تنتابني حالة بكاء مرير واحرص على اخفاء دموعي عن الناس؟ هل تعرف .. ادمنت سماع مصطفى ووردي وحدي ، انطلق بعربتي فى الشوارع ليلا لاستمع اليهما فقط و... احزن تعرف .. اعرف عدد من المبدعين العراقيين ، وجدت حزني يشبه حزنهم على عراق مسلوب منهم ومطرودين منه لكن الرصافة والكرخ والسماوة لم تسقط من ذاكرتهم الآن انا اتمني زيارة السماوة فى العراق لأتيقن من ذلك الجمال الذى جعل الشاعر يحي السماوي غير قادر على مسك دموعه امامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: خالد عويس)
|
العزيز خالد تحياتي العطرة ,
ثم هل داخلك ذلك الاحساس الممض بالاسي ؟ نعم الاسي , اقول الاسي ولا اجد كلمة اخري تصلح . يدخلك ذلك الاحساس حين تهبط بك الطائرة علي ارض طالما حلمت بها في منافي الغياب , فاذا بها الان وانت عندها اكثر بعدا منك من اي وقت مضي!
بعض ذلك يحدث لك حين تخذلك الخرطوم وانت تنظرها من نافذة الطائرة بالاعلي : ان كان الوقت ليلا سوف يغمرك الاسي علي البلاد المظلمة التي تتجمل ما استطاعت دون جدوي , وان كان نهارا فالصفار في مشاهد البيوت, في مدخل المطار- بل وفي وجوه الناس سوف يفعل فيك ما هو اكثر من الاسي .
لم نات لنوجعكم يا خالد , لم نقصد ذلك اصلا , انما نحن هنا نعيش وجعنا اليومي , في صباحات المياه والكهرباء القاطعه , في هجير الشمس اللافحه , في زحام المواصلات , في المستشفيات وما ادراك ما المستشفيات ...
تقول لي ان العراقيين يشابهوننا ؟ حسنا , دعني اختم هذه الكتابة اذن ببعض الابيات لشاعر عراقي غاب عني اسمه الان :
لا انظر من ثقب الباب الي وطني لكن من قلب مثقوب ....
لك ودي .
الولبد محمد الامين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: وليد)
|
- عودوا لتروا بام أعينكم أن قراركم بالهجرة كان صحيحاً مئة بالمئة ولتعودا وتمتطوا الطائرات مرة اخرى الى هجرة بيقين نهائى. هكذا تحدث الشاعر و الكاتب الدرامي هاشم صديق في الحوار الذي اجرته معه الاستاذة احلام في مجلة مشاعل الالكترونية الاخ وليد هل حكم علينا ان نكون في مقام الكائن العابر ـ عابر في مكان عابر في زمان عابر؟ علي كل اراقب حالي منذ زمن ليس بالقريب فوجدتني اخلط بين الاماكن في الاحلام كأن اكون ماشيا في شارع الاسبتالية بكادقلي و فجأة اجدني ادلف منه الي شارعHunt club بمدينة اتاوا التي اقيم بها و هذا الخلط في الاماكن مصحوب بخلط كثيف من الشخصيات كأن اراني انا وامي نتسوق من متجر Walmart ونستغل بص ناعم من محطة Southkeys لنصل كنتين الملكية هل تري ذلك سببا قويا كي افكر في تفاصيل العودة؟ و اتذكر صرخة صديقي عادل القصاص الشعرية انا مضرج بالعودة مع هميم الود وكثيف التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: Yahya Fadlalla)
|
منذ ذلك يا وليد وددت ان اكتب اليك سوى انني جربتُ السفر وانشغلت بترتيب عيوني على يد الجراحين في قاهرة المعز لك الود كله والاحترام *** الوطن ليس ملمحا للفرادة فحسب هو عصب وجودنا الذي تشي به حتى سحناتنا وألسنتنا وتقاليدنا المترجرجة يسافر واحدنا فلا يجد بدا من حمل السودان ضمن متاعه ضمن لهجته ضمن حلمه الخاص ... في مرة انفعل السمندل وقال لي : هذا المليون ميل مربع ما عاد يمثل لي اكثر من خمسمئة متر هي حوش بيتنا لكنه سرعان ما استدرك : لا تصدقي وجعي .... اننانتوجع لأن اشياء كثيرة تخص البشر تغيب عن دنيانا في الداخل ولكن تأمل يا وليد في حال هؤلاء المهاجرين قلّ ما تجد واحدا منهم سافر برغبة مترفة الضجر والمضايقات والعوز تتكالب كلها وتدفع بهم الى المنافي لكنهم لا يتعبون من حمل السودان على ظهورهم ــ كما السلحفاة ــ على قول ليلى بنت الدامر ويحثون الخطى نحو بيت الحياة الذي لا يموت ... سأعود اليك يا وليد واواصل فقط سأمنح الفرصة للذين مسّهم حرفك النبي ليكتبوا اوجاع رحيلهم ليسجلوا مؤاخذات السفر وليحفروا بإزميل الوجع الفريد توسلاتهم التي اختصرها ذات يوم محجوب شريف وعنك بعيد ابيت الرحيل ... الاب محجوب هو الوحيد الذي اوفى بالوعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيها المشردون في منافي الغياب : لا تعودوا , فالحق أن الوطن لم يعد هناك (Re: azza)
|
العزيز الاستاذ يحيي فضل الله تحياتي وأظن ان ذلك هو بالفعل ما قد حدث : لقد تحولنا الي كائنات عابرة, فلا نحن هنا ولا نحن هناك , ولا الوطن هنا وجدناه ولا في المنافي التقيناه , وبعض حالة العبور هذه فيما اظن حولت الوطن الي حالة : لم يعد الوطن قائما في ظرف المكان ولا هو حاضر في ظرف الزمان !! نخرج منه فنكتشف انه اكثر جمالا ونعود اليه فلا نجده , ذلك ان حالة العبور لا يستقيم معها الثبات واليقين : كائنات عابرة , في بلاد عابرة , عل الامر كله لا يخرج عن كون انه حلم عابر !! ثم دعني اهنيء السيدة والدتكم بالتسوق من متجر ولمارت وتسكعها في المحطات ذات الاسامي الاجنبية , ذكرني ذلك بما قاله لي أحد الاصدقاء في المنافي , كنا نتسكع في شوارع تونس العاصمة يومها حين انتبهنا للصف القصير لدخول السينما : كان في الصف عدد من النساء كبيرات السن بالبناطيل والقمصان الخفيفة والتشوق لمشاهدة الفيلم المعلن عنه في غير مكان , عند ذلك انتبه ذلك الصديق وقال لي ان امه ستكون قد انفقت عمرها كله وستموت دون ان تكون فكرت حتي بدخول السينما , ذلك حالنا كلنا , فنحن نمارسالحياة بطريقة اخري , نحن العابرون . حسنا , لقد تحول المشهد كله الي عبور في عبور , غير انه ويا للوجع عبور في الشقاء .
العزيزة ميرفت حسنا فعل السمندل , اعني بذلك قوله لا تصدقي وجعي , فهذا المليون ميل مربع ويا لوجعنا _ يحتل في داخلنا ما يزيد عن كامل مساحة الكرة الارضية , بل وكامل الكون . وجع السمندل يا صديقتي , وجعي , ووجعك ووجع الملايين الذين لا يعرفون حتي بانهم موجوعون انه ما من مرفا لهذا النزيف , حتي اذا ما خادعتنا المواني بالبهارج والنيون اكتشفنا اننا لا نشابه هذي المواني او هي لا تشابهنا . وجع القصيدة - وجعنا الاكبر , ان الاشياء لم تعد هي الاشياء . انما لك ودي واعترافي بالوقوف احتراما للحروف الندية .
العزيزة عزة و قديما قال الشاعر : ان البكاء هو الشفاء لما بين الجوانح من جوي .....
فهل فعل بك البكاء ذلك ؟
وليد.
| |
|
|
|
|
|
|