|
يا تري من وزراء النظام ..كتب رسائل التهديد لأعضاء مجلس الأمن
|
يا تري من الذي كتب رسائل التهديد لأعضاء مجلس الأمن
رسالة مكتوبة تم توزيعها بخفاء في أضابير مجلس الأمن ، تحتوي علي نوع مبطن من التهديد ، كل من يذهب إلي دارفور بجيشه وشرطته يعتبر عدواً للسودان وغازياً لبلد إسلامي في عقر داره ، الغريب ليس محتوي الرسالة الباهت الذي يدلل علي تصدع دبلوماسية الإنقاذ ، بل المثير للعجب تماماً أن هذه الرسائل كانت بلا توقيع يشير إلي شخصية الكاتب ، وكأن كاتبها يعمل حساباً للعواقب ، وقد أثارت هذه الرسائل ردة فعل غير متوقعة داخل مجلس الأمن ، وقد كان السيد/بولتون محقاً عندما وصفها بأنها عمل غير مسبوق ، السفير اليوناني في الأمم المتحدة قرأ الرسالة التي وُجهت لبلاده فقال : ليس فيها جديد ..إنهم يكررون ما يقولونه سابقاً ، أما سفير اليابان فقد أكد للمندوب السوداني بأن لغة الرسالة غير لائقة وعدائية .أما السفير جون بولتون فقد تملكه الغضب الشديد وأعتبر أن هذه الرسالة تنطوي علي تهديد واضح لأعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر ودعا لعقد جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الأمن لمناقشة هذا التهديد ، هذا التصعيد وانتقال لغة الوعد والوعيد من الساحة الخضراء بالخرطوم إلي مقر المنظمة الدولية في نيويورك خففت منه حكومة الخرطوم بطريقة فيها الكثير من فقدان ماء الوجه ، ذهب السفير السوداني إلي مقر الإدارة الأمريكية لشرح وجهة نظر حكومة الخرطوم :هذا الرسائل لا تعكس عن حقيقة موقفنا ، نفس الرد تلقاه السفير جون بلتون من سفير السودان في واشنطن ، لذلك تسّرع السفير الأمريكي وأعتبر أن حكومة الخرطوم قد تنازلت عن ما ورد في الرسائل ، لم تنتهي الأزمة بعد ، سفير السودان في الأمم المتحدة السيد/عبد المحمود عبد الحليم أصر علي ما تمسكه بالرسائل ، وأعتبر بأن ما ورد فيها ليس تهديداً لأحد ...فكيف تسكت علي من يدخل بيتك من غير إذن ويهاجمك في فراشك ؟؟!! هذا هو التبرير صاغه السفير عبد المحمود عبد الحليم في وجه الذين فسّروا رسائله بأنها رسائل تهديد ، وبما أن هذه الرسائل وجدت رواجاً وخلقت ضجةً غير مسبوقة إلا أن بقاء اسم كاتبها مجهولاً ظل لغزاً يحيّر الجميع ، مثله ومثل لغز قتلة الأستاذ/محمد طه محمد ، فهناك من يقول أن هذه الرسائل كُتبت في الخرطوم و في خارج فضاء القنوات الرسمية وطُلب من السفير السوداني في الأمم المتحدة توزيعها علي بعض ممثلي الدول الإسلامية والأفريقية والتي كان من المفترض أن تسهم في تشكيل قوات الأمم المتحدة المعنية بحفظ الأمن في دارفور ، ومن كتبها حرص علي أن يجعلها من غير تذييل حتى لا يقع في الحرج ويتعرض للمساءلة ، وحتى السفير السوداني في واشنطن وقع في نفس خطأ جون بولتون عندما تسّرع وأعلن بأنها لا تعكس موقف حكومة الخرطوم الرسمي ، هذه الأزمة كشفت حجم الهوة الكبيرة بين من يتخذون القرار في الخرطوم وبين من يقرؤونه في نيويورك ، وتكشف أيضاً أن الإنقاذ تمارس الدبلوماسية بمنهاج (trial & error) ، لذلك تتبنى الحكومة موقفاً متصلباً في بادئ الأمر ثم تلجأ للرجوع عنه لاحقاً ولكن علي لسان مسؤول آخر ، الدكتور الزهاوي إبراهيم مالك بصفته وزيراً للإعلام رفض القرار الأممي رقم 1590 ، لكن النائب الثاني /علي عثمان طه عاد ووافق عليه وأعتبر أنه فيه الكثير من الإيجابيات ، قام الدكتور علي أحمد كرتي بكتابة رسالة شديدة اللهجة موجهة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الخرطوم ويطلب منها الخروج من السودان ، هذه الرسالة نُشرت في الصحف اليومية ..لكنها كانت موقعة باسمه كوزير دولة بوزارة الخارجية ..، ومع أن هذه الرسالة كان مصيرها الرمي في سلة المهملات بعد تمسك الإنقاذ بحبل قوات الاتحاد الأفريقي ..إلا أن رسائل نيويورك كانت بلا اسم أو توقيع !!
سارة عيسي
|
|
|
|
|
|