|
صلاح أحمد إبراهيم ومعسكر الدفاع الشعبي بالقطينة
|
الدكتور /محمد إبراهيم الشوش ، والدكتور إبراهيم دقش ، والأستاذ /عبد الباسط سبدرات ، هناك أكثر من خيط يربط هؤلاء السادة مع بعضهم البعض ، إذا استثنينا انهم من أبناء الشمال النيلي ، فهؤلاء كان يُطلق عليهم ( شلة الأنس ) في فترة الستينات ، حيث العربدة واللهو ومعاقرة ( الراح ) في حي المقرن . عندما وطئت قدمي أستاذنا الكبير الطيب صالح أرض مطار الخرطوم ، بعد أن ولج عن طريق صالة كبار الزوار ، شعرت أن الذي أتي للسودان ليس الطيب صالح الذي عشقنا كتاباته ، وهمنا بما نسجه من شخصيات مثل الزين ومصطفي سعيد وبنت مجذوب ، فالذي عاد إلينا هو الطيب صالح ( الشمالي ) إن صحت هذه التسمية ، فإن كان حملة جوائز نوبل في العالم الغربي قد تضامنوا مع أهل دارفور ، فإن الطيب صالح كان زاهداً في هذه القضية ، ومخادع من يزعم أن الطيب صالح لا شأن له بالسياسة ، فكتاباته في الصفحة الأخيرة في مجلة ( المجلة ) أيام غزو العراق للكويت لم تخرج من مستوعب السياسة . وآخر نصيحة قدمها للرئيس العراقي صدام حسين أنه طلب منه التوجه جنوباً نحو البصرة ، حيث منتجع حلم الإنجليز وعفوهم عند المقدرة ، فالطيب صالح يري أن الإنجليز متسامحين أكثر من الأمريكان ، فإذا وقع صدام في يدهم فسوف يبجلوه ويحلقوا له شعره ولحيته ، وينفضوا عن شعر رأسه القمل والبراغيث ، بعد أن يغذوا شعره بهيد أند شولدر ، ويمنحوه بدلة إيطالية واسعة وربطة عنق حمراء ، تزين صدر طاغية العراق . ولله الحمد والمنة أن صدام حسين لم يعمل بهذه النصيحة المغشوشة ، ولو ذهب صدام إلي جنوب العراق لقطعته مليشيا بدر بزعامة عبد العزيز الحكيم ، و البريطانيون ليسوا أرحم قلباُ من الأمريكان كما يظن أديبنا الكبير ، فلبريطانيا أسري في خليج غوانتامو عجزت عن تحريرهم من قبضة السجان الأمريكي . ولكن هناك من أبناء الشمال النيلي من سبق الطيب صالح في التزلف للإنقاذ والأكل من موائدها فإليكم هذا اللقاء الذي أجرته مجلة الملتقي في أغسطس عام 92 من الأديب صلاح أحمد إبراهيم الملتقي : هناك معسكر دفاع شعبي يرقد علي خاصرة القطينة الشمالية ما هو تعليقك ؟؟ المرحوم صلاح أحمد إبراهيم يجيب : معسكر علي خارطة القطينة من أكثر الأشياء التي أسعدتني ، هذه بلاد غنية ومحسودة ، وعندي إحساس بأنه إذا مرت مائة عام علي ذكري اتفاقية الحكم الثنائي بعض الناس قد تسول لهم أنفسهم بالعودة ، مستعينين بالقوى العالمية التي تريد إعادة ترتيب المنطقة ، إذاً قد يُنادي بالدفاع عن بلادنا مرة أخري ، وعلينا أن نكون علي استعداد دائماً وهذا هو رأي في هذا المعسكر .. وقد تبرع الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم بخمسة آلاف دولار لصالح الدفاع الشعبي ، وقد هللت الإنقاذ لهذا التبرع ونشرته في الصحف ، واعتبرت أنه ثمن توبة الأديب الذي عاد من غابة الشيوعية إلي جنة الأخوان المسلمين .
|
|
|
|
|
|