روضة الحاج لخضر عطا المنان : والدي جعلي قح بدوي ..وأمي من كردفان وليس من دارفور

Quote: لا فرق بين أهل كردفان ودارفور

Quote: في حوا ر مع (روضة الحاج): اسلامية أنا .. وانتمائي الفكري أكبر من الانقاذ!!! حوار : خضر عطا المنان / أبوظبي [email protected] روضة الحاج شاعرة مجيدة دون شك .. وقد انقسم حولها السودانيون – وربما العرب أيضا - وذلك منذ ورود اسمها ضمن مجموعة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة من شعراء السودان وشعراء عرب آخرين بلغ عددهم في المرحلة الاولي لهذه المسابقة 300 شاعرا وشاعرة من بين 4500 ولكنهم تساقطوا واحدا واحدا حتى توقف العدد عند الخمسة منهم السباق الذين تسابقوا نحو منصة التتويج لامارة الشعرا ء بباحة فندق ( شاطئ الراحة ) الواقع على الطريق بين أبوظبي ودبي وذلك يوم الجمعة المصادف السابع من ستمبر الجاري .. وقد كنت أنا حضورا في تلك الليلة وسأكتب عن تفاصيل ما جرى لاحقا . بين ردودها على أسئلتي و(اعتذارها الصريح !!) على بعض منها ومحاولتها الالتفاف على بعض ثالث .. كانت حصيلة حواري معها على النحو التالي : دعينا أختي( روضة ) نبدأ بسؤال ربما يكون تقليديا وهو : من هي ورضة الحاج ؟؟ ومن أي الفضاءات جاءت ؟ . أولا أنا سعيدة بلقائك أخي (خضر) وشاكرة لك كثيرا على هذه المبادرة المقدرة منك .. وعبرك أحيي كل أبناء وبنات بلدي في أي بقعة كانوا . أما في اجابتي على سؤالك فاني أقول لك : روضة الحاج واحدة من عاشقات السودان .. امرأة عادية مثل كل النساء في وطني .. تقاسمها النخل والقمح والأبنوس وقامت على النيل مياسة من لبخ يستريح بها المتعبون ويأوي الى ظلها الفقراء .. سودانية تعتز جدا بسمرتها وبانتمائها لهذا الوطن الجميل .. تحاول أن تجد لها مقعدا للمرأة السودانية على خارطة الوطن العربي الكبير . أما من أي الفضاءات جئت .. فأنا من ذلك القطر القارة الذي لم يعرفه الناس حتى الآن كما يجب أن يعرف .. ذلك البلد الذي صنع ثقافة خاصة لا تشبه الا نفسها من خلال التعدد العرقي والقبلي والثقافي والاتساع الجغرافي . وهذا سؤال تقليدي - سيدتي - أردت عبره فقط الاتكاءة على تلة من وادي عبقر : ماذا يعني الشعر لديك ؟ الشعر عندي هو الحياة .. الحياة بحلوها ومرها وكل تفاصيلها الجميلة وغير الجميلة . هل تتابعين ما يكتب عنك قدحا ومدحا ؟ وماذا تقولين لهؤلاء وأولئك ؟ . من حسن حظي أنني موضوع للحديث .. فأنا لا أدعي تلك المتابعة اللصيقة بعالم الانترنت .. أفعل ذلك أحيانا .. ولكن لا طبيعة عملي ولا ظروفي الأسرية تسمحان لي بالمتابعة الكاملة ... ولكني – في كل الأحوال – شاكرة لهؤلاء وأولئك .. فالمادحون أحييهم لأنهم يحاولون أن يروا الجزء المليئ من الكوب .. وأشكر أيضا القادحين لأنهم ينبهونني أحيانا الى بعض ما يجب أن أنتبه اليه .. الا أنني أرى بعض التحامل من هذه الفئة الأخيرة غير المبرر وكذلك خلطا للأوراق .. وأنا عموما لا آرى ان هناك من يمكن أن يجمع عليه الناس .. ولو تأتى ذلك لأحد لتأتى لسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد ( صلعم . كيف وصلت الى هذه المرحلة المتقدمة في مضمار السباق من أجل امارة الشعراء ؟ برنامج أمير الشعراء – كأكبر مسابقة للشعر العربي الفصيح – تم الاعلان عنه عبر الصحف والانترنت .. وكما قلت لك فأنا أحيانا أقلب مواقع الانترنت .. وبمحض الصدفة وجدت الاعلان عن هذه المسابقة في موقع ( وكالة أخبار الشعر العربي ) وكانت الشروط بالنسبة لي سهلة وميسرة وهي : أن تكون القصيدة بالعربي الفصيح تفعيلا أو عموديا وأن يكون المتسابق ما بين 18 و 45 عاما من العمر.. فكلفت احدى صديقاتي باختيار قصيدة من أشعاري وارسالها .. وقد فعلت . وبناءا على ذلك تمت دعوتي الى دولة الامارات من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أسوة بزملائي الشعراء ممن انطبقت عليهم تلك الشروط .. وجرت التصفيات تدريجيا حتى وصل العدد الى ستة كما ترى من 300 شاعرا كان هناك . عندما وصل عددنا الى مرحلة ال 35 لم يكن معي أحد من السودانيين .. ولم يكن الأمر سهلا .. وذلك ما زاد من ثقل المسؤولية علي دون شك .. وقد وجدت دعما قويا من اخوتي واخواتي السودانيين والسودانيات من داخل وخارج الوطن ومن غيرهم أيضا .. وهو دعم أعتقد أنه يكفيني مئات السنين !!!. هل أنت راضية تماما عن مسار هذه المسابقة الحامية ؟ الكمال لأي عمل انساني أمر بعيد المنال .. فالناس تجتهد وتتفاوت درجات الاجتهاد لديهم .. وأنا أعتقد أن البرنامج قد تم تنفيذه بشكل جيد .. ولجنة التحكيم اجتهدت بأن تكون منصفة .. ولكن هناك بعض الملاحظات التي لا أقولها أنا ولكنك يمكن أن تجدها على مواقع الانترنت و في الصحف السيارة وغيرها .. ولكن هذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من شأن هذه المسابقة الأولى من نوعها في عالمنا العربي الكبير . وماذا عن المشاركين فيها من زملائك الشعراء الخمسة المتبقين بجانبك حتى الآن ؟ خمستهم من أميز الشعراء المشاركين في هذا البرنامج .. وصحيح أن بعض الأسماء التي سقطت بالتدرج كانت جهيرة وجيدة كم تمنيت أن تكون برفقتنا في هذ المرحلة .. أما الذين وصلوا هذه المرحلة فلكل منهم خصوصيته ومميزاته .. وأرى أ نهم جميعا جديرون بها حقا . في ظل هذه المعطيات - وبكل تجرد – من كنت ترشحين لامارة الشعر من هؤلاء الشعراء ؟ أرشح روضة الحاج أميرة للشعراء .. وأنا أعرف لماذا أرشحها .. ذلك أنها قدمت صوتا مميزا للمرأة العربيةالغائبة منذ سنوات عن الساحة الشعرية .. وفي هذا الحضور أعتقد أن في منح روضة الحاج امارة الشعر تشجيع لمئات الآلاف من النساء المبدعات في وطننا العربي .. واعترافا متأخرا بالمرأة الشاعرة في هذا الوطن . فلروضة الحاج – باعتقادي – تجربة ليست سهلة : أكثر من خمسة دواوين شعرية ترفدها تجربة متميزة وحضور طيب في برنامج أمير الشعراء فضلا عن اعتراف من قبل النقاد وتصويت من قبل الكثيرين .. ولا ينقصها شيئ يمكن أن يحول دون تنصيبها على عرش تلك الامارة . هل معنى ذلك تتوقعين انه يمكن أن يتحول الأمر من( أمير الشعراء) الى ( أميرة الشعراء ) ؟ نعم .. كنت أتوقع ذلك بالفعل . اذا مادلفت بك على نفس المسار ولكن من طريق آخر .. فـأنت تعرفين أن هناك مأساة انسانية كبرى تجري فصولها حاليا على أرض دارفور .. ما قولك حول ذلك وأنت الشاعرة تقفين على كل هذه المساحة الاعلامية الواسعة في الوطن العربي ؟ بالتأكيد فأنا أشعر بذلك الجرح في جزء من جسدي .. ودائما أقول لأحبابي في السودان أنا أكثر شخص في السودان يستطيع أن يتحدث عن أي جزء فيه دون أن يحس بحرج الانتماء .. فأنا أنتمي لكل السودان شرقه وغربه وشماله وحتى جنوبه .. ولا أخشى تهمة الانحياز لجزء ما من هذا الوطن القارة . وأنا جد حزينة لما يجري في دارفور .. ولكن ثقتي في حكمة السودانيين كبيرة .. وأرى أنه بمثلما داوينا جرحنا في الجنوب فباستطاعتنا أيضا فعل ذلك في دارفور ..خاصة اذا ما أقصينا تماما تلك الأيادي الأجنبية التي تحاول أن تؤجج النيران أكثر . بما أن الحديث يطول عن مأساة دارفور الجريحة .. فأنت كنت – كما ذكر البعض – قد أنشدت شعرا تمجدين فيه ما قام به أولئك الذين كانوا سببا في تلك المأساة .. وهناك أصوات تتحدث أيضا عن انتمائك العرقي لدارفور.. ما مدى صحة ذلك ؟ أشكرك أولا على هذا السؤال الهام .. وأرجو منك أن تعمل على نقل قولي كما هو ..فأنا لا صلة لي أبدا بهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد .. وهناك من يخلط الأمور حول خلفيتي الدارفورية كما تقول .. أشرحها لك الآن : فأنا والدي من منطقة اسمها ( التراجمة ) ريفي شندي .. فهو جعلي قح بدوي ..وقد عرفت مؤخرا جدا أن هناك منطقة أو قبيلة في اقليم دارفور تسمى ( الترجم ) وهي ليست لها علاقة بالجعليين .. وبذا فأنا جعلية الأب . ثم ماذا عن الوالدة ؟ أمي جذورها من جنوب كردفان وليست دارفور .. ولكنها وأمها ولدتا في مدينة كسلا .. وأنا حينما أتحدث عن علاقتي بغرب السودان فانني أعني كردفان وليست دافور التي لا تربطني بها أية صلة دم البتة . هل معنى ذلك أنك لم تكتبين شعرا حول دارفور أبدا ؟ لا .. عدا ذلك البيت في احدى قصائدي – وأنا أتحدث عن أحزان الوطن العربي من بغداد الى فلسطين وحينما وصلت الى دارفور قلت : ودافور كاسية البيت في خرق باليات .. وأنا هنا أعبر عن حزني وألمي لما يحدث في منطقة عزيزة على قلبي كانت ذات يوم تكسو الكعبة المشرفة وهي الآن في حالها الذي آلت اليه . طيب أختي روضة .. واذا ما لملمنا أطراف ما قلتيه عن دارفور .. وسألنك مباشرة عن علاقتك بالانقاذ كنظام جاثم على صدر الوطن منذ سنين خلت .. ماذا تقولين ؟ هذا الآخر هو سؤال – برأيي – جيد .. وأنا كثيرا ما قرأت أو سمعت – وذلك ما أعيبه على تلك الفئة التي سبق أن سألتني عنها عند الحديث عن القادحين والمادحين - عن ذلك . القدح الذي يتعلق بالشعر أو ما أقدم في الاعلام كمذيعة أمر أقبل به . أنا اسلامية الفكر .. أتجاوز الانقاذ ك( ثورة اسلامية ) الى خارج حدود الوطن .. السودان صغير أمام انتمائي الفكري وأعتز بهذا الانتماء .. وأنا أعتقد بأن في الاسلام حل لكل مشاكلنا .. قد أكون مخطئة في ذلك وقد أكون صائبة . لأولئك الذين يريدون أن يؤطرونني داخل الانقاذ فقط أو يضعونني في حزب أو ثورة اسلامية .. أقول بأن انتمائي أكبر من الانقاذ نظاما كان أو حكومة .. أنا اسلامية !! وأعتقد أننا اذا ما توازنا وسطيا في هذا الدين الجميل فلن تكون هناك مشكلة أبدا . وتضيف وهي ضاحكة ( أخشى بكرة تضاف الينا تهمة أخرى تعصب واللا ارهاب كمان !!) وأنا لست مع أولئك المتعصبين .. ولست مع أولئك الذين يرون في الدين أمرا خارجا عن نطاق الحياة . فالدين عندي منهج حياة .. وهذا كل ما في الأمر . ورد في سياق اجابتك – وفي أكثر من مرة – كلمة ( ثورة ) عند حديثك عن الانقاذ .. في حين يرى الكثيرون من السودانيين – وأنا واحد منهم – خلاف ذلك ويعتبرون ما جرى هو انقلاب عسكري محض أقام نظام حكم على أنقاض نظام ديمراطي منتخب وحر .. فهل هو برأيك ( ثورة ) أم ( انقلاب ) ؟ وهل ترين فيه نظاما اسلاميا حقا ؟ وهل هو النموذج الأمثل لحكم بلد كالسودان برأيك ؟ هذا السؤال يحولني مباشرة من شاعرة الى سياسية .. وأنا لست كذلك .. ولست صانعة قرار .. وعلاقتي بالسياسة مثل علاقة أي مواطن سوداني آخر بالسياسة . لذا فأنا لا أستطبع أن أجيب على مثل هذا السؤال لانه يمكن أن يوجه لشخص هو زعيم حزب أو رئيس لجنة سياسية أو ما شابه !! . أرجو أن تسمحبن لي – أختي روضة - بالاختلاف معك تماما في ذلك .. فالسياسة اليوم أصبحت هما يوميا وتجدينها حتى في لقمة رغيف الخبز .. اذن كيف لك أن تقولين أن لا علاقة لك بها ؟ .. كيف تفصلين ذلك عن واقع يومي تعيشونه وأنت داخل السودان ؟ .. كما أنك أنت جزء من آلة اعلامية يهيمن عليها هذا النظام .. أليس كذلك ؟. أنا أعتذر وأكرر اعتذاري عن الاجابة على السؤال !!! وأرجو أن يتسع صدرك لهذا الاعتذار . اني أرى في الاجابة تهربا واضحا .. وأنا أحترم ذلك كما احترم اعتذارك عن الاجابة .. رغم أني أعتقد جازما بأنك لا يمكن أن تنفصلين عن واقع ما يجري في السودان بأي حال من الأحوال .. الا اذا كنت تعيشين في كوكب آخر !!!. ودعيني الآن أسألك سؤالا هذا السؤال : في حالة تنصيب روضة الحاج أميرة للشعراء – وذلك ما نتمناه جميعا بالطبع – كيف تفكر ؟ وما ذا ستفعل ؟ . أنا أعتقد باني قد حققت نجاحا كبيرا .. وأني قد أبليت بلاءا حسنا .. وأن الأهداف التي سعيت اليها قد تحققت .. فقد أردت أن يكون السودان حاضرا في مثل هذه التظاهرة وألا تغيب فنوننا عنها .. وأن نعي تماما أنه يتوجب علينا كسودانيين أن نسعى للتعريف بأنفسنا .. ولا ننتظر الآخرين لكي يأتوا الينا ... كما أردت أن تكون المرآة حاضرة هي الأخرى وقد ساندني في ذلك ست من الشاعرات من انحاء الوطن العربي الكبير . ماهي النتائج التي خرجت بها روضة الحاج من هذه التجربة ( مسابقة أمير الشعراء على مختلف الأصعدة : شعريا واعلاميا واجتماعيا ؟ أحد أهم هذه النتائج هو أن أهل السودان تفرقهم السياسة ويجمعهم الشعر .. وقد قال بذلك قبلي ( هاشم كرار ) في صحيفة ( الراية ) القطرية .. وأنا أعلم أن أولئك الذين جاؤوا الى فندق ( شاطئ الراحة ) لمتابعة برنامج ( أمير الشعراء ) لم يكن بينهم سوى قلة ممن يؤازرونني .. ربما 10% فقط منهم .. ولكنهم يتفقون معي على سودانيتي وعلى أنني منهم واليهم .. لذا كنت من أسعد الناس بالاتصال الذي جاءني من مكتب السيد الصادق المهدي و لأكثر من مرة وهو يشد من أزري ويشجعني ويؤكد على أنني هنا أمثل السودان .. وفي رأيي أن ذلك يعكس سعة أفق هذا الزعيم وبعد رؤيته . سؤال عرضي وقصير خطر على بالى الآن : أين يجدك الباحث عنك ؟ يجدني في الاذاعة السودانية التي أعمل بها وفي بعض البرامج التي أقوم بتقديمها أحيانا في التلفزيون .. ويجدني كذلك في دواويني الشعرية التي أصدرتها حتى الآن وهي : عش للقصيد , في الساحل احترف القلب , مدن المنافي , للحلم جناح واحد , والديوان الذي أنوي اصداره قريبا : ضوء لأقبية السؤال . كما يمكنه أن يجدني في أي شارع بسيط في السودان خاصة تلك الأحياء الشعبية التي أسكنها . وهل من كلمة أخيرة تودين قولها ؟ . ان كان لي من كلمة لي هنا فهي شكري بلا حدود لك استاذ خضر وعلى هذه الأسئلة التي أرى أنها قد أجابت على كثير من التساؤلات التي أعلم أنها قد تكون بخاطر الكثيرين أيضا .. وأأمل أن ألتقيك يوما على أرض الوطن بعد غربتك الطويلة هذه .. وعبرك أجدد تحياتي وشكري كذلك لكل من ساندني ووقف بجانبي عبر هذه الرحلة الصعبة . انتهى الحوار . وقد كان بخاطري سؤال بقى معلق كنت أود طرحه على الأخت الفاضلة روضة الحاج ولكني رأيت أن رده ربما يكمن في ثنايا اجاباتها السابقة فأحجمت عن ذلك وهو : هل لعب انتماؤك للانقاذ دورا في اختيارك دون شعراء السودان للمشاركة في هذه المسابقة ؟ . sudanile.com 29 / 9 /207 م