دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
السفير السوداني في واشنطن وثورة الكوكاكولا
|
فُجعنا مرتين في حكومة الوحدة ، الفجيعة الأولى كانت مولانا محمد المرضي وزير العدل ، هذا الرجل الذي دخل إلي حكومة الوحدة الوطنية ، فمن المفترض أن يمضي السودان قدماً إلي الأمام في مجال الحريات وحقوق الإنسان ، ولكن هذا الرجل أعادنا إلي التسعينات من عهد الإنقاذ ، إلي عهد القهر والكبت ومحاربة الكلمة الحرة ، فبدلاً من أن تقوم وزارة المرضي بمطاردة المجرمين الذين أعتدوا على أعراض النساء في دارفور ، نراه اليوم يخصص وزارة العدل إلي واجهة للإنتقام الشخصي ، تقاعست وزارة العدل عن تطبيق العدالة في دارفور لكنها هرعت وهي مسرعة من أجل الثأر للسيد الوزير ، قرار إيقاف صحيفة السوداني الدولية ومصادرة أعدادها كان قبل قرار محاكمة مجرمي الحرب الذين أذاقوا أهلنا الذل والهوان وشردوهم في الآفاق ، ولا ننسى أن القضاء السوداني متهم بالتواطوء في تغطية هذه الجرائم البشعة . لكن خسارتنا في الرهان على وزارة العدل لا تُقارن بخسارتنا للحركة الشعبية لتحرير السودان ونحن على أعتاب مرحلة مهمة في تاريخ السودان ، المهمشين على وشك تسلم زمام أمور السودان ، والطوق يطيق كل يوم حول عنق رجال الإنقاذ ، وقد شهدنا ردة فعلهم الخائبة على قرارات الحظر الأمريكي ، لم يجدوا شيئاً سوى البكاء قرب مقر السفارة الأمريكية في الخرطوم ، وقرار تعيس بفتح طريق علي عبد اللطيف وكأن السيادة السودانية كامنة في شارع لا يتجاوز الكيلومترين ، وحتى هذا القرار لم يتحملوا تبعاته فعادوا لإغلاق الشارع مرة أخرى ، لكن رد الفعل القوي جاء من الحركة الشعبية ، الشريك في حكومة الوحدة الوطنية ، ثورة السفير السوداني السيد /جون أكيج في واشنطن سبقت المتقدمين والمتأخرين ، وقد سماها البعض بثورة الكوكولا ، ومن يتشبث بنظرية المؤامرة يظن أن شركة الكولا كولا كانت من وراء هذا المؤتمر الصحفي ، وقد هدد السيد الوزير بقطع هذا المنتوج الهام عن الولايات المتحدة إذا أقدمت على فرض حظر على السودان ، ولا أظن أن الكوكا كولا ، وهي مشروب من الدرجة الثانية بهذا القدر من الأهمية ، مثل النفط مثلاً ، حتى نرى الشعب الأمريكي يهرول وهو يقبل يد السفير ذات الساعة الذهبية ويطلب منه بتضرع أن لا ينفذ وعيده في هذا الوقت الحرج ، لكن كان أمام السيد السفير خيار آخر ، فلماذا لا يدعو إلي إغلاق فرع شركة الكوكا كولا في السودان ؟؟؟ لن يفعلوا ذلك ولو جاءتهم حمر النعم ، لأن وكيلها في السودان من الطينة الرئاسية ، وقرار حظر مشروب الكوكا كولا في السودان سوف يرفضه المؤتمر الوطني قبل الحركة الشعبية ، هذا لا يعني أن خيارات سعادة السفير أكيج قد نفذت ، فطالما أن مهمته أصبحت صعبة ومستحيلة .. وطالما أن أمريكا قد أعتدت عل بلاده التي تعاملت بكل رقة وإنسانية مع مواطنيها في دارفور .. فلماذا يبقي سعادة السفير في واشنطن ؟؟ لماذا لا يجمع حاجياته ويرحل ؟؟ بدلاً من هذه المسرحيات التي جلبت عليه النقمة والسخرية ؟؟ وهو الآن في واشنطن يًنظر إليه كمهرج مسرحي وشخص بلا مصداقية ، وسوف يتم التعامل معه على هذا الأساس حتى ولو قدم اعتذاراً ، لكن سعادة السفير لن يفعل مهما تكاثرت عليه الضغوط ، وقد ثبت بالتجربة والدليل أنه شخص بلا خبرة ويجهل أبسط أعراف اللياقة الدبلوماسية ، ليست الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي قالت أن هناك قتل وخراب في دارفور ، فقد أشار الأمين السابق لأمم المتحدة السيد كوفئ عنان أن دارفور تُعتبر كارثة القرن ، وهناك إجماع في أوروبا حول هذه المسألة ، وحتى رجال الإنقاذ في ساعات صحوة الضمير أعترفوا بأن هناك كارثة ، لكن سعادة سفيرنا هناك لا يرى ذلك !!! يقول أن عدد الضحايا ناتج عن قتال أبناء العمومة فيما بينهم !! ويا ليته قال أن سبب الأزمة بعير هارب حتى نتمسك بالرواية الرسمية الحكومية . لا أدري من اين تأتي الحركة الشعبية لتحرير السودان بهؤلاء الناس المتسلقين وتصعدهم في مناصب حساسة ، مع علمي أن الحركة الشعبية تنظيم مفتوح يعج بالمتعلمين والمثقفين ، لكن مسرحية السفير الذي يمثلها في حكومة الوحدة الوطنية سوف تسبب لها حرجاً في الولايات المنحدة هي في غنيً عنه ،والصحافة الأمريكية الآن تسميه بالصحاف فهل يا ترى سوف يسنعين بوزارة العدل السودانية من أجل المطالبة بنعويض شخصي عن الضرر الذي لحق به ..أم سوف يسكت ويتوارى عن الأنظار أياماً حتى يأتينا بمسرحية جديدة سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
|
|