|
الدكتور لام أكول ومهمة نقل رسائل الإنقاذ المفخخة في حقيبة الحركة الشعبية
|
المتابع للإعلام السوداني يلحظ شيئين في هذه الأيام ، أولهم وصف الأستاذ/علي عثمان محمد طه بنائب رئيس الجمهورية ، من غير تحدد درجة المنصب بنائب ثاني ، والشيء الثاني هو عودة الأضواء إلي الدكتور/مصطفي عثمان إسماعيل ، في ظل انحسار دور الدكتور لام أكول ، بعد تعالي الأصوات داخل الحركة الشعبية بضرورة تنحيته عن منصبه ، لأنه أصبح لا يمثل رؤية الحركة الشعبية ، وبالذات فيما يتعلق بأزمة دارفور ، فلقد ركب الدكتور لام أكول نفس موجة التصلب التي يبديها حزب المؤتمر الوطني ، فهو أول من قال : أن دخول القوات الأممية في دارفور أمر عفا عليه الزمن ، مما جعل موقفه يتناقض مع موقف القيادة الشعبية في جوبا والذي يقول أن دخول القوات الأممية أمر تسمح به الدواعي الإنسانية ، ربما لا يأبه الفريق سلفاكير للتغير الطفيف الذي طرأ في وسائل الإعلام ، ولن يكترث لتقدم النائب الثاني في الوصف الدستوري ، لأن عمق الخلافات تجاوز مرحلة الألقاب ، فقبل أيام أفضي السيد/كوفئ عنان بما في صدره ، وتحدّث عن خطر محدق يحيط باتفاقية نيفاشا ، فقد استغلت الإنقاذ انشغال المجتمع الدولي بأزمة دارفور فأهالت الحصى علي اتفاقية نيفاشا ، مما فقام أزمة الثقة المعدومة وتباطؤ التنفيذ . في سرادق عزاء الأستاذ الراحل/محمد طه محمد أحمد أطلق الفريق سلفاكير رسالة تحذيرية ، وهي : ربما يكون الرأس التالي هو رأس سلفاكير ، هذه الرسالة وإن بدأت متداخلة إلا أنها تحمل الكثير من المعاني ، جو الإرهاب والتعبئة الذي تبثه حكومة الإنقاذ في الخرطوم جعل جميع الناس يحسون بالخطر قبل مجيئه ، ذلك يأتي متزامناً مع حملات الغضب والتشنج والدعوة إلي الحرب ، ولكن ضد من ؟؟؟ ضد الأمم المتحدة والأوصياء الدوليون الذين أسهموا في استجلاب اتفاق نيفاشا ، الحركة الشعبية والتي تحكم شعباً خرج للتو من أتون معركة طويلة ليست في حاجة للتصادم مع الأمم المتحدة ، فهذه الحرب الجديدة هي من شأن حزب المؤتمر الوطني ، وهو الذي يجهز لها الجيوش ويدبر لها الشعارات ويتبناها في خطه الإعلامي مستغلاً سيطرته الأحادية علي وسائل الإعلام . وهناك أيضاً أزمة سببها رسالة البشير لنظيره الأمريكي جورج بوش ، تقول الإنقاذ أن الولايات المتحدة لم تتسلم الرسالة ، لأنها كانت موجهة للرئيس بوش شخصياً ، لذلك رفض لام أكول تسليمها إلي أي موظف في الإدارة الأمريكية ، فالإنقاذ بذلك تتعامل بالمثل والندية ، وردت علي تصرفات السيدة/فريزر والتي رفضت تسليم الرسالة الموجهة للرئيس البشير إلي أي أحد من مستشاريه ، وأصرّت علي تسليمها للرئيس البشير شخصياً ، ولكن الرئيس الأمريكي اعتبر أن رد الرئيس البشير علي رسالته لم يكن مقنعاً وليس بكاف ، مما يدل أن الرسالة قد فلتت من المظروف وتسربت لقراء البيت الأبيض إلي ما دون درجة الرئيس ، لكن الدكتور لام أكول طمّأن الإنقاذ بأن الرسالة قد عادت معه إلي الخرطوم ، وأنه نقل للرئيس الأمريكي صورة شفوية من الرسالة ، إذاً لم يتغير شيء ، فالمعني واحد ، فلا فرق بين أن تقرأ الرسالة بنفسك أو أن يقرأها عليك أحد ، ولام أكول بهذا التصرف قد خالف قواعد اللعبة ، وفشي بالسر المكنون وهو يعتقد بأنه يخدم حكومة الإنقاذ .و الحركة الشعبية لا تفضل أسلوب الفظاظة والرعونة مع سكان البيت الأبيض ، ليس للإنقاذ ما تخسره جراء هذا العمل ، ولكن ربما تخسر الحركة الشعبية الكثير ، فالولايات المتحدة تُعتبر أهم حليف للحركة الشعبية في هذا الوقت ، فهناك سعاة بريد أفضل من الدكتور لام أكول ، فما المانع أن ينقل رسالة البشير الدكتور مصطفي عثمان أو الدكتور /علي أحمد كرتي ؟؟ فعلي الأقل هم من قبيلة الإنقاذ ، فلماذا تُنقل الرسائل المفخخة في حقيبة الحركة الشعبية ؟؟ فهل الباعث علي ذلك هو الثقة المطلقة ؟؟ أم المقصود هو إفساد علاقات الحركة الشعبية مع الولايات المتحدة ؟؟ سارة عيسي
|
|
|
|
|
|