|
البشير : عدد القتلى في دارفور لم يصل إلي 9 ألاف !!
|
لا موت ..لا مجاعة .. لا قتل.. في دارفور
كيف يعدمُ الشعب أمه ؟؟ !! بهذه الكلمات التي يفوح منها العجب والاستغراب خاطبت السيدة / إلينا شاوسيسكو زوجة ديكتاتور رومانيا السابق القضاة الذين حكموا عليها بالإعدام ، ولها الحق أن تسأل وتستغرب وهي تستقبل هذا الحكم الذي لم ينصفها كما يجب ، فقضاة محكمتها لو طالعوا الصحف قبل شهرين من حدوث الانتفاضة لأيقنوا بحقٍ وحقيقة أن السيدة/الينا كانت أماً لكل الرومانيين بشهادة الصحف والتلفزيون والإذاعة ، غير ذلك ، فهي تحمل شهادات أستاذية عليا في الطب والهندسة والكيمياء والأحياء ، فكيف يعدمونها وهي تملك كل هذه المقومات ؟؟ فالمقصلة مخصصة للخونة وسدنة الطابور الخامس وأعداء الوطن ولكنها ليست المكان المناسب لزوجة الحاكم الطاغية الذي خاطب أهله بلسان فرعون : لا أريكم إلا ما أري ولا أريكم إلا سبيل الرشاد . غريبٌ أمر هذا الإنسان ، يتعلق بالكذبة إلي أبعد الحدود ويصد عن أذنيه كل ما لا يروق له ، فالسيدة ألينا ذنبها الوحيد أنها تمسكت بالدعاية التي كانت تصوّرها بها وسائل الإعلام قبل وقوع الانتفاضة ، فهي علي سبيل المثال السيدة الأولي وأم المحاربين ورائدة من رائدات الثورة ، فالإعلام في دول المعسكر الشرقي هو الممول الوحيد للحقيقية ، وزعماء الأحزاب الشمولية في هذه الدول هم ملاك الخطأ والصواب ومن يخالفهم فهو خائن وعميل يستحق الموت ، لكن المعضلة الكبيرة تبدأ عندما يتعلق هؤلاء القادة بالكذبة ويعتبرونها حقيقة ، هم يعلمون مسبقاً أنهم حاكوا الكذبة لتضليل الشعب ، فعندما يرون الشعب صامت وهو مضطر يسارعون إلي تصديق كذبتهم ، كقصة أشعب الأكول الذي أوهم أبناء الحي بأن هناك عرساً في الحي ، وعندما رأي الصبية يصدقون كذبته ويهرعون إلي مكان العرس المزعوم ركض من ورائهم حتى لا تفوته الوليمة ، من وقع الكذبة شعر بأن ما قاله ربما أصبح حقيقة . لا توجد مجاعة في دارفور .. لا توجد أوبئة ..القتلي الجماعي مجرد خرافة لأن من ماتوا لا يزيد عددهم عن تسعة آلاف فرد ، فهذه أول إحصائية تقدّر عدد القتلى بعد ثلاثة سنوات من الحرب ، الأرقام المذكورة ليس مصدرها وزارة الصحة أو دوائر الشرطة ، لكنها صحيحة لأنها جاءت علي لسان أعلي مسئول في الدولة ، فهو الرائد الذي لا يكذب أهله وحق علي زياد ابن أبيه أن يقول : كذبة الأمير بلغاء مشهورة . أحد الظرفاء هاتفي قائلاً : مع رأيك في رقم القتلى الذي أعترفت به الإنقاذ ؟؟ فعلي الأقل خرج هذا الرقم من خانة التقريب ، فهو أفضل من أن يكون 9999 كما كانت تسوق شركة ( باتا ) منتجاتها في السودان ، فأعداء الحرية والديمقراطية يعشقون الرقم 9 ويباعدون بينه وبين تكراره بالفواصل العشرية في رحلة البقاء في السلطة والحكم بدون إذن الشعب ، ولكن لا زال عدد الضحايا الذين قُتلوا في حرب البلقان أقل من الرقم الذي أعترفت به الإنقاذ وهي تمضي في قتل شعبنا في دارفور وتسترخص دماء أهله ، لكن حتى ولو قبلنا بهذا الرقم المتواضع أليس من حقنا أن نعرف من الذي قتل هؤلاء وبأي ذنب ؟؟ وكيف ماتوا ؟؟ في لبنان قامت محكمة دولية من أجل القصاص لمقتل شخص واحد ..أليس من حق أهل دارفور أن يطالبوا بمثول كل المجرمين الذين نشروا الفزع في هذا الاقليم أمام المحاكم الدولية ؟؟
|
|
|
|
|
|