|
الإعتذار الثاني لأهل البحرين
|
أزمتنا في السودان أننا نُحمل نفوسنا فوق استطاعتها ، ولا يردعنا أن بلادنا ممزقة ، ويحيط بها الخطر من كل جانب ، التركيز الملح هو لقضايا الداخل السوداني ، فإن كانت الديمقراطية تجربة وليدة في مملكة البحرين ، فهي في السودان إرث أختطفه العسكر بليل ، فهل فارس شجاع يأتينا بخبر الديمقراطية المخطوفة ؟؟أم نبحث عن العزاء والسلوى في أزمات الآخرين . قصة الدكتور البندر وما شابها من لغط هي دليل علي إفلاس النخب السودانية المتعلمة في معالجة الوضع السوداني ، ولا زال الانغماس في شئون الدول الأخرى هو الشغل الشاغل لبعض السودانيين ، وكما حلم الترابي يوماً بحكم كل العالم الإسلامي عن طريق حزب المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي ، فإن الدكتور صلاح البندر يسير علي نفس النهج مع فارق بسيط وهو أن الدكتور البندر لا يريد أن يحكم البحرين بنفسه ، بل هو يحبذ وصول فئة معينة إلي الحكم ، وهو لا يتحدث عن الديمقراطية التي يصل فيها الحزب إلي السلطة عن طريق الاقتراع ، فمن الممكن عن طريق هذه الآلية أن يصوّت الشيعي لسني ، والعكس تماماً السني لشيعي بعد قبول الناخب للبرنامج الوطني السياسي الجامع لمرشح الحزب ، لكن الدكتور البندر يتحدث عن الطوائف مما يجعل هدفه يتعارض مع مشروع الديمقراطية الإنساني في معناه الكبير ، والذي يجمع ولا يفرق ، ويقرب ولا يباعد بين أطياف المجتمع ، فهو الآن في لندن وقد جمعه مع أطراف البحرينية في الخارج أكثر من لقاء بعد أن وعد رموزها بوضع دولتهم تحت الوصايا الدولية ؟؟؟ نحن لا يخصنا ما جري ويجري في البحرين من قريب أو بعيد ، هذا شأن يخص أهل البحرين وحدهم ، ويكفينا نحن السودانيين ما نعانيه من مشاكل ، لكن كما يقول المثل باب النجار ( مخلع ) .ووظيفة الدكتور البندر كمستشار لا تتيح له الدخول في خصوصيات أمنية بالغة التعقيد ، والبندر لم يقول أنه صاحب التقرير من الألف إلي الياء ، فتقريره الذي أثار هذه الضجة مصدره 13 شخصاً من مواطني البحرين ، هم الذين زودوه بهذه المعلومات ، أي أن الدكتور البندر لعب دور الكاتب الأجير بدون أن يكون له تأثير مباشر علي التفاصيل ، وقد قرأت مقتطفات من تقرير الدكتور البندر ، فهو لم يأتي بجديد ، وكل ذكره منقولٌ عن بعض مواقع المعارضة البحرينية ، وبما أن المعارضة البحرينية في الخارج فشلت في مخاطبة شارعها بلسانها الخاص ، فكان الأمل معقود علي دكتور البندر ، فربما يصدق الناس في البحرين مزاعم المعارضة الطائفية في الخارج إن كان الشاهد هو من أهل السودان ويحمل الجنسية البريطانية .
|
|
|
|
|
|