|
قصيدة قديمة جديدة للسودان في عيد ميلاده الذي لم يبدأ: أحزاني أحزان السودان
|
هذه الأحزان قديمة ولكنها تتجدد دائما كلما اقترب عيد الإستقلال الذي لم يبدأ والذي يبدو أنه سنوات بالسالب!!!-51 سنة!!!!!
أحزانى أحزان السودان
فى بلد يتناسل فيه الصبر يعشش فى الأحداق يتمطى فيه الليل مديدا رغم الإصباح ورغم الإشراق والشمس تخاصمه... وتخاصمه سيقان النخل وأمطار الله المغداق وتقاطعه كل الأنوار... ومن الزهر تحاربه الأوراق ************** فى بلد شاخت فيه الأمال نسيته الدنيا... وهاجر صبيته بحثا عن دفء الحب " وتحسين الحال " فى بلدى بلد الأرزاق يموت الأطفال تنتصب رماح الأوغاد لتسكت آهات الاذ لال وتصادر تسرق حتى الأثمال فى بلدى...آه يقتات الناس الأوحال وأصيخ لأسمع أخبار الناس... أخبار الناس... الأهوال...! ألأهوال! وخطابات الأهل الغبراء العجفاء... تنؤ بآهات الذل... وتشكو من ضيق الحال فأصيح أناديه السودان قسما بالله أناديه... وألح عليه فى التسآل الشوق إليك يبعثرنى فى كل الأنحاء... ويرهقنى الترحال والغربة تفتك بالنبض الباقى فى قاع القلب ويسحلنى الأذلال قسما بالله أناديه فى أحلامى... وتضج عروقى بالتسآل ماذا عندك لى يا شيخ الدنيا من حزن؟ يا شيخ الأبطال! ويخبىء عنى السودان الأحوال كى لا أتهاوى فى الغربة... أعرفه لا يعجبه "مكشوف الحال" وأسآئله خبرنى بالله عليك فأنا مشتاق "لملاح الويكة...والورق" واللمة عند الأصآل أشتاق لرائحة الذ كر صباحا والجلسة تحت "النيمة" عند المتعال أفتقد عفاريت الأطفال ودبيب النيل الأزرق عند " رفاعتنا " ضحكات الأخوان على قعدة شآى وصراع الرأى... صراع الأجيال أشتاق اليك ويا حزنى... أشتاق ولا ألقى إلا الترحال ************* يا هذا البلد المضياف " لم تلق من دين الله السمح.. سوى السوط لم تلق الا الأسياف "* يا بلدا عملاقا... عملاقا... عملاق يا بلد الشمس ويا ملء الأفاق يا قلب الدنيا ويا نهرا دفاق أشتاق إليك يمين الله... وتقتلنى الأشواق وأرى أبنى وبنتى فى عينيك وتشكو رئتاى الإملاق أبكيك من الغرب الى الرجاف وأستصرخ كل العباد أتوسل لله بأضرحة الزهاد الحسن القابع فى كسلا... "والعركيين" الأسياد والشيخ الأغبش فى بربر مجدوب الدامر والأحفاد أملاح الأرض الأوتاد ارفع كفى وأندههم وأناديهم هذا موعود الله يناديكم ... هذا الميعاد هذا قلب الدنيا النابض بالحب... الرافل فى ثوب الأمجاد السمح حبيب أبى... حبى تدهسه الدبابات فلول الأوغاد *************** الليلة أبكتنى أمى... إمرأة كانت خارطة السودان إمرأة كانت من عشب السودان فتذكرت القبر المخضر بأنفاس الرحمة... والطوب الأخضر والإيمان وتذكرت الشيخ الثاكل زوجته... والواهن والغارق فى لجة أحزان الضائع فى عصر الحرمان وضعاف الأهل من الجوعى... والمعتقلين... تذكرت الاخوان الغرقى فى البحث عن اللقمة للأطفال... وعن ثمن الأكفان لا وقت لديهم للموتى... فالحى هو الأولى... هذا ما كان يردده الأهل... هذا ما كان وتسآلت والهم رفيقى فى الطرقات... وأحزانى ملء العظم... ومعلقة فوق الجدران وأنا أتخثر فى المنفى... من يقرأ للقبر القرآن ويزور القبر مع الأعياد وفى رمضان ويقدم للطير الأكل... صدقات ونذور عرفان ويرش على جنبيه أنوار الاخلاص... ويسقيه من رحمة فاتحة الفرقان من يدعو للمرحومة...آه ؟ من يدعو الرحمن؟ من للسودان؟ والأهل حفاة وعراة... فى شغل لاوقت لديهم للموتى... لا وقت لديهم للأحزان وقلوبهمو تتقلب فى الخوف... لا وقت لديهم للأحزان فالحى هو الأولى... فى بلد أضحى الموت لأهليه... أمنية يتبادلها الناس... أمان ************ أسمع أخبار السودان من المذياع مذياع الغرب وأسمع أخبار الإنجاز من راديو أم درمان وأسمع ثوار الانقاذ ونعيق الموتورين المهوسين شذاذ الأفاق وجنوب السودان المخضر الأخآذ مجروح القلب ومغتصب الأفخاذ وأسآئل تاريخ الثورة فى بلدى تاريخ الأستاذ والجرح بليغ منسرح الأبعاد من أين أتى هذا الحزن النفاذ ...؟ وبأى قبيل يتوكأ طاعون الانقاذ ..؟ ************ هذى يا اخوانى... بعض من أحزان السودان وأحزانى
|
|
|
|
|
|
|
|
|