طنين

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 07:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-31-2009, 06:16 AM

حامد بخيت الشريف

تاريخ التسجيل: 12-28-2007
مجموع المشاركات: 49

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طنين

    عذراً لطول الغياب فقد شغلتنا حيواتنا عنكم ، يعني شوية عرس وكده !




    طنين

    أركض ، أركض ، أركض. والكلاب المسعورة تلهث خلفي ، انه الهاجس الذي لازمني منذ بدء معرفتي بها. اشتم رائحة الدم في كل شيء ، يا إلهي أترى أني أُبتليت بعذاب ، أم أن رؤيا الدم في بواكير سني كانت الفجيعة.
    اتسمّعه وطنين البعوض يتبعني أنى حللت، قلت : الشقي هذا لاينفك يتبعني ولا يشبع من امتصاص دمي . هل لأني رأيت خرائط الدم على فخذ (جامكير)؟ لم يجبني سوى البعوض بطنين جارح ، وخلايا دمي تئن من فرط الخوف. وجدتي اذ تصر حين وشاية لها مع ابي: هوي ترا الول دا عنده عارض ، كن ما وديناه للفكي ، ترا يا هو الجني لينا تب .
    اعلم انني لم أكن بالجنون الذي تدعية جدتي ، وكل ما في الأمر أن (امانويل) جارنا كان قد ختن بنته الكبرى (جامكير) كنا (سجيلين) وغالباً ما كنا نمضي الليل لعباً حتى منتصفه وننام معاً حيثما تشاء مراقدنا ، لكن أمانويل اختار اسوأ ما للأعراب ليستعرب به ، دخلت على جامكير وهي في فراشها ، مستلقية على ظهرها ، وقدميها مخضبتان بالحناء التي لايكاد يراها الا من يعرف جامكير كحالتي ، وأظنني الأكثر خبرة بجغرافيا جسدها ، قالت: حييييييييييي أنا دبحوني خلاس ، قلت : ضبحوك كيف يعني ؟ قالت: أبا جاب مره عيونه حمر ، عنده موس خلاس دبحاني .
    لم تمض الحادثة كما يمكن أن يكون حالها عند أقراني ، كنت اكثرهم اصراراً على معرفة كل ما يتعلق بالحادثة ، طلبت منها أن تريني مكان الذبح فتمنعت ، وحين التفاتتها لتجيب داعي امها غافلتها ورفعت تنورتها ، كان مرأى الذبح فظيعاً ، مضيت ، وفي بيتنا هناك سألت جدتي : حبوبة انتي ليه الناس بيضبحوا بناتهم ؟ سكتت ولم تجبني اعدت سؤالي ثانية وكنت أشد الحاحاً من سائلي الصدقات ، حينها ردت جدتي : ها الول المتعوس دا البنات ما بيضبحوهن ، البنات بطحروهن هحار . هكذا قالتها ، وحين سألتها : طيب ليه؟ أجابت : امباكر يوم تكبر بتعرف .
    صباح اليوم التالي جئت لجدتي ثانية : حبوبة ياهو أنا كبرت . ضحكت وقالت: بي الله الول دا مجنون .
    جامكير كأي البنات كبرت فجأة وأنا لم أزل يافعاً صارت ناهداً ذات ردفين يكادان ينطقان شبقاً ، أصر أنها رفيقتي وشقيقي الأكبر يراها أنثاه الخصوصية ، وشيت به لأبي ، وحين سأله أنكر متحججاً باني لم أقل ذلك الا لكوني أكرهه .
    الطنين ها قد عادني ، رأيت الذبح بعيني حمامة تكاد تستحيل نسراً يقوى على مصارعة الذابح ، علمت أذاً لماذا الأغنام تثغوا وتفر بعيداً اذ ترى حسين الجزار ، الطنين عادني وبقايا الدم على فخذ جامكير استحالت خرائطاً من الأسى والهزائم ، يا لهذا الذابح ، او لم يكن يعلم أن الوأد على الأقل أجدى من الذبح الذي لايقتل ، أو لم تكن حجة الشرف تكفي لأن تدفن جامكير حية من أن أن تذبح هكذا ، وتترك لعذاب آت .
    قالت: لعل البنات لا يفكرن بأكثر من أن يكن الإناث والا لما ارتضين الذبح ، قلت: اذن فأتنا بعجل ، فالجوع الكافر زاد من رغبتنا في القوت ، القوت ياصبية لم يكفني منه ما منحتنيه بنت النمير ، أرضعتني نعم ، ولكنها كانت جديدة الذبح فخشيت أن أوقظ اشواقها للشواء.
    عادني الطنين فعجت بصدري أشواق الصوفي لبردته ، افترشتها ، وحين بلغنا ناصية الصعود صاحت : حييييييييييي دبحتني ياخ . قلت: مديتي ليست برهافة ما ذبحت به من قبل ، مديتي فتاكة بالشوق .
    عادني الطنين ، ونبع الحنين نضب ، وكنت إذ أظمأ ، استسقي الحبيبة فتتفجر أشواقاً وحنان .اما الآن فالحبيبة مسجاة على أرض الموت والذابح يرهف مديته. الحبيبة شابها بعض الخوار غير أنها ماتزال تبكي أيامها الماضيات. قالت: أذكر حين دعاني أبي وأعدني للذبح ، قلت حينها: ليس لي سوى الإنصياع لإرادة من لا يقوى على الصراع فيذبحني فدية لكرامته.





    حامد بخيت – الخرطوم -2009
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de