|
عـدالة الرجـل الأبيـض
|
• تمـيزت الحضارة الغربية عن غيرها من الحضارات السـابقة بأنها قدمت للإنسانية إنجازات باهرة ومتصلة منذ بداياتها في القرن السابع عشر، وهي منجزات عمّت الكون بأسـره وكانت حقيقة إنجـازات لا مقطوعة ولا ممنـوعة. • الحضارة الغربية قدّمت في الجوانب المادية أعـظم الاكتشافات في مجال الطب والهندسة وجميع العلوم الطبيعية والتطبيقية. والعلم الذي يأتينا منها هو فعلاً العلم الذي ينفـع. • ومثـلما يتفـوق الغربيين في الجوانب المادية للحضارة يتفوقون على غيرهم أيضاً في الجوانب المعنوية كالحرية والعدالة والمساواة ووو...الخ. ويرجـع الفضـل في إرسـاء دعـائم هذه القيـم الى الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات في أوربا. • وتفـوق الغربيين في القيم المعنوية واضح، فكـل المنظمات الإنسانية التي تسعى لإغـاثة الملهوف وإطعـام الجوعى وكساء العـراة هي منظـمات غربية، وكثيـراً ما يتساءل النـاس – نتيجة لانعدام أو ضعف هذه القيم لديهم – عن الأسباب التي تجعل الغربيين يهرعون لنجدة الناس ويعيشون في ظروف أمنية وبيئية ومناخية قاسية جداً، فيركـن المتسائلين الى الإستغراب ويتهمونهم بأنهـم حتماً " ينفذون أجندة خاصة" !! • ومـن أعظم المنجزات الغربية سيادة حكم القانون في بلدانهم في الوقت التي ترزح فيه بلداننا في الظلم والفسـاد، فيقتـل حكامنا عشـرات الآلاف من مواطنيهم دون ان يطرف لهـم جفن! • ولـذلك فمرحـباً بعـدالة الـرجل الأبيض، فالعدالة كقيمة لا لون لها إذ لا توجد عدالة بيضاء وأخرى سوداء فالعدالة هي العدالة، والرجل الأبيض أكثـر إحسـاساً منا بقيم العدل وإرسـاء الحقوق. • مثلمـا نرحّب بتقنية الرجل الأبيض في الطب والهندسة والمواصلات والاتصالات والملابس وكل شئ، ومثلـما نرحب بها في الاقتصاد والفنون والاجتماع، نقـول مرحباً بها في القانون، فالذين يرفضون عـدالة الرجل الأبيض هم من يقبـعون في مستـنقعات الظلم والاستغلال. • ربـما تكون هذه العـدالة منتقصة وانتقائية في الوقت الراهـن، ولكنها تتطـور. • فإن انتقـت اليوم البشيـر فستـطال جميع الظالميـن في يوم مـا.
|
|
|
|
|
|