|
|
 ناقوس الخطر..الأمن يطلق سراح الجماعات الإرهابية!!
|
كتب الأستاذ مصطفى أبو العزائم اليوم ((الإثنين 2 مارس 2009)) رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة فى بابه اليومي (بعد ومسافة) بعنوان: الشرارة الأولى ما يلي:
الشرارة الأولى
02/03/2009
أطلقت السلطات سراح العشرات أو قل المئات -إن أردت الدِّقّة - من الشباب الذين سبق إتهامهم بالتطرُّف، بل وسعت السلطات الأمنية باعتراف قادتها إلى تفكيك تنظيماتهم التي عملوا على تكوينها وتدخلّت تدخلاً مباشراً بإقامة المناظرات والمحاضرات الدينية بهدف تغيير مفاهيم هؤلاء الشباب المتطرفين وإعادتهم إلى طريق الوسطية، وكان آخر هذه المجموعات ما عرفناه باسم مجموعة السلمة وأكثرهم من طلاب الجامعات المتفوقين (المسرفين) في التديُّن، وقد رأت السلطات أن تعمل بمبدأ الإصلاح الفكري والديني والإجتماعي والإقتصادي باعتبار أنه مقدّم على غيره، وغيره هنا نعني بها الإصلاح السياسي في مفهوم زعماء وأعضاء هذه الجماعات الذي لا يعني غير تحكيم الشريعة تماماً على جميع المواطنين دون إستثناء، ورفض الوجود الأجنبي في السودان مهما كانت الدوافع والأسباب، سواء جاءت عن طريق الإتفاقيات- مثل نيفاشا- بين شريكي السلطة، أوجاءت عن طريق الإتفاق الدولي عليها مثلما في حالة القوات الهجين.
قطعاً بحور التطرُّف عميقة تُغْرِق من لا يجيد السباحة فيها خاصة إذا لم يرتدِ طوق نجاة من الفكر والوعي وإن إتصف- مثل كل أعضاء هذه الجماعات- بالشجاعة والطهر والنقاء والإيمان المطلق بأن (كل شيء لله) وهي هنا ليست شعاراً للإستهلاك السياسي، بل هي قناعة راسخة في النفوس وسلوكاً يرون ضرورة إتباعه. وهم يكفرون بكل التنظيمات الفكرية والسياسية التي تقوم بفصل الدين عن الدولة، ويكفرون تماماً بأي فكر ضيِّق يحصر نفسه في العِرق أو القومية أو الجهويات الضيقة، لذلك يرون ضرورة حرب وضرب أصحاب هذه العقائد.
أحلام هذه الفئة كانت ولازالت، وسوف تظل في ضرورة إقامة دولة الخلافة، وتصطدم أحلامهم وتطلعاتهم دائماً بما يسمى بتيار الإعتدال وبقوة الدولة وجبروت السلطة وبكل التيارات العلمانية.. وتتفق عضوية هذه الجماعات في ضرورة التغيير وإزالة المنكر باليد واللسان.. والقلب وذلك أضعف الإيمان..
ونرى أن أخطر ما يؤمن به أعضاء هذه الجماعات هو أن أنظمة الحكم القائمة الآن إنما هي أنظمة باطلة وغير شرعية لذلك يصبح من الواجب والضروري العمل على إزالتها وتغييرها، خاصة في البلاد التي ناصبت أنظمتها الحاكمة هذه المجموعات العداء وزجّت بهم في السجن والمعتقلات ولم تترفّق في التعامل معهم، وهم يرون أن الشعوب الإسلامية والعربية قد خُدعت في حكامها وصفّقت لجلاديها يوم أن صفق السوريون والعراقيون لحزب البعث ويوم أن صفّق المصريون لجمال عبدالناصر ودعاة القومية، ويوم أن صفق السودانيون لنظام جعفر نميري الذي تخبّط يساراً ويميناً وأسال أنهار الدماء في مسرح السياسة بصورة غير معهودة.
الآن نحن نواجه هذا المد المتطرِّف من جديد ولن يقف عند حدود بلادنا ونكاد نجزم بأنه سيمتد حتى إلى دول الجوار بعد أن مهّد له العالم والغرب الأرضية التي ينطلق منها بتسليط سيف الجنائية على عنق النظام الحاكم في السودان.. علينا أن نستعد لما سيحدث وعلى الأجهزة الأمنية أن تتحسب لكل شيء في حال صدور قرار توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة السيد رئيس الجمهورية.
أقول قولي هذا وقد تلقيت (دعوة رسمية) من قبل إحدى (المنظمات الخيرية) للمشاركة في ندوة بعنوان (التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية من الناحية الشرعية) يتحدث فيها أحد المعتقلين السابقين الذين أفرج عنهم مؤخراً وكان متهماً بتهمة الإرهاب هو الأخ (أبو الدرداء) الذي تحدث معي بالأمس وطالبني بضرورة المشاركة والإشتراك وتغطية هذه الندوة التي تنظمها منظمة الكوثر الخيرية بالمسجد الكبير في الخرطوم بحري عقب صلاة مغرب الغد.
الآن نحذِّر من جديد.. لأننا نعرف أن كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر.. أو هكذا نقول.
|
|
 
|
|
|
|
fadlabi
هشام آدم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست