|
Re: الحركات الإلكترونية المُسلحة... (Re: بشير أحمد)
|
كتب الدكتور عبد اللطيف البوني
بصحيفة الرأي العام اليوم:
كان الدكتور خليل ابراهيم كثير الحديث عن الحركات الالكترونية التي تتحدث باسم دارفور، وكان يشرح ذلك بأنها الحركات التي تتحدث باسم دارفور ليست إلا قيادات تقبع خلف الكي بورد، اي لا تملك إلا مواقع الكترونية على الشبكة العنكبوتية، ويقول انها لا تملك رجالاً ولا مالاً وأرضاً داخل دارفور، ويشير الى حركته (العدل والمساواة) ضمناً بالقول ان الحركة التي يمكنها التحدث باسم دارفور هي التي تملك المقاتلين والمثقفين والقيادة والقواعد الشعبية والتنظيم. وفي أي محادثات يدعى لها كان خليل يرفض الجلوس مع من يدعون تمثيل دارفور دون ان يكون لهم وزن، وفي حوار له في راديو دينقا الذي يبث من هولندا امسية السبت الماضي قال انه لن يشارك في حوار مع حركات غير موجودة وعبارة عن جماعة نهب مسلح. بعد (كعة امدرمان) في مايو المنصرم والتي خسرها خليل ميدانياً خسارة بينة الا انها اعطته زخماً سياسياً ومكانة دولية يبدو ان الجو بدأ يصفو لخليل فقد اتسعت علاقاته الدولية والاقليمية والمحلية، فعلى الصعيد المحلي تحركت نحوه الحركة الشعبية واجتمع شخصياً بقيادتها ممثلة في باقان اموم وياسر عرمان، ويبدو ان تفاهماً نشأ بين الطرفين علماً بأن حركة العدل والمساواة لم تكن من الحركات المجتمعة في جوبا ضمن مساعي الحركة الشعبية لتوحيد فصائل دارفور، على الصعيد الاقليمي نجد ان خليل انفرد بالعلاقة مع تشاد وعلاقاته مع لبيبا فوق المعدل بكثير والآن هو في طريقه الى مصر، على الصعيد الدولي زار وفداً من حركة العدل امريكا والتقى مسؤوليها هناك وعن طريق تشاد حتماً لخليل علاقة مع فرنسا.
خليل اعلن قبوله المبادرة القطرية، وجاء في الاخبار ان وفداً من الحركة توجه الى الدوحة عن طريق القاهرة للتوقيع على اتفاق اطاري مع الحكومة، فيه وقف للعدائيات (يفترض ان تكون هذه المحادثات بدأت اليوم الثلاثاء)، وبالطبع الحكومة ستتفاوض مع خليل الى أبعد مدى بيد انها لن تعتبره ممثلاً وحيدًا لدارفور، ( اللهم الا اذا عادت قصة الريدة القديمة)، وهذا قد يبدو مستحيلاً في الوقت الراهن وخليل يريد في هذا الوقت ان يكون الممثل الأول لدارفور هذا اذا لم يكن يطمع في ان يكون الرئيسي أو ربما حتى الأوحد لدارفور وهذه اشكالية ستجعل التفاهم بين خليل والحكومة قليل الناتج.
حركات دارفور الأخرى لا تنظر لصعود نجم خليل بعين الرضا، فها هو عبد الواحد محمد نور يعلنها صريحة انه غير مرتاح لما تقوم به الولايات المتحدة من مجهودات للجمع بين خليل ومناوي وبعض زعماء الحركات الأخرى، ما فتئيت تصف حركة العدل والمساواة بأنها هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي، وبهذا يحاولون ان ينزعوا عنها الوصفة الدارفورية الكاملة. معظم الحركات قد جهرت امس الاثنين بمقاطعتها لمحادثات الدوحة وبدأت تشكك في مغزاها، أما على أرض واقع الزعامات التقليدية التي تنظر للمسألة من منظار قبلي تعتبر خليلاً مجرد قائد لفرع من فروع قبيلة الزغاوة. عليه ومن الذي تقدم، يمكننا القول ان دكتور خليل اليوم قد برز نجمه وظهر بأنه يقود حركة منظمة ذات وجود ميداني ودولي، ولكن مشكلته انه لم ولن ينفرد بتمثيل دارفور ولن تكون حركة العدل والمساوة في دارفور حتى قريبة من الحركة الشعبية عندما كانت تقود الحرب، وبعدها التفاوض في الجنوب، وهذا يستلزم من دكتور خليل ان يكون مدركاً بمحددات انفراده بدارفور بقدر ادراكه لقوته الذاتية، فخليل اليوم يملك جزءا من ورقة دارفور وأمامه فرصه لاستغلالها لمصلحة البلاد والعباد في دارفور.. فهل يفعل أم يفوت هذه الفرصة التي قد لاتتكرر له؟ خليل الآن أمام المرمى ولكنه ليس في حالة انفراد كاملة.
| |
|
|
|
|