|
|
 متحدث باسم الجنائية الدولية: قرار البشير خلال 15 يوما وتوقع بدء الدول الغربية إخلاء رعاياها
|
From Alsarq Alawsat
السودان: الجيش يعلن استرداد منطقة «مهاجرية» في دارفور من العدل المساواة
متحدث باسم الجنائية الدولية: قرار البشير خلال 15 يوما وتوقع بدء الدول الغربية إخلاء رعاياها
الخرطوم: إسماعيل آدم لندن: مصطفي سري
أعلن الجيش السوداني أمس أنه استرد منطقة «مهاجرية» في ولاية جنوب دارفور من قبضة حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور وأنها لا تزال تواصل تمشيط المنطقة «وتتعقب فلول حركات التمرد الفارة»، وأعلن عن مقتل جندي وجرح 9 آخرين في المعارك التي دارت بين الطرفين. بعد يوم من إعلان العدل والمساواة، قالت فيه إنها قد انسحبت من المنطقة. فيما لاحت بوادر أزمة بين الحكومة السودانية وحركة دارفورية مشاركة في الحكم حيال تبعية «مهاجرية» لأي منهما.
وجاء هذا التطور الجديد في نفس الوقت مع إعلان متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية أمس ان المحكمة الابتدائية اجتمعت مع المدعي العام للمحكمة لويس مورينو اوكامبو وممثلي الشهود والضحايا لتتخذ المحكمة قرارها بشأن الرئيس السوداني عمر البشير، وأضاف أن القرار متوقع أن يصدر خلال (15 ) يوماً، وتوقع ان تبدأ الدول الغربية بإجلاء رعاياها من السودان بما في ذلك البعثات الدبلوماسية خوفاً من اعتداء انصار البشير عليهم.
وقال الجيش السوداني في بيان صدر أمس ان استرداد المدينة ( مهاجرية) جاء «بعد سلسلة الهزائم التي تعرضت لها حركة العدل والمساواة من قبل قواته»، قبل ان يصف ما حدث بانه انتصار. وأكد البيان أن الجيش «سيظل يحمي الأرض والعرض ويكون دوما علي العهد ويؤكد جاهزيته لتلقين كل خوان أو معتد أثيم الدروس والعبر». وأكد البيان أن الجيش تكبد «شهيداً واحداً وتسعة جرحى فيما تكبدت العدل والمساواة خسائر فادحة في المعدات والأرواح يجري حصرها»، وأشار إلى حركة العدل والمساواة في الالتزام بوقف إطلاق النار وعدم الجلوس إلى المفاوضات لإحلال السلام في ربوع دارفور خاصة والبلاد عامة.
وقال والي جنوب دارفور علي محمود محمد ان الجيش يطارد المتمردين ويلاحقهم الي خارج المنطقة، واضاف انه وجه بتكوين لجنة عليا لاعمار مهاجرية وتوفير المشروعات الخدمية بها، داعيا خليل وإتباعه إلى «الجلوس لطاولة المفاوضات لان خيار الحرب لم ولن ياتي بنتيجة». ومن جهته قال نائب رئيس هيئة الاركان في الجيش السوداني الفريق ركن مصطفي عثمان عبيد ان منطقة مهاجرية اصبحت خالية من أي تمرد وان القوات أحكمت سيطرتها عليها مشيراً الى عدم تعرض المواطنين لأي أذي او تدمير وحرق لممتلكاتهم وان القوات تحميهم، وقال ان قوات العدل والمساواة وصلت الى منطقة خزان جديد مخلفة وراءها عددا من العربات والاليات، معلنا بذلك بان ولاية جنوب دارفور اصبحت خالية من أي تمرد وان الجيش سيواصل جهوده لتحقيق الاستقرار والامن في البلاد.
من جانبه، قال مصطفى الجميل مسؤول الاعلام في حركة تحرير السودان بزعامة كبير مساعدي الرئيس عمر البشير، الموقعة على السلام مع الحكومة، قال لـ« الشرق الأوسط» إن قوات حركته متأهبة لدخول المدينة التي قال إنها تتبع لها قبل ان تسولي عليها حركة العدل والمساواة قبل ثلاثة اسابيع، وشدد على ان حركته لن تترك المدينة، ردا على سؤال حول ما اذا كان النزاع بين حركته والحكومة على المدينة قد يؤدي الى قتال بين قوات الحكومة وقوات حركته، اجاب ان هذا الامر يحل في الاطار السياسي، ولكن نحن سندخل المدينة، واضاف « حشدنا جيشنا لذلك».
وقال الدكتور مندور المهدي أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني في تصريحات صحافية امس إن خطوة الجيش باستردادها المنطقة في الاتجاه الصحيح وهي لإحكام السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية، وإضعاف الحركة والمسلحة، وأضاف: هذه الخطوة بجانب أنها ضربة قاصمة للتمرد أفشلت أهداف حركة العدل والمساواة التي تتركز في التحكم في الطرق واستقطاب مواطني المنطقة لصفوفها وترجيح كفتها على بقية الحركات في الميدان لتقبل على المفاوضات وهي أكثر تمكينا على مستوى ولايات دارفور.
وطالب المهدي بمزيد من الخطوات المماثلة لتأمين المواطنين وبسط هيبة الدولة. وقال إن مثل هذه الخطوات من شأنها دعم استقرار الإقليم وتعين كثيراً في تحقيق السلام خاصة أننا في الأيام القادمة على اتفاق إعلان مبادئ إطاري في الدوحة. وأضاف «سنقبل على هذه المفاوضات بنية صادقة وبروح تعيد السلام والأمن والاستقرار لمواطني دارفور».
ومن جهتها أقرت حركة العدل والمساواة التي كانت سيطرت على المهاجرية منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي بسيطرة الجيش الحكومي على البلدة منذ امس، وقالت انها انسحبت منها مؤكدة دخول القوات الحكومية فيها، وقال سليمان صندل احد قادة المتمردين «نحن على مسافة ثلاثين كيلومترا من المهاجرية»، واضاف ان الطيران يقصف المتمردين في هذه المنطقة منذ ساعات عدة، وقال القيادي الاخر في الحركة طاهر الفاكي «علمنا لتونا ان القوات المسلحة السودانية باتت في المهاجرية». من ناحيتها قالت قوات حفظ السلام المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور امس انها تأمل في تحديد منطقة آمنة لا يجري فيها قتال لحماية( 30 ألفا) من المدنيين المُحاصرين وسط الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني والمتمردين ببلدة مهاجرية في اقليم دارفور، وقال مسؤول الاتصالات في القوة كمال سايكي ان القوة تأمل في اقناع الحكومة السودانية ومتمردي حركة العدل والمساواة بتوقيع اتفاق لاحترام منطقة آمنة لا يجري فيها قتال مساحتها كيلومتر مربع في المهاجرية، غير ان الجيش الحكومي استبق مبادرة (يوناميد) بدخول مهاجرية وطرد قوات متمردي العدل والمساواة، وقال سايكي «أولويتنا هي حماية المدنيين، الهدف هو أن نجعل الجميع يوافقون على عدم قصف هذه المنطقة وعدم اطلاق نيران الاسلحة الصغيرة فيها»، وأضاف أن قادة قوة حفظ السلام المشتركة ناقشوا تحديد المنطقة حول قاعدتهم في المهاجرية مع الحكومة السودانية وقادة القوات المسلحة في الخرطوم.
الى ذلك دعت مجموعة من الناشطين في منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وصحافيون الحكومة السودانية والقوى السياسية الى مؤتمر عاجل لمناقشة الأزمة الحالية، وتداعياتها، تخوفاً من ردود أفعال الحكومة من صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير، وقالت المجموعة في المذكرة التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها بعد إعلان المبادرين خطواتهم في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس ان ردود الأفعال تجاه الاحتمال القوي بقبول طلب المدعي العام من قبل المحكمة الجنائية الدولية قد خلق وضعا من الاضطراب والقلق، واضاف المبادرون ان الضرورة الملحة تقتضي جلوس كافة الأطراف السياسية السودانية في مؤتمر عاجل للحوار حول الأزمة الراهنة في إطارها الشامل، وان يتم الدعم من الأطراف الإقليمية والدولية المساهمة في عمليات السلام والعادلة والتحول الديمقراطي في السودان.
وشددت المذكرة على ان مقترح المؤتمر العاجل يأتي استجابة للمخاطر الجمة التي يمر بها السودان في هذا التوقيت الدقيق، واضافت «خاصة بعد انقضاء أكثر من نصف الفترة الانتقالية لتطبيق اتفاق السلام الشامل»، ودعت إلى عملية شاملة للمصالحة وجبر الضرر وإبراء الجراح تشمل كل السودان، وتابعت «التركيز علي عملية حقيقية وعاجلة لتحقيق السلام في دارفور بما يستجيب لحقوق ومطالب سكان الإقليم المشروعة، وفي القلب منها قضية العدالة».
|
|
 
|
|
|
|
ابوهريرة زين العابدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست