|
|
 والى نهر النيل .. وعبقرية النجاح فى قضية المتأثرين المناصير
|
الدكتور / أحمد المجذوب والى ولاية نهر النيل لم تكن لى به سابق معرفة قبل تعيينه واليا لولاية نهر النيل ولكنى من خلال الإجتماعات التى جمعتنى به كعضو باللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير وصلت الى قناعة تجعلنى أشهد له بأنه واحدا من القيادات الإسلامية القليلة الفذة التى تتصف بالذكاء والرشد والحكمة والشجاعة مع التبصر إضافة الى ما يتمتع به من كريم خصال . و أشهد أنه استطاع بتلك القدرات أن ينجح بعون الله وتوفيقه فى معالجة قضية المناصير . وقد كان من لطف الله وتقديره أن جعله واليا لولاية نهر النيل فى تزامن مع بداية الإغراق المتعمد للمناصير ، ولولا وجوده وقتها فى هذا الموقع لكانت قضية المناصير فى تقديرى قد دخلت فى نفق مظلم وخرجت من السيطرة ولكان قد حدث فيها من التداعيات ما لا يمكن التكهن بمآلاتها .
ومنذ أن بدأت قضية سد مروى مع المتأثرين ، لم يخطر ببال كثيرين أن تكون قضية توطين المناصير حول بحيرتهم كرغبتهم قضية شائكة ومعقدة وتبلغ درجة من التصعيد و التأزم ويستعصى حلها على الجميع لأكثر من عقد من الزمان . والحديث عن قضية المناصير لا يشمل تلك القلة من أسر المناصير التى تم تهجيرها الى كل من مشروعي المكابراب شرق الدامر والفداء فى صحراء العتمور شمال أبوحمد كرغبتها ورغبة وحدة تنفيذ السدود ولم تعد لهم مشكلة . وإنما تقتصر القضية على غالبية المتأثرين المناصير الذين يربو عددهم على السبعة عشر ألف أسرة ويمثلون أكثر من 86 % من جملة المتأثرين المناصير ويرغبون فى إعادة توطينهم حول بحيرتهم ولكن وحدة تنفيذ السدود لا ترغب لهم فى ذلك لأنها تريد جميع أراضيهم حول البحيرة خالية منهم لأغراض لم تفصح عنها . ومن أجل ذلك فإنها سعت لإجلائهم من أراضيهم بشتى والوسائل والسبل ومارست كل الحيل والخدع من عقد إتفاقيات غير ملزمة بالتنفيذ ومحاولة زرع الفتنة وروح الإنقسام بين المتأثرين المناصير واستخدام سياسة الترغيب والترهيب وبالضلوع فى عمليات التزوير العديدة التى تتم فى صرف تعويضات أصحاب الخيار المحلى كما يتهمها بذلك كثيرون ، وأخيرا الإغراق الكارثى والمتعمد للمناصير والذى بلغت فيه الأزمة ذروتها حين فقد المتأثرون المناصير جميع ممتلكاتهم وتلفتوا ولم يجدوا أثرا للحكومة التى إتفقت معهم ووعدتهم ببناء مساكن لهم حول البحيرة . فلا هى أوفت لهم بما إلتزمت به ولا هي عوضتهم عن ممتلكاتهم وزروعهم التى إغرقتها وكانت على وشك الحصاد ، بل إنها ضربت تعتيما إعلاميا وأمنيا على كارثة إغراقهم ومنعت المنظمات الإنسانية والتطوعية من الوصول اليهم حتى لا يصلهم أي عون أو إغاثة عن طريقها ليضطروا للهجرة الى مشروعيها فى كل من المكابراب والفدا . ولكنهم بدلا من ذلك استقروا حول إطراف بحيرتهم ليبدأوا حياة جديدة من العدم فامتلأت نفوسهم حقدا وكراهية للحكومة ولكل ما يرمز لها لدرجة أنهم رفضوا فى البداية استلام إي عون أو إغاثة تصلهم من الحكومة واعترضوا موكب الوالى والبروفسور / إبراهيم أحمد عمر عندما أرادا زيارة معسكر قرية برتى لتفقد أوضاع المتأثرين فيه . وكان من شأن هذا الحدث أن يفاقم من أزمة الثقة ويزيد الطين بلة . ولكن عظمة عبقرية هذا الوالى تجلت فى تقديره لظروف أزمتهم وإيجاد العذر لهم بسبب ما يجيش فى نفوسهم من إنفعالات وتوتر نتيجة لإحساسهم بالظلم . فقابل إعتراضهم بالرضا والتسامح والإبتسام بل وحاسب نفسه كمسئول على التقصير فى حقهم فى الوقت الذى كانت فيه جهات أخرى ترغب فى إستغلال هذا الحدث لإستعداء الدولة على المناصير بإعتبار أنهم قد إنفلتوا وخرجوا عن سلطان الدولة وأنه ينبغى على الدولة تجريد حملة تأديبية لهم ليتم من خلالها إخراجهم قسرا من أراضيهم . ولقد استطاع الوالى بجهد جبار كسر طوق الحصار الذى ضرب حولهم واستقطب الدعم والعون والإغاثة لهم وهم فى أحلك ظروف محنتهم ومعاناتهم وسخر كافة أجهزة حكومته لإعادة إستمرار كافة الخدمات لهم . كما استطاع بالتعاون والتنسيق مع اللجنة التنفيذية من إنشاء وقيام مشاريع زراعية عديدة فى مواقع جديدة حول أطراف البحيرة أصبحت حقيقة واقعة وتبشر بنجاح كبير . وتعاون كذلك مع اللجنة فى كل ما من شأنه أن يدعم الإستقرار فى الخيار المحلى ويمضى فى تنفيذ الإتفاق قدما . ولم تكن مهمته هذه بالسهلة لأنه كان ولا يزال يواجه في ذلك العراقيل وتنفجر من حوله الألغام والنيران ( الصديقة ) من داخل حكومته وخارجها . إلا أنه استطاع التغلب على جميع ذلك بحكمته وصبره . كما استطاع بفضل حصافته أن يصل الى مكمن العلة ويبطل مفعول المعلومات المضللة التى كانت تصل الى مؤسسة الرئاسة وتصور لها أن إعادة توطين المتأثرين المناصير حول البحيرة أمر مستحيل ولا تقره الدراسات . وأن الراغبين فيه هم قلة مارقة تم تحريضها على عدم الهجرة من قبل اللجنة التنفيذيه التى جل اعضائها مستقرين بالعاصمة ولا يعانون ما يعانيه أهلهم بالمنطقة . وأنها لجنة مسيسة حتى النخاع وتتاجر بقضية أهلها مع المعارضة وأعداء الوطن ، وما الى ذلك من أكاذيب وأباطيل . وهذا التصحيح للمعلومات المضللة كان هو السبب المباشر والأكبر فى نجاح الوالى فى كسر الجمود الذى لازم هذه القضية وجعلها عصية على الحل . وهو أمر جعله ينطلق فى ثقة ويسعى قدما فى خطى وئيدة وواثقة نحو تنفيذ الإتفاق وهذا ما أكسبه ثقة اللجنة التنفيذية وثقة كافة المتأثرين المناصير وجعلهم يدينون له بالولاء . وقد تأكدت تلك الثقة بيان بالعمل وبالصورة والصوت فى زيارته لمنطقة المناصير فى نهار الأحد الموافق 11 يناير الماضى . فإذا بالذين كانوا قد اعترضوا موكبه من زيارة معسكرهم بالأمس يكونون من أوائل المستقبلين له ويعانقونه بالأحضان تعبيرا عن الوفاء والعرفان بما قام به من أجلهم . ولم يلتفت أحد لقافلة الإغاثة المكونة من خمسة وثلاثون شاحنة والتى وصلت برفقته وهي تحمل مختلف مواد الإغاثة والعون ، فالتعبير عن وفائهم له ولكافة مرافقيه ومساعديه كان هو الشاغل الأكبر لمستقبليه من رجال ونساء وأطفال . وقد بلغت الثقة منتهاها والوفاء ذروته عندما أعلن الوالى لحشد مستقبليه عزم رئيس الجمهورية القيام بزيارة خاصة لهم فى منطقتهم فى القريب فتعالت هتافاتهم فرحا بهذه البشرى وهم يرددون التكبير والتهليل . فزيارة الرئيس لهم فوق ما تحمله من تشريف ومعانى سامية فهي تعنى حلا ونهاية سعيدة لقضيتهم . وحق لهم أن يبلغوا بهتافاتهم المؤيدة للرئيس عنان السماء وأن يعلنوا وقوفهم فى الصفوف الأمامية دفاعا عنه . كانت حرارة اللقاء وصدق الشعور مشهد رائع بحق إهتز له وجدانى وخنقتنى أكثر من عبرة .
بعض من شيوخ المنطقة وشبابها علقوا لى على خطاب الوالى بأنهم فهموا منه ما يفيد أنه يطالبهم مقابل ما قدمه ويقدمه لهم من عون وجهد فى معالجة قضيتهم أن يكونوا مؤتمر وطنى . أي ( هذه بتلك ) قالوا لى إن كان يعنى ذلك بالفعل ، فإنه يكون قد أساء الينا وأساء فهمنا والظن بنا من حيث لا يدرى أو يحتسب . وكما ذكروا لى فهم مؤتمر وطنى بالفعل . ومزاجهم بالفطرة مؤتمر وطنى . ولا يمكنهم التحول عنه الى غيره حتى وإن حدثتهم أنفسهم بذلك . ولكنهم كما وصفوا أنفسهم ( مؤتمر وطنى زعلانين ) . أو مؤتمر وطنى مع وقف التنفيذ الى حين أن تنصفهم الحكومة . فإن هي أنصفتهم إنصلح بالهم عادوا لوضعهم الطبيعى مؤتمر وطنى فاعلين دون أن يكونوا فى حاجة لإستقطاب أو تجديد بيعة .. وأنها أي الجكومة إن نكست عهدها معهم عادوا الى زعلهم وخصامهم لها . وقد يقاطعون التصويت لصالحها وإن صوتت قلة منهم لغير المؤتمرالوطنى فلا يعنى ذلك تحولهم لهذا الغير أو حبا فيه وإنما يعنى نكاية فى المؤتمر الوطنى الذى ظلمهم . قالوا لى : نرجوك أكتب هذا الكلام فى مقالك نيابة عنا .
ورغم ما حققته تلك الزيارة من نجاح كبير تبين فيه عودة ثقة المتأثرين المناصير فى الحكومة ومؤتمرها الوطنى لما لمسوه من إنفراج حقيقى لحل قضيتهم وبما يعتبر كسبا للحكومة فى توحيد صفها وإزالتها لبؤرة توتر كانت ستظل ثغرة لأعدائها ، إلا ان الشواهد لا زالت تبين أن من تسببوا فى هذه المشكلة لم يكونوا راضين بهذا النجاح الذى تحقق ولا زالوا يبغونها عوجا ، فظلوا فى طغيانهم يعمهون ويكابرون . فبعد أن فشلوا فى منع زيارة الوالى أو إفشالها ، صاروا ينكرون ضوء الشمس بمحاولتهم حجب الإعلام الرسمى من تغطيتها للتشكيك فى نجاحها ولم يتوقف مكرهم وكيدهم فأذاعوا فى سذاجة فى أوساط المناصير أن الوالى لا يملك المال و لا الحل لقضيتهم وأن الحل لا يوجد إلا لدى وحدة تنفيذ السدود ناسين أو غافلين أن الوالى بعد أن قدم كل ما يليه من عون ودعم قد مهد لزيارة السيد رئيس الجمهورية للمنطقة وأن رئيس الجمهورية فى النهاية هو صاحب الحل والعقد فى القضية و أنه عند زيارته للمنطقة سوف يعلن الخاتمة السعيدة لفصول تلك التراجيديا المأساوية التى هي من صنعهم وعندئذ سيموتون غيظا وكمدا ولا بواكى لهم . فوحدة السدود لو كانت تسمع أو تعقل ما وصلت الى هذا الدرك السحيق من الفشل والعجز . والقضية عموما تعتبر شبه محلولة وسيتجاوزها الزمن وقد سبق للمتأثرين المناصير أن أعلنوا عفوهم عن من ظلمهم وطووا صفحة الماضى بمراراتها ، وقيل بعدا للقوم الظالمين.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: والى نهر النيل .. وعبقرية النجاح فى قضية المتأثرين المناصير (Re: بكري الخير)
|
ياهو زاتو يامحمد ,, تحياتى يارجل , وكيف أحوالك , آخر عهدى بك
عندما كنت أواظب على قراءة مجلة صباح الخير الله يطراها بالخير فى
السبعينات ووقتها أتحفتنابذلك السرد البديع لتلك الرحله الجميله
لمنابع النيل فى جنوب السودان برفقة ذلك الصحفى المصرى المدهـش
( ياريت لوتسعفنى بإسمه ) .
أتمنى أن تكون وكل أفراد الاسره بخير ,, الخال محجوب منوفلى بالخرطوم
ويسكن فى حى المجاهدين وتلفونه 00249128077278
تحياتى وأسأل الله التوفيق لاهلنا فى المناصير ,, وطالما أنت بينهم
فلاخوف عليهم .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
كمال سالم
بكري الخير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست