المخرج السودانى فى السينما المصرية سعيد حامد

Quote: المخرج سعيد حامد: أشرف عبد الباقي حقَّق لي حلمي القاهرة - سماح عبد العزيز على الرغم من أن فيلمه الأول «الحب في الثلاجة» لم يحقق النجاح الذي كان يحلم به، إلا أنه تمكن في خطواته التالية من «صناعة» النجاح، قاد انقلاب المضحكين الجدد بفيلمه «صعيدي في الجامعة الأميركية»، ليتابع رهانه على الفنان أحمد السقا وفيلمه «شورت وفانلة وكاب». يتحدث المخرج سعيد حامد الى «الجريدة» عن أحدث أفلامه «على جنب يا أسطى» الذي يخوض فيه تجربة الإنتاج منفرداً، على الرغم من عدم استقرار السوق السينمائية. يرى البعض أن «على جنب يا أسطى» أعادك إلى بداياتك الجميلة؟ طبعاً. يسعدني استقبال الجمهور للفيلم بحرارة واستحسان، ربما يعود السبب إلى بساطته فكرةً وتنفيذاً وخلوِّه من «استعراض العضلات»، وهو لم يختلف عن بداياتي، يكاد الأسلوب أن يكون واحداً، لكن لكل تجربة خصوصيتها والإطار الذي تظهر من خلاله. ما الذي جذبك في السيناريو؟ أحلم منذ فترة بتقديم عمل سينمائي أصوّر من خلاله القاهرة بشوارعها وميادينها ومبانيها، من دون إدخالها خلسة على أحداث الفيلم، أي أن يكون ذلك جزءاً من الدراما، لهذا تحمست عندما عرض عليَّ السيناريست عبد الرحيم كمال هذه المعالجة. هل أجريت تعديلات على السيناريو؟ ليس ثمة تعديلات بالمعنى الحرفي، لكن بالتأكيد ثمة ملاحظات واختلافات في الرؤى، توصلنا مع النقاش والحوار وجلسات العمل الى رؤية واحدة وهو ما يمكن تلمسه في الفيلم. ماذا عن اتهام الفيلم بأنه مقتبس بتصرف عن فيلم «تاكسي دريفر» لروبرت دي نيرو؟ ليس فيلمي الوحيد الذي يؤدي بطولته سائق تاكسي، سواء في السينما العالمية أو المصرية، مثل فيلم «ليلة ساخنة» للراحل عاطف الطيب، والتشابه شيء طبيعي بين الأفلام، لكن بالتأكيد تختلف التفاصيل، كذلك المضمون الذي تطرحه، لا يهتم كل فيلم، يؤدي بطولته سائق تاكسي مثلا، بتفقد أحوال البشر أو المدينة التي يتجول فيها، ناهيك عن ان لكل كاتب ومخرج رؤيته الخاصة. بدأت التصوير قبل عامين، لماذا استغرق وقتاً طويلاً؟ بدأ التصوير أواخر عام 2006 ثم توقفنا فترة لظروف إنتاجية ارتبط خلالها أشرف عبد الباقي، بطل الفيلم، بتصوير مسلسله «راجل وست ستات»، وبدأتُ تصوير فيلم «طباخ الريس»، لكن فور انتهاء كل منا من التزاماته استكملنا التصوير. ما الأسباب التي دفعتك الى خوض تجربة الإنتاج؟ تعرض علي مواضيع أتحمس لها وأرى أنها لو عرضت على منتج آخر يرفضها بسبب شروط السوق، لهذا أفكر بإنتاجها لقناعتي الشديدة بها، وهذا ما حدث مع فيلم «الحب في الثلاجة»، تحمس المنتج حسين القلا لمشاركتي بإنتاجه، كذلك «رشة جريئة»، شاركت أشرف عبد الباقي في إنتاجه، أخيراً «على جنب يا أسطى» خضت من خلاله تجربة الإنتاج منفرداً كونه يحقق لي حلماً تمنيت تحقيقه. ما هي الصعوبات التي واجهتكم خلال التصوير، خصوصاً أن معظم المشاهد تدور في الشارع؟ استغرق تصوير الفيلم ثمانية أسابيع ونصف الأسبوع، لأن 90% من مشاهده نفذت في الشارع في ظروف مناخية صعبة، وكان الزجاج الأمامي للتاكسي منزوعاً ومثبتةً عليه كشافات الإضاءة، أما الكاميرا فكانت مثبتة أمام الفنان أشرف عبد الباقي، فأحالت دون أن يرى أمامه، وتخللت أحداث الفيلم مطاردات، يضاف اليها مضايقات واجهناها خلال التصوير في الشارع وسط الجمهور، ما تسبب في تعطيل التصوير كثيراً. شكل الفنان الشاب آسر ياسين مفاجأة الفيلم، كيف تم اختياره؟ شاهدت مشهداً له أمام الفنان فتحي عبد الوهاب في مسلسل «قلب حبيبة»، أعجبت بأدائه وظل في بالي الى ان بدأنا الإعداد للفيلم فوجدته حاضراً أمامي، خصوصاً أنه يتقارب في ملامحه مع الفنان أشرف عبد الباقي، ويصلح لدور شقيقه وإبن خيرية أحمد التي جسدت دور والدته. عندما بدأنا التصوير تأكدت أنني وفِّقت في اختياري، لأنه نجح في الدخول الى تفاصيل الشخصية وترجمتها والتعايش معها بشكل أذهلني. ماذا عن أروى؟ كنت أبحث عن وجه جديد يشبه الناس في الشارع وقريب منهم ومن قلوبهم ولا يشبه أياً من النجمات على الساحة اليوم، رشحها لي البعض وعندما رأيتها وجدت أنها مناسبة للدور ومع البروفات تأكدت أنها الأنسب له. من يشاهد الفيلم يرَ أن أروى هي البطلة الأساسية وليست روجينا؟ الممثلون في الفيلم كلهم نجوم حتى أولئك الذين ظهروا كضيوف شرف وأدوا أدوارهم باقتدار. من وجهة نظري، دور روجينا مهم جداً ولا تقدمه إلا ممثلة تملك موهبتها، لأنه يعادل دوراً أكثر شراً. على غرار معظم الزوجات تهمل زوجها وتنسى حقوقها، ما يعطي الزوج مبرراً لتعويض الحرمان العاطفي خارج الأطر الشرعية. كيف استطعت جمع هذا الكم من النجوم في الفيلم وإقناعهم بالظهور كضيوف شرف؟ بالحب وحده نجحنا في جمع النجوم لأنهم يكنون لنا الحب والتقدير ونبادلهم المشاعر نفسها، لهذا لم يتأخر أحد عندما عرضنا عليه المشاركة في الفيلم، خصوصاً أن الأدوار الموجودة تحتاج نجوماً موهوبين ومتمكنين من الأداء على الرغم من صغر مساحة الدور. ما هي المواضيع التي تحب تقديمها كمنتج؟ تلك التي تعبِّر عن هموم الناس وأوجاعهم وتحتوي على لغة سينمائية عالية في الوقت نفسه. هل ستخوض تجربة الإنتاج مجدداً؟ يتوقف الإنتاج على إيجاد موضوع أقتنع به وأتحمس لتقديمه.