|
|
 صندوق الشكاوى
|
( صندوق الشكاوى )
الغبار الذي يملأ المكان، إصبع في عين الريح! والريح لا تغادر النطاق المناخي المتاح لها أبداً. كم سينتمي إلى هذا اليوم التعيس من ذكريات مؤلمة، وقصص حزينة، وآهات مكبوتة وبعضها سقط سهواً على المخدة البيضاء بين حمى تنهش اللحم وشوقٍ يعتصر صاحبه ويُراقصه بتثاقل! الآن نفس القبائل الغجرية ترفع رأسها، وهي نفسها تشتكي! ولا أحد يدري أين يقع الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم. بين ابتسامةِ عروس البحر المزيفة، وخرافة التنين الوحشي. بين أزقةٍ لا تعرف من يمرون بها، وبين جسدٍ هو في الأصل (صندوق شكاوى!)
قالت الخيل لخيّالها :"لن تحتاج إلى لجام، لن أُحوجكَ إليه. أنا أؤمن بأنني فرس، ولك ما تشاء من خيرات الإسطبل، ومن زبد الخيول المتعبة الأخرى." فـر الفارس قبعته الرياضية وارتقى فرسه التي بلا لجام، فسقط عند الصهيل الأول! من قال بأن الخيلَ – كلُ الخيلِ مروّضة؟ وفي الصفحة التالية، يرقد التنين على موجةٍ عرجاء، يعّض على الزبدِ الأبيض بقوّة.. يفضحهُ صوتهُ لأنه نسخةٌ بالكربون من هذا الصفاء البحري. قالت له عروس البحر: " أُحبك . . ". قبّلته في فمه الذي ما زال يخرج الدخان! فاستحال الدخان إلى لُعابٍ بارد. وحينما أفاق. . كانت لم تفق بعد!!
أجمل الكلام أعذبه، وأعذب الكلام أكذبه، وأكذب الكلام أصدقه، عندما يكون الصدق واجهةً أخرى لبوابةٍ لا تغلق عندما تفتح على مصراعيها. شريط من العذاب يمر أمام عينيك عندما تغلقهما معاً: ريح تخجل أمامك وترقص لصاحبك! خيل مروضة في البرية، وأخرى جامحة في الإسطبل! ريح تهادن التضاريس، ولا تهادن المناخ! لم يعد في الجسم متسع للجرح، ولا في الجرح متسع للنزيف!
هشام آدم
1 أغسطس 2005م
|
|
 
|
|
|
|
هشام آدم
فيصل نوبي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست