من الذي ركل القطة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2005, 01:48 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الذي ركل القطة؟

    من الذي ركل القطة


    من هذه الجهة أغلق سماعة الهاتف، ومن الجهة المقابلة رفع سماعة الهاتف الأخرى. هزّه صوت صراخ المدير العام وهو يقول:
    * كيف تكون مدير مالي وتحدث هذه اللخبطة في الحسابات بهذا الشكل؟
    - يا سعادة المدير أنا ...
    * أنت مسؤول أمامي عن هذه الفوضى وأمامك ساعتين لتقدم لي الكشوف المالية بعد التعديل، مفهوم؟؟؟؟
    يغلق المدير العام الخط في وجه المدير المالي، الذي ضغط على زر الانتركوم:
    * محجوب تعال فوراً
    ينهض محجوب وهو يهندم بدلته ويُعيد ترتيب ربطة عنقه، يطرق باب مكتب المدير المالي برفق ويدخل.
    * إنتا إيش هذا اللي سوّيتو؟ في أكثر من ( 824.891 ريال ) مفقودة من القوائم المالية اللي قدّمتها لي بالأمس. ويش هذه اللخطبة يا حضرة؟
    - مفقودة؟ أنا متأكد من شغلي.
    * إنتا مش عارف شغلك يا محترم. اتفضل روح راجع حساباتك. قدامك ساعة والقوائم المالية تكون قدامي على المكتب. مفهوم؟ اتفضل.
    يخرج محجوب وقد علاه الغضب، وتوقفت العبرة في حنجرته وهو يستعيد كل كلمة قالها له المدير المالي. كيف يرفع المدير المالي صوته عليه، ألا يكفي أنه قد أصبح المدير المالي فقط لأنه صهر المدير العام، رغم أنه يستحق هذا المنصب بدلاً منه لخبرته الطويلة في نفس الشركة! دخل محجوب مكتبه بعد أن دفع الباب بكل قوة، صرخ بصوتٍ عالٍ:
    * يا ( عماااااااااد )
    يدخل عماد مكتب محجوب الذي تركه مفتوحاً، وقف أمامه وقد تطايرت من عينيه علامات الدهشة، فهي المرة الوحيدة التي يرى فيها محجوب بهذه الحالة من العصبية.
    * أنا أمبارح قلت لك طلع لي سندات القيد بتاعت جميع الشركات المساهمة مش كده؟
    - أيوه .. وده اللي أنا عملتو بالضبط.
    * لا يا حضرة إنتا ما طلعتليش سندات القيد بتاع أهم واحد فيهم. روح يا أفندي يا محترم طلّع لي سندات القيد بتاع شركة المياه الغازية. اتحرك.
    - حاضر يا فندم.
    يخرج عماد من المكتب محجوب الزجاجي وهو يتقطّر خجلاً فقد شاهده الجميع وهو يتلقى الصراخ من قبل محجوب. لم يستطع عماد أن يرفع عينيه أمام زملاءه وبينما هو متجه إلى مكتبه اصطدم في العم ( عبد الجليل ) الساعي واندلقت القهوة على ملابس عماد الذي استشاط غضبه فأفرغه في العم جليل المسكين.
    * إيه يا عبد الجليل، إنتا مش شايف ولّه إيه؟
    - معليش يا ساعة البيه.
    * فتّح ياخي.. إيه ده.
    - لا مؤاخذة يا بيه أصلو ...
    * خلالالاص، إنتا حتحكي لي تاريخ حياتك؟!

    وينحني العم عبد الجليل على الأرض ليرفع ( الصينية ) التي سقطت من يده، ولينشف الأرضية التي تبلّلت بالقهوة والشاي. وانكسر كبرياء العم عبد الجليل الذي يعمل في هذه الشركة منذ أكثر من عشرين عاماً. الكل يحترم العم عبد الجليل ويُقدّره - كبيراً وصغيراً - كأب وليس كفرّاش. فكيف يأتي هذا الشاب الذي هو في سن أكبر أبناه ويرفع صوته عليه؟! وخُدش كبرياء العم عبد الجليل الزجاجي، فحمل الضيم في صدره وانصرف بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية إلى منزله. استقبلته زوجته، فلم يبتسم في وجهها كعادته:
    * إيه يا عبدو، مالك، في حاجة؟
    - لا ما فيش ..
    * إزاي ما فيش أُمّال قالب بوزك ليه؟
    - قلت ليك ما فيش حاجة..
    * حتخبي عليّ بعد العمر ده كلّه يا عبدو
    - يا أم عباس قلت ليك ما فيش حاجة .. أنا عايز أنام بس.
    * طب والنبي انت زعلان. مش عوايدك يا عبدو .. هو أنا مش مراتك وعارفاك! ما تقول لي فيه إيه وريّحني.
    - يعني أسيب لك البيت وأطفش؟ ما فيش حاجة .. أوووووووف إنتِ ما بتفهميش؟ دي عيشة تقصّر العمر. ده دي!!!
    * أنا عيشتي تقصّر العمر يا عبد الجليل؟ بقا دي آخرتها؟
    وتشعر زوجة العم عبد الجليل بالإهانة من زوجها الحبيب الذي ظلّت تخلص له وتسهر على راحته طيلة هذه السنوات دون أن تتضجر من شظف العيش وقلّة ذات اليد. لقد صرخ في وجهها وهي التي كانت قبل مجيئه بساعات تصبغ شعرها بالحناء من أجله، تُعد له الطعام الذي يشتهيه، وأرسلت صغارها ليلعبوا عند الجيران حتى لا يُزعجوا عبد الجليل عندما يأتي منهكاً من عمله، كيف لم يُقدّر لها كل ذلك؟ أوَ يكون جزاء أنها تخاف عليه وتريد أن تطمئن عليه فقط كل هذه المعاملة القاسية؟ وبينما هي كذلك إذ فُتح باب المنزل بقوّة وارتطم الباب بطرف سجادة كان مطوية وموضوعة بجانب الباب وسقطت السجادة على ( شفانيرة ) قريبة، وسقطت مزهرية كانت على الشفانيرة وتكسّرت. لقد كان ولدها الصغير هو الذي فتح الباب بتلك الطريقة. فقامت زوجة العم عبد الجليل وصبّت جام غضبها على الطفل المسكين:
    * يا مجرم. في حدّ يفتح الباب بالطريقة دي؟
    وبدأت تشدّ له آذانه وتثنيها له بشدة.
    ( الطفل متألماً ) حرّمت يا ماما حرّمت.
    ولكنها أنهت شد الأذن بصفعة أوجعت الطفل كثيراً جلعته يخرج مرّة أخرى من البيت وهو يُلملم ما تناثر من سعادته التي دخلت بها قبل دقائق، وعيناه ترقرقان بالدمع لقد كان الطفل غاضباً فوجد أمامه قطّة نائمة فركلها بقوة في طريقه.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 11-22-2005, 01:53 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de