دخل في غفلة من رغبته المخبأة في انتظار المفاجأة وفي فقاعة التوقع المصاحب لصرير الباب ليجدها مبتسمة وهي تمسك بسمكه الغليظ. وكأنه لم يكن يتوقع ، توقف فجأة ثم أخذ يراجع اللغة ، ويسترجي الهواء أن يعبر الرئتين إلى كهوف الحنجرة المصابة بالسكوت المفاجئ.
أقلقها أو أسعدها كثيراً هذا الترنح المفضي إلى جزئية من شعورها ذات يوم عندما كان يطالع صفحة الجريدة اليومية أمام (دكان ود البشير) بينما فقدت في حضرته المتناهية خواء حافلتين في زمنٍ نادراً ما يضرب فيه الموظفون والطلبة عن الخروج في مثل هذا التوقيت.
تماماً كما يمزق الحمام شبكة عنكبوتة مهمِلة لا تجيد الحياكة ، مدت يدها لتمزق رهبته التي حاول كثيراً أن يداريها في عبثيته المصطنعة أو البديلة. ولكنها زادت الطين بلة!
تراجع خطوة ونصف ، ففتحت الباب على مصراعيه للوحة كاملة من النور الذي غشى أخانا كالناموس المهيب. ولم يجرؤ على الحركة. أحس - عندما حاول الخروج من صمته - أن ليس ثمة أبواب ولا جدران للقفز فوقها فوقف قبالة إحدى أعمدة الإنارة المتعطلة في شارع نبضاته المتسارعة ومد يده ، كمن يمدها لاختبار الحرارة. فاحترق !
كهذا يكون العشق صلاة في حضرة من لا تجرؤ أمامه على الكلام بغير ما يليق به. خشوعاً تحت إبط اللحظة المصادفة. وارتعاشاً ضد عنجهية التكوين واللون والتفاصيل الـ..... عبط!
لم يدخل ولكنه لف يديه جيداً بمنديل كانت أمه قد أهدته إياه في عيد ميلاده الأخير، ولم يصافح أحداً ذلك اليوم.
في سفر هذا النبض الموتر لا تغادر قبل أن ترسم لي على دفتري اسمها. من تكون؟ في أي وقت من الليل يكون نزولها المهيب؟ على أية شاكلة سوف تأتي؟ أي نوع من القبلات سوف تهديني ، بل وبأي طريقة يجب أن أقبلها؟
دع عنك هذا القوس الذي لم ينطلق سهمه منذ أن عرفتك. وخذ قلماً وورقة .. وأكتب ما يهدأ أرجوك!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة