|
أهل مكة أدرى بشعابها
|
أهل مكة أدرى بشعابها _______________
فجأة .. حين لا وعي يشهد كرنفال الحضور المهيب ، لفتاةٍ تشغل الحواس الخمس بتلافيف السحر السلوفانية التي لا تؤذي بقدر ما تحرق بلطف كنار إبراهيم الباردة (فيزياء الطبيعة المأدلجة).. أو تستحيلك إلى (محض مشدوه) تنظر كيف أن القلب اختار – بمحض إرادته – الجانب الأيسر ، الآن اعتزل – إن شئت – يسارية العشق داخلاً في ملةٍ لا تعرف إلا البكاء على المغادرين .. مطاراتٌ لطيورٍ غادرت قبل فجرين .. أو بين فجرين !! طيور على شرفة فستانها الأحمر القاني بلون هذا الورد .. هذا الشبق العفيف !! يا حبذا لو استفاقت الطيور على ريشةٍ من العصور البدائية ، في كف همجي أرعن ، إذاً لاستحال الجلد إسطبلاً لترويض الرجال .. أعنة الخيل الوهمية. هي إنما محض أحذية على بوابات المساجد السعفية بدائية الإيمان والصلاة خلف إمام كثير السهو ، كيف لا نعرف أن العشق يأتي نحونا حين لا نشتهيه ، كيف لا نعرف أننا دمية الطرد المركزي حول محور الذكورة والأنوثة ، ضد هذا الشارب المتدلي والضفيرة التي (فرس الرهان) !!! هي الفتاة التي تنسى – حين تعشق – أنها - بين يدي من تحب – عنصر الإناسة ولا تتذكر إلا نوافير الأنوثة ، فترسم بحرفية ابتسامتها المعتقة على شفاهٍ محدودبة الرقة. ألعن آخر الابتسامات التي رأيتها منها لأنها فقط كانت الأخيرة ، ثم ألعنها مرة أخرى لأنها أحرقتني بلطف .. هل هذا عنف؟
لا عليك يا حبيبتي .. هاتي يديكِ ضميني – من الخلف – حتى أعلم أنه لا طعنة في الظهر قد تأتي ، ثم هاتيني يديكِ وضميني على صدرك حتى أعلم أنه لا وجه لي إلا وجهك ، ولا نار قد تحرق شرفتي التي احتضنتك. (أهل مكة أدرى بشعابها) وأنت من يعرف شوارع مدينتي الجلدية ، شارعاً شارع ، أنت من يرقم البيوت ويحصي كل جرحٍ على حدا . أنت من – فجأة – أعلنت استقلالها على مملكتي التي لا أملك منها إلا ما يخصك !!! أنت – لا أقول الوحيدة ، ولكنك المجيدة – التي عرفت سر رقصة مريم على الحبل ذات مرة ، ومشية الهندي على الماء ، ولعبة إبراهيم السحرية .. وكل الأعاجيب بين نهديك اللتان هما زجاجتا نبيذٍ آسيوي !! إذاً دعيني مأموراً أرخي ناقتي على فناء دارك الفسيح ، (الفسيح) بقدر شهقتين أو ثلاث.
أهل مكة أدرى بشعابها .. إذاً أغمضي عيني بنور عينيك ، وأمسك يدي ... لا أخاف زلتي وأنتِ عصاي التي أتوكأ عليها ، وأهش بها على غنمي ، وأن أقبلك – هكذا فجأة – مأربي الوحيد ... لن أحيد ... أحبك ، بقدر ما تهبين روحي امتدادها الأصيل في صلاةٍ لا تنقطع بالابتسامة ، ولا تفترض الوضوء بقدر ما تفترض الاغتسال بضوئك صعيداً طاهراً ... يعني انعاكسي فيك حين لا أقدر ألا أراك تذوبين في خجل رؤيتي إليك!!!! أحبك
|
|
|
|
|
|