|
عندما تشرق الحضارة النوبية من جديد.. مؤسسة مو مثالا..
|
الملياردير السودانى (النوبى) محمد ابراهيم وهموم افريقيا
لاول مرة يسطع اسم رجل اعمال من اصل سودانى – نوبى فى سماء السياسة الافريقية إثر إعلانه عن جائزة سنوية تمنح لاى حاكم افريقى عادل يحقق الرفاه لابناء وطنه وتوزع الجائزة على مدى خمس سنوات بدءا من نهاية العام القادم. وتضم لجنة المحكمين لاختيار الفائز بالجائزة السيدة مارى روبنسون رئيسة جمهورية ايرلندا السابقة والمفوض السامى السابقة للمنظمة الدولية لحقوق الانسان بجنيف كما تضم اللجنة الدكتور سالم احمد سالم السكرتير السابق لمنظمة الوحدة الافريقية وأخرين والجائزة التى تبلغ الخمسة مليون دولار تعتبر جائزة ذات قيمة معنوية كبيرة رغم ضألتها إذا ما قورنت بما ينهبه اصغر زعيم ديكتاتورى فى افريقى خلال ايام ولكنها اكبر حجما بالقياس الى جوائز عالمية شهيرة مثل جائزة نوبل للسلام الى تبلغ حوالى المليون ونصف من الدولارات.
ورغم بعض الانتقادات التى وجهت الى فكرة تقديم هذه الجائزة وانها لن تشجع الدكتاتوريين للتخلى عن السلطة إلا ان الفكرة تظل رائدة وجديرة بالاهتمام حيث انها توجه الانظار الى جائزة سنوية للحكم الرشيد فى القارة الموبوءة بالدكتاتوريات العسكرية والفساد.. انها مثل إلقاء حجر فى مستنقع راكد .. كما ان الجائزة يمكن ان تفتح الابواب مشرعة امام الإصلاح السياسي وذلك بتشجيع الممارسة الديمقراطية وتقوية مؤسسات المجتمع المدنى ومنظمات حقوق الانسان والتى ستجد لها منبرا جديدا تتنفس من خلاله حيث يتم تقييم اداء الحكام الافارقة من خلال تلك المنظمات والمؤسسات المماثلة ومدى اهليتها وموقعها من قائمة الحكم الرشيد إذ يتبادر الى الذهن ان يتم ترشيح عدد من القادة الافارقة ويتم اختيار افضلهم بواسطة لجنة التحكيم التى ستضع معايير معينة للفائز بالجائزة.. ان مثل هذا العمل لن يسر كثيرا من القادة الافارقة لانها ستضع بعضا منهم فى مواجهة الاعلام وتكشف الى العالم بعض خبايا الفساد فى الحكم.. ان فكرة الجائزة فى حد ذاتها فكرة المعية ويمكنها ان تتطور لتصبح احد مقاييس الحكم الراشد فى افريقيا التى تقبع فى ذيل قارات العالم مكبلة بفساد السلطة واهتراء انظمتها السياسية وتفشى الفقر والجهل والاوبئة..
ولكى تبقى مؤسسة مو رائدة فى هذا العمل الانسانى الفريد يجب عليها ان تستقطب العقول الافريقية البارزة فى مختلف مجالات العلوم وتفرد لها مساحة للإبداع والتفوق لخدمة التقدم فى افريقياوستقدم خدمة راقية لهذه القارة التى ظلمها قادتها.. وكما كانت النوبة حضارة رائدة فى افريقيا فان مؤسسة مو ستعيد الى ذاكرة التاريخ تلك الريادة النوبية التى سطرها الاجداد ويقيت على مر العصور شاهدا على عظمة الحضارة النوبية والتى تولد من جديد وفى ثوب عصرى.. بعيدا عن غلواء التعصب العنصرى والتوجه القبلى والجهوى..
بقى ان نضيف طلبا بسيطا من مانح الجائزة الدكتور محمد فتحى ابراهيم وهو بريطانى من اصل سودانى نوبى ان يلقى نظرة سريعة وعاجلة على احوال اهله النوبيين الذين يعيشون تحت حصار ثقافى وعزلة اقتصادية خانقة تكاد تودى بكل ما هو نوبى.. والاقربون اولى بالمعروف.. والاصلاح يبدأ من البيت الصغير..
نورالدين منان واشنطن
|
|
|
|
|
|