|
قمة بلا هوية !
|
قمة بلا هوية !
مباراة القمة بين الغريمين التي انتهت بالتعادل الايجابي، الذي منح فريق المريخ صاحب الفرصتين بطولة الدوري الممتاز لم ترتق للمستوى الفني المطلوب، حيث كان أداء الفريقين رتيب وبعيد عن اللمسات واللمحات الفنية التي نشاهدها في جميع مباريات دوريات العالم، فالفريقان لم يقدما أي شئ يوحي بأن المباراة قمة كرة القدم في السودان. في اعتقادي أن الأسباب متعددة منها التوتر والحماس الزائد وضعف المنافسة منذ بدايتها باتفاق الشيخين بالإضافة إلى ضعف الجوانب الفنية لدى اللاعبين. في بداية المباراة بادر المريخ بالهجوم لإحراز هدف مبكر يريح به أعصاب لاعبيه لكن الهجمات لم تكن منظمة ولم تشكل أي خطورة ماعدا بعض الهجمات الشحيحة التي لم يتعامل معها المهاجمون كما ينبغي، بينما لعب المريخ بحذر شديد خوفاًً من ولوج هدف مبكر يربك حساباته. جاء هدف المريخ الأول نتيجة خطأ يتحمله الدفاع وحارس المرمي، وبعد الهدف لم يتعامل لاعبو الهلال مع المباراة بمنطقية،حيث كان الأجدى تكثيف الطلعات الهجومية، بعد تسجيل المريخ هذا الهدف أصبحت فرصة الهلال الفوز ولا شئ غير الفوز، ولكن لم يشكل هجوم الهلال أي خطورة حقيقية إلا في فترات متقطعة لتنتهي الحصة الأولى على الهدف الأحمر. وفي الحصة الثانية دخل الفريقان بتكتيكين مختلفين حيث يحاول الهلال إدراك التعادل والمريخ يسعى إلى المحافظة على الهدف، مما سهل مهمة الهلال في الاستحواذ على فترات متقطعة أربكت فريق المريخ حتى تمكن مساوي من إحراز التعادل الذي جاء نسخة من هدف طمبل وأيضا يتحمل الخطأ الدفاع وحارس المرمى ولا زالت الكرات العكسية والتمركز الجيد للمدافعين داخل منطقة العمليات كابوس يطارد الفرق والمنتخبات السودانية (الكرات العكسية أعيت من يداويها). وبعد هدف التعادل كان الهلال اقرب إلى الفوز ولكن عشوائية اللاعبين في التعامل مع الفرص التي سنحت لهم لم يستثمروها بالشكل المطلوبة حالت دون ذلك. الجهاز الفني للفريقين لم يكن له أي منهج أو طريقة لعب كما لم تكن لديه خطة واضحة، والدليل على ذلك إننا لم نشاهد لعب منظماً أو انضباطاً تكتيكاً في كل الخطوط ، حيث غياب التحضير الممرحل واللعب في التقاطعات اللمسة الواحدة، ومن الأخطاء المتكررة التي صاحبت المباراة التمريرات في المناطق الخلفية واحتفاظ اللاعب بالكرة وهو لا يملك مقومات ذلك من الناحية البدنية واللياقية والذهنية، كما أن التبديلات التي أجراها المدربان لم يكن لها تأثير واضح أو تغيير في نتيجة اللقاء. كذلك لم يشكل محترفو الفريقين أي إضافة بدءً من كلاتشي ويوسف محمد وداريو كان وإيداهور والزهرة وسعد عطية ، فقد كان مستواهم اقل من عادي فاللاعب المحترف دائماً ما يكون إضافة للفريق ويبذل قصارى جهده في الملعب ودائماً يكون صاحب كلمة الحسم في التسجيل أو التأثير في النتيجة ففي مثل هذه الدوريات يكون الحسم للمحترفين، لكننا شاهدنا مستوى فنياً ومهارياً وبديناً متواضعاً. *اتفق مع كلام رئيس نادي الهلال لقناة النيل الأزرق بعد المباراة في كل ما ذهب إليه عن ضعف المنافسة وفشلها وفشل الاتحاد لكن الوقت لم يكن مناسباً لذلك. تبريرات سكرتير الاتحاد ورده غير المباشر على رئيس نادي الهلال لم تكن موفقة، حيث كان محور الحديث عن المستوى الفني للمنافسة وليس عن الجمهور وعائد المباريات، ودلف السكرتير إلى الحديث عن الجمهور وعن الأرقام المالية التي جلبها الاتحاد من الرعاية ودخل المباريات وفات عليه أن المباراة التي تحدث عن إيرادها تعتبر قمة الكرة السودانية وماذا عن بقية المباريات غير مباراة القمة هل تغطي نفقات مواصلات الفرق الأخرى في التنقل لأداء مبارياتها في الولايات المختلفة خلال المنافسة؟ إذا أردنا ان تتطور منافساتنا لا بد من الجلوس للتشاور والتفاكر حول تقييم المنافسة وليس الكلام البعيد عن الواقع الكروي المأساوي ومخالفة لوائح الفيفا وبدع اللوائح التي تعيشه الكرة السودانية الذي يتيح لمتذيل القائمة أن يلعب ملحقاً للبقاء مع الفريق الذي يفوقه في عدد النقاط وهذا يتعارض مع قانون الاتحاد الدولي !!!! وختاما أسوق التهنئة إلى فريق المريخ بفوزه بالبطولة وأتمنى له التوفيق في مشوار بطولة الأندية الإفريقية، كما أتمنى لفريق الهلال التوفيق في الكونفدرالية؟
|
|
|
|
|
|