|
هل ألغيت الدمغة ، أم ألغى إيرادها؟
|
الكاتب/ عبد الله الشيخ ألغى البرلمان دمغة المجروح .. وفى هذه البلاد كل شيء بدمغة..
فى هذه البلاد ما أكثر المجروحين !.. قبل ان نصبح أقواماً من مالكي النفط ، وبعد ان صرنا من منتجي الذهب والمعادن النفيسة !.. فول العشاء في أي بيت عذابه عليه دمغة من (المندوب الرسمي) الذي يذهب لإحضار هذا الغذاء الرسمي،..والدمغة تأخذ شكل سيجارة ، وقد تأخذ شكل حاجة باردة !.. الإجراءات كلها لا تكتمل إلا بدمغة ..(العرضحالات) بدمغة وطلبات التقديم للإسكان ودمغة على القسيمة و أخرى على شهادات الفقدان، أخرى على شهادة خلو الطرف والوفاة والميلاد وبدل الفاقد وعلى غرامة المرور .الخ.لقد ألغى النواب دمغة المجروح وتركوا بقية الدمغات ( الدمعات)!.. الدمغة معروفة ، والقيمة موصوفة ،لكن للجرح أبوابه الثابتة ..من الجروح ما نعترف به ، وما لا نعترف به ..فأي الجروح أولى بالرعاية ، ومن هو الجريح المعترف به ؟ هل الجريح في جسده فقط ؟ ..وما بالك بمجاريح الغرام مثلاً ؟ هل لهم حق في الرصيد الثمين لدمغة الجريح التي كانت تتضخم إيراداتها منذ أن هبت ثورة الإنقاذ، لمّا الجيش للشعب انحاز؟.. إن مجاريح كثر في انتظار نصيبهم من الإيراد.. محمد ميرغنى مثلاً يعتبر من مشاهير الذين قدموا شكوى معتمدة عبر وسائل الإعلام الرسمية عن جرحه الكبير ..كون أنه (مجروح مرتين )..و هو الذي لا يستبعد أن يجد الكثيرين من أمثاله ،،وعلى حد قوله (يمكن ألقى الزيي فيكم)!.. ويقول المثل السوداني إن ( جرح اللسان لا يبرأ).. فكم مرة جرحت تصريحات المؤتمر الوطني من توالوا ومن صالحوا ودخلوا البرلمان إمعاناً في الاعتراف بشرعية النظام ـ دعك من الذين قطعوا عصا العصيان ــ ؟..هل لهم حق من رصيد دمغة الجريح ؟. ولو قدر لأحد شفيف ان يوزع الإيراد ــ إن لم يكن إلغاء الدمغة في معنى إلغاء التحصيل القديم ــ لو قدر لهذا الشفيف ان يوزع الإيراد بعدالة لبدأ ببكاء الشعراء والمغنواتية ، وهو قطعاً لن ينسى ترباس الذي يعتبر أول من بادر بالغناء للإنقاذ .. ولن ينسى ود البادية في مرافعته القوية عند باب جرحه حين قال: ـ ( بتخاصمني عشان بس كلمة ، وأحلى قصائدي نظمتها فيك )؟.. فما بال الذين نظموا أحلى القصائد في النظام ؟ ومن هذا الباب ــ باب رد الجميل ــ للذين دبجوا القصائد ( في أسباب الجرح) ينبغي ألا تنسوا مبتكري الدمغة ذاتها!.. أولئك الشعبيين الذين بدأوا اللعبة وخرجوا منها مجروحين ..وشامتين .. وأولئك الذين جرحوا ولم يفتحوا بلاغاً في الجرح وفاعله وجلهم من قبيلة اليسار التي مات بعض منسوبيها ..مجاريح .. في ( بيوت الطين)!..!.. وقد تتضخم القائمة التي تستحق من إيراد الدمغة ــ إن وجد الإيراد ــ حتى تصل الشفافية بنا الى أعتاب الشريك ، والذي عانى أفراده من جروح ملتهبة جسدياً ومعنوياً..لاشك أن لهم نصيب من الإيراد .. بحكم قومية الثروة !..وقد تصل الدمغة الملغاة الى باب الذي ضحى من أجل الشعب وقدم نفسه للخدمة العامة متبرعاً بوقته وماله وأعصابه و..و..( تحمل التجريح).. أما عن المجروحين ( صالح عام).. فهؤلاء ..فهم في حكم مجاريح الهوى ، الذين يمكن اتخاذ تدابير التعذير بشأنهم .. لماذا ألغى النواب هذه الدمغة في ظل احتياج المجروحين لإيرادها ؟ وأين الإيراد ؟ وفى أي بنك فتح الحساب ؟ وبالتفصيل الممل ، ما هي القيمة المحصلة من كل الولايات ، وخاصة من قطاع المعلمين و المعلمات ..الأحياء منهم والأموات .. وبمناسبة الأموات .. هل لهم نصيب من إيراد دمغة المجروح ؟ .. هل هناك نصيب من الإيراد لآهات المجروح و (الروح حياتك روح.. أم أن معنى الجمال مشروح )؟.. ونعود الى السؤال التقليدي .. هل ألغيت الدمغة أم ألغى إيرادها ومتحصلاتها ؟ وكم في الحصالة ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا..!
|
|
|
|
|
|