|
|
 حزام الكرش الحكومي
|
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
هذا حديث نتداول فيه عن الميزانية كل عام ..سرت أخبار عجز الميزانية قبل أن تأخذ مسارها الى الإجازة .. الميزانية هذا العام خربانه من كبارها ..
من أمريكا ست الحسن والجمال التي تشكو لطوب الأرض من الكساد ودول البترول تعاني من العجز ، والعجز والكساد وبقية المصطلحات ما هي إلا أسماء دلع لعبارة الفلس الصديق الحميم لمفصولي الصالح العام والساكن الرسمي في أحياء البروليتاريا ،، وهو الفانتازيا التي يتسلى بها من يركبون الآن فوق (تكسي) الغرام في الإسكانات الشعبية التي تروى من عين آنية ، وليس لأكثرهم طعام إلا مما لا يُسمن ، ولا يغني من جوع ..
ولما كان حلم الجيعان عيش ، فإن المفصول للصالح العام لا يدري أي عيش يحلم به هذا الحول !.. هل يحلم بالعيش سيد الاسم ؟ أم يحلم بالعودة إلى ما فُصل منه .. وطالما أن تعدد الأحلام ضار بالقضية مثل تعدد مسارات الحلول لقضية دارفور .. فإن مخططي الميزانية يمكن ان ينصرفوا الى إجازتها دون عناء .. فليس في الأفق إلا أحلام كثيرة ..والأحلام ليست من الأشياء التي يتأسى على تبددها الكبار ..
ومن أجل صياغة حل للعجز لابد من تفحص الأزمة ، لا لتأكيد الذنب الأمريكي فيها ولكن لنتذكر ان ما حدث لم يكن يحتاج الى درس عصر .. فهو خلاصة فائض القيمة التي لا يحتاج الإنسان الى الانضمام الى محافل الاشتراكيين ليفهم دروسه .. لأن الذي حدث يعتبر مما علم من الرأسمالية الطفيلية بالضرورة.. لأن التطفيل والتطفيف يشتري الدّين بالدّين، والقرض بقروض.. الخ ..
وإذا كانت ميزانية هذا العام( خربانة ) من كبارها ..فلا بد من الاعتراف بالاضطرار الجماهيري الى الأخذ بالمعاني السامية الواردة في ثنايا التصريحات الرسمية ، والتي توضع دائماً بموازاة زفة الميزانية وهى تزحف الى قبرها السنوي الأخير في البرلمان ، لتبعث مرة اخرى في العام القادم لتتم إجازتها للحياة عاماً آخر ..
من المعاني السامية التي تردد كل عام أن الوضع الاقتصادي يحتاج الى ربط الأحزمة على البطون ..وأن هناك عهداً من القادة بربط الأحزمة ..وقريباً جداً سنرى وزراءنا ومديري مكاتبهم يفكون الريق بعد الواحدة ظهراً من فول أبو العباس المرسي ..
لقد رأينا القادة هكذا في خيرها وشرها ..هم أول من يضحي وآخر من يستفيد ..
سيربطون معنا الأحزمة على البطون حتى تنفرج الأزمة بمفتاح الفرج الأمريكي لتنفرج بعد ذلك علينا ..
ينبغي أن نشكرهم أولا على هذه المشاعر الطيبة ، لكن ميزانية هذا العام لو أراد صائغها بنا خيراً حقيقياً فعليه أن يكتب على هامشها بنداً جديداً يسمح لجهات الاختصاص باستيراد الأحزمة وتوزيعها ،وان تحرص جهات الاختصاص على عدم تسريب هذه الأحزمة الى السوق الأسود حتى لا يتكبد قادتنا المشاق في التعامل مع مؤسسات لا يعترفون بها أصلا( لكون السوق الأسود ليس جهة الاختصاص )! في عرض السلع الأساسية ..
الواجب المباشر أمام وزارة المالية أن تقوم بتحديد مواصفات الأحزمة ، وتتأكد من علامة الجودة - ختم المواصفات والمقاييس- ، فالبلاد لا تحتمل أزمة أحزمة شبيهة بأزمة القروض العقارية ..
قادتنا يحتاجون الى أحزمة بمواصفات تفصيلية .. يحتاجون أحزمة تليق بالمقاس .. ولا تناسبهم أحزمة الفقر الضيقة ..
بل من باب احترام الشعب لقادته يجب ان ينبري نواب الشعب في البرلمان لرفع الكُلفة .. يكفى من قادتنا مجرد التباسط الذي أبدوه .. ولا داعي الى ( حكها ) حتى تجيب الدم.. إذن .. النواب اللامعون سيتحدثون ( بشفافية) ويشيرون الى ان الشعب على كامل التقدير للمواساة الرسمية التي صدرت ..
الكروش إذا كانت قادرة على حمل نفسها ..لا ينبغي ان يحمّلها ولاؤها الوطني ما لا تطيق من أحزمة .. ولكن قد (يدق قادتنا صدورهم) ويقولوا نحن لها .. في هذه الحالة أرى ان تستعد المواصفات والمقاييس بتوفير البضاعة ..وبعد تواجدهاــ الأحزمة ــ نشوف مين يربط ، ومين يحل !
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست