|
التوهيطة المعروفة !..
|
الكاتب/ عبد الله الشيخ Tuesday, 21 October 2008 السلم التعليمي فرض علينا على أيام الثورة التي تراجع ولا تتراجع ، فرض علينا خطبة عصماء لنميرى تقول ان ثورة مايو امتداد لأكتوبر .. وطالما ان الرجال قامت ومرقت الى كنانة ..
هل يعقل ان نخونهم ونطعنهم من وراء ظهرهم ونتحدث عن شارع وعن جماهير يمكن ان تخرج في أي لحظة كما خرجت في أكتوبر وفى ابريل ؟
مش عيب ؟
بقدر ما قرأت وتمثقفت لم استطع ان أمحو عبارة نميرى ان مايو كانت امتداداً لأكتوبر ، وكذلك لا استطيع ان أنسى هذه الجماعة الحاكمة حسمتنا على أيام شبابنا في الجامعة بأن أكتوبر هي من صنع الإنقاذ رغم ان الإنقاذ كانت حينها في المهد صبية !.. لأنهم التنظيم الوحيد الذي يمكن ان يصحح المسار ..
دوشتنا هذه الجماعة الحاكمة بأنهم صنعوها وخاطبوها ، وأنهم الاحرص على مكتسباتها .. قلنا خير وسميناها مبروكة .. اسمعونا كلاماً محفوظاً عن ظهر قلب ،، قاله كبيرهم حين عاد من السربون .. خلاصة الكلام ان التنظيم يعتقد في ان هذا الشعب ضد الطاغوت ، وضد الدكتاتورية الغاشمة .. وانه يسوقه سوقاً الى فضاءات الحرية وانبساطاتها ..
قلنا خير .. لأن حديث الجماعة عن بسط وتكسير الحريات يطمئن الذي يربط الريشة على صدغيه!
الحرية ، التي هي أهم معاني أكتوبر ، تم تصحيح مسارها في الإنقاذ بالانقلاب على الطاغوت ، وباستتباع التنظيف (التطهير) للخدمة المدنية وبتمليك الولايات حق تقرير المصير ، وبظهور الغلام متحدثاً رسمياً باسم السياسات التي تستهدف استنفار الهمم لصد التغول الاجنبى على مكتسباتنا !..
في أيام جهالتنا ‘كان الحديث عن الحريات موحداً الى درجة انك لا تحس فرقاً يذكر بين لهجة اليساري عند النضال ونصائح اليميني الى القلوب التي ضلت سواء السبيل .. حتى جاء زمانهم ، فرأينا الحفاة العراة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان ، واكتفينا بحرية المشاهدة التي تغنى السؤال عن أشراط الساعة !..
ليس ثمة قلق يثور في أذهان الكنانيين لأن هذا الشعب إن لم يبتعث شبلاً من أشباله الى السربون فلن تقوم ثورة !..ولا يوجد الآن بين ظهرانينا من له قدرة على كلام صميم يعيد نداء أكتوبر فينا .. لذلك لا جدوى من ان نترع الامانى ، اللهم إلا إذا وصل الى ظهرانينا مبعوث سربوني آخر .. يحمل ذات المواصفات التاريخية التي صاغت مبادئ أكتوبر ونفذتها على الأرض بعد التوهيطة المعروفة والموصوفة في ساحات الفداء!..
وحتى لا يقال ان الجماعة جنحت الى التبجح بإنجاز الثورة .. فقد ضربت الجماعة صفحاً عن الحديث أو الاحتفال بأكتوبر ..
وحتى لا تعتدي عاديات الزمان على تاريخنا وتقوم بتزويره فإننا ننصح حكامنا الأكتوبريين الإنقاذيين ان يشملوا بعين الرعاية والعناية هذا الجيل الجديد الذي يحتاج الى توعيته بمشاركة الإنقاذ ، وهى في المهد في إشعال أكتوبر الأخضر.. (حتى لا ننسى )!.
عليهم ان يحدثوا هذا الجيل عن العولمة اللعينة ، و محاولات الطوابير واستهدافهم المتواصل للمكتسبات والانجازات ، حتى يصل هذا الجيل الى علم عين اليقين بأن هذا السودان لولا هذه الدرر الألمعية لما دق مدماكاً واحداً على هذه الأرض التي اشتعلت بفضلكم قمحاً..
بارك الله لكم .. امتداداتكم ..انجازاتكم .. ثوراتكم .. و( نفراتكم )..
|
|
|
|
|
|