|
نازك أحمد عبد القادر: سلام من الضفة الأخرى
|
عرفت نازك منذ ايام الجامعة، كنا طلابا غير مجدين، طارق الأمين وأشرف الأزهرى وأنا. كنا نعسكر فى بيت أحدنا قبل خمسة عشر يوما من الإمتحانات، إمتحانات كلية الحقوق ، جامعة القاهرة فرع الخرطوم _ قبل ان تتنيل_ . طارق كان ملك مذاكرة اللحظات الأخيرة، إما أمسك الكتاب ومزقه ثلاثا_ كنا نملك ثلاثتنا كتابا واحدا بعض أحيان_ أو يمسك هو الكتاب كاملا سالما ليقرأ علينا ونسمع، ثم وقبل سويعات من ركوب البص يكون طارق قد لخص الكتاب كله فى ورقة، كان يكتب الملخص على شكل منفلة نقرأه ونمتحن وننجح، وكانت نازك دائما فى انتظارنا ونحن ننزل من البص- بص رابطة الإمتداد أو الصحافة حسب المعسكر- تأخذ المنفلة وتأوى إلى شجرة، وكانت كذلك تنجح. عرفنى إليها أول مرة قريبى وصديقى الفنان طارق الأمين، وفى عصبية جميلة لا تشبه عصبية هذا الزمان قال لى انها مننا من المقل. هى من الحجير ولافرق فالقريتان فقيرتان يمر بهما النيل منهكا ومادا لسانه وليس حظهما من خصوبته فى الطين سوى بضع نخلات، ولكنها نخلات أعرف الآن يا نازك كم حمّلتك من بلح ومن سمرة. مذ عرفت نازك عرفتها تضحك، ضحكة سمراء وصافية ، ومذ عرفتها يلفها شحوب وطنى جميل وأسمر ، وحتى آخر لقاءاتنا، وأعلم أنها لاتزال، على ضحكتها تلك. . لم أكن هناك حينما عادت من رحلة استشفاء قبل الرحيل، فقد كنت غادرت إثر انتباهة إلى ألم فى الوطن قلت أشفى منه بعيدا. وما كنت هناك لأهيل عليها وداعى الأخير. غادرت قبلها والموت فى بعض معناه رحيل عن المكان ، المكان بما يشع عليه من ذكريات وما تحف به من روائح. تزاملنا مؤخرا على كنبة واحدة فى قاعة من قاعات جامعة الخرطوم، طالبين فى الدبلوم العالى فى القانون الدولى لحقوق الإنسان، وكان ميدان معركتها الأخيرة التى صرفتها عن معركتها مع الموت أو انها كانت فيما تبذل نفسها تريد ان تنطوى على المكان لتحمله معها لكأن المكان طيف أو أن الذكرى حجر . وكنا نعرف وكانت كذلك تعرف، ومرة أخرى وكما من قبل مع عادل أحمد يوسف نحس بالدَين وبأن أيادينا لم تكلل عناقها بنجوم ولم نتحسب بنخلة تليق بالقبر. فا جأنى هاتفى فى الليل- ليل لا ليل فيه- بسلوى سعيد تبكى وما استطاع احد منا أن يعزى أحد، فقط الآن يا سلوى أحتمل بكاءك وأقول لك مابى وبك من عزاء وفقد. والآن يا نازك وقد سكنت إلى مكانك الأخير ورتبتِه، على الجدار صور فيصل والأولاد والخريطة، وعلى حجر بضع كتب وعلى آخر ضحكتك، سمراء وسالمة تستريح ولاتحتاجينها فليس بين الموتى مساكين تشفيهم ضحكتك. وأنت مستلقية ، أخيرا على سلام نفسك، نفسك المطمئنة، اعلمى أن صديقا كان قد عجز عن الوصول، يمرُّ الآن دون ضجيج ويهيل عليك السلام.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نازك أحمد عبد القادر: سلام من الضفة الأخرى (Re: عز الدين عثمان)
|
أخي عزالدين عثمان
كل أبن أنثي وإن طالت سلامته يوما ما علي آله حدباء محمول ، فعظمت علينا هذا الرحيل المفاجئ لنيزك قد خبأ نجمه في ليلةٍ عبست بثغر شبابها الباسم وذهبت بشذا عطرها الناسم وإني لأعلم أن رزاك هذا يزيدك شجناً ويوسمك حزناً ولكن ماذا يفيد إذا كانت الأعمار رهائن المصارعِ وقضاء الله لا محال واقع والله تعالي يفرغ في قلبك صبرا جميلا وللفقيدة الرحمة.
،،،،أبوقصي،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نازك أحمد عبد القادر: سلام من الضفة الأخرى (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
عز الدين سلام
تسكننى من ثلاث ليال امارس حزنى عليها بطريقتى الخاصة التقى غسان واتمنى ان يفضفض لى ما بدواخله اتونس مع احمد المتماسك الجميل
اعلق مع سحر واسالها عن النتيجة لوحده فى منتصف الطريق فيصل الزوج الوفى يكابد الحزن والمسئولية التى تركته فيها.
صديقة الزمن الجميل التى افتقدتها .
لك المغفرة ولنا الصبر من بعدك
| |
|
|
|
|
|
|
|