|
يا عيد تعود يا عيد
|
في السنوات التي خلت كان عندما يهل علينا فجر العيد السعيد وينطلق صوت الفنان الذري ابراهيم عوض برائعة الشاعر عبدالرحمن الريح (يا عيد تعود يا عيد بالخير علينا سعيد).. كنا ندرك أن ذلك هو عيد الفطر المبارك وإن تلك الأغنية هي بمثابة النشيد الوطني لإستقبال ذلك العيد. أما إذا إنطلق صوت الثنائي ميرغني المأمون واحمد حسن جمعة ب: تعود بالخير يا عيد النحر والرحمة تعم البر والبحر كنا ندرك أن ذلك هو النشيد الوطني لعيد الأضحى المبارك. وكأنما كانت العيدان لا تصحان إلا بعد سماع النشيدين. إلى ذلك الحد كنا مرتبطين وجدانياً واجتماعياً بتلك الإشارتين. وكانت لكل مناسبة نشيد وكان أهل الإذاعة يولون إهتماماً بالغاً بتخيير النشيد أو الأغنية المناسبة للوقت المناسب فمثلاً في الصباح ونحن نستقبل فجراً جديداً كان يصبحنا صوت الفنان عثمان الشفيع ( داك الصباح أهو لاح يا حبيب/ كالبلبل الصداح عن قريب/ جاك يحكي ليكا/ جاب شوقو ليكا... الخ) أو (يا صباح يا زاكي العبير/سلم لي عليهم كتير) من الفنان ابراهيم عوض. وفي المساء والسهرة كان يأتينا صوت النغم الدفاق كشلالات النيل عبد العزيز محمد داؤود ( مساء الخير يا أمير/يا الحبك ملك الضمير). نسترجع ذلك في شئ من الحنين للماضي (نوستالجيا) لا نستطيع لها دفعاً ولا صداً. شئ تغلغل في الوجدان وأصبح جزءً من السيرة الذاتية لأبناء جيلي (جيل المصيبة المعلقة بالسبيبة). وكثير كثير من الأغاني الصباحية التي تزرع فينا التفاؤل والأمل والطرب الذي يجعل يومنا برغم قساوة الظروف محتملاً (كغرد الفجر) لعثمان حسين و(فلق الصباح) لخليل فرح و(المقرن في الصباح) للكاشف وهذه كانت الإذاعة تقدمها صباح الجمعة. بل إن المبارك إبراهيم كان يبدأ برنامج حقيبة الفن صباح الجمعة ب (جلسن شوف يا حلاتن) لود الرضي وفي المساء ب(الليلة كيف أمسيتو يا ملوك أم در). كان التقدير المناسب للوقت والمناسبة هو الذي يتحكم في وضع خارطة ما يقدم. فلماذا لم تواصل تلك المحطات الإذاعية هذا التقليد الحسن الذي يطبع وجدان هذه الأمة برقة ويدغدغ المشاعر بعطف ويرطب علينا جفاف الجو والعواطف ويزيل ذلك العبوس والتكشيرة التي أصبحت معلماً من معالم سلوكنا وتصرفاتنا؟ وغداً أو بعد غد يهل علينا العيد السعيد أعاده الله على أمتنا بالخير والسلام والإستقرار والطمأنينة وسط عالم يمور بالمشاكل والعلل. ولعلنا ننسى ما كنا نردده بتأفف: (عيد بأية حال عدت يا عيد) ب(يا عيد تعود يا عيد بالخير علينا سعيد) وأرجو أن تنطلق جميع الإذاعات العاملة بهذا النشيد بعد صلاة العيد وكل عام وأنتم بخير. ولا تنسوا.... آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع.
|
|
|
|
|
|